«إحصاء أبوظبي» يطلق الدورة الـ 5 لـ «مؤشر النضج الإحصائي»
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أبوظبي: «الخليج»
أطلق مركز الإحصاء – أبوظبي الدورة الـ 5 من مشروع «مؤشِّر النضج الإحصائي» والذي يقيس قدرة الجهات الحكومية في الإمارة على إنتاج ونشر إحصاءات تتفق مع الأساليب والمعايير والمنهجيات المعتمدة لدى المركز.
ويُعدُّ مؤشر النضج الإحصائي أداة مهمَّة لضمان جودة البيانات ودقة الإحصاءات الرسمية التي تنتجها الجهات الحكومية في إمارة أبوظبي.
وكرَّم المركز خلال فعالية إطلاق الدورة الـ 5 من مشروع مؤشِّر النضج الإحصائي، 28 جهة حكومية تقديراً لجهودها وتعاونها في الدورة الرابعة من المشروع لعام 2022.
وقال عبد الله غريب القمزي، المدير العام لمركز الإحصاء – أبوظبي بالإنابة: «إنَّ التقدُّم الملحوظ الذي حقَّقته الجهات الحكومية المشاركة في مشروع مؤشِّر النضج الإحصائي لعام 2022 هو خطوة مهمَّة نحو تمكين حكومة أبوظبي استناداً إلى البيانات، ويعكس التقدُّم الكبير في مستويات النضج الإحصائي لدى الجهات الحكومية التزام حكومة أبوظبي بالاستثمار في البيانات لدعم متخذي القرار وراسمي السياسات بإحصاءات وتحليلات دقيقة وموثوقة».
وأضاف: «ينسجم مشروع مؤشِّر النضج الإحصائي مع الجهود الحكومية لتعزيز جميع القطاعات الحيوية في الإمارة وعلى رأسها الاقتصاد القائم على المعرفة، إذ يلتزم المركز بالتعاون مع الجهات المشاركة في مشروع النضج الإحصائي لإمارة أبوظبي لتمكين صنَّاع القرار من اتخاذ القرارات اعتماداً على منظومة عمل إحصائي متطوِّرة».
وعقد المركز ورشة عمل حضرها عددٌ من ممثِّلي الجهات المشاركة في مشروع النضج الإحصائي، عَرَضَ خلالها معايير التقييم المعتمَدة لإنتاج المؤشِّرات الإحصائية ومنهجيتها. وناقش الجدول الزمني لتنفيذ الدورة الـ 5 من المشروع.
ويقيس مؤشِّر النضج الإحصائي في دورته الـ 5 مستويات نضج الجهات الحكومية اعتماداً على محورَيْن رئيسيَيْن، هما مدى امتثال الجهات الحكومية للتشريعات والقوانين الأساسية المنظِّمة لإدارة العمل الإحصائي في أبوظبي، ومستوى التزامها بمعايير جودة البيانات والعمليات والمخرجات المعتمَدة وفق أفضل المعايير والممارسات الدولية.
وتساعد نتائج مؤشِّر النضج الإحصائي الجهات الحكومية على تحديد المجالات التي تتطلَّب التطوير، لتصل إلى أعلى مستويات الجودة والدقة في الإحصاءات الرسمية لإمارة أبوظبي.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات أبوظبي الإحصاء الجهات الحکومیة الدورة الـ 5
إقرأ أيضاً:
مرحلة إعادة التشكل الداخلي.. طريق النضج وسلام الروح
يمرّ الإنسان خلال مسيرة حياته بمحطات فارقة، من أكثرها عمقًا ما يُعرف نفسيًا بـ «مرحلة إعادة التشكّل الداخلي». هي تلك اللحظة التي ينسحب فيها المرء من صخب العالم، ويختار العزلة عن الضجيج؛ لا لأنّه ضعيف، بل لأنه بلغ من النضج حدًا يدفعه للتأمل، لإعادة ترتيب ذاته من الداخل، لاستيعاب ما مرّ به من مشاعر وتجارب.
إنها فترة صمت داخلي، مرهقة نعم، لكنها ضرورية. تبني فيك وضوح الرؤية، وتمنحك قوة حقيقية في مواجهة الحياة. احترام هذه المرحلة، وعدم استعجال الخروج منها، هما أول خطوة نحو الوعي والنضج الحقيقي.
وفي خضم هذا الصمت، لا تستهِن بأثرك الطيّب، فقد تكون نورًا لأحدهم دون أن تعلم. ربما ألقيت كلمة استقرت في أعماق قلب، فكانت نقطة تحول لا تُنسى. ربما قدمت نصحًا صادقًا غيّر حياة إنسان إلى الأفضل. قد تزرع بذرة خير وتمضي ناسيا، لكنها تنبت شجرة يستظل بها المارّون، ويأكل من ثمارها العابرون.
كن خيّرًا بقولك وفعلك، ولا تحقر من المعروف شيئًا، فأنت لا تدري أي دربٍ تُضيء، وأي روح تبني، وأي أثر تترك. طوبى لمن كان مصدرًا أصيلا للخير، يبني الإنسان لأجل الإنسان.
وهكذا هي الحياة. ليست كل الجراح تُداوى باعتذار، ولا كل الخطايا يُكفّر عنها بكلمة. البعض لن يعتذر، ولن يقرّ بما فعل، ولا بأس، لأن قيمتك لا تُقاس بأفعالهم. كل تجربة، سواء أكانت مؤلمة أو مبهجة، ساهمت في بنائك كما أنت اليوم. الغفران ليس لأجلهم، بل لوجه الله ولسلامك الداخلي.
الاستياء لا يؤذي إلا قلبك، فدع عنك ما لا يُصلح روحك، وركز على ذاتك، طوّرها، وكن مع من يمنحك دعمًا لا يُشترى. تذكّر دومًا: قيمتك لا تُحدّد بأحكام الآخرين، فامضِ قدمًا، وتعلّم من دروس الحياة.
ولأننا بشر، فمن الطبيعي أن نختلف، أن نعيش كما نرى نحن، لا كما يفرضه غيرنا. لا شأن لأحد بك، كما لا شأن لك بأحد، ما دمت لا تؤذي ولا تُؤذى. خذ خير الناس، وادفع شرك، لكن لا تُجبَر على ما لا يليق بك.
ولا تتدخل فيما لا ترى صورته كاملة. أنت لا ترى المشهد من كل الزوايا، ترى فقط من نافذتك، ومن نافذتك فقط. دع عنك إصدار الأحكام، ولا تفرض قناعاتك على من يسلك طريقًا غير طريقك.
ترفّق، فالكل لديه روح، والكل قادر على الإيذاء، فلا تتوهّم أنك محصّن. أنت هش، مجرد إنسان، عظيم حين تبقى إنسانًا، ولا شيء إن فقدت هذه الإنسانية بل «حين تُصبح التجارب أثقالًا لا دروسًا...».
ثمة لحظة حاسمة في حياة كل إنسان، تأتي دون موعد، لا يسبقها نذير، لكنها تترك في القلب أثرًا لا يُمحى. لحظة تُدرك فيها أن كل الطرق التي اضطررت إلى تركها بعدما استُنزفت في عبورها، لم تكن دروبًا نحو النضج كما كنت تُوهم نفسك، بل كانت محطات استنزاف متتالية جرّدتك من شيء لا يُعوّض: شغفك بالحياة.
تُدرك فجأة أن المعارك التي خُضتها بكل ما فيك من طيبة، والتي حاولت أن تبرر قسوتها بأنها كانت سبيلًا للنضج، لم تكن سوى محطات نزفٍ داخلي، أفقدتك الكثير من خِفّة روحك. كل من اتكأت عليهم في لحظة ضعف، ثم أداروا ظهورهم، كانوا يهدّون في داخلك شيئًا عزيزًا اسمه «الثقة». وكل أولئك الذين كنت تواسيهم ليلًا، ظانين أنك مادة خام للأمل، لم ينتبهوا يومًا لليالٍ كنت فيها الأحوج لمن يربت على قلبك.
تمر بك الأيام، وتوهم نفسك أن كل ما حدث صار من الماضي، وأن الألم قد هدأ، وأن النضج قد حلّ محلّ الضعف. لكن الحقيقة التي لا تُقال كثيرًا، هي أنك لم تنضج كما كنت تظن، بل تهشّمت بصمت. صرت تخاف من المحاولة حتى لو رأيت النجاح ماثلًا أمامك، صرت ترتاب من الناس، حتى لو رأيت قلوبهم ممتلئة محبةً تجاهك.
وفي لحظة إدراك مريرة، تجد نفسك وقد تحوّلت إلى كتلة من الخوف، بها شظايا إنسان كان يظن أن الأيام ستصقله، فإذا بها تتركه حطامًا، يحاول لملمة نفسه في كل مرة، لكنه يزداد تفتتًا.
ليست كل التجارب دروسًا، وليست كل النهايات نضجًا. أحيانًا، ما نظنه «نضج الأيام» هو فقط بقايا شخصٍ كان يثق، كان يحاول، وكان يحب الحياة... ثم لم يعد.