تركيا تطلق مشروع غواصة ميلدن.. هل تنافس الغواصات الأوروبية المتطورة؟
تاريخ النشر: 11th, December 2025 GMT
سلط تقرير نشره موقع "شيناري إيكونومتشي" الإيطالية الضوء على إطلاق تركيا مشروع الغواصة "ميلدن"، أول غواصة تُصمَّم وتُبنى محلياً، في خطوة تمثل تحدياً مباشراً لهيمنة الغواصات الألمانية والإيطالية في السوق العالمية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن تركيا أدركت خلال العشرين عامًا الأخيرة، أن السيادة السياسية من دون سيادة صناعية ليست سوى وهم، وقرّرت أن تتحول من مستهلك للأسلحة في حلف شمال الأطلسي إلى مصنّع ومورّد.
وأضاف، أن انطلاق مشروع بناء "ميلدن" في أحواض غولجوك ليس حدثا معزولا، إذ تشهد إسطنبول في الوقت ذاته بداية أعمال بناء أول مدمّرة محلية مضادة للطائرات من طراز "تي إف-2000"، وتوقيع عقود بقيمة 6.5 مليار دولار لإنجاز "القبة الفولاذية" التركية.
مواصفات ميلدن
اعتبر الموقع أن صنع غواصة محلية بالكامل يعد مشروعا طموحا جدا لدولة كانت حتى الأمس القريب تكتفي بتجميع فرقاطات ألمانية، خاصة أن ميلدن غواصة عملاقة يبلغ وزنها 2.700 طن ويتجاوز طولها 80 مترًا، مقارنة بالغواصة الإيطالية "سالفاتوري تودارو" التي يقل وزنها فوق سطح الماء عن 1500 طن.
أما عن المواصفات الفنية، فإن ميلدن تعمل بنظام دفع لاهوائي محلي الصنع، يجمع بين إعادة تشكيل الميثانول وخلايا وقود غشاء تبادل البروتون، ويعمل ببطاريات أيونات الليثيوم، بهدف بقاء الغواصة تحت الماء عدة أيام دون استخدام أنبوب التنفس تحت الماء، وهو أمر غير ممكن للغواصات التي تعمل بالديزل.
وعلى صعيد التسليح، سيتم تزويد الغواصة بـ8 أنابيب عيار 533 مليمتر، دون استخدام معدات أمريكية أو ألمانية، إذ سيتم إطلاق طوربيدات تركية ثقيلة من طراز "أكيا" وصواريخ "أتماكا" المضادّة للسفن (بمدى يتجاوز 220 كم)، كما يتم الحديث عن إمكانية دمج صاروخ "جيزجين" المجنح، والمصمم لضرب أهداف برّية.
ومن المنتظر أن تتكون أجهزة الاستشعار من السونار وأنظمة كهروبصرية تركية الصنع.
تحدٍّ كبير
يتابع الموقع متسائلا: هل تستطيع غواصة ميلدن أن تفرض نفسها كمنافس للغواصات الغربية المتقدمة؟
ويقول في هذا السياق إن تركيا راكمت الكثير من الخبرات منذ عدة سنوات عبر تجميع غواصات "تايب 214" الألمانية (فئة ريس)، لكن ذلك يختلف تماما عن تصميم غواصة كاملة تعمل بكفاءة، خصوصًا حين يتعلق الأمر بالهيدروديناميكا الصامتة ودمج نظام الدفع اللاهوائي.
ويقارن الموقع بين ميلدن وغواصة "يو 212 إن إف إس" الإيطالية الألمانية، مؤكدا أن الغواصة التي تصنعها شركة "فينكانتيري" الإيطالية عبارة عن آلة حربية متطورة فائقة التقنية، وهي ثمرة عقود طويلة من التطوير، ويبلغ وزنها على السطح حوالي 1.600 طن. في المقابل، يبلغ وزن ميلدن 2.700 طن، بحجم أقرب إلى الغواصات اليابانية الجديدة من فئة "تايغي"، أو الغواصات الإسبانية "إس-80".
ولفت الموقع إلى أن إسبانيا أرادت في مشروعها "إس-80" العمل بمفردها بعيدًا عن الفرنسيين، فانتهى بها الأمر إلى غواصة لم تستطع أن تطفو في البداية بسبب ثقل وزنها. وبالتالي فإن تركيا تواجه -وفقا للموقع- تحديا كبيرا في إنجاز هذا المشروع المحلي ليعمل بكفاءة وينجح منذ المحاولة الأولى.
اعتبارات جيوسياسية واقتصادية
أكد الموقع أن هدف أنقرة لا يقتصر على الدفاع عن المجال البحري بل يتعداه إلى التحرر من قيود التصدير، حيث إن السلاح الألماني أو الأمريكي يتطلب الإذن لاستخدامه أو لإعادة بيعه، بينما يمكن لتركيا بعد صنع "ميلدن" أن تبيع لأي دولة من دون المرور عبر برلين أو واشنطن.
وحسب الموقع، فإن بيع أول فرقاطة من فئة "حصار" إلى رومانيا (وهي دولة عضو في حلف الناتو) يُظهر أن الصناعة البحرية التركية لم تعد مجرد دعاية، بل واقعا ملموسا بتكلفة منخفضة وكفاءة عالية ومرونة في التصدير.
وأضاف الموقع أن نجاح تركيا في صنع غواصتها المحلية بالمواصفات التي تم الكشف عنها، سيجعلها مطلوبة في أفريقيا وآسيا والشرق الأوسط باعتبار أنها منخفضة التكلفة وكثيفة التسليح، وهو ما تحبّذه هذه الأسواق مقارنة بعامل السرعة الذي توفره الغواصات الألمانية والإيطالية.
واختتم الموقع بأن هذه الخطوة التركية لن تؤثر علي الصناعة الأوروبية على المدى القصير، حيث سيواصل زبائن "الفئة الممتازة" (بحريات الناتو من الصف الأول) الاعتماد على الغواصات الألمانية والإيطالية، لكن على المدى المتوسط، ستتحول تركيا إلى منافس شرس في أمريكا الجنوبية وجنوب شرق آسيا وشمال أفريقيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة دولية صحافة إسرائيلية صحافة دولية تركيا الغواصة تركيا صناعات عسكرية الجيش التركي غواصة صحافة دولية صحافة دولية صحافة دولية صحافة دولية صحافة دولية صحافة دولية سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هروب جديد من سجن ميلانو شديد الحراسة.. رابع واقعة فرار تهزّ السجون الإيطالية
تمكّن تولانت توما من الهروب من سجن ميلانو شديد الحراسة خلال عطلة نهاية الأسبوع، في حادثة تُسجل رابع عملية فرار ينفذها منذ عام 2009 من منشآت احتجاز في إيطاليا وبلجيكا.
وفي التفاصيل، فرّ السجين الألباني المعروف بسجله الإجرامي من الجناح شديد الحراسة في سجن أوبرا ميلانو ليلة السبت/الأحد، في أحدث هروب ناجح له من سجون إيطالية وأوروبية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2غضب في أميركا بعد انتشار فيديو موظفة سينابون وهي توجه ألفاظا عنصرية لزوجين صوماليينlist 2 of 2عاصفة هائلة تبتلع صحراء تانامي.. سماء أستراليا تتحول إلى كتلة من الغبارend of listووفقا لما أعلنته السلطات الإيطالية، قص توما البالغ من العمر 41 عاما قضبان نافذته، ثم استخدم ملاءات سرير معقودة للنزول منها، مستغلا ظروف الظلام وتبديل نوبات الحراسة لتنفيذ عملية الفرار بدقة.
Evasione nella notte dal carcere di Opera a Milano. Ha segato le sbarre e si è calato con le lenzuola Toma Taulant, detenuto di origini albanesi, alla sua quarta fuga da un penitenziario pic.twitter.com/kYIbbcCtIt
— Tg3 (@Tg3web) December 7, 2025
ويقضي توما، وهو مواطن ألباني، عقوبة بالسجن بتهمة السرقة وجرائم أخرى، تمتد حتى أكتوبر/تشرين الأول 2048. وقال المحققون إنه تسلق جدار المنشأة الذي يبلغ ارتفاعه 6 أمتار قبل أن يختفي.
وأطلقت الشرطة الإيطالية حملة مطاردة على مستوى البلاد، شملت دوريات ونقاط تفتيش ومراقبة حدودية. وتخشى السلطات من أن يحاول توما الفرار من البلاد.
أزمة اكتظاظ السجونويسلط هذا الهروب الضوء على مشكلات بنيوية يعاني منها نظام السجون في إيطاليا، إذ يؤدي الاكتظاظ الحاد ونقص الكوادر إلى صعوبة متزايدة في الحفاظ على الأمن داخل المنشآت.
وبحسب جمعية أنتيغوني، بلغ معدل إشغال السجون الإيطالية نحو 133% من طاقتها الاستيعابية بحلول عام 2025، إذ تضم أكثر من 62 ألف سجين في مرافق صُممت لاستيعاب ما يقارب 51 ألفا فقط.
كما يعاني النظام من نقص واضح في العاملين؛ فعدد ضباط السجون لا يتجاوز 46 ألف ضابط، بينما تشير نقابات السجون إلى وجود عجز يصل إلى 20 ألف موظف.
إعلانوعند وقوع حادثة الهروب، كان سجن أوبرا يحتجز 1338 سجينا في حين أن سعته الأصلية تبلغ 918 مكانا، أي بنسبة اكتظاظ تصل إلى 153%. وعلى الرغم من الحاجة إلى 811 ضابطا لتأمين السجن، كان عدد العاملين فيه لا يتجاوز 533 ضابطا فقط، وفقا لجينارينو دي فازيو، الأمين العام لنقابة شرطة السجون الإيطالية.