الذهاب الى:

أكدت قياسات جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين ما أظهرته نتائج سابقة كانت محل جدال كبير في أوساط علم الكونيات، تقول إن الكون يتوسع بسرعة أكبر مما تنبأت به النماذج النظرية، بل بسرعة أكبر مما يمكن تفسيره بفهمنا الحالي للفيزياء، ما قد يضطر العلماء للبحث عن نظرية جديدة تشرح هذه النتائج.

الكون المتوسع

لفهم فكرة تمدد الكون تخيل أن طفلا يرسم نقاطا سوداء على بالون، وفور أن ينتهي ينفخ البالون، يلاحظ أن النقاط التي كانت قريبة من بعضها حين بداية الرسم تأخذ في التباعد كلما كبر حجم البالون.

يسأل الطفل: هل تجري النقاط التي رسمها بعيدة عن بعضها؟ الإجابة المباشرة هي: لا، فالنقاط تبتعد، لا لأنها تتحرك، بل لأن جسد البالون يتمدد.

(الجزيرة)

منذ عشرينيات القرن الماضي، بدأ علماء الفيزياء الفلكية في الحديث عن أن الكون يفعل الشيء نفسه الذي يفعله بالون الطفل، حيث تتباعد مجراته عن بعضها بعضا بسرعة هائلة، لا لأنها تجري بسرعة ولكن لأن نسيج الفضاء نفسه يتمدد.

ومثل البالون الذي بدأ صغيرا، يعتقد العلماء، بحسب أكثر النظريات قبولا، أن الكون نشأ من نقطة واحدة متناهية الصغر، عظيمة الكثافة، لا يعرف العلماء حتى اللحظة كيف نشأت. كل ما نعرفه أن الكون كله كان منضغطا في هذه النقطة، قبل أن يأخذ طريقه في التوسع والتمدد مع الزمن، مُبعدا مجراته وأجرامه عن بعضها بعضا، ومنذ لحظة الظهور، لم يتوقف تمدد الكون قط، بل يتسارع في توسُّعه.

إعلان

استطاع العالم "إدوين هابل"، الذي كان محاميا قبل أن يتوجه لدراسة علم الفلك، أن يصوغ قانونا أمكن به حساب معدل توسع الكون، من خلال قيمة حملت اسمه "ثابت هابل".

(الجزيرة) فيزياء جديدة

وبحسب الدراسة التي نشرها الفريق البحثي في دورية "أستروفيزيكال جورنال ليترز"، فقد توصلوا إلى قيمة لثابت هابل تبلغ 76.5 كيلومترا في الثانية لكل ميغا فرسخ فلكي، هذه القيمة تتعارض مع قياسات ثابت هابل باستخدام مجموعة أخرى من أدوات القياس التي يعتمد عليها العلماء، تسمى هذه المشكلة "توتر هابل"، حيث تخرج قيمة ثابت هابل مختلفة إذا ما قررنا قياسها بأدوات مختلفة (في الكونين القريب والبعيد).

والسؤال الذي طال أمده في هذا النطاق هو: هل الخلل في طريقة قياس ثابت هابل أم في النماذج أو النظريات التي يعتمد عليها الباحثون لفهم هذا الكون؟ تشير النتائج الجديدة التي توصل إليها الفريق جذر توتر هابل يكمن في نظريات العلماء، ويتطلب ذلك تعديلها، أو ربما إيجاد نظريات جديدة تشرح هذه النتائج.

وفي تصريح حصلت الجزيرة نت على نسخة منه يقول دان سكولنيك، الباحث من جامعة ديوك الأميركية والذي قاد فريق البحث: "لقد وصلنا إلى نقطة حيث نضغط بقوة ضد النظريات التي كنا نستخدمها لمدة عقدين ونصف، ونحن نرى أن الأشياء لا تتطابق".

ويضيف قائلا: "قد يؤدي هذا إلى إعادة تشكيل الطريقة التي نفكر بها في الكون، وهو أمر مثير! لا تزال هناك مفاجآت متبقية في هذا الكون".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

الأردن يُسعف غزة وإعلامنا يتثاءب

صراحة نيوز- في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، حيث ترتكب المجازر في غزة على مدار الساعة، وتغيب العدالة عن شاشات العالم، وقف الأردن بشجاعة أخلاقية وتاريخية قلّ نظيرها : طائراته تهبط رغم القصف، وأطباؤه يداوون وسط الدمار، ومساعداته تُرمى من السماء حين تُغلق الأرض، وملكه يقولها بصراحة: “مهما فعلنا لأهل غزة، نبقى مقصرين”.

لكن وسط هذا الأداء الهاشمي السياسي والإنساني الرفيع… كان إعلامنا مشغولًا بأشياء أخرى.

كان مشغولًا بترتيب مقاعد الضيوف في برنامج مسائي، وملاحقة أخبار متفرقة في جدول مزدحم، واستنساخ محتوى من وكالات الأنباء… أما المشهد الأردني الحقيقي، فبقي معلقًا في الهواء، لا يجد من يلتقطه، يصيغه، ويسوّقه للعالم كما يستحق.

هل يحق لنا أن نغضب من فضائيات عربية تكتفي بما يتماشى مع أجنداتها؟

هل نتوقع من قنوات تابعة لعواصم أخرى أن تكون أكثر حرصًا على صورتنا منا؟

الحقيقة أن المشهد الإعلامي العربي، في معظمه، يعمل وفق بوصلته الخاصة، ويهتم بإبراز ما يخدم جمهوره ومموليه، وليس مهمته أن يعكس صورة الأردن ولا إنصافه.

القنوات الفضائية الكبرى، عربية كانت أو غير عربية، لم تُبنَ لتكون صوتنا، بل صوت غيرنا.

فحين نغيب نحن عن صناعة سرديتنا، لا نلوم من لا ينقلها.

وفي الوقت الذي تُسجل فيه قنوات إقليمية مشاهد “القارب العاطفي” أو “المراسل الحزين” من على شاطئ رفح، كان من الممكن لإعلامنا أن يُخرج ملحمة “المستشفى الأردني” في قلب الحرب، أن يحوّل “جسر الإمداد” إلى مادة إعلامية ملهمة، أن يُطلق حملة رقمية تجوب العالم، تُفحم المتشككين وتُظهر الحقيقة كما هي، لا كما تُروى على لسان آخرين.

لكننا لم نفعل.

ولم تكن المشكلة في ضعف الموارد، بل في غياب من ينسجم مع الإرادة الهاشمية الفذة الحكيمة التي حرصت منذ اليوم الأول من الحرب على غزة أن تكون حاضرة بفعلها العروبي و الإنساني.

إرادة حية عبر عنها جلالة القائد الهاشمي المفدى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين خلال عديد من المحافل الإقليمية و الدولية معلنين أنها مسؤولية تاريخية حملها و يحلمها الهاشمين واجباُ مقدساً و ثابتاً من ثوابت الدولة الأردنية.

مستوى هذا المشهد الإعلامي لم يكن نتاج قلة الكوادر، بل في تهميش أصحاب الكفاءة، وإعطاء الصوت لمنتفعين يجيدون لغة “الفزعة”، ولا يعرفون شيئًا عن لغة العالم.

في زمن الإعلام الموجه، والإنتاج الذكي، والتقارير الوثائقية التي تُبنى على القصص لا على الأخبار، بقي إعلامنا يُحدّث نفسه بلغة خشبية، وبرامج رتيبة، وشعارات مكرورة، ومراسلين يجتهدون بوسائل بدائية لا تليق بمكانة الدولة، ولا بتضحياتها.

أما الفضاء الإلكتروني، فحدث ولا حرج.

تركت الدولة ساحته فارغة، فاحتلها الذباب.

فيما انشغل و تشاغل إعلامنا الرسمي ، كان الذباب الإلكتروني يبني رواية من الأكاذيب، ويعيد تدوير الاتهامات، ويزرع التشكيك في كل موقف أردني.

ولأننا لم نملك “جيشًا رقميًا” يحمي الرواية الوطنية، اخترقونا.

ولأننا لم نؤسس لمنصات تنطق باسمنا بلغة العصر، سبقونا.

ما نحتاجه اليوم، ليس استجداء إعجاب قناة، ولا طلب من “الفضائيات الشقيقة” أن تنصفنا.

بل نحتاج إلى بناء منظومة إعلامية متكاملة، تبدأ من استراتيجية واضحة، تمر بإنتاج احترافي، وتنتهي بتأثير ملموس على الرأي العام، محليًا وإقليميًا ودوليًا.

نحتاج إلى منصات تقول الحقيقة بصوتٍ قوي، وبرؤية ذكية.

نحتاج إلى محتوى لا يخجل منه المواطن، ولا يتثاءب أمامه المتابع.

نحتاج إلى إعلام أردني، لا مجرد صوت على الهامش.

باختصار، نحن لا نُعاتب الإعلام العربي، بل نعاتب أنفسنا.

لأننا تأخرنا في صناعة الصورة، فسبقنا غيرنا إلى تشكيلها.

وحتى لا نظل نشتكي من تجاهل الآخرين… علينا أن نبدأ من أنفسنا.

لا زلنا نحارب بالدم… ونخسر بالكلمة.

رئيس لجنة التوجيه الوطني والإعلام النيابية النائب فراس القبلان

مقالات مشابهة

  • جماعة هاكرز التي نفت هجوم سيبراني على سيرفرات الاتصالات بصنعاء تكشف عن المواقع التي استهدفتها
  • أحمد موسى: لا توجد دولة في الكون تتعرض لحجم هائل من الشائعات مثل مصر
  • الأردن يُسعف غزة وإعلامنا يتثاءب
  • مافيش حقن.. دراسة جديدة تكشف استبدال الإبر بخيط الأسنان | اعرف التفاصيل
  • الأعلى للجامعات يشهد قرارات جديدة لدعم التنسيق وتطوير التعليم التكنولوجي وتكريم العلماء المتميزين
  • عزة لبيب: أقبل بالعروض دون أي مشكلة أو طلب زيادة الأجر
  • معلومات جديدة... هذا ما كُشف عن الطرح الذي قدّمه برّي لبرّاك
  • 5 علامات صباحية تشير إلى وجود مشكلة في القلب.. الدوخة الأبرز
  • الفراغ لم يكن فراغًا.. قصة الكون التي لم يخبرنا بها أينشتاين
  • مصادر تكشف تفاصيل الانفجارات القوية التي هزّت قاعدة العند العسكرية جنوب اليمن