صرخة شهيد القرآن.. من كلمات إلى صواريخ ومسيّرات
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
يمانيون../
محمد الفرح عضو المكتب السياسي لأنصار الله: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انخرطت غالبية الأنظمة والأحزاب والمكونات السياسية العربية والإسلامية تحت المظلة الأمريكية في إطار ما يسمى بمواجهة الإرهاب، ليبرز الشهيد القائد بكل ثبات وشموخ وعنفوان وثقة مطلقة بالله تعالى معلنًا التصدي للمشروع الأمريكي.
مدير مكتب الإرشاد وشؤون الحج والعمرة. د. قيس الطل: خلال المشروع القرآني العظيم الذي نهجه الشعب اليمني اتضح لنا وللعالم أجمع جدوى الثقافة القرآنية وأثرها في مواجهة اليهود والتغلب عليهم، وما معركة البحر الأحمر إلا شاهدًا من شواهد المعجزات الميدانية التي يصنعها الله لأوليائه.
لم يكن مشروع الشهيد القائد ترفا فكريا، بل كان ضرورة فرضها الواقع المنحط للأمة، وأكدته قيم الدين الإسلامي الحنيف، ومبادئ الإنسانية السمحة، فالحرية مقدسة، والعيش بكرامة وعزة حق مشروع ، وحماية النفس والدفاع عنها من بطش الظالمين، وعبث المستهترين، فطرة ربانية أودعها الله في جميع خلقه، وهيئ لها من الأسباب والوسائل ما يحقق لها ذلك، فالحياة التي تحيط بها سياجات الكبت، والقهر، والإذلال، وتصادر فيها الحريات والحقوق، ويغيب من واقعها العدل والمساواة، وتنتزع منها كل سمات الخير والفضيلة، وتترعرع في ساحتها العنصرية والرذيلة، ويبقى فيها العلو والشأن للتسلط والقمع والاستكبار، حياة يرفضها الجميع، ولا يستسيغها إلا أراذل الناس، ممن خرج على دينه، ومبادئه وقيمه وهويته.
وفي ظل مرحلة غُمِرت فيها الأمة في وحل الفساد والرذائل، وآثار التقصير والقصور والخنوع والارتداد الديني، والتخلي عن الهوية فرأت الصمت دينا، والصبر على القهر والذلة قربة، وأيقنت أن الاستسلام لجلادها هو سبيل النجاة المتبقي أمامها، نهض الشهيد القائد السيد حسين بن بدر الدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ بما وهبه الله من مؤهلات القيادة، نهض من أوساط ذلك الخواء ليتحمل المسؤولية في توعية الأمة، وتبصيرها سبل الخلاص مما أوصلها إليه أعداؤها، من شتات وذل، وضعف وعداوة بينية، وتخل عن هويتها وحقوقها وتنكر لدينها ومبادئها وقيمها.
يدرك اليمنيون جيداً أن الموقف اليمني التاريخي المشرف في مساندة غزة، والانتصار لمظلوميتها هو نتاج طبيعي وثمرة واحدة من ثمار المشروع القرآني العظيم الذي أسس مداميكه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي “رضوان الله عليه”. وبالرغم من أن فقدان الشهيد القائد مثّل خسارة فادحة على المشروع القرآني؛ كون فقدان القادة وأعلام الهدى من أعظم نكبات الأمة الإسلامية، إلا أن مسيرته القرآنية التي وصل صداها للعالم أجمع جسّدت روح الشهيد القائد وعطاءه وتضحياته، وجعلته حاضراً وحياً في وجدان الأمة الإسلامية جمعاء.
ويؤكد الناشط الثقافي وأحد السبّاقين في الانتماء للمشروع القرآني محمد الفرح، أن فقدان الشهيد القائد السيد حسين بن بدرالدين الحوثي مثّل خسارة فادحة وفاجعة كبرى على أسرته ومجتمعه ووطنه، ليس ذلك وحسب، وإنما على الأمة الإسلامية؛ كون استشهاده تزامن مع مرحلة خطيرة ومنعطف حساس، وفي ظروف استثنائية لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية.
ويوضح محمد الفرح -في حديث خاص لموقع أنصار الله- أن الشهيد القائد كان نعمة عظيمة منّ الله بها على عباده؛ وذلك بما وهبه الله من المؤهلات، ومنحه من المواصفات القيادية؛ فكان رجل المرحلة.
انطلاقة المشروع القرآني
في الذكرى السنوية لاستشهاد شهيد القرآن نستذكر البدايات الأولى لانطلاقة المشروع القرآني -والذي تزامن مع أحداث 11سبتمبر 2001م- الدراما الغربية التي افتعلها الأمريكان بغرض السيطرة على دول العالم وإخضاعها. آنذاك انطلقت الولايات المتحدة الأمريكية في استهداف شعوب العالم العربي والإسلامي معلنة حرباً شاملة على الإسلام والمسلمين تحت شعار “من لم يكن معنا فهو ضدنا”.
وبدلاً من اتخاذ موقف حازم وجدِّي من قبل الأمة الإسلامية، خضعت العديد من الأنظمة والشعوب العربية والإسلامية، والتزمت الصمت، وكأن على رؤوسهم الطير، في حين انطلقت أمريكا ببوارجها الحربية ومدمراتها وحاملات طائراتها وقواعدها العسكرية، لتنشرها في “الشرق الأوسط”.
وأمام ذلك انطلق الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي مستشعرا خطورة المرحلة، معلنا شعار البراءة من أعداء الله المتمثل في شعار الحرية والاستقلال (الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).
وفي هذا السياق يؤكد الفرح أنه بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر انخرطت غالبية الأنظمة والأحزاب والمكونات السياسية العربية والإسلامية تحت المظلة الأمريكية في أطار ما يسمى بـ”محاربة الإرهاب”، مبينا أن تلك الأنظمة أصبحت أدوات بأيدي الأمريكان، تنفذ مخططاتها في حين التزمت بقية الأنظمة الصمت والحياد، ليبرز الشهيد القائد بكل ثبات وشموخ وعنفوان وثقة مطلقة بالله تعالى، معلنا التصدي للمشروع الأمريكي.
ويرى أن إحياء الذكرى السنوية للشهيد القائد تأتي لاستذكار مواقفه العظيمة وتضحياته، كما أنها محطة للتزود من قيمه وأخلاقه ومواقفه النيرة التي مثّلت نموذجاً راقيا للدين الإسلامي المحمدي الأصيل.
مثل المشروع القرآني أعجوبة العصر بما حمله من انتصارات وتوفيق إلهي لم يسبق له مثيل في التاريخ المعاصر، فمن ينظر للبدايات الأولى لانطلاقة المشروع القرآني يدرك أن اتساع المشروع وانتصاره كان ضربا من الخيال، غير أن إرادة الرحمن وتمكينه أتى للنهوض بالمشروع القرآني ليمثل الحجة الدامغة على البشرية كلها.
المشروع القرآني هو الحل للأمة
وبعد مرور عقدين من عمر المشروع القرآني يؤكد الفرح أن التحلي بقيم الشهيد القائد “رضوان الله عليه” وأخلاقه ومبادئه ومنهجه ورؤاه، والتي يجسّدها حالياً قائد المشروع القرآني السيد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله” هي الحل الوحيد للنهوض بالدين الإسلامي لمواجهة التحديات والمخاطر التي يشنها أعداء الأمة الإسلامية من اليهود وحلفائهم.
ويدعو الفرح إلى جعل مناسبة ذكرى الشهيد القائد محطة للاستحضار وترسيخ قيم ومبادئ الشهيد القائد في الوجدان ومشاعر اليمنيين وأجيالهم الصاعدة.
ويختتم الفرح حديثه بالقول “من المهم دائماً في هذه الذكرى أن يتعرف الناس إلى معالم هذه الشخصية العظيمة ومعالم القضية والمشروع القرآني الذي تحرك من أجله، ويتعرفوا على المظلومية؛ فهذه رسائل أساسية ورئيسية في هذه المناسبة”.
أعظم نكبات الأمة أن تفقد عظماءها،
وفي كل عام من الذكرى السنوية للشهيد القائد يجدد اليمنيون استذكار المظلومية الكبرى التي تعرض لها شهيد القرآن في سبيل نشر المشروع القرآني والرقي بالأمة الإسلامية.
وفي الذكرى أيضا يتسأل الجميع عن الأسباب التي أدت لاستشهاد هذا القائد العظيم. ولماذا حاربته السلطة آنذاك بالرغم من أن مشروعه لا يشكل خطراً على أحد، وإنما يصب في عزة ونصرة الدين الإسلامي!
وعن هذه التساؤلات التي يطرحها عامة الناس يجيب مدير مكتب الإرشاد وشؤون الحج والعمرة بأمانة العاصمة الدكتور قيس الطل قائلاً “استشهاد الشهيد القائد بين أظهرنا وعلى مرأى ومسمع من الجميع نتاج للتفريط و قلة الوعي ونتاج التخاذل. مؤكدا أن هذه الأسباب هي التي أدت لسقوط الشهيد القائد، وهي الأسباب ذاتها التي تؤدي لسقوط عظماء الأمة الإسلامية.
ويضيف -في تصريح خاص لموقع أنصار الله- أن الذكرى السنوية للشهيد القائد تأتي لاستذكار الأسباب والحيثيات، وذلك بغرض تجنبها وتفاديها أثناء المرحلة الحالية وفي المستقبل”.
ويشير إلى أن الذكرى السنوية للشهيد القائد “رضوان الله عليه” تمثّل عودة جادة للقرآن الكريم والمشروع القرآني العظيم، وكذلك العودة إلى المبادئ والقيم التي حملها وطبقها كمنهج يصحح من خلاله الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، مؤكدا أنه من خلال القرآن الكريم ننطلق إلى معرفة الله سبحانه وتعالى، وإلى تعزيز اتجاه الله سبحانه وتعالى.
نماذج ميدانية لثمرة المشروع القرآني
ومن خلال المشروع القرآني العظيم الذي نهجه الشعب اليمني اتضح لنا وللعالم أجمع جدوى الثقافة القرآنية وأثرها في مواجهة اليهود والتغلب عليهم، وما معركة البحر الأحمر إلا شاهد من شواهد المعجزات الميدانية التي يصنعها الله لأوليائه.
وفي هذه الجزئية يقول الدكتور الطل “من خلال القرآن الكريم نعرف طبيعة الصراع مع أهل الكتاب، ونعرف ما هي نقاط قوتهم، وما هي نقاط ضعفهم، ونستطيع أن نستوعب ما هي أهم المتطلبات اللازمة لمواجهتهم لنكون الأمة الغالبة”.
ويضيف “ومن خلال القرآن الكريم نستطيع أن نعرف الرؤية القرآنية التي تحقق لنا نهضة، وتحقق لنا حضارة إسلامية نقدمها للعالم ونحقق من خلالها القسط والعدل، ونأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، ونستطيع أن ننعم في خيرها وفي عدالتها وفي أخلاقها وفي قيمها”.
ويشير إلى أن الشهيد القائد “رضوان الله عليه”صنع منهجاً قوياً تجاوز كل الأطر المذهبية والعنصرية والحزبية، جاعلاً من القرآن الكريم المرجعية الكبرى والمنطلق الأساس للتحرك الميداني.
ويلفت إلى أن المنهج القرآني أسهم بشكل فاعل في إفشال المخططات الصهيونية الرامية لتمزيق الأمة الإسلامية وبعثرتها وتجزئتها وجعلها أمة متناحرة فيما بينها.
رافق المشروع القرآني العديد من العراقيل والصعاب تحت عدة مسميات بهدف القضاء عليه، وكلها باءت بالفشل، ليصل المشروع القرآني بعد عقدين من عمره إلى المواجهة المباشرة مع اليهود، ملحقا بهم خسائر جسيمة مهولة، أرعبت الأعداء وأدهشت العالم وجعلته يعيد حساباته ونظرته تجاه أمريكا و”إسرائيل” ودول الغرب، وبالتالي القضاء على النظرة الغربية المتمثلة في القوة المفرطة لأمريكا وقدرتها المطلقة في الهيمنة على العالم.
موقع أنصار الله – محمد المطري
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الذکرى السنویة للشهید القائد بدر الدین الحوثی الأمة الإسلامیة رضوان الله علیه الشهید القائد القرآن الکریم من خلال
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يسلط الضوء على مستجدات غزة والضفة والمسجد الاقصى وينبه لخطورة الوضع!
وأوضح السيد أن العدو الإسرائيلي يواصل جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مدى 21 شهرا وعلى مرأى ومسمع من المسلمين جميعا ومرأى ومسمع العالم ويستهدف بشكل مكثف مراكز ومخيمات إيواء النازحين وكذلك الإمكان التي يستقرون فيها . يستهدفهم بالغارات الجوية والقصف المدفعي والطائرات المسيرة.
ولفت السيد إلى أن العدو الإسرائيلي يستمر بكل همجية ووحشية وإجرام إلى درجة عجيبة تكشف حقيقته الإجرامية ولو كان مصاص الدماء الصهاينة وشركاؤهم الأمريكيون القتلة المجرمون عبارةً عن وحوش من وحوش الغاب أو كلاب مسعورة لكانوا قد سئموا من نهش لحوم الناس في قطاع غزة، فكلما أوغل العدو الإسرائيلي في دماء الأطفال والنساء افتتحت شهيته أكثر وابتكر وسائل وطرقاً جديدة للقتل والإبادة.
وبيّن أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يكشف حقيقة العدو الإسرائيلي فيما هو عليه من حقد وعدوانية وتوحش وإجرام، وما يرتكبه العدو الإسرائيلي في غزة يكشف حقيقة الغرب الداعم للكيان المجرم.
وقال السيد: "العدو منذ تشكيله كعصابات والغرب يدعمه ليؤدي دوراً وظيفيا هو نفس الدور الإجرامي الذي يمارسه ضد الشعب الفلسطيني وضد أمتنا، الدور الوظيفي الذي أراده الغرب للعدو الإسرائيلي هو السعي للسيطرة على الأمة واحتلال الأوطان وفرض معادلة الاستباحة، وهذا الدور الوظيفي العدواني التدميري للعدو الإسرائيلي يأتي في إطار المخطط الصهيوني وما يشكله من خطورة على أمتنا الإسلامية".
لا تعويل على المؤسسات الدوليةوأوضح السيد أن توحش العدو الإسرائيلي جلي وواضح وكاف على أن ما تسمى بالمؤسسات الدولية لا يمكن أن تمثل أبداً سنداً لأي شعب مظلوم ومستضعف، فلأكثر من قرن من الزمان منذ الاحتلال البريطاني ولأكثر من سبعة عقود منذ الاحتلال والسيطرة اليهودية الصهيونية فما الذي أمكن أن تقدمه المؤسسات الدولية؟!، لافتا إلى أن الرهان على المؤسسات الدولية في أي تقديرات أو حسابات أو سياسات هو الخطأ الفادح الذي يتيه بالأمة دون أن تحقق أي نتيجة. مشيرا إلى أن باستطاعة الأمة أن يكون لها موقف حاسم لكن الكثير منهم في حالة التفرج والتخاذل والبعض في مستوى التواطؤ مع العدو والتعاون.
وأكد أن حجم الإجرام الصهيوني اليهودي ضد الشعب الفلسطيني وطول أمده يكشف جلياً الحقائق الثلاث عن العدو وعن داعميه وعن المؤسسات الدولية.
خطورة الوضع على الأمةوأوضح أن واقع أمتنا يشكل خطورة حقيقية عليها في تفريطها العظيم بمسؤولية عظيمة مقدسة والخطورة عليها أيضا في طمع الأعداء. لافتا إلى أن ما يحدث تجاه أمتنا ومقدساتها من قبل اليهود الصهاينة هو شيء رهيب جداً وفظائع كبيرة فاليهود الصهاينة يسيئون لخاتم أنبياء الله رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأسوأ الإساءات وينتهكون حرمة المقدسات، كما أن اليهود الصهاينة يتفننون بأنواع بشعة للغاية من الإجرام وبطريقة وقحة جداً واستفزازية للغاية ضد الشعب الفلسطيني.
وبيّن أن الكثير من أبناء الأمة هم بدون أي موقف معتبر وهذا يكشف الحقيقة السلبية لواقع الأمة وانحدارها الكبير على مستوى القيم الإنسانية. وأكد أن استمرار الأمة في تجاهل مسؤوليتها ليس حلاً بل ستصل إلى نتائج خطيرة جداً عليها ولو استفادت بعد حين فستكون قد تحملت تكاليف باهظة جداً.
الإجرام الصهيونيوأوضح السيد أن الأعداء الصهاينة اليهود يتنافسون ويتباهون بجرائمهم في قتل الأطفال والنساء في قطاع غزة وأحد الجنود الصهاينة يتفاخر بأنه قتل 600 فلسطيني في قطاع غزة. مؤكدا أن اليهود الصهاينة جبناء في القتال ومن الواضح كيف حالهم عندما يدخلون في مواجهة مباشرة مع الأخوة المجاهدين في قطاع غزة والجنود الصهاينة يختبئون ويتجمدون من الذعر والرعب حتى في داخل آلياتهم العسكرية عندما يتقدم إليهم المقاتلون.
وأضاف أن العدو الإسرائيلي يعمل على التدمير الشامل في قطاع غزة وأصبح يستدعي مقاولين لأداء مهمة تدمير بقية المنازل، وهناك مقاولون يتقاضون ما يعادل ألف وخمسمائة دولار عن كل منزل يقومون بهدمه، كما أن العدو الإسرائيلي يواصل إبادته بالتجويع وبمصائد الموت ومجازر المساعدات.
وأكد أن مصائد الموت هي هندسة أمريكية إسرائيلية للتحكم بالمساعدات الإنسانية ومن يأتي إليها فهو مهدد بالقتل . ولفت إلى أن الكثير من الناس في غزة يضطرون للذهاب بهدف الحصول على المساعدات ولكنهم يعيشون حالة الخطر بالاستهداف والإبادة أثناء استلام المساعدات، مضيفا أن العدو الإسرائيلي يقتل البعض أثناء ذهابهم من أجل تلك المساعدات، والبعض أثناء التجمع، والبعض أثناء الاستلام، والبعض أثناء العودة.
وقال السيد: العدو الإسرائيلي يراقب من عادوا بأكياس الطحين وما إن يصلوا إلى أهليهم وأسرهم حتى يستهدفهم. وأكد أن مسألة مصيدة الموت ومجازر المساعدات هي من أبشع أنواع الجرائم التي يرتكبها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وأكد أن من العار على المؤسسات الدولية وعلى الدول والبلدان والأنظمة والحكومات أن تسكت تجاه جرائم العدو بحق منتظري المساعدات ولا تتحرك لاتخاذ عملية ضد العدو الإسرائيلي. موضحا أن العدو الإسرائيلي يتشجع في الاستمرار في أبشع الجرائم لأن الكثير من الأنظمة والحكام لم يصل إلى مستوى اتخاذ الإجراءات العادية.
وبيّن أن من الفضائح الكبرى للعدو الإسرائيلي التي تبين مدى إجرامه ومعه الأمريكي دس حبوب المخدرات في بعض أكياس الطحين. مؤكدا أن العدو الإسرائيلي ومعه الأمريكي هما من أكبر من يروج للمخدرات في العالم ويستهدفون بها الشعوب واقتصاد البلدان ومجتمعاتها.
كما أوضح السيد أن العدو الإسرائيلي أفرغ شمال القطاع بالكامل من المستشفيات بعد أن دمرها أو جعل بعضها في حالة محاصرة بشكل تام وشبه مغلقة .
القتل بالقنابل الأمريكيةوأوضح السيد أن الأمريكي يواصل الدعم بالآلاف من القنابل في شحنات إضافية للعدو الإسرائيلي ليستمر في جرائمه ضد الشعب الفلسطيني و ضد شعوب أمتنا، والأمريكي أعلن عن صفقة أسلحة ضخمة جديدة للعدو الإسرائيلي تشمل 3845 مجموعة توجيه قنابل تزن الواحدة منها 900 كيلوغرام، كما أن الأمريكي ومعه البريطاني والألماني والفرنسي، الكل يدعمون العدو الإسرائيلي ليس فقط بالأسلحة بل حتى بالكلاب المدربة لنهش لحوم البشر.
العدوان على الأقصىوبيّن أن الاقتحامات الصهيونية اليهودية هي شبه يومية للمسجد الأقصى مع دعوات من الصهاينة لهدم المسجد الأقصى، موضحا أن العدو الإسرائيلي يستخدم سياسة الترويض، ومسألة الاقتحامات لباحات المسجد الأقصى قضية خطيرة مستفزة جداً للمسلمين، مضيفا أن العدو الإسرائيلي وصل إلى أن يطلق التهديدات بهدم المسجد الأقصى من ساحات المسجد الأقصى والدعوة إلى بناء الهيكل المزعوم .
وأكد أن الترويض المستمر يشكل خطورة حقيقية على المسجد الأقصى وهدمه هدف معلن مرسوم في المخطط الصهيوني ومن مرتكزاته. مشيرا إلى أن الكثير من الخطوات والإجراءات في القدس والضفة هي بهدف الوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق هدفهم العدواني الإجرامي في هدم المسجد الأقصى.
وشدد على أن الحالة التي تحصل في الأقصى حالة خطيرة جداً، وردود الفعل الرسمية باردة وهي مؤشر خطير على حالة التراجع تجاه هذه القضية. مضيفا أن الخطر على الأقصى يمتد إلى بقية المقدسات: المسجد الحرام، الكعبة أيضاً، مكة والمدينة ضمن المخطط الصهيوني. و العدو سيطمع إذا نجح في أن يصل إلى هدفه فيما يتعلق بالمسجد الأقصى إلى أن يصل إلى تحقيق أهدافه العدوانية ضد بقية مقدسات المسلمين.
وشدد على أن المسلمين إذا وصلوا إلى حالة من اللامبالاة تجاه أي شيء مقدس وعظيم وعزيز عليهم فهذا هو خطر فظيع جداً على الأمة. وإذا وصلت الأمة إلى درجة لا تتفاعل مع أي شيء مهما كان عظيماً ومهماً فالخطورة البالغة عليها، فيطمئن أعداؤها وتفقد رعاية الله وتأييده.
العدوان الإسرائيلي على الضفةوأوضح السيد أن الوضع في الضفة الغربية في تصاعد و5 أشهر من بدء التصعيد هناك تدمير واسع لا سيما في مخيمات جنين وطولكرم ونور شمس وهناك أكثر من 40 ألف فلسطيني هجروا قسريا من أبناء الضفة الغربية ويعانون معاناة كبيرة فالعدو الإسرائيلي يسعى إلى منع مهجري الضفة من العودة إلى المخيمات.
وأكد أن البؤر الاستيطانية يخطط لها أن تكون بالشكل الذي يحقق له السيطرة التامة على الضفة الغربية والعدو الإسرائيلي أعلن مؤخرا عن عدد من البؤر الاستيطانية التي يغتصب فيها مواقع جديدة في إطار السيطرة التامة على الضفة الغربية. مضيفا أن من الاعتداءات الإسرائيلية في الضفة الغربية هو تقطيع أوصال المدن والبلدات الفلسطينية بالحواجز والجدران.
وفيما يتعلق بصمود الشعب الفلسطيني فقال السيد: "مع الروح المعنوية العالية والصمود والثبات، ماذا لو امتلك المجاهدون في قطاع غزة من الأسلحة بمثل ما بحوزة الجيوش العربية؟ الجيوش العربية انهزمت في 6 أيام، بينما المجاهدون في قطاع غزة ثابتون وصامدون على مدى 21 شهراً".
وفيما يتعلق بالعدوان الإسرائيلي على لبنان وسوريا فأوضح السيد أن الاعتداءات الصهيونية متواصلة على لبنان، والتوغلات داخل الأراضي اللبنانية من أخطر أنواع الانتهاكات للاتفاق. مضيفا أن ما يفعله العدو في سوريا يأتي في إطار أطماعه ومخططاته الإجرامية دون أي مبرر، لأن سوريا ليست ضمن الجبهات المعادية له.
ولفت السيد إلى أن موافقة الحكومة الإيرلندية على مشروع قانون يحظر استيراد السلع من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس خطوة مهمة وإيجابية. مؤكدا أن خطوة الحكومة الإيرلندية ولو أنها جزئية لكنها في سياق عملي
وأكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي أنه يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تتقدم بخطوات عملية كبيرة في المقاطعة الكاملة للعدو سياسيا واقتصاديا، كما يفترض بالأنظمة العربية والإسلامية أن تسعى مع بقية البلدان لمحاصرة وعزل العدو الإسرائيلي.