علي صفحة الجبهة الديمقراطية للمحامين علي الفيسبوك، استضاف ’’ منبر وعي المحامي ‘‘ والمدافع القانوني صالح عثمان، في الخامس عشر من يناير 2025، حول خطاب الكراهية واثره علي المجتمع في ظل استمرار الصراع الان، اصبح خطاب الكراهية ظاهرة بارزة، ومؤثرة في النسيج الاجتماعي، ادت الي انقسامات عرقية وسياسية.
ويتم استخدام خطاب الكراهية كاداة لتغذية العنف والانقسامات والتحريض علي استمرار الحرب، وهذا بدوره يهدد الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي، وهذا الخطاب له تعريفات عديدة، حسب السياق المستخدم، وكيف يعرف خطاب الكراهية من النواحي القانونية والاجتماعية؟، وابرز المظاهر في المجتمع في ظل النزاع الدائر؟،.


نسيبة محمد عمر تشير الي خطر خطاب الكراهية واثره علي المجتمع السوداني في ظل حرب 15 ابريل 2023، مع استصحاب اليات التعايش السلمي لكل المكونات السودانية للتعايش مع بعض، وايضا العمل الجاد علي بناء السودان، بسواعد الابناء والبنات.
تعريف خطاب الكراهية
يقول المحامي والمدافع القانوني وعضو الجبهة الديمقراطية للمحامين عثمان صالح ان خطاب الكراهية بمعني عام هو الكلام المسئ، والذي يقلل من كرامة الانسان، وفيه ازدراء واحتقار للاخر، من يوجه خطاب الكراهية، يضع نفسه في موضع الاستعلاء، سواء كان استعلاءا عرقيا او ديني او نسب، يضع نفسه فوق الاخرين، ويحتقرهم، والتقليل من قيمة الاخر، وكذلك دعوة الاخرين علي ممارسة العنف عليهم.
المحامي والمدافع القانوني عثمان صالح
يضيف عثمان احدي التعريفات الشائعة عن خطاب الكراهية، انه اي شكل من اشكال التعبير، من خلاله يهدف البعض الي تشويه سمعة الاخرين، او اذلالهم، او احتقارهم والتحريض ضد مجموعة او فئة، وهو دائما يكون مبني علي احدي العناصر التي تكون الهوية، التي تتمثل في الدين والعرق والانتماء والنسب، او الوضع الاجتماعي، وغيرها من العناصر.
يقول عثمان من الناحية القانونية، لا يوجد تعريف قانوني بالنسبة لخطاب الكراهية، يمكن الاستناد اليه في القانون الدولي لحقوق الانسان، او الاتفاقيات الواردة تعرف خطاب الكراهية، لكن الامم المتحدة ان نوع من التواصل الشفهي او الكتابي او السلوكي الذي يهاجم ويستخدم لغة ازدرائية او تمييزية بالاشارة الي شخص او مجموعة من الاشخاص، ويكون علي اساس الهوية او الدين او الاثنية، او النسب او النوع الاجتماعي، او اي عامل العوامل التي تحدد الهوية، وهذا التعريف يعتمد عليه المجتمع الدولي.
خطاب الكراهية متحيز وغير متسامح
يضيف عثمان من خلال هذا التعريف لخطاب الكراهية له سمات محددة، هي يجب ان تتوفر في اي خطاب كراهية، هذا الخطاب لابد ان يتناول العناصر المحددة للهوية، النوع او العرق، او الدين، والشئ الاخر، خطاب الكراهية تمييزي، ومتحيز، ومتعصب وغير متسامح، وازدرائي، ومهين ومذل، وخطاب الكراهية يكون في شكل من اشكال التعبير، سواء في الحديث او الكتابة، او بالاشارة او الرسوم المتحركة.
يقول عثمان اذا تم تطبيق هذا علي الواقع السوداني، سوف تجد اشكال عديدة من خطاب الكراهية، الان منتشرة في المجتمع، وتطرق الي تأثير هذا الخطاب علي الوحدة الوطنية والسلم الاجتماعي، واقع السودان، انه بلد متعدد الثقافات واللغات والاديان، ومتنوع، ان هذا التعدد والتنوع، اذا احسنت ادارته، يكون مصدر ثراء ووحدة، في حال فشل ادارة التنوع والتعدد، يقود الي الصدام، الثقافات والاعراق والقبائل، هذا يحدث في حال وجود خطاب الكراهية.
تمزيق النسيج الاجتماعي … ومهدد للوحدة الوطنية
يؤكد عثمان في حال عدم وجود اي نوع لخطاب الكراهية، يستبعد حدوث اي نوع من الصدامات، ما بين الثقافات المختلفة والاديان، والاعراق، الا ان هذا الخطاب هو الذي يغذي مسألة الاختلاف، والتحريض ضد الاخر، ومسألة الصدام، واستخدام العنف، هذا بدوره الي تمزيق النسيج الاجتماعي، وانه مهدد رئيسي للوحدة الوطنية، والسلم الاجتماعي، والمجتمعات لن تكون في سلام وامان، ما دام هذا الخطاب منتشر، ويغذي التفرقة ما بين العناصر المجتمعية المختلفة.
يعترف عثمان ان خطاب الكراهية ليس جديدا علي الواقع السوداني، وفي الفترة الاخيرة، استخدم بكثافة شديدة، وهو متجذر في المجتمع السوداني، له اثار واسباب تاريخية، واحدي هذه المسائل، تتمثل في وجود الرق في السودان، في العهد الاستعماري، رغم الغاء ذلك، ما زالت اثار الرق موجودة، وهي من المسائل التي تثير خطاب الكراهية، يقود الي الاستعلاء العرقي والديني، والجذور السياسية، هي خطاب تنفي الاخر.
هذا الخطاب تم استغلاله بصورة واسعة وكبيرة، ودائما خطاب الكراهية لا يأتي من فراغ، لابد من وجود جهة لها مصلحة في تأجيجه، وابرز المشاهد علي ذلك، الحركة الاسلامية بعد ان فقدت السلطة، لجأت الي اساليب احداث التفرقة، وثورة ديسمبر 2019، اكدت للاسلاميين ان السودانيين يمكن ان يكونوا كتلة واحدة، ولهم افكارهم ان الصدامات يمكن ان تقود الي تأجيج الحرب التي يريدونها ان تستمر.

تقرير : حسن اسحق

[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: النسیج الاجتماعی خطاب الکراهیة هذا الخطاب

إقرأ أيضاً:

محافظ الغربية يُشيد بإذاعة وسط الدلتا في عيدها الـ43: منبر إعلامي وطني يُعبّر عن نبض الشارع

محافظ الغربية: الإذاعة شريك وطني فاعل في دعم الوعي المجتمعي والتنمية

استقبل اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية، الدكتور ياسر غياتي مدير إذاعة وسط الدلتا، بمناسبة مرور 43 عامًا على انطلاق بث الإذاعة من مدينة طنطا، والتي تُعد واحدة من أقدم وأهم الإذاعات الإقليمية التابعة للهيئة الوطنية للإعلام، في إطار دعم محافظة الغربية للمنصات الإعلامية الوطنية، جاء ذلك بحضور الكاتب الصحفي محمد عوف.

وأكد محافظ الغربية خلال اللقاء أهمية الدور الذي تقوم به إذاعة وسط الدلتا في خدمة قضايا المجتمع، مشددًا على أن الإعلام المحلي يُمثل أحد الروافد الحيوية في ترسيخ الوعي الوطني وتعزيز التواصل بين المواطن ومؤسسات الدولة، كما يُعد شريكًا فاعلًا في دعم جهود التنمية وتسليط الضوء على المبادرات والبرامج التي تستهدف تحسين جودة الحياة في المحافظات.

وأعرب اللواء أشرف الجندي عن تقديره العميق للتاريخ العريق الذي تحمله إذاعة وسط الدلتا، ولما قدمته من محتوى إعلامي هادف ومتنوع على مدار أكثر من أربعة عقود، مؤكداً أنها كانت ولا تزال منبرًا يعكس نبض الشارع في دلتا مصر، ويسهم بفاعلية في تشكيل الرأي العام المحلي من خلال معالجات إعلامية تراعي خصوصية البيئة الثقافية والاجتماعية للمواطنين.

وشدد محافظ الغربية على حرص المحافظة على تعزيز التعاون مع المؤسسات الإعلامية الوطنية، بما يسهم في دعم الرسالة الإعلامية الإيجابية، ويُعزز من الارتباط بين المواطن والإعلام القريب من واقعه.

كما أشاد بالدور التنموي والتوعوي الذي تضطلع به الإذاعة من خلال برامجها المتخصصة، مؤكدًا أن رسالتها الإعلامية تتكامل مع توجه الدولة نحو بناء الإنسان المصري وتعزيز الانتماء والهوية.

وفي ختام اللقاء، نقل الدكتور ياسر غياتي شكر وتقدير رئيس الإذاعة المصرية للواء أشرف الجندي محافظ الغربية، مشيدًا بدعمه المتواصل لوسائل الإعلام المحلية وتقديره لدورها المجتمعي، وقام بإهدائه درع إذاعة وسط الدلتا تكريمًا لجهوده في دعم الإعلام الإقليمي وتواصله المستمر مع قضايا المواطن.

جدير بالذكر أن إذاعة وسط الدلتا بدأت بثها الرسمي في يوليو عام 1982 من مقرها بمدينة طنطا، وتغطي محافظات الغربية، كفر الشيخ، المنوفية، الدقهلية، دمياط، والشرقية، وقد تميزت على مدار تاريخها بتقديم محتوى محلي متخصص يعكس احتياجات المواطنين ويُبرز الجهود التنموية في قلب الدلتا، كما أسهمت في تخريج نخبة من كبار الإعلاميين المصريين.

مقالات مشابهة

  • الرئاسة الفلسطينية: تحرك المجتمع الدولي في مؤتمر حل الدولتين خطوة هامة
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يشهد ختام دورة التربية الوطنية لطالبات الاقتصاد المنزلي بطنطا
  • تركيا تبدأ حقبة جديدة.. لجنة برلمانية تدير تفكيك صفوف «العمال الكردستاني» وتعزز الوحدة الوطنية
  • الفرزلي استقبل مفتي راشيا: لتكريس العيش الواحد وتعزيز الوحدة الوطنية
  • إبراهيم عثمان يكتب: تبرير العدوان: لماذا حدث ولماذا فشل؟
  • خطر يهدد المجتمع.. اضطراب الشخصية النرجسية |فيديو
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • الأرشيف والمكتبة الوطنية ينظم محاضرة عن: الرمسة.. مخزون الهوية والذاكرة
  • مناقشة وإقرار وثائق المعايير المهنية المرجعية الوطنية لبرامج البكالوريوس المهني
  • محافظ الغربية يُشيد بإذاعة وسط الدلتا في عيدها الـ43: منبر إعلامي وطني يُعبّر عن نبض الشارع