في خطوة مفاجئة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قرر منح تراخيص جديدة لشركات الغاز الأمريكية، من أجل استئناف استخراج الغاز الطبيعي بعد فترة من التوقفات، وفي وقت حساس بالنسبة لأسواق الطاقة عالميا، والتي تشهد تغييرات مستمرة.

مستشار الطاقة الدولي: أمريكا تسعى لتعظيم إنتاجها من النفط والغاز

قال الدكتور عامر الشوبكي، مستشار الطاقة الدولي من عمان، إن الولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مضت قدما نحو رفع الحظر عن مشاريع الغاز الطبيعي والتوسع بكل ما يشمل الطاقة وإنتاجها في الولايات المتحدة، حيث يعتبر الرئيس الأمريكي أن هذا ضمن استراتيجية الأمن القومي الأمريكي، كما يعد هذا هدفا ودعامه لأن تصبح الولايات المتحدة عظيمة كما يقول ترامب.

وأضاف «الشوبكي» في تصريح خاص لـ«الوطن»، أن مجال الطاقة في الولايات المتحدة شهد عددا من القرارات فيما يخص الطاقة وزيادة الإنتاج وإعلان حالة الطوارئ في ملف الطاقة، ما يؤدى بالأخير إلى تسخير كل القوانين الأمريكية لصالح إنتاج مزيد من الطاقة، مع تخفيض أسعار الطاقة، مع وجود إنتاج إضافي لمناطق غير مشمولة في السابقة كمنطقة آلسكا الأمريكية.

وأوضح أن الولايات المتحدة هي أكبر منتج من الغاز الطبيعي، وتستهلك معظم إنتاجها، وبالرغم من ذلك هي أكبر مصدر للغاز المسال المنقول عبر السفن في العالم، وفي العام الماضي صدرت أمريكا أكثر من 90 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال، كما يوجد العديد من التحديات فيما تخص نمو الإنتاج.

وأكد أن التوسع يحتاج إلى استثمارات أكبر، إذ إن الأسعار الأقل للغاز الطبيعي لن تدعم استثمارات أكبر في هذا المجال، خاصة وأن الولايات المتحدة تعتمد على الشركات الخاصة في الاستثمار، والآن هناك نمو في الطلب على الغاز الطبيعي، وهناك 3 مليارات نسمة ينقصهم الكهرباء على مستوى العالم، وبالتالي فهذا يعني مزيدا من الطلب على الغاز الطبيعي مع التحول من استخدام الفحم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: النفط أمريكا الغاز الغاز المسال الولايات المتحدة الغاز الطبيعي الكهرباء استثمارات الفحم القوانين الأمريكية إنتاج إضافي الولایات المتحدة الغاز الطبیعی

إقرأ أيضاً:

إنجاز تاريخي.. ألواح شمسية يابانية جديدة تُنتج طاقة توازي 20 مفاعلاً نووياً

في مارس 2011، لم تكن اليابان على موعد مع زلزال مدمر وتسونامي فقط، بل مع لحظة مفصلية غيّرت علاقتها مع الطاقة إلى الأبد.

 كارثة فوكوشيما النووية، التي أجبرت عشرات الآلاف على مغادرة منازلهم، شكّلت صدمة جماعية وأثارت تساؤلات عميقة حول الاعتماد على الطاقة النووية. غير أن هذه المأساة كانت، paradoxically، بداية لرحلة جديدة نحو الطاقة النظيفة والمتجددة، تقودها اليوم تكنولوجيا ثورية في عالم الطاقة الشمسية.. خلايا البيروفسكايت.

من فوكوشيما إلى الشمس.. تحوّل في رؤية الطاقة

بعد كارثة فوكوشيما، أصبح من الواضح أن اليابان بحاجة إلى بديل آمن ومستدام. الطاقة الشمسية سرعان ما تحولت إلى أحد أعمدة هذا التحوّل. وبحسب موقع "Eco Portal"، فإن الطاقة الشمسية باتت تشكل حوالي 10% من إجمالي قدرة توليد الكهرباء في اليابان، وهي نسبة واعدة لكنها لا تزال أقل من الطموحات المستقبلية.

لكن العقبة التي واجهتها اليابان كانت طبيعتها الجغرافية. فالمساحات المحدودة وضيق الأراضي السكنية شكّلت عائقاً أمام التوسع في تركيب الألواح الشمسية التقليدية، ما استدعى حلولاً أكثر مرونة وابتكاراً.

خلايا البيروفسكايت.. التكنولوجيا التي تكسر الحدود

في مواجهة هذا التحدي، برزت خلايا البيروفسكايت كخيار مثالي. هذه الخلايا، المصنوعة من مادة اليود التي تحتل اليابان المرتبة الثانية عالمياً في إنتاجها بعد تشيلي، تمثل طفرة في عالم الطاقة المتجددة. فهي خفيفة الوزن، مرنة، ويمكن تركيبها على النوافذ والجدران والأسطح وحتى السيارات، مما يفتح الباب أمام استخدامات لا نهائية في البيئات الحضرية.

الأكثر إثارة أن خلايا البيروفسكايت تُظهر كفاءة نظرية تصل إلى 43% مقارنة بـ 29% فقط في الخلايا السيليكونية التقليدية، ما يجعلها أكثر جدوى من حيث العائد الطاقي لكل متر مربع.

خطة طموحة بحجم 20 مفاعلاً نووياً

وضعت الحكومة اليابانية نصب أعينها هدفاً كبيراً: توليد ما يقارب 20 غيغاواط من الكهرباء باستخدام خلايا البيروفسكايت بحلول عام 2040. هذا الرقم يعادل إنتاج 20 مفاعلاً نووياً، وهو ما يوضح حجم الرهان الذي تضعه اليابان على هذه التكنولوجيا.

لكن التحديات ما تزال قائمة. فالمتانة وطول العمر والجدوى الاقتصادية لهذه الخلايا لا تزال محل تجارب. شركات يابانية رائدة مثل "سيكيسوي كيميكال" تعمل على تطويرها تجارياً، في محاولة لتجاوز الحواجز التقنية والتسويقية.

السباق مع الصين واستعادة المكانة

في عام 2004، كانت اليابان تسيطر على نحو 50% من سوق الطاقة الشمسية عالمياً، لكنها اليوم لا تملك سوى أقل من 1%، بسبب هيمنة الصين التي أصبحت القوة العظمى في إنتاج الألواح الشمسية. 

واليوم، تسعى اليابان من خلال البيروفسكايت إلى استعادة مكانتها، ولكن بطريقة أكثر ذكاءً، من خلال الابتكار والتكنولوجيا المحلية المستقلة عن سلاسل التوريد الخارجية.

 شمس جديدة تشرق من الشرق

اليابان تقف الآن على أعتاب تحوّل استراتيجي في مجال الطاقة، لا يعتمد فقط على الحاجة البيئية أو الاقتصادية، بل ينبع من إرادة حقيقية للابتكار وتجاوز الأزمات. خلايا البيروفسكايت قد لا تكون حلاً سحرياً فورياً، لكنها دون شك تمثل جسراً نحو مستقبل أنظف وأكثر استدامة.

وإذا ما استطاعت اليابان التغلب على التحديات، فإن العالم بأسره قد يجد في تجربتها خارطة طريق جديدة للخروج من ظلال الوقود الأحفوري إلى نور الطاقة المتجددة. الشمس اليابانية، هذه المرة، لا تشرق من الشرق فحسب، بل من قلب الابتكار والوعي والمسؤولية.

طباعة شارك اليابان تسونامي الطاقة النووية الصين الطاقة الشمسية

مقالات مشابهة

  • عطاف يستقبل المستشار الرفيع لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية لإفريقيا
  • ما هي الخيارات الأخرى التي تدرسها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد حماس؟
  • زيارة مستشار ترامب.. جديد السياسة الأمريكية تجاه ليبيا
  • "العمانية للغاز الطبيعي المسال" تحقق أعلى إنتاج في تاريخها العام الماضي
  • زاهي حواس يختتم محاضراته في الولايات المتحدة الأمريكية ويتجه إلى كندا
  • مؤسسة النفط: الإنتاج يتجاوز 1.38 مليون برميل من الخام خلال 24 ساعة
  • الولايات المتحدة تفرض عقوبات على عصابة فنزويلية
  • الولايات المتحدة تعزز دفاعات أوكرانيا.. صفقة معدات دفاع جوي بـ180 مليون دولار
  • إنجاز تاريخي.. ألواح شمسية يابانية جديدة تُنتج طاقة توازي 20 مفاعلاً نووياً
  • السنوسي: زيارة مستشار ترامب استطلاعية وتأتي في سياق دعم العملية السياسية