‎تحت رعاية  الدكتور سامي الشريف ‎الأمين العام لرابطة الجامعات  الإسلامية عقدت الرابطة أمس الجمعة، ندوتها السنوية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، بعنوان “حقوق المرأة بين الشريعة الإسلامية والتشريعات الوضعية”.
شارك في الندوة الأستاذ الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، والأستاذة الدكتورة مني الحديدي عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية الأسبق، والأستاذة الدكتورة سوزان القليني عضو المجلس القومي للمرأة، والأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية والأمين العام المساعد للرابطة،  وقد أدار الندوة أيمن عدلي وكيل نقابة الإعلاميين.

 
ناقشت الندوة عدة محاور تتعلق بمكانة المرأة في الإسلام ومدى تكريمه لها، على غير ما تروج له الأصوات المعادية للإسلام، كما تطرقت الندوة إلى المقارنة بين الحقوق التي أرسى قواعدها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ،وما أعطته لها القوانين الوضعية. 

وصرح الأمين العام للرابطة أن هذه الندوة تأتي في إطار الأنشطة الثقافية التي تقيمها الرابطة في  معرض الكتاب سنويا.. وعلى ضوء تقديرها العميق لمكانة المرأة في الإسلام.

‏وخلال كلمته أكد الأستاذ الدكتور عبد الحي عزب رئيس جامعة الأزهر الأسبق أن الباحث في  وضع المرأة قبل الإسلام يجد  أنها كانت في وضع مذلة ومهانة ..فقد كانت لدى الإغريق مجرد (متاع) ولدى اليونانيين لم يكن لها حقوق  على الإطلاق ..حتى أن بعض الفلاسفة لهم مقولات في منتهى الغرابة عن المرأة.. فسقراط  يقول :المرأة منشأ ومصدر الأزمات.
بينما يقول أرسطو إن الطبيعة لم تزود المرأة بأي استعداد عقلي.
وأضاف (عزب) أن المرأة عند  الرومان كانت تعامل  بمهانة بينما حظيت  بتقدير كبير في الحضارة المصرية القديمة لم ترها من قبل في أية حضارة أخرى .
وأضاف أن المرأة عند اليهود كانت ملكا للأب يتصرف فيها كيفما  يشاء ..ولما دخل الإسلام  أرسى جميع قواعد التكريم  للمرأة وجعلها تعامل بكرامة مثلها مثل  الرجل وهذا ما أكده  القرآن الكريم(ولقد كرمنا بني آدم ) ، كما أن المرأة في الإسلام أصبحت ترث بعدما كان ينظر إليها بأنها عار ويجب وأدها.
مشيرا إلى أن  حضارة أي مجتمع تقوم على مبدأ المساواة ومبدأ الأهلية، أي أهليتها كإنسان فضلا عن أهلية المسؤولية ،فعليها مسؤولية كلفتها بها الشريعة.

‏بينما تناولت  الدكتورة منى الحديدي  عضو المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام  في كلمتها (حقوق المرأة الثقافية والإعلامية) حيث أكدت أن الثقافة هي الباب الواسع الرئيسي لتكوين الوعي لدى المرأة ولدى الرجل.
مضيفة أنه عندما يتوافر للمرأة الوعي والمعرفة فإنها تصبح أما واعية تنشئ أجيالا لديها مسؤولية، وبذلك  تصبح أما إيجابية منتجة.
كما أكدت (الحديدي) على أن  الشريعة الإسلامية  قد سبقت إعلان حقوق الإنسان بآلاف السنين ..وقد جاءت الشريعة لتؤكد في أول كلمة ب( اقرأ) وهي رسالة للتعلم وللتثقيف..لافتة إلى أن شعار المعرض هذا العام( إقرأ في البدء كان الكلمة)لتبرز أن الكلمة كانت البداية لكل شيء.
كما دعت  الحديدي إلى ضرورة  أن تقوم كافة المؤسسات بدورها في تثقيف ونشر الأفكار الصحيحة  والمفاهيم السليمة البعيدة عن الإشاعات  بالشكل الذي يخلق وعيا سليما للمرأة ؛لتعرف حقوقها وتقوم بواجباتها.
ولفتت الانتباه إلى أن المرأة قديما كانت تكتب المقالات  باسم مستعار رغم أن ذلك يعد  أقل حق لها وهو التعبير عن رأيها.
وأوضحت الحديدي أهمية الدور  الذي يقوم به  المجلس الأعلى للمرأة في تعريف المرأة بحقوقها وواجباتتها .
متطرقة إلى ضرورة تغيير  الصورة النمطية للمرأة في الإعلانات  والمسلسلات التلفزيونية والأفلام والتي تظهر   بشكل  غير لائق فكثيرا ما تظهر بشكل (المثيرة) وتظهر بصورة بعيدة كل البعد عن الواقع  .
وأوصت بضرورة ألا تحصر  برامج المرأة  اهتماماتها حول (برامج الطهي والموضة)لذا يجب  التركيز  في هذه البرامج على مشكلات الأسرة ..وطبيعة تفكير المرأة واختلافها عن الرجل ..و مشكلات الأطفال ، وغيرها من الأمور التربوية.
وحول التحديات التي قد تواجه وصول المرأة بشكل أكبر للمناصب القيادية  قالت  الحديدي :إن من أبرز هذه التحديات نظرة المرأة للمرأة في مجتمعاتنا العربية .. ففي حال انتخاب رجل أو امرأة  -مثلا -قد نجدأن  المرأة تنتخب الرجل تحت عدة ذرائع .
وفي ختام كلمتها وجهت   الشكر  لوزير الثقافة المصري  لاختيار شخصية المعرض هذا العام العالم  أحمد مستجير ،و الصحفية فاطمة المعدول   ،في ذلك  اهتمام بالمرأة وإبراز لدورها..فضلا عن المساواة بينها وبين الرجل.
فيما أشار سعادة المستشار عدلي حسين محافظ الدقهلية الأسبق أنه بحكم عمله في البرلمان لعشر سنوات وفي السلك القضائي  فضلا عن وظيفته كمحافظ فقد تابع العديد من التشريعات والقوانين التي تكفلها الدولة للمرأة .
فوفقا للمادة ٢١٤ من الدستور والتي  فيها يحدد القانون المجالس القومية المستقلة، ومنها المجلس القومى لحقوق الإنسان، والمجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للطفولة والأمومة..  فإنه يؤخذ برأي هذه المجالس في مشروعات القوانين الخاصة بالمرأة والأسرة..
لافتا أنه تم وضع وصياغة العديد من التشريعات مثل (التحرش)كما تم وضع العديد من التشريعات التي تحمي حقوقها المادية مثل حقها في الميراث ، وحقها في تقلد المناصب العليا مثل وصولها لمنصب قاضية وغير ذلك .
مضيفا أن المادة (١١ )من الدستور هي مادة مهمة جدا فيها يكفل الدستور للمرأة حقها في المساوة بين المرأة والرجل..ويجب على كل امرأة أن تفخر بهذه المادة بل وتضعها في وجه  أي رجل يقلل من حقوقها.
وأوصى  المستشار عدلي حسين بضرورة الاهتمام بالمرأة العاملة وتسخير بعض شقق المحافظة لرعاية المرأة المعنفة والمعيلة ..وقد تم بالفعل تعميم هذه التجربة  في أكثر من موقع أثناء توليه منصب المحافظ لعدة سنوات..

وبدورها ‏قالت الأستاذة الدكتورة سوزان القليني  أستاذ الإعلام وعضو المجلس الأعلى للمرأة إنه ليس هناك شريعة أنصفت المرأة كما أنصفتها الشريعة الإسلامية في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية.
هذه الحقوق التي كفلتها لها الشريعة قد سبقت  جميع  الاتفاقيات مثل اتفاقية سيداو  ..وهذه الاتفاقيات والقوانين الوضعية ما هي إلا قوانين  تم استيقاؤها  من بنود وتعاليم  الإسلام الحنيف .
كما أكدت (القليني)على وجود العديد من البنود في الدستور التي تؤكد على أهمية عدم التمييز بين المرأة والرجل وقالت :إننا  نعيش الآن في عصر ماسي  للمرأة المصرية،  حيث تم  تغليظ العقوبات ضد التحرش بالمرأة كما تم وضع العديد من القوانين التي تحميها في سوق العمل.
وأرجعت القليني  المشكلات التي  تواجه المرأة للعديد من الأمور.. فعلى الرغم من أن نسبة التعليم مرتفعة للمرأة إلا أن تواجدها في سوق العمل لا يتجاوز 17% ..ومن المؤكد أن هذه الإحصائية تسجل الأعمال الرسمية فحسب..
مبينة أن  التحديات التي تواجه المرأة تظهر في  التمييز غير المعلن ضدها من خلال بعض المعتقدات السلبية التي ما زال فيها المجتمع يسوده الفكر الذكوري .
‏وأضافت أن المرأة تواجه  العديد من المشكلات  في سوق العمل ،فمثلا قد نجد تعنتا من  القطاع الخاص تحديدا في مسألة الأجازات وبالأخص أجازة  الوضع .
مبينة أن التحديات التي تواجهها المرأة  ليست في القوانين فحسب ،و إنما في الرقابة على أعمال القوانين  وعلى تنفيذها.

‏بينما أكدت الأستاذة الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية والأمين العام المساعد للرابطة، على أهمية اختيار هذا الموضوع ومناقشته وسط هذا المحفل الدولي الكبير ..مبينة أن المرأة لم تحصل على حقوقها كاملة إلا في ظل التشريع الإسلامي ..فأيام الرسول صلى وسلم كانت المرأة  تتمتع بحقوق كثيرة وكان لها أدوار ملموسة  في المجتمع.
وأوضحت أن المشكلة الآن  تكمن فيما تواجهه المرأة من  عادات  وتقاليد وموروثات بالية فضلا عن الهجمة الخارجية الشرسة  التي تحط من شأنها  وتشكك في حقوقها، لذا يجب على جميع المؤسسات والمنظمات التكاتف وإظهار تلك  الحقوق.
وأضافت (الشيخ )أنه على الرغم من  أن المرأة قد تقلدت العديد من المناصب حتى أن ‫ ثلث البرلمان أصبح من السيدات إلا أن هناك ضرورة للتصدي لهذه الهجمة الخارجية والتعريف بحقوق المرأة ضد أية هجمات خارجية.
وفي ختام أعمال الندوة وجهت المنصة الشكر لمعالي الأمين العام للرابطة  على اختياره لهذا  الموضوع المهم ..ولجهود  الرابطة التنويرية والتثقيفية التي تبذلها لخدمة ونفع المجتمع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشریعة الإسلامیة المجلس الأعلى حقوق المرأة أن المرأة العدید من فضلا عن

إقرأ أيضاً:

لجنة التحقيق في أحداث السويداء تعقد اجتماعها الأول برئاسة وزير العدل الدكتور مظهر الويس



لجنة التحقيق في أحداث السويداء 2025-08-02mohamadسابق وزارة المالية: قمنا بشكل مؤقت واحترازي بنقل أرصدة الأموال المخصصة لرواتب العاملين في القطاع العام من أبناء محافظة السويداء إلى فروع البنوك في مدينة إزرع، وذلك في سياق حرص الدولة على الوفاء بالتزامات تسديد الرواتب، وفي ضوء الاعتداءات المؤسفة التي تمت من قبل جماعات خارجة عن القانون على فروع المصارف والمديريات العامة، وحرصنا على سلامة العاملين في فروع البنوك والحفاظ على المال العام وصون حقوق العاملين انظر ايضاً لجنة التحقيق في أحداث السويداء تعقد اجتماعها الأول

دمشق-سانا عُقد في مقر وزارة العدل بدمشق اليوم، الاجتماع الأول للجنة التحقيق في أحداث السويداء، …

آخر الأخبار 2025-08-02وزارة المالية: قمنا بشكل مؤقت واحترازي بنقل أرصدة الأموال المخصصة لرواتب العاملين في القطاع العام من أبناء محافظة السويداء إلى فروع البنوك في مدينة إزرع، وذلك في سياق حرص الدولة على الوفاء بالتزامات تسديد الرواتب، وفي ضوء الاعتداءات المؤسفة التي تمت من قبل جماعات خارجة عن القانون على فروع المصارف والمديريات العامة، وحرصنا على سلامة العاملين في فروع البنوك والحفاظ على المال العام وصون حقوق العاملين 2025-08-02الأمن الداخلي في اللاذقية يلقي القبض على المجرم نبيل دريوسي 2025-08-02إجلاء 386 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال من السويداء 2025-08-02“البوصلة الأسرية”… ندوة تثقيفية توعوية في قصر الثقافة بحمص 2025-08-02لجنة التحقيق في أحداث السويداء تعقد اجتماعها الأول 2025-08-02رئيس هيئة المفقودين: نتعاون مع المنظمات الحقوقية والجهات المعنية لكشف مصير المفقودين 2025-08-02مياه الشرب في حماة تدعو إلى ترشيد الاستهلاك 2025-08-02حرائق أوروبا… خسائر وتلوث على مستوى قياسي 2025-08-02دخول قافلة مساعدات إنسانية جديدة إلى السويداء عن طريق بصرى الشام 2025-08-02التعليم العالي: سيتم تحديد موعد آخر لامتحان مقرر التشريح الخاص بالسنة التحضيرية لطلاب السويداء

صور من سورية منوعات بحيرة في البرازيل تتحوّل إلى اللون الأزرق في مشهد غريب 2025-07-31 اكتشاف فصيلة دم غير معروفة عالمياً لدى امرأة هندية 2025-07-31
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • لجنة التحقيق في أحداث السويداء تعقد اجتماعها الأول برئاسة وزير العدل الدكتور مظهر الويس
  • وزارة المالية: قمنا بشكل مؤقت واحترازي بنقل أرصدة الأموال المخصصة لرواتب العاملين في القطاع العام من أبناء محافظة السويداء إلى فروع البنوك في مدينة إزرع، وذلك في سياق حرص الدولة على الوفاء بالتزامات تسديد الرواتب، وفي ضوء الاعتداءات المؤسفة التي تمت من قب
  • حق أصيل لا يسقط.. محامٍ يكشف حقوق المرأة في قائمة المنقولات والذهب
  • نفقة ومؤخر صداق.. محامٍ يكشف حقوق المرأة في كل نوع من أنواع الطلاق
  • الأوقاف تعقد 27 ندوة علمية كبرى بعنوان «فضائل مصر في القرآن الكريم»
  • ندوة ضمن فعاليات جرش تسلط الضوء على حقوق المرأة والطفل 
  • قومي المرأة بكفر الشيخ ينظم ندوة توعوية بكنيسة مارمينا والبابا كيرلس
  • إدارة نادي حسان الرياضي تعقد اجتماعًا لتقييم نشاط يونيو والعمل على تجاوز التحديات
  • أوقاف الإسماعيلية تشارك في البرنامج الرئاسي المرأة تقود في المحافظات
  • اختتام برنامج الأمسيات الشعرية في رابطة الكتاب الأردنيين