تولي حكومة الاحتلال الإسرائيلي بزعامة بنيامين نتنياهو، أهمية كبيرة لدفع السعودية إلى التقدم نحو الموافقة على التطبيع، لكن هذا الاهتمام من الواضح أنه يترافق مع قلق وتحفظ إسرائيلي من شروط الرياض للإقدام على التطبيع وخاصة حصولها على "نووي مدني".

وأوضحت القناة "13" العبرية في تقرير لها، أن "اتفاق التطبيع بين إسرائيل والسعودية، هو محور رحلة وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر إلى واشنطن، وهو الوزير الأقرب لرئيس الوزراء نتنياهو، حيث التقى بمسؤولين كبار في إدارة الرئيس جو بايدن".



وخلاصة القول بحسب القناة، أن "إسرائيل لا تستبعد الضوء الأخضر للمطالب السعودية بنووي مدني، كذلك لتخصيب اليورانيوم".

وقال مسؤول إسرائيلي كبير للقناة إن "إسرائيل لا تستبعد ذلك، لكنها تريد أولا معرفة مستوى السيطرة الأمريكية على مثل هذه العملية، وما هو مستوى التدخل؟، وما هو التأمين الإسرائيلي؟، وبالتالي تعديل الموقف الواضح".

ترقب لموقف الاحتلال
وأكد المسؤول الكبير المرافق لنتنياهو، أنه "جرت عدة مناقشات معمقة في الأسابيع الأخيرة مع عدد من العناصر في جهاز الأمن الإسرائيلي، بما في ذلك لجنة الطاقة الذرية".

وأضاف: "تحدث مسؤول في إدارة بايدن معنا في الأيام الأخيرة، عن مدى تأثير إسرائيل في هذا الحدث، وما مدى أهمية الضوء الأخضر الإسرائيلي بشكل عام ومدى تأثير تل أبيب، وأكد أنه "سيكون لإسرائيل صوت مهم في الموضوع النووي، أعضاء الكونغرس سيرغبون في معرفة الموقف الإسرائيلي، ليس من أجل السماح بوجود فيتو هنا، لأن صوت مهم".

وردا على سؤال عن النووي السعودي المدني، أجاب الوزير ديرمر، وهو أحد أهم الشخصيات الإسرائيلية في هذا الحدث: "نحتاج إلى معرفة البدائل الأخرى للسعوديين، على سبيل المثال، يمكنهم اللجوء إلى الصينيين للحصول على سلاح نووي مدني".

وأضاف: "الشيطان يكمن في التفاصيل، السعودية تطالب بالطاقة النووية المدنية، لقد وقعوا على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، وبإمكانهم الذهاب غدا إلى الصين أو فرنسا والتقدم بطلب إنشاء برنامج نووي مدني، السؤال الذي أطرحه على نفسي في حال كانت الولايات المتحدة ضالعة في هذه المسألة، فماذا يقول ذلك عما سيحدث بعد 10 أو 20 أو 30 عاما من الآن، وما هي البدائل؟".


تبرير الرفض
ونبه ديرمر أن سبب رفض الاحتلال للنووي السعودي، هو أن "إسرائيل لن توافق على برنامج نووي عسكري، والسؤال؛ ما هي الضمانات وماذا سيحدث إذا ساروا في مسار مختلف مع الصينيين؟، دعونا لا نستبعد تأثير اتفاق سلام إسرائيلي سعودي على المنطقة والعالم، سوف ينضم تباعا عدد أكبر من الدول العربية والإسلامية وسيكون هذا بمثابة تغيير جوهري لقواعد اللعبة"، وفق رأيه.

ونبهت القناة، أن "السؤال المتعلق بتخصيب اليورانيوم في السعودية، يقود بدوره لانتقادات سياسية لنتنياهو".

وأكد زعيم المعارضة يائير لابيد، الذي بدأ باطلاع المسؤولين الأمريكيين على موقف المعارضة الإسرائيلي من الموضوع، أنه "لن يمد يد العون أو يدعم اتفاقا يتضمن تخصيب اليورانيوم".

كما هاجم لابيد تصريحات ديرمر، وقال: "من الممكن التوصل إلى اتفاق مما يعزز أمننا القومي دون أن تكون إسرائيل من الدول الموقعة على تخصيب اليورانيوم في الشرق الأوسط ".

وأضاف: "تصريح الوزير ديرمر غير صحيح من الناحية الواقعية ويهدد أمن إسرائيل، الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تخصب اليورانيوم كجزء من برنامج نووي هي إيران".

يشار إلى أن مكتب رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفى صحة موافقة تل أبيب على نووي سعوي مدني، وقال: "إسرائيل لن توافق على أن يكون لأحد من جيرانها برنامج نووي". 


واشنطن لن تسمح
في ذات السياق، قال إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "مسؤولين في المنظومة العسكرية الاسرائيلية أكدوا قبل نحو أسبوعين أن الولايات المتحدة لن تسمح للسعودية بامتلاك أسلحة نووية في إطار اتفاق تطبيع معها".

لكن الوزير رون ديرمر ألمح إلى أن إسرائيل ستوافق على برنامج نووي مدني في المملكة، لأنه يمكنها بأي حال الحصول على موافقة بشأن الموضوع من الصين أو فرنسا، وقد جاء كلامه عقب لقائه مؤخرًا بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، الذي تحدث بعد محادثتهما مباشرة مع نظيره السعودي فيصل بن فرحان".

بدوره، نقل باراك رافيد المراسل السياسي لموقع "ويللا" عن مكتب نتنياهو أن "إسرائيل لن توافق على امتلاك أي من جيرانها لبرنامج نووي، مع العلم أن أحد المطالب الرئيسية للمملكة العربية في المفاوضات مع الولايات المتحدة حول صفقة شاملة قد تشمل التطبيع مع إسرائيل هو وجود برنامج نووي، يشمل أيضًا تخصيب اليورانيوم على الأراضي السعودية".

وقال نتنياهو إنه "جلب 4 اتفاقيات سلام تاريخية عززت فقط أمن ومكانة دولة الاحتلال، وسيواصل القيام بذلك".

وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "أوساطا سياسية اسرائيلية ذكرت أن نفي نتنياهو لكلام وزيره المقرب يأتي كرسالة توضيحية على خلفية انتقادات زعيم المعارضة يائير لابيد للموضوع في الأسابيع الأخيرة الذي اتهم نتنياهو بالتفريط بأمن الدولة".

ومع تزايد التقارير الإسرائيلية حول اقتراب أو تعثُّر المسار التطبيعي مع السعودية، فإنها لا تخفي رغبتها بامتلاك أسلحة نووية، ولو في المجال المدني مبدئيًّا، وهي مسألة مطروحة على الطاولة منذ سنوات، فيما تراقب الأوساط الإسرائيلية التطلع السعودي لتخصيب اليورانيوم في أراضيها، وهي بالمناسبة طموحات ليست جديدة، لاسيما في ضوء إعلانها المتكرر أنه إذا حصلت إيران على الطاقة النووية، فإن المملكة ستفعل ذلك أيضًا.

مع أن التمنّع الإسرائيلي عن الموافقة على مطالب السعودية الخاصة بالحصول على القدرات النووية، ينطلق من فرضية مفادها أن المملكة تحاول عبر عدة طرق وصول الهدف.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة نتنياهو السعودية التطبيع السعودية نتنياهو التطبيع صحافة صحافة صحافة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

السعودية: لا تطبيع علاقات مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية

أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان،  الإثنين، أن بلاده لن تقيم علاقات مع دولة الاحتلال الإسرائيلي قبل إقامة دولة فلسطينية، مشددًا على أنه "آن الأوان لإنهاء الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية".

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده على هامش أعمال المؤتمر الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك، وفق ما نقلته قناة "الإخبارية" السعودية.

وقال ابن فرحان: "آن الأوان لإنهاء الصراع وتجسيد الدولة الفلسطينية"، معتبرًا أن "السلام بين إسرائيل وفلسطين يمثل مدخلًا أساسيًا لتحقيق سلام إقليمي شامل".




وشدد على أنه "لا علاقات مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية".

وأضاف: "ندعم الجهود المصرية والقطرية والأمريكية لإعادة اتفاق وقف إطلاق النار، بما يشمل الإفراج عن الأسرى، وانسحاب القوات الإسرائيلية، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون قيود".

ولفت إلى أن "الرئيس الأمريكي ترامب له دور مساعد لوقف الحرب في غزة وتحقيق دولة فلسطينية مستقلة"، في إشارة إلى الوساطة الأمريكية الجارية.

وفي وقت سابق الاثنين، انطلقت أعمال المؤتمر الوزاري في مقر الأمم المتحدة، برئاسة مشتركة بين السعودية وفرنسا، وبمشاركة رفيعة المستوى، لبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، ودعم مسار الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وخلال الكلمة الافتتاحية للمؤتمر، شدد وزير الخارجية السعودي على أن "تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة يبدأ من إنصاف الشعب الفلسطيني ونيل حقوقه المشروعة".

وكان من المقرر عقد "مؤتمر فلسطين الدولي" في مقر الأمم المتحدة بنيويورك بين 17 و20 يونيو الماضي، بمشاركة رفيعة وبرئاسة مشتركة بين فرنسا والسعودية، لمناقشة الأوضاع في قطاع غزة، وبحث سبل تنفيذ حل الدولتين، إلى جانب تشجيع الدول على الاعتراف بالدولة الفلسطينية.




لكن عقب الهجمات الإسرائيلية على إيران، التي بدأت في 13 يونيو بدعم أمريكي، واستمرت 12 يوما، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تأجيل المؤتمر.

وأعربت كل من "إسرائيل" وحليفتها الولايات المتحدة عن رفضهما إقامة مؤتمر دعم حل الدولتين.

مقالات مشابهة

  • السعودية: لا تطبيع علاقات مع إسرائيل قبل إقامة دولة فلسطينية
  • أبو الغيط: تصور اسرائيل بالحصول على التطبيع مع استمرار الاحتلال.. .هو محض وهم
  • رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل
  • الهيئة السعودية للمياه تعلن عن فتح باب التسجيل في برنامج التدريب التعاوني
  • مثقفون ونشطاء مغاربة يدعون لوقف الإبادة ومراجعة التطبيع
  • فيلم علي صالح يثير جدلاً داخل مجلس القيادة والتحالف
  • متحدث «التنمية الريفية»: مشروع «ريف السعودية» يطلق استدامة لتطوير شتلات البن
  • الهجرة أم التهجير؟ إسرائيل تروج لـحل إنساني يثير مخاوف فلسطينية
  • يهدف لمنع انتقاد إسرائيل.. تعريف جديد لـمعاداة السامية يثير الغضب في الجامعات الأمريكية
  • غموض يكتنف بدائل نتنياهو بعد انسحاب الوفد الإسرائيلي من مفاوضات غزة