كوب بـ100 ألف دولار.. كيف تضامن المصريون لإغاثة غزة؟
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
القاهرة- عندما حصلت رئيسة مجلس أمناء مؤسسة "مرسال" الخيرية هبة راشد على منحة لنيل درجة الماجستير بجامعة أوكسفورد البريطانية لم تكن تتصور أبدا أن ثمة رابطا بين مسارها التعليمي وطرق التضامن من أجل إغاثة غزة.
ومع بداية رحلتها الدراسية اشترت هبة راشد كوبا تستخدمه لشرب القهوة كل صباح دراسي، ليصبح عزيزا على قلبها فهو يذكرها بالجهد المضني الذي بذلته من أجل الوصول لهدفها، لذا وحين توقفت الحرب على قطاع غزة تبادر إلى ذهنها أن تستغل ذلك الكوب في جمع التبرعات الإنسانية لأهالي القطاع.
وفورا تحولت الفكرة إلى واقع حيث طرحت رئيسة أمناء "مرسال" الكوب للبيع من خلال مزاد عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتقول المتضامنة المصرية عبر حسابها على فيسبوك "منذ أن دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ وأنا أفكر في أجمل ما لدي ويمكنني أن أقدمه لدعم الناجين من الحرب في القطاع.. وهذا الكوب أعتز به وهو رفيق رحلتي الدراسية".
وقد مر يومان فقط على بدء المزاد لتعلن هبة راشد -أول أمس الثلاثاء- عن بيع الكوب بمبلغ 4.6 ملايين جنيه مصري (تقريبا 100 ألف دولار) وسيخصص لتجهيز غرفتين للعمليات الجراحية في قطاع غزة المحاصر.
ومنذ الإعلان عن التوصل لاتفاق إنهاء الحرب على القطاع الفلسطيني، وقبل أسبوع، تتكثف الجهود الشعبية والأهلية بمصر من أجل رفع المعاناة عن أهالي غزة، بطرق متنوعة وفي بعض الأحيان بآخر ما يمتلكه المتبرع.
إعلان أطباء نحو التطوعوكثفت النقابات المهنية بمصر استعداداتها لأعمال إغاثة القطاع فور فتح المعبر البري. وبهذا الصدد برزت مجهودات نقابة الأطباء، إذ فتحت باب تسجيل الأطباء الراغبين في التطوع لعلاج جرحى العدوان الإسرائيلي.
وأعلن نقيب الأطباء أسامة عبد الحي استعداد ما يزيد على ألفي طبيب للسفر إلى غزة متطوعين لعلاج الجرحى، مشيرا إلى أن الأولوية ستكون لتخصصات التخدير والجراحة والعظام والتجميل.
ومن جانبه قال أمين صندوق نقابة الأطباء أبو بكر القاضي إنهم فتحوا باب التسجيل -قبل انتهاء الحرب- لمن يرغب من الأطباء بالتطوع للسفر إلى غزة، وسجل ألفا طبيب، ثم جدد نحو 950 آخرين استعدادهم للتطوع عقب إعلان وقف إطلاق النار.
وأوضح القاضي -للجزيرة نت- أن النقابة تسعى حاليا للحصول على الموافقات اللازمة من أجل سفر الأطباء، مشيرا إلى بدء تجهيز عدة قوافل إغاثية تشمل أدوية ومستلزمات طبية، إلى جانب تكفل النقابة بدفع إيجارات شهرية لبيوت تسكنها 300 أسرة فلسطينية نزحت إلى مصر خلال الحرب، مع تقديم كافة المساعدات الطبية.
وبدورها أعلنت مؤسسة بهية، وهي متخصصة في تقديم العلاج للمصابات بالسرطان، عن استعدادها لاستقبال الفلسطينيات من مرضى الأورام لتقديم الرعاية اللازمة لهن.
صحفيون يسعون للتوثيقوعلى نفس مسار الجهد النقابي، أعلن مجلس نقابة الصحفيين عن إعادة فتح باب التبرع لدعم الشعب الفلسطيني بالتزامن مع توقف الحرب، داعيا النقابات المصرية لتوحيد الجهود في هذا الإطار.
وقدم أكثر من 250 صحفيا طلبا لمجلس النقابة لتنظيم زيارة إلى قطاع غزة للتعبير عن التضامن مع أهالي القطاع الفلسطيني ولتوثيق المعاناة التي لحقت بهم طيلة 15 شهرا.
وكانت نقابة الصحفيين أعلنت -في أبريل/نيسان الماضي- أنها بصدد اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنح الصحفيين الفلسطينيين كل المزايا والخدمات التي تقدمها لزملائهم المصريين.
إعلانوفي يوليو/تموز الماضي، منحت النقابة مدير مكتب الجزيرة بقطاع غزة وائل الدحدوح جائزة حرية الصحافة لعام 2024 "باعتباره رمزا لصمود الصحفيين الفلسطينيين في وجه العدوان الصهيوني الغاشم وآلة حربه الوحشية" وفق بيان صحفي.
بالتصفيق والهتاف ورفع العلم الفلسطيني، ودع أهالي جوجر -وهي إحدى قرى منطقة الدلتا- 8 شاحنات متجهة إلى غزة محملة بمواد غذائية ومستلزمات طبية وملابس وأغطية وأدوات دراسية، وكان الأهالي قد جهزوها فور الإعلان عن وقف إطلاق النار في القطاع.
وقد نقلت صحف محلية عن بعض أفراد القرية أن تجهيز القافلة الإغاثية تم بمجهودات أهلية بعيدة عن أجهزة الدولة، مشيرة إلى أن كثيرا من أطفال القرية تبرعوا بمصروفهم الشخصي من أجل تجهيز تلك الشاحنات.
وليست قرية جوجر استثناء فثمة جهود أهلية كثيرة مشابهة انطلقت مع الإعلان عن وقف الحرب على غزة، مثل مجهودات قرية برقين -التي تقع في نفس النطاق الجغرافي لجوجر- حيث جهزت 9 شاحنات بالمواد الغذائية والمستلزمات المعيشية من أجل السفر إلى القطاع الفلسطيني.
من جهته رأى المدير التنفيذي للمركز الدولي للدراسات التنموية مصطفى يوسف أن موقف المصريين حيال أهل غزة هو استمرار لنفس المسار الذي سلكوه مع السوريين والسودانيين حين استقبلوهم على أرضهم وقدموا المساعدة لمن احتاجها.
وأضاف يوسف في حديثه للجزيرة نت "المصريون حتى الفقراء منهم اقتسموا لقمة الخبز مع السوريين والسودانيين عندما جاؤوا لمصر تجنبا للصراع في أوطانهم، وكان طبيعيا أن يحدث نفس الأمر مع الفلسطينيين لأن قضيتهم هي قضية كل مصري".
وكان التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي -الذي يضم 34 كيانا أهليا وتنمويا- قد أعلن أمس عن وصول قافلة إغاثية تضم مئتي شاحنة محملة بـ3 آلاف طن من المساعدات المتنوعة إلى معبر رفح.
إعلانوتعد تلك القافلة هي التاسعة حيث تم تسيير 8 قوافل إغاثية تابعة للتحالف، منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
إخلاء قسري جديد في غزة… وقافلة تونسية لكسر الحصار
صعّد الجيش الإسرائيلي صباح الاثنين عملياته العسكرية شمال قطاع غزة، حيث نفّذ قصفًا بريًا وجويًا كثيفًا بالتزامن مع توجيه إنذارات عاجلة لسكان مناطق واسعة شمال القطاع بإخلاء فوري، وسط أنباء عن تحركات برية للآليات باتجاه جباليا.
وشملت الضربات المدفعية شرق جباليا البلد ومخيم البريج (بلوك 1)، فيما أفادت مصادر محلية بأن وحدات إسرائيلية برية شوهدت تتقدم نحو عمق مناطق في شمال القطاع، ترافقها طائرات استطلاع من نوع “كواد كابتر” نفذت إطلاق نار في محيط دوار الصفطاوي وشارع البحر، إلى جانب غارات جوية طالت حي الشجاعية شرقي غزة، ومنزلًا وسط خان يونس جنوبي القطاع.
وأفادت مستشفى العودة بالنصيرات بوصول 31 إصابة نتيجة استهداف الطائرات المسيّرة تجمعات للمدنيين قرب نقطة توزيع مساعدات بمحيط حاجز نتساريم، حيث أُطلقت القنابل والرصاص الحي تجاه المدنيين.
وكان أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيرًا وُصف بـ”الخطير”، دعا فيه سكان جباليا، معسكر جباليا، البلدة القديمة، وأحياء النهضة، الروضة، السلام، النور، التفاح، الدرج، وتل الزعتر إلى الإخلاء الفوري نحو مآوي آمنة في مدينة غزة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: “جيش الدفاع الإسرائيلي يعمل بقوة شديدة في مناطق وجودكم لتدمير قدرات المنظمات الإرهابية… من أجل سلامتكم، اخلوا فورًا إلى المآوي المعروفة. العودة إلى هذه المناطق باعتبارها مناطق قتال تشكل خطرًا على حياتكم.”
ويأتي التصعيد الإسرائيلي في وقت تتزايد فيه المخاوف من توغل بري واسع شمال القطاع، وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية، مع استمرار النزوح الجماعي ونقص الإمدادات الحيوية.
وتتواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر بوتيرة عنيفة وسط تصعيد عسكري متزايد وأزمة إنسانية غير مسبوقة. وبلغ عدد القتلى والإصابات منذ استئناف الحرب في 18 مارس الماضي 4603 قتلى و14186 إصابة.
في المقابل، ارتفعت حصيلة قتلى الحرب الإسرائيلية على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 54,880 قتيلاً و126,227 إصابة، وفق آخر إحصائية نشرتها وزارة الصحة الفلسطينية بالقطاع.
تجمّع تونسي كبير في العاصمة لانطلاق قافلة “الصمود” لكسر الحصار عن غزة
شهدت العاصمة تونس اليوم الاثنين تجمعًا واسعًا لمئات المشاركين استعدادًا للانطلاق في قافلة “الصمود” التي تهدف إلى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، في مبادرة تنظمها تنسيقية “العمل المشترك من أجل فلسطين”.
وأكدت وسائل الإعلام التونسية أن المشاركين، القادمين من ولايات الشمال، تجمعوا في شارع محمد الخامس بالعاصمة حوالي الساعة السادسة صباحًا بتوقيت تونس، للانطلاق في مسيرتهم التي ستتوجه إلى معبر رأس جدير على الحدود مع ليبيا، حيث ستلتقي مع نقاط انطلاق أخرى في سوسة وصفاقس وقابس، ثم تستكمل طريقها عبر الساحل الليبي إلى القاهرة ومن هناك إلى مدينة العريش المصرية وصولًا إلى معبر رفح.
وتنقل القافلة رسالة احتجاج واضحة تطالب برفع الحصار المفروض على قطاع غزة، وتسليم مساعدات إنسانية عاجلة لسكان القطاع المحاصر.
وجاء ذلك بعد مؤتمر صحفي نظمته تنسيقية “العمل المشترك من أجل فلسطين” الأحد الماضي في مقر الاتحاد العام التونسي للشغل، حيث وصف صلاح الدين المصري، أحد منسقي القافلة، هذه المبادرة بأنها قافلة تونسية-ليبية-جزائرية-مغربية-موريتانية، تعبّر عن إرادة شعوب المغرب العربي في دعم الشعب الفلسطيني ومساندته لفك الحصار عن غزة.
وتأتي هذه القافلة في ظل تصاعد الأوضاع الإنسانية في غزة، وسط دعوات دولية متزايدة لإنهاء الحصار وتقديم الدعم العاجل للمدنيين.
محكمة عسكرية إسرائيلية تسجن ضابطًا احتياطًا رفض الخدمة احتجاجًا على حرب غزة
قضت محكمة عسكرية إسرائيلية بسجن ضابط في قوات الاحتياط لمدة 25 يومًا، بعد رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية احتجاجًا على استمرار الحرب في قطاع غزة، بحسب ما أفادت به صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية.
وقالت الصحيفة إن النقيب (احتياط) رون فاينر رفض الالتحاق بالخدمة رغم أنه خدم نحو 270 يومًا في صفوف الاحتياط منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، ما اعتبرته المحكمة خرقًا للتعليمات العسكرية، وأصدرت حكمًا بسجنه.
ويُعد فاينر من الوجوه البارزة في الحراك الشعبي المطالب بإعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، حتى لو كان الثمن وقف العمليات العسكرية، وفق المصدر ذاته.
وكان فاينر قد أُودع السجن الأسبوع الماضي ليقضي عقوبة سابقة مدتها 20 يومًا على خلفية نفس القضية، لكنه أُطلق سراحه بعد أقل من 24 ساعة بسبب “خلل تقني في الإجراءات”، ليُعاد لاحقًا النظر في قضيته ويتم إصدار الحكم الجديد.
وفي تعليقها على الحكم، أعربت مجموعة “جنود من أجل الأسرى” عن دعمها الكامل لفاينر، واعتبرت أن “الامتناع عن المشاركة في الحرب هو خطوة منطقية في ظل تعريض حياة الأسرى للخطر بسبب التصعيد العسكري”، بحسب بيان نقلته “يديعوت أحرنوت”.
ووفق موقع “عودة إسرائيل”، ارتفع عدد الموقعين على عرائض تطالب بوقف الحرب مقابل إعادة الأسرى من غزة إلى أكثر من 143 ألف توقيع، ضمن 58 عريضة نشرت حتى الآن.
وتُعد هذه الواقعة جزءًا من سلسلة متزايدة من حالات التمرد داخل الجيش الإسرائيلي، إذ سبق أن أصدرت محكمة عسكرية في 29 مايو الماضي حكمًا بسجن جنديين من لواء “ناحال” رفضا المشاركة في الحرب على غزة.
مقتل 8 جنود إسرائيليين خلال 24 ساعة في قطاع غزة
ارتفع عدد الجنود الإسرائيليين الذين قتلوا في الحرب المستمرة في قطاع غزة إلى 866 منذ اندلاع النزاع في 7 أكتوبر 2023، وذلك بعد مقتل 8 جنود خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن أربعة من القتلى، بينهم الرقيب أول توم روتشتاين والرقيب أوري يوناتان كوهين، لقوا حتفهم في حادث انهيار مبنى بمنطقة بني سهيلة قرب خان يونس صباح أول أمس، كما قتل في الحادث الرقيب أول (احتياط) حِن غروس، مقاتل وحدة “ماغلان” التابعة للكوماندوز، والرقيب يوآف روفر من وحدة “يهلَم”.
وأدى الحادث إلى إصابة خمسة جنود آخرين، من بينهم ضابط احتياط في وحدة “ماغلان” بجروح خطيرة، بينما أصيب الآخرون بجروح متوسطة.
وشهد الأسبوع الماضي مقتل ثمانية جنود في غزة، وهو أعلى عدد للقتلى في أسبوع واحد منذ بداية يناير الماضي، قبل اتفاق وقف إطلاق النار.
ترامب يخطط لزيارة إسرائيل في يوليو بشرط التوصل لوقف إطلاق النار
يعتزم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارة إسرائيل في يوليو المقبل لحضور حفل افتتاح دورة الألعاب المكابية 2025 في تل أبيب، وفق صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، وتشترط الزيارة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وإطلاق سراح الرهائن قبل العاشر من يوليو.
هذا وتعد دورة المكابياه ثاني أكبر حدث رياضي عالمي بعد الألعاب الأولمبية، ويجتمع فيها اليهود من مختلف أنحاء العالم.