نتائج مفاجئة: ما هو الحد الأقصى لسرعة معالجة الدماغ البشري؟
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
يمانيون../
تمكن العلماء أخيرًا من تحديد الحد الأقصى لسرعة معالجة الدماغ البشري للأفكار، في اكتشاف يوضح سبب قدرتنا على معالجة فكرة واحدة فقط في كل مرة. ورغم أن الحواس البشرية مثل العينين والأذنين والجلد والأنف تجمع البيانات بمعدل يصل إلى مليار بت في الثانية، فإن الدماغ يعالج هذه الإشارات بسرعة 10 بتات فقط في الثانية، وهو ما يُعد أبطأ بكثير من سرعة جمع البيانات بواسطة الحواس.
تُعتبر هذه السرعة “منخفضة للغاية” وفقًا لدراسة نُشرت في مجلة Neuron. حيث أشار العلماء إلى أن الخلايا العصبية في الدماغ يمكنها معالجة المعلومات بسرعة أكبر من 10 بتات في الثانية، لكن في الواقع، لا تعمل هذه الخلايا بهذه السرعة عندما يتعلق الأمر بمعالجة الأفكار البشرية.
على الرغم من أن الدماغ البشري يحتوي على أكثر من 85 مليار خلية عصبية، يشارك ثلثها في التفكير المعقد، إلا أن البشر يظلون غير قادرين على معالجة العديد من الأفكار في وقت واحد. على سبيل المثال، لا يمكن للاعب الشطرنج تصور عدة تحركات في وقت واحد، بل يستكشف تسلسلًا واحدًا من التحركات في كل مرة.
يشير العلماء إلى أن هذا “الحد الأقصى للسرعة” قد يكون إرثًا من أقدم الكائنات الحية التي تمتلك جهازًا عصبيًا، والتي كانت تستخدم أدمغتها بشكل أساسي للملاحة والتحرك نحو الطعام والابتعاد عن الحيوانات المفترسة.
ومع التقدم التكنولوجي السريع، يعتقد العلماء أن الآلات قد تتفوق في المستقبل على البشر في أداء المهام التي يقومون بها حاليًا، وهو ما يثير تساؤلات حول قدرة البشر على مواكبة الآلات في عالم تكنولوجي متقدم.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذّر: الفقر والنزاعات الأسرية تؤثر على نمو «دماغ» الأطفال
كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في مستشفى “بريغهام للنساء” بولاية ماساتشوستس الأمريكية، أن الصعوبات التي يواجهها الأطفال في مراحل الطفولة المبكرة، مثل الفقر أو النزاعات الأسرية، يمكن أن تؤثر سلبًا على بنية الدماغ ووظائفه الإدراكية لسنوات طويلة.
وركزت الدراسة، التي نُشرت نتائج الدراسة في مجلة PNAS العلمية، على المادة البيضاء في الدماغ، وهي شبكة من الألياف العصبية العميقة التي تنقل المعلومات بين الخلايا العصبية، ووجد الباحثون أن الظروف المعاكسة في البيئة المنزلية والاجتماعية مرتبطة بانخفاض “التباين الكسري”، وهو مقياس يشير إلى سلامة البنية الدقيقة للمادة البيضاء.
ويرتبط هذا الانخفاض، وفق الدراسة، بـتراجع في الأداء الأكاديمي لدى الأطفال، خاصة في مجالات الرياضيات واللغة.
وخلال الدراسة، اعتمد الفريق على تحليل صور أشعة دماغية لـ9082 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 9 و10 سنوات، إلى جانب استبيانات ملأها الأطفال وذووهم حول وجود اضطرابات نفسية لدى الأبوين، أو مشاكل إدمان، أو نقص في الرعاية الصحية، إضافة إلى مدى الأمان في البيئة المحيطة.
وبينما اقتصرت صور الدماغ على جلسة واحدة، خضع الأطفال لمجموعة اختبارات إدراكية على مدار ثلاث سنوات، ما أتاح تحليل التطورات العقلية مع مرور الوقت.
ووجد الباحثون أن ضعف الاتصال في المادة البيضاء يرتبط بانخفاض في الوظائف المعرفية، مما يشير إلى أن تأثير البيئة القاسية قد يمتد إلى مرحلة المراهقة. ورغم أن الفروق لم تكن كبيرة من الناحية الكمية، إلا أن التأثيرات واسعة الانتشار في الدماغ.
وفي هذا السياق، صرّحت طبيبة الأعصاب صوفيا كاروزا: “الجوانب المتعلقة بالمادة البيضاء المرتبطة ببيئتنا المبكرة أكثر انتشارًا في الدماغ مما كنا نعتقد سابقًا”.
وفي المقابل، توصلت الدراسة إلى أن العوامل الإيجابية، مثل دعم الأصدقاء ومشاركة الوالدين، يمكن أن تحمي المادة البيضاء من التلف، وتخفف من تأثيرات الطفولة الصعبة.