غزة.. انتصارُ الإرادَة على الإبادة
تاريخ النشر: 23rd, January 2025 GMT
ياسر مربوع
لن أقول ها هي الحرب تضع أوزارها؛ لأَنَّ حربنا معهم لن تنتهي إلَّا بتحرير فلسطين كُـلّ فلسطين، ما يحدث إن صح التعبير هو استراحة محارب لن يضع بندقيته جانباً حتى تتحرّر الأرض الفلسطينية من براثن اليهود، لكن بإمْكَاننا القول إن الحربَ في هذه الجولة ها هي تضع أوزارَها، بعد 15 شهرًا سطَّر فيها الغزيون ملحمةً ما عرف لها التاريخُ نظيرًا في حب الأرض حَــدّ الفناء، والتمسك بها حتى الرمق الأخير.
15 شهرًا من الإبادة الجماعية الصهيونية بحق شعبٍ أراد أن يعيش الحياة بشروطه لا بشروط أعدائه، أراد من الغاصبين أرضَه، 15 شهرًا سُفكت فيها آلة القتل الصهيونية من دماء الغزيين ما سفكت، وقتلت من أبناء غزة وشيوخها ونسائها وأطفالها ما قتلت، 15 شهرًا وغزة ما انكسرت تحت رهبة الموت، وعتو العدوّ وتوحشه.
15 شهرًا قدمت خلالها غزة 50 ألف شهيد وأضعاف ذلك جرحى، ناهيك عن المطمورين تحت أنقاض المنازل الذين تقطعت بفرق الدفاع المدني السبل في الوصول إليهم، ورغم ذلك انتصرت غزة وفرضت شروط السلام على العدوّ وألحقت بالكيان المؤقت هزيمةً أيما هزيمة.
وإذا ما أعدنا النظر في حسابات المعركة فَــإنَّ “إسرائيل” انتصرت في شيء واحد فقط، هو التدمير الهمجي الممنهج، وسفك دماء الأبرياء، وهدم منازلهم وارتكاب الإبادة الجماعية بحق الأطفال والنساء تحت عين الله وأعين الكاميرات، بل حتى هذا الانتصار الشكلي تحول وبالاً عليها فصدرها للعالم دولةً مارقة تقتات على أرض الفلسطينيين ودمائهم، ومسوخًا بشرية لا تشكل تهديدًا على الفلسطينيين وحسب، بل على البشرية كلها.
لقد انتصرت المقاومة وفشلت “إسرائيل” بقوتها وترسانتها وفظاعة جرائمها أن تحرّر الأسرى، وأن تجرد غزة من مقاومتها، والمقاومة من سلاحها، وعادت تجر أذيال الهزيمة، وتجلس مرغمة على طاولة المفاوضات.
انتصرت غزة حين آمن أهلها أن قاتلَهم محض لص سرق الأرض وسيدفع يومًا ثمن ذلك، وانتصر الغزيون حين كانوا يحدقون في وجه الموت ساخرين منه؛ يقفون صلاباً على أرضهم لسان حالهم: وقوفًا يرانا الموت نخفي جراحنا.. وليس يرانا ركعاً في انتظاره.
انتصر الغزيون.. كانوا يدفنون شهداءهم بصمت، ويودعون القادة واحدًا بعد آخر وهم ينشدون: غدًا.. سوف يولد من يلبس الدرع كاملةً، يوقد النار شاملةً، يطلب الثأرَ، يستولد الحقَّ، من أَضْلُع المستحيل.
انتصرت غزة وهي مضرجة بالدم؛ ها هي تنهض بين الركام.. تكشف قناع الخونة والعملاء.. وتشاطر الشرفاء فقط هذا الانتصار العظيم من اليمن ولبنان والعراق، لقد غيرت غزة وجه الشرق الأوسط، ووضع اليمن قواعد جديدة لعالم العرب القادم، وقدم نفسه في الإقليم قوةً تجترح ما لم تأت به الأوائل، لقد رسم ملامح المرحلة القادمة التي لن تكون إلَّا مرحلةً عنوانها التحرير، والخروج من طوق العبودية، هنيئاً لكم يا عرب بهذا اليمن العظيم، وهنيئاً لك يا غزة يا صانعة المجــد.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
المجلس القومي للمرأة يشكر السيدة انتصار السيسي لرعايتها لبرنامج نور
قدم المجلس القومي للمرأة برئاسة المستشارة أمل عمار الشكر إلى السيدة انتصار السيسي لرعايتها الكريمة لبرنامج نور لتمكين الفتيان ضمن الإطار الوطني للاستثمار في الفتيات.
وعبرت رئيسة المجلس عن تقديرها لهذه الرعاية الكريمة التى تعكس حرصها الدائم على دعم المبادرات الوطنية الهادفة إلى بناء الإنسان المصري وتنمية وعيه، و تؤكد على إيمانها العميق بأهمية التوجيه الإيجابي للفتيان في هذه المرحلة العمرية الهامة، وتعزيز القيم والمفاهيم الصحيحة لديهم، بما يسهم في إعداد جيل داعم لقضايا المرأة وقادر على تحمل المسؤولية والمشاركة الفعالة في بناء مستقبل الوطن.
وأكدت رئيسة المجلس على أن هذه الرعاية تمثل دافعًا قويًا للاستمرار في تنفيذ المزيد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي وتكافؤ الفرص بين الجنسين منذ مرحلة الطفولة.
وأضافت أن برنامج نور جاء بعد النجاح الذي حققه المجلس في برنامج"نورة" تحت مظلة المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية في قرى حياة كريمة، ويعد استكمالاً للخطوات الجادة التي بدأت في برنامج "نورة" لتعزيز تمكين الفتيات من خلال إشراك الفتيان وإدماجهم في مجتمع يحرص على منحهم الفرصة الكاملة في سبيل تمكينهم على الوجه الأفضل، حيث يستهدف الفتيان في الفئة العمرية من 10 إلى 14 سنة ، وفى مرحلته الأولى يستهدف الوصول الى ٢٥٠٠ فتى بمحافظات أسيوط وسوهاج وبنى سويف.