26 يناير، 2025

بغداد/المسلة: رغم إعلان الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد انتصار بلاده على تنظيم داعش، تبرز مخاوف وزير الخارجية فؤاد حسين من تمدد التنظيم في سوريا وتأثيره على الأمن العراقي. هذه المخاوف تعكس حالة الترقب المستمرة على المستويين السياسي والأمني، خصوصاً في ظل هشاشة الإجراءات الأمنية على الجانب السوري من الحدود، وضعف التنسيق مع السلطات هناك.

تعمل الحكومة العراقية على تحصين حدودها الممتدة مع سوريا والبالغة 605 كيلومترات، من خلال تعزيز التدابير الأمنية، التي تشمل إنشاء سواتر ترابية وتركيب أجهزة مراقبة حديثة.

و شهدت الأيام الأخيرة نشاطاً مكثفاً على الشريط الحدودي، حيث زار رئيس أركان الجيش عبد الأمير يار الله منطقة وادي حوران، إحدى أخطر المناطق الجغرافية في الأنبار، برفقة كبار الضباط لمتابعة التحصينات الميدانية.

وفي هذا الإطار، أصدرت وزارة الدفاع العراقية بياناً أكدت فيه سيطرتها الأمنية على الحدود، مشيرة إلى أن القطعات الأمنية، بما في ذلك الحشد الشعبي، تمتلك الخبرات والقدرات اللازمة للتعامل مع أي تهديد محتمل. لكن البيان لم يغفل الرد على ما وصفه بـ”الشائعات المغرضة” حول وجود تجمعات كبيرة لعناصر داعش في المناطق الوعرة.

التناقضات في التصريحات الرسمية

التباين في تقييم الوضع الأمني يظهر بشكل جلي في تصريحات المسؤولين العراقيين. ففي حين يؤكد وزير الخارجية قلقه من تمدد داعش في سوريا، يعلن رئيس الجمهورية أن الفصائل المسلحة تحت السيطرة وتعمل بتوجيه من الحكومة، وهو تصريح يحمل رسائل سياسية وسط جدل داخلي حول مستقبل الفصائل المسلحة ودورها الأمني.

هذا التناقض يعكس حالة الحذر المزدوجة التي تواجهها بغداد، إذ لا تقتصر التحديات على تأمين الحدود، بل تمتد إلى معالجة ملفات داخلية حساسة تتعلق بنزع سلاح الفصائل المسلحة وتحقيق استقرار سياسي.

جهود متواصلة لتجنب تكرار سيناريو 2014

التجربة المريرة التي شهدتها العراق في يونيو 2014، عندما سيطر تنظيم داعش على مساحات واسعة من البلاد انطلاقاً من الموصل، تظل حاضرة في ذاكرة صانعي القرار. لهذا السبب، تبذل الحكومة جهوداً مكثفة لتجنب تكرار هذا السيناريو، من خلال إرسال كبار المسؤولين والوزراء إلى الشريط الحدودي، وهو ما بدا واضحاً في تواجد وزيري الدفاع والداخلية في المواقع الأمامية خلال الشهر الماضي.

ومع ذلك، يشير بعض المراقبين إلى أن التحدي الحقيقي لا يكمن فقط في الجهود الأمنية، بل أيضاً في ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي مع سوريا والدول المجاورة، لضمان عدم تحول الحدود إلى بوابة جديدة لدخول التنظيمات المسلحة.

و رغم تأكيد العراق تأمين حدوده، يبقى القلق قائماً بسبب ضعف الإجراءات الأمنية على الجانب السوري. وخلال أسبوع واحد، كرر وزير الخارجية فؤاد حسين مخاوفه من تمدد داعش في سوريا، مشيراً إلى خطر اقترابه من العراق.

و هذا القلق يعكس تحديات إقليمية معقدة، خاصة في ظل تعقيدات المشهد السوري وانشغال الأطراف الدولية بقضايا أخرى. ويدفع هذا الواقع بغداد إلى اتخاذ تدابير استباقية لحماية أمنها القومي، مع إبقاء عيونها مفتوحة على الجانب الآخر من الحدود.

 

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی سوریا

إقرأ أيضاً:

قراءة أولية في بيان إعلان قواتنا المسلحة البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري

 

في خضم الأحداث المتصاعدة في فلسطين المحتلة خاصة في غزة وفي ظل الصمت العالمي والعربي والإسلامي المخزي، أعلن الجيش اليمني البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري على العدو .

– بدأ البيان كالعادة بآية قرآنية تتناسب مع مضمون البيان ما يمنحه غطاء شرعيا يعزز الموقف الديني والأخلاقي للقرار، ويرسخ البعد الإيماني في المواجهة مع الأعداء .

– قدم البيان المسوغات الأخلاقية والإنسانية للتصعيد العسكري، مستندًا إلى استمرار المجازر الإسرائيلية في غزة وصمت المجتمع الدولي ما يُضفي شرعية أخلاقية على الخطوة العسكرية القادمة.

– يعد إعلان المرحلة الرابعة من الحصار البحري نقلة استراتيجية تنتقل فيها قواتنا المسلحة من استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل ضمن نطاق البحر الأحمر إلى استهداف أوسع في كل البحار والمحيطات، مما يمثل تصعيدًا نوعيًا كبيرًا .

– إطلاق معادلة الردع الاقتصادية، حيث تُركز المرحلة الجديدة على استهداف الشركات المرتبطة بموانئ العدو بصرف النظر عن جنسيتها مما يهدد مصالح عالمية ويحول الممرات البحرية إلى مناطق خطر استثماري .

– حمل البيان لهجة إنذار حازمة لكافة الشركات العالمية، ويحمّلها المسؤولية المباشرة عن تعاملها مع الاحتلال مما ينقل المعركة من ساحة فلسطين إلى عمق الاقتصاد الدولي.

– استخدم البيان لغة صارمة، غير دبلوماسية، تعكس ثقة ميدانية وقدرة ردعية، وتُظهر القوات اليمنية كلاعب مستقل لا يتحرك ضمن حدود الإدانة الخطابية المعتادة .

– وضع البيان شرطا واضحا لإنهاء العمليات وهو «وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة»، ما يعني أن التصعيد قابل للانكفاء إذا تحقق الهدف الإنساني .

– أبرز البيان خذلان الأنظمة العربية والإسلامية بالصمت في محاولة لفرض المقارنة بين الموقف اليمني الفاعل والمواقف الرسمية الجامدة ما يعزز الشرعية القيْمية للموقف اليمني .

– كرس البيان دور القوات المسلحة اليمنية كمحور مقاوم فاعل يقدم نفسه كجزء من قيادة المواجهة الإقليمية .

أخيراً . . سيظل الموقف اليمني الشجاع علامة مضيئة في تاريخ أمتنا .

فالحمد لله على نعمة القيادة والشعب والجيش والموقف.

 

 

مقالات مشابهة

  • أنقرة تقايض أنبوب النفط بالماء والتعويض والشرعية القانونية
  • حكايات المحاصصة التي حوّلت الدبلوماسية إلى دار مزاد حزبي مغلق وفاسد
  • وزارة الدفاع:الحدود مع سوريا ممسوكة بقوة
  • العراق والمخدرات: قراءة في منظومة الحرب الناعمة على المخدرات
  • الداخلية العراقية تنفي مزاعم تهريب سلاح عبر الحدود مع سوريا
  • توجيهات حكومية بالتحقيق في الاستيلاء على اراضي المزارعين بالدورة
  • قراءة أولية في بيان إعلان قواتنا المسلحة البدء في المرحلة الرابعة من الحصار البحري
  • كتائب حزب الله: لسنا طرفا في حادث دائرة الزراعة
  • العراق: تحذيرات من التعرض لأشعة الشمس… و11 محافظة تسجل 50 درجة مئوية
  • واشنطن تعلق على أحداث الدورة وتوجه رسالة لبغداد