الرؤية- الوكالات

حذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار خسائر أسهم التكنولوجيا في البورصات الأمريكية والبريطانية والأوروبية، بسبب التفوق المتزايد لتطبيق "ديب سيك" الصيني للذكاء الاصطناعي على شركات الذكاء الاصطناعي الغربية، سوف يُبكد هذه الأسهم خسائر في القيمة السوقية بما يصل إلى 1.2 تريليون دولار.

وهزت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" أسواق التكنولوجيا العالمية اليوم الإثنين، مما أثار شكوكًا حول هيمنة الولايات المتحدة التكنولوجية.

وقال في سيرن لينغ، المدير الإداري في "يونيون بانكير بريفية": "تظهر (ديب سيك) أنه من الممكن تطوير نماذج ذكاء اصطناعي قوية بتكاليف أقل. وهذا قد يؤدي إلى تقويض جدوى الاستثمار في سلسلة التوريد الكاملة للذكاء الاصطناعي، والتي تعتمد على الإنفاق المرتفع من قبل حفنة من الشركات العملاقة".

وجرى تداول نحو 278 ألف عقد مستقبلي لمؤشر "ناسداك 100" عند الساعة 06:18 صباحًا بتوقيت نيويورك، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف متوسط التداول خلال 30 يومًا لهذا الوقت من اليوم، وفقًا لبيانات جمعتها وكالة بلومبرج.

ويُعد نموذج الذكاء الاصطناعي من شركة "ديب سيك"، التي أسسها رئيس صندوق التحوط الكمي ليانغ وينفينغ، منافسًا قويًا لآخر إصدارات شركتي "أوبن إيه آي" و"ميتا بلاتفورمز". ووصف المستثمر مارك أندريسن النموذج بأنه "واحد من أكثر الإنجازات الرائعة والمذهلة".

يتميز تطبيق بعرضه لطريقة عمله والمنطق الذي يتبعه أثناء معالجة استفسارات أو طلبات المستخدمين المكتوبة. وأُطلق النموذج خلال الأسبوع الماضي، وتصدر تصنيفات متجر التطبيقات الخاص بشركة "أبل"، حيث أشاد المستخدمون بشفافيته.

وصبّ ذلك في صالح أسهم الشركات الصينية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، حيث قفزت أسهم شركة "ميريت إنترأكتف" (Merit Interactive) المدرجة في البر الرئيسي بالحد الأقصى اليومي. وتُعد الشركة من أبرز المرتبطين بـ"ديب سيك" بعدما ذكرت في وثائق سابقة أنها دمجت نموذج الشركة المحلية للذكاء الاصطناعي في أنشطة التسويق الخاصة بها. وفي هونغ كونغ، ارتفع مؤشر "هانغ سينغ" لأسهم التكنولوجيا بنحو 2% قبل عطلة رأس السنة القمرية هذا الأسبوع.

وعلى النقيض من ذلك، تراجعت أسهم شركات الذكاء الاصطناعي في أماكن أخرى من العالم مع إعادة المستثمرين تقييمهم لافتراضات حول قدرات الحوسبة والطاقة. وانخفض سهم شركة "سيمنز إنرجي" (Siemens Energy)، إحدى الشركات القليلة المستفيدة من الذكاء الاصطناعي في أوروبا، بنسبة 22%.

وقال نيرغونان تيروتشلفام رئيس قسم المستهلكين والإنترنت في شركة "أليثيا كابيتال" السنغافورية: "نموذج (ديب سيك) يشكل تحديًا كبيرًا للنظرية القائلة بأن النفقات الرأسمالية والتشغيلية الضخمة التي تكبدها وادي السيليكون هي الطريقة الأكثر ملاءمة لمواكبة الاتجاه في الذكاء الاصطناعي. إنه يثير تساؤلات حول الموارد الضخمة التي جرى تخصيصها لهذا القطاع".

ويتزامن تراجع العقود المستقبلية لمؤشر "ناسداك" مع بداية أسبوع حافل بنتائج الأرباح لشركات التكنولوجيا الكبرى، بما في ذلك "آبل" و"مايكروسوفت". ومن المتوقع أن تباطؤ وتيرة نمو الأرباح، في حين أن التقييمات لا تزال مرتفعة، مما يثير القلق مجددًا حول الارتفاع الكبير الذي شهده القطاع بسبب الذكاء الاصطناعي.

ويُتداول مؤشر ناسداك 100 عند مكرر ربحية يبلغ 27 ضعفًا، مقارنة بمتوسطه على مدار ثلاث سنوات البالغ 24 ضعفًا. أما شركة "إنفيديا" فتُتداول عند 33 ضعفًا، وهو ما يقل بشكل طفيف عن متوسطها على مدى ثلاث سنوات.

ويلقي إطلاق نموذج "ديب سيك" بظلال جديدة من الشك، ويتحدى الفكرة السائدة بأن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الصين متأخرة بسنوات عن نظيراتها الأميركية. كما أن القيود التجارية التي فرضتها واشنطن حالت دون حصول الصين على الرقائق الأكثر تقدمًا، لكن نموذج "ديب سيك" تم بناؤه باستخدام تقنية مفتوحة المصدر يسهل الوصول إليها.

وقالت شارور تشانانا كبيرة استراتيجيي الاستثمار في "ساكسو ماركتس": "بينما تتمتع الشركات الرائدة حاليًا مثل (إنفيديا) بموطئ قدم قوي، فإن ذلك يذكرنا بأن الهيمنة في مجال الذكاء الاصطناعي ليست أمرًا مضمونًا؛ حيث إن ظهور نموذج (ديب سيك) الصيني يشير إلى أن المنافسة تزداد حدة، وعلى الرغم من أنه قد لا يشكل تهديدًا كبيرًا الآن، إلا أن المنافسين المستقبليين سيتطورون ويتحدون الشركات الكبرى بشكل أسرع. وإعلان نتائج أرباح شركات التكنولوجيا هذا الأسبوع سيشكل اختبارًا حاسمًا".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تاتشر اليابان تهدد سوق سندات بقيمة 12 تريليون دولار

تشهد اليابان اضطرابا ماليا متسارعا منذ تولي رئيسة الوزراء الجديدة ساناي تاكايتشي منصبها قبل 6 أسابيع، وتبنيها حزمة توسع مالي تصفها صحيفة "تلغراف" في تقرير لها بأنها "منخفضة الجودة" قيمتها 135 مليار دولار تشمل "قسائم الأرز ودعم الوقود" في محاولة لتهدئة آثار التضخم الذي تسببت فيه سياساتها نفسها.

وتحذر الصحيفة من أن الدولة الأكثر مديونية في العالم كنسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي (نحو 230%) باتت "تعاكس اتجاهات السوق" عبر إصدار ديون إضافية دون سند مالي كاف، مما يضعها في مرمى ما سماه التقرير "مُراقبي السندات الغاضبين" حول العالم، وسط مقارنات متزايدة بأزمة حكومة ليز تراس في بريطانيا قبل 3 سنوات.

ارتفاع عوائد السندات واهتزاز الثقة بالاقتصاد

وقفز العائد على السندات الحكومية لأجل 10 سنوات إلى 1.94% في تداولات طوكيو الأخيرة، وهو مستوى يقترب من الأعلى منذ عام 1997، مما يعكس مخاوف من فقدان سريع للثقة قد يقود إلى اضطراب مالي حاد، وهو ما ينذر بأن سرعة التحرك في سوق الديون العامة والخاصة اليابانية البالغة 12 تريليون دولار مخيفة تقريبا.

وقالت كاوامورا سايوري، كبيرة خبراء الاقتصاد في معهد أبحاث اليابان، إن "كل المؤشرات تقود نحو حساب مالي مؤلم ما لم تتراجع الحكومة"، مضيفة أن تكاليف خدمة الدين "كانت تنفجر فعلا" قبل هذه السياسات الجديدة.

ورغم هذا التحفيز الضخم، فإن الين يستمر في الهبوط قرب 155 ينا للدولار، وهو مستوى وصفته الصحيفة بأنه "الأضعف فعليا منذ أكثر من نصف قرن"، ليصبح الين أقرب إلى عملات الأسواق الناشئة، بدل عملة ملاذ آمن لطالما ارتبطت بالأزمات العالمية.

أزمة ثقة تهدد النظام المالي الياباني

ويرى خبراء -نقلت عنهم الصحيفة- أن الحكومة تخاطر بإشعال موجة خروج رؤوس الأموال وانعكاس سلبي على الأسهم والسندات والعملة معا، وهو سيناريو كارثي على اقتصاد بحجم اليابان.

ونقلت تلغراف عن نومورا للأبحاث تحذيره من أن "تفاقم القلق المالي قد يدفع نحو تراجع ثلاثي يشمل الأسهم والسندات والين، مع احتمالات هروب رؤوس الأموال".

إعلان

أما الجانب الأخطر -وفق التقرير- فهو احتمال اضطرار الحكومة إلى إجراءات شديدة لم تُشهد منذ أزمات الأربعينيات، مثل:

فرض ضريبة ثروة استثنائية تجميد الودائع المصرفية تبني خطط تقشف قاسية

وذلك بعدما تخلت الحكومة عن هدف الفائض الأولي في الميزانية، على عكس نهج "الانضباط الحديدي" الذي اشتهرت به مارغريت تاتشر رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، والتي تقدمها تاكايتشي كنموذج سياسي لها.

الين يستمر في الهبوط قرب 155 ينا للدولار (رويترز)نهاية عصر اليابان

وعلى مدى 30 عاما، كان العالم يفترض أن الديون اليابانية آمنة دائما بفضل ضخامة الادخار المحلي، لكن ارتفاع التضخم وانتهاء سعر الفائدة الصفرية غيّر المعادلة.

وتقول التلغراف إن تضخم الدين إلى 230% من الناتج المحلي لم يعد رقما يمكن تجاهله، خصوصا مع توقعات صندوق النقد الدولي بأن مدفوعات الفائدة ستتضاعف بحلول 2030 وتُضاعف 4 مرات بحلول 2036.

ويتساءل التقرير إذا ما كانت اليابان قد اقتربت من "خط أحمر" في سوق السندات عند 2% على العائد لأجل 10 سنوات، محذرا من أن تجاوز ذلك قد يعني: "إما تراجع حكومة تاكايتشي… أو انفجار شيء خطير في مكان ما من النظام المالي العالمي".

وحسب تحليل التلغراف، فإن "اليابان تنتقل من دور المقرض العالمي الموثوق إلى اقتصاد قد يصبح لأول مرة منذ عقود مصدرا للعدوى المالية، إذا تواصلت المقامرة السياسية بالاستقرار المالي".

مقالات مشابهة

  • اتحاد الشركات: تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين خطوة استراتيجية لتطوير السوق
  • ميتا تستحوذ على شركة ناشئة في مجال أجهزة الذكاء الاصطناعي
  • تاتشر اليابان تهدد سوق سندات بقيمة 12 تريليون دولار
  • لتمكين الشركات الناشئة.. «الجامعة الإلكترونية» تطلق «مسرّعة سيو» في التكنولوجيا الرياضية
  • روسيا: العقوبات الغربية كبدت الاقتصاد الأوروبي 1.6 تريليون يورو
  • وزير الاتصالات: صادراتنا الرقمية بلغت 7.4 مليار دولار ولن نتعجل في تشريعات الذكاء الاصطناعي
  • بواقع 15 تريليون دولار.. ارتفاع غير مسبوق لأعداد المليارات حول العالم
  • محافظ الدقهلية: شبابنا "كنز" ونصدر التكنولوجيا للعالم.. وأوجه بتطبيق الذكاء الاصطناعي في خدمات المحافظة لنسخ تجربتنا محليا
  • خسائر بـ20 مليار دولار تُظهر تزايد مخاطر تغير المناخ في آسيا
  • تباين حاد في استخدام الذكاء الاصطناعي.. ما هي الدول التي تتقدم بخطى سريعة؟