عربي21:
2025-08-16@09:43:41 GMT

غزة وماذا بعد؟

تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT

كشفت الهدنة في غزة بين حماس والكيان الصهيوني عن شناعة الجرم المرتكب في حق البشر والشجر والدواب والحجر من هذا الكيان الذي أزهق النفوس البريئة وهدم البيوت وحوّل أحياء غزة إلى ركام، حتى بلغ عدد المنازل المدمرة والمتضررة 436 ألف منزل بنسبة 92 في المئة من إجمالي مساكن غزة، فيما نزح 90 في المئة من المواطنين عن بيوتهم، وتضرر أكثر من 103 كم من الأراضي الزراعية، و1190 كم من شبكة الطرق، و496 مدرسة، فضلا عن الكمية الهائلة من الأنقاض التي بلغت نحو 37 مليون طن.



وقد جاءت هذه الهدنة أيضا كاشفة عارية للمنافقين الذين يقفون في خندق العدو الصهيوني، وتبارت سمومهم الخبيثة للنيل من المقاومة بحجة هذا التدمير الذي حدث في غزة.

وقضايا الأمة المصيرية لا يؤخذ رأي فيها من منافق، بل من أهل الحق والعدل، فطوفان الأقصى لم يكن إلا صرخة مدوية لهذا الكيان الغاصب الذي كان قد أوشك على هدم المسجد الأقصى وتحويل صفقة القرن لواقع، فأوقف كل هذا وأثبت هشاشة الجيش الذي خدع العرب والعالم بأنه لا يقهر. الكثير من المسؤولين في الكيان الصهيوني اعترفوا بالهزيمة وقدموا استقالتهم، وقد لجأ نتنياهو للتفاوض راكعا بعد مجازره، وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه وزوال دولتهوهذه الصرخة هي بداية طريق التحرير ليس لفلسطين فحسب بل لأمة الإسلام جميعها، وقد بدت بوادرها في الفتح السوري بعد ظلم وطغيان دام أكثر من نصف قرن.

للأسف الشديد نحن أمة نست تاريخها فأنسانا الله أنفسنا، ولو تحرر كل إنسان من أفكاره السلبية التي بناها بغير علم ورجع للتاريخ لوجد أن هناك نماذج تشبه ما نحن فيه، فصلاح الدين الأيوبي الذي حرر أمة الإسلام بعد ضعف وهوان كان نجاحه في مفاوضاته مع أعدائه يفوق المعارك التي خاضها، كما مُني المسلمون قبل قدومه بمذابح تفوق الكثير والكثير عما حدث بغزة، ولا يوجد تغيير إلا بثمن باهظ. وهذا من السنن الكونية، والحياة مهما طالت مدتها لا قيمة لها إذا لم تكن في رضا الرحمن، وكم من أناس ماتوا بالأمراض، والشهادة لا ينالها إلى أفاضل الناس: الشهداء.

لقد أعلن نتنياهو أهداف هذه الحرب الخبيثة في القضاء على حركة حماس؛ استعادة الرهائن، وعدم تشكيل غزة تهديدا لإسرائيل مجددا، وعدم عودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان. وقد فشلت الحرب في تحقيق ذلك، حتى أن الكثير من المسؤولين في الكيان الصهيوني اعترفوا بالهزيمة وقدموا استقالتهم، وقد لجأ نتنياهو للتفاوض راكعا بعد مجازره، وقد بدأ العد التنازلي لسقوطه وزوال دولته اللقيطة.

إن ألم أهل غزة وإن كان أشد، ولكن ألم الكيان الصهيوني هو الأشد في تاريخه قتلا وإصابة وشللا في الحياة العامة والاقتصادية، وأهل غزة يرجون من الله ما لا يرجو هذا الكيان، وقد أعلنت وزارة المالية الإسرائيلية أن إسرائيل تكبدت ما يصل إلى 125 مليار شيكل (34.09 مليار دولار) منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وأنها سجلت عجزا في الميزانية قدره 19.2 مليار شيكل (5.2 مليار دولار) في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وهذه التكاليف في حقيقتها هي التكاليف المباشرة للحرب. فقد أشارت صحيفة "كالكاليست" الاقتصادية الإسرائيلية أن تكلفة الحرب على قطاع غزة بلغت نحو 250 مليار شيكل (67.57 مليار دولار) حتى نهاية عام 2024. وهذا المبلغ يشمل التكاليف الأمنية المباشرة، والنفقات المدنية الكبيرة والخسائر في الإيرادات، وليس كل شيء. وأضافت الصحيفة أن فشل الجيش الإسرائيلي في الحرب على غزة لم يقف عند هذا الرقم، فقد سبقه عدد من الخسائر البشرية والمصابين، إضافة إلى عائلات وأُسر المصابين الذين تضرروا معنويا وبعضهم عقليا أيضا.

الحرب على غزة وإن عرّت المنافقين الأفراد، فإنها كذلك عرت المنافقين والمتآمرين من الدول، ومنهم دول إسلامية عربية أشاد نتنياهو بموقفهم الداعم له ضد بني دينهم وجلدتهم، بل منهم من ساهم في إحكام الحصار وفرض الإتاوات على حركة البشر والسلع والخدمات لأهل غزة
كما أن الخسائر النوعية تكشف أن الخسائر اليومية في قطاع البناء الإسرائيلي بلغت 644 مليون دولار، وأغلقت 50 في المئة من مواقع البناء بسبب نقص الأيدي العاملة، وأغلقت 60 ألف شركة أنشطتها، وتدهور قطاع السياحة بانخفاض قدره 70 في المئة، ووصل عدد الإسرائيليين الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى نسبة 25 في المئة.

إن الحرب على غزة وإن عرّت المنافقين الأفراد، فإنها كذلك عرت المنافقين والمتآمرين من الدول، ومنهم دول إسلامية عربية أشاد نتنياهو بموقفهم الداعم له ضد بني دينهم وجلدتهم، بل منهم من ساهم في إحكام الحصار وفرض الإتاوات على حركة البشر والسلع والخدمات لأهل غزة.

ومع ذلك يبقى الأمل في الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم الحية التي كسب فيها أهل غزة جولتهم في الدول الغربية برفع حركة الوعي لدى هذه الشعوب والدعوة بكل قوة وحماسة وحكمة لتعمير غزة، فوفقا لتقديرات الأمم المتحدة فإن تكلفة إعمار غزة تصل إلى 40 مليار دولار، كما أنه وفقا لتقديرات مؤسسة راند البحثية الأمريكية تصل تكلفة إعمار غزة إلى أكثر من 80 مليار دولار إضافة إلى 700 مليون دولار لرفع الأنقاض، وهذا مبلغ زهيد بالنسبة لمبلغ الـ600 مليار التي سوف تستثمره المملكة العربية السعودية في الولايات المتحدة الأمريكية.

إن واجب الوقت أن يتكاتف المسلمون وأحرار العالم لجمع التبرعات بصورة مؤسسية لإعادة أعمار غزة، مع تكاتف حكومات الدول العربية والإسلامية للمساهمة في هذا العمران، بعيدا عن السماسرة الذين لا هم لهم إلا الاستفادة من مصائب الثكلى. وهذا واجب إسلامي قبل أن يكون واجبا إنسانيا وأخلاقيا.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الإسرائيلية الاقتصادية المنافقين اقتصاد إسرائيل غزة منافقين مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکیان الصهیونی ملیار دولار الحرب على فی المئة

إقرأ أيضاً:

"لولو" تسجل 4.1 مليار دولار إيرادات في النصف الأول بنمو 5.9%

 

 

127 مليون دولار صافي الأرباح بزيادة 9.1%

توزيع 98.4 مليون دولار أرباحًا مؤقتة

 

مسقط- الرؤية

أعلنت مجموعة لولو للتجزئة عن نتائجها المالية للنصف الأول من عام 2025، محققةً زيادةً قويةً بنسبة 9.1% في صافي الربح على أساس سنوي ليصل إلى 127 مليون دولار أمريكي.

وارتفعت الإيرادات إلى 4.1 مليار دولار أمريكي (بزيادةٍ سنويةٍ قدرها 5.9%)، وارتفعت المبيعات المُقارنة بالمثل بنسبة 3.8%، مدفوعةً بالأداء القوي في مختلف الفئات الرئيسية.


 

وفي الربع الثاني من عام 2025، أعلنت المجموعة عن إيراداتٍ بلغت 2 مليار دولار أمريكي، بزيادةٍ سنويةٍ قدرها 4.6%، مع نموٍّ قويٍّ في المبيعات. وقد عزز هذا الأداء النموُّ المستمرُّ في قطاعي العلامات التجارية الخاصة والتجارة الإلكترونية. نمت مبيعات العلامات التجارية الخاصة بنسبة 3.5% على أساس سنوي، مُمثلةً 29.7% من إيرادات التجزئة، بينما حافظت التجارة الإلكترونية على زخمها؛ حيث ارتفعت المبيعات بنسبة 43.4% على أساس سنوي لتصل إلى 108 ملايين دولار أمريكي، مُمثلةً 5.6% من إيرادات التجزئة.


 

ونما إجمالي الربح بنسبة 6.5% على أساس سنوي ليصل إلى 468 مليون دولار أمريكي. كما نمت الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنسبة 7.6% على أساس سنوي لتصل إلى 204 ملايين دولار أمريكي. وقد دُعم هذا النمو بنمو مبيعات العلامات التجارية الخاصة والتجارة الإلكترونية، ووفقًا للخطط، لافتتاح 20 متجرًا جديدًا في عام 2025.

وأعلنت مجموعة لولو للتجزئة عن توزيع أرباح مؤقتة بقيمة 98.4 مليون دولار أمريكي (3.5 فلس للسهم).

وأعلنت لولو للتجزئة عن توزيع أرباح مؤقتة بقيمة 98.4 مليون دولار أمريكي (3.5 فلس للسهم)، بما يُعادل نسبة توزيع 78% من الأرباح القابلة للتوزيع للنصف الأول من عام 2025، وهو ما يتماشى مع سياسة توزيع الأرباح الخاصة بالاكتتاب العام الأولي.

وفيما يلي أبرز الملامح الرئيسية لأداء الشركة خلال النصف الأول من عام 2025:

* الإيرادات: 4.1 مليار دولار أمريكي (بزيادة 5.9% على أساس سنوي)، مدفوعةً بنمو قوي في حجم المبيعات والفئات.

* الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك: 418 مليون دولار أمريكي (بزيادة 7% على أساس سنوي)، الربع الثاني من عام 2025: 204 ملايين دولار أمريكي (بزيادة 7.6% على أساس سنوي). وتحسنت الهوامش بمقدار 28 نقطة أساس في الربع الثاني.

* صافي الربح: 127 مليون دولار أمريكي (بزيادة 9.1% على أساس سنوي)، بهامش ربح صافٍ قدره 3.1%.

* نمو العلامات التجارية الخاصة: ارتفع بنسبة 3.5% على أساس سنوي في الربع الثاني، ليمثل 29.7% من إيرادات التجزئة.

* التجارة الإلكترونية: ارتفعت مبيعات الربع الثاني بنسبة 43.4% على أساس سنوي لتصل إلى 108 ملايين دولار أمريكي (5.6% من إيرادات التجزئة)؛ بزيادة 45.4% في عدد العملاء على أساس سنوي.

* برنامج الولاء: انضم مليون عضو جديد إلى برنامج الولاء "سعادة" خلال الربع، ليصل إجمالي عدد الأعضاء إلى 7.3 مليون.

* توسيع المتاجر: افتُتحت 7 متاجر جديدة في النصف الأول من العام، إضافة إلى 4 متاجر أخرى في يوليو؛ ليصل إجمالي عدد المتاجر إلى 259 متجرًا. ولا يزال هدفنا السنوي المتمثل في افتتاح 20 متجرًا جديدًا قائمًا.

* استراتيجية النمو: لا تزال العلامات التجارية الخاصة والتجارة الإلكترونية تلعبان دورًا محوريًا في نهج نمو لولو.

من جهته، قال سيفي روباوالا الرئيس التنفيذي لمجموعة لولو للتجزئة "يُعد أداؤنا الثابت والمرن في النصف الأول من عام 2025 دليلًا على ركائز نمونا الراسخة، مما يُمكّننا من تحقيق مبيعات قياسية وتحسين هامش الربح. نتوقع استمرار زخم نمونا مع تركيزنا على توسيع شبكة متاجرنا، وافتتاح منافذ بيع جديدة، وتعزيز الكفاءة التشغيلية، وإطلاق العنان لإمكاناتنا من خلال العلامات التجارية الخاصة والتجارة الإلكترونية".

الأداء الإقليمي:

* الإمارات العربية المتحدة (أكبر سوق): ارتفعت إيرادات الربع الثاني بنسبة 9.4% على أساس سنوي، مدفوعةً باستمرار الطلب المرتفع على الأغذية الطازجة، وبدعم من استراتيجية لولو متعددة القنوات.

* المملكة العربية السعودية: نمت الإيرادات بنسبة 3.8% على أساس سنوي، مدعومةً بمبيعات قوية للسلع الكهربائية وافتتاح متاجر جديدة.

* الكويت: ارتفعت الإيرادات بنسبة 4.9% على أساس سنوي؛ أداء إيجابي مستمر.

يُشار إلى أن لولو للتجزئة تأسست عام 1974، وهي- مع فروعها- أكبر مجموعة تجزئة متكاملة في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث المساحة والمبيعات وعدد المتاجر، وتدير 256 هايبر ماركت ومتجرًا سريعًا ومتجرًا صغيرًا في جميع أنحاء المنطقة. تدعم المجموعة حضورًا قويًا في مجال التجارة الإلكترونية من خلال تطبيقها للهواتف المحمولة، ومتجرها الإلكتروني، وقنوات شركائها.

وتخدم لولو أكثر من 690,000 متسوق يوميًا من 130 جنسية، وتستورد منتجاتها من 85 دولة، وتدير 19 مكتبًا للتوريد. وتساهم سمعتها القوية كعلامة تجارية في دول مجلس التعاون الخليجي في نمو المتاجر وتوسيع الشبكة وزيادة ولاء العملاء.

مقالات مشابهة

  • الحكومة تقبل استثمارات أجنبية بـ 1.83 مليار دولار.. تفاصيل
  • خروج الأموال.. لبنانيون يهدرون مليار دولار!
  • صفقة استثمار سعودية بـ11 مليار دولار في الغاز
  • الحكومة تعلن استثمارات جديدة بـ 4.8 مليار دولار.. ما القصة
  • احتجاجًا على الإبادة في غزة.. عمال بلجيكيون يمنعون تحميل طائرة متجهة إلى الكيان الصهيوني
  • طلبات تحقق 2.4 مليار دولار مبيعات في الربع الثاني من 2025
  • "لولو" تسجل 4.1 مليار دولار إيرادات في النصف الأول بنمو 5.9%
  • 2.6 مليار دولار أرباح سويس ري في النصف الأول
  • لجنة عراقية تركية لتطوير العمل الجمركي ورفع التبادل التجاري لـ30 مليار دولار
  • عرض شراء مقابل 34.5 مليار دولار.. هل تبيع جوجل «كروم»؟