تلازم المسارات: التطبيق الحقيقي لوقف النار وبناء مشروع الدولة
تاريخ النشر: 30th, January 2025 GMT
كتب رفيق خوري في" نداء الوطن": لبنان محكوم بنسخة جديدة من "تلازم المسارات": مسار التطبيق الحقيقي لاتفاق وقف النار وكل مندرجات القرار 1701 والقرارات المرتبطة به. مسار العمل في الداخل ومع الخارج لإعادة الإعمار. ومسار الشغل الجدي الدستوري والسياسي والاقتصادي لبناء مشروع الدولة. الأول هو حجر الأساس الذي من دونه لا مسارات ولا ورشات شغل ولا دعم عربي ودولي.
والثاني تحتّم الضرورة المسارعة إلى رفع الضرر فيه، لأسباب إنسانية وسياسية واقتصادية، بصرف النظر عن أي سجال حول الحرب ومن قاد إليها وما حدث فيها من توحّش إسرائيلي. والثالث هو أساس البلد، لا مجرد حجر الأساس، لأن لبنان من دون دولة تليق به لن يبقى سوى مساحة جغرافية مفتوحة على صراعات الطوائف وتسوياتها، وكل أنواع الصراعات الإقليمية والدولية.
وإذا كان الإلحاح على السرعة في إعادة الإعمار شاملاً، فإن ما يعرفه ويسمعه الجميع هو أنه لا أحد يدعم إعادة الإعمار في اللادولة أو في كابوس الدويلة أو في لعبة الساحة. ولا شيء يوحي أن الاتفاق شامل وكامل على المسارات الثلاثة. فما تصرّ عليه أكثرية اللبنانيين بدعم عربي ودولي ليس فقط وقف النار جنوب الليطاني بل أيضاً وقف أي عمل مسلح خارج الشرعية اللبنانية، والتوقف عن خدمة أي مشروع إقليمي لحرب على أرض لبنان تقود إلى دمار أكبر من دون قدرة على التحرير. وما يبدو من ثوابت "حزب اللّه" هو التمسك بدور "المقاومة الإسلامية" وإعادة التسلّح، مع إعادة الإعمار والفصل بين الوضع في جنوب الليطاني والوضع في بقية المناطق اللبنانية. وإذا استمرّ هذا التعارض في التصوّر والتحرّك على الأرض، فإن المأزق في لبنان يتعمق، من حيث لاحت فرصة الإنقاذ قبل أسابيع، ولا تطبيق فعلياً للقرار 1701، ولا مال لإعادة الإعمار، ولا ورشة لبناء مشروع الدولة. مجرد عيش يشبه الموت في ساحة تحت كابوس الحروب.
لكنّ المسارات في لبنان ليست معزولة عن المسار الإقليمي والدولي في الشرق الأوسط. وإذا كان زعيم الجمهوريين السناتور السابق ميتش ماكونيل يحذر الرئيس دونالد ترامب في مقال نشرته "فورين أفرز" من التخلي عن الشرق الأوسط للالتفات إلى أوروبا أو آسيا بدل العمل على كل الجبهات، فإن ترامب كشف أنه لن ينسحب من المنطقة مع التركيز على وقف النار في كل من غزة ولبنان. والمشهد، حتى الآن، تحوّلي بامتياز مع رئيس أميركي تحولي: مشروع إيران الإقليمي الذي تلقى ضربات في غزة ولبنان وسط سقوط النظام السوري الحليف لطهران، ينتقل من "دينامية" التوسع في النفوذ إلى "دومينو" الانسحاب المتتابع. ومشروع الدولة الوطنية في لبنان والعالم العربي يترك مرحلة "الدومينو" وراءه، ويتقدم في "دينامية" البناء والإنقاذ. ومن الصعب في ظل هذه التحوّلات معاودة القبض على لبنان بعد خروجه من الأسر. فالمجال ضيق جداً أمام ما تعمل له إيران من "ثورة مضادة" على التحوّلات الهائلة. واللعبة الكبيرة متجهة نحو توسيع "الدومينو" لا العكس.
و"كلّما عظم التحدي اشتدّ الحافز" كما كتب المؤرخ الكبير أرنولد تويني.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مشروع الدولة وقف النار
إقرأ أيضاً:
رئيس الوزراء القطري: جهود الوسطاء مستمرة لوقف النار في غزة
الدوحة- قال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الثلاثاء 20 مايو 2025، إن جهود بلاده مع مصر والولايات المتحدة مستمرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك في جلسة حوارية ضمن منتدى قطر الاقتصادي، بحسب بث مباشر نقلته قناة الجزيرة.
وأضاف: "مستمرون مع مصر والولايات المتحدة في جهود التوصل لوقف إطلاق النار بغزة".
وتابع: "اعتقدنا أن الإفراج عن عيدان ألكسندر سينهي مأساة غزة لكن الرد كان قصفا (إسرائيليا) عنيفا".
وشدد على أن "الطريق الوحيد للأمام (لإنهاء الحرب في غزة) هو المفاوضات، ودائما يتم تخريبها وتفجيرها بألاعيب سياسية وابتزاز".
وأكد رئيس الوزراء القطري مواصلة جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بغزة رغم محاولات "تخريب المفاوضات والابتزاز".
وأشار إلى أن المفاوضات بالدوحة خلال الفترة الماضية "لم تؤد إلى نتائج لوجود هوة بين الطرفين، طرف يريد اتفاقا جزئيا قد يقود لآخر، وطرف يريد اتفاقا واحدا، ونحن الآن عالقون وبدء العملية العسكرية (عربات جدعون) سيؤخر الجهود" بشأن التوصل إلى اتفاق.
ولفت إلى أن "المفاوضات لم تتمكن حتى الآن من ردم هذه الهوة بين الطرفين (حماس وإسرائيل)".
وشدد رئيس الوزراء القطري على أن حرب الإبادة في غزة ستنتهي فقط عبر المفاوضات والدبلوماسية.
وبشأن تطورات محادثات واشنطن وإيران، قال: "نبحث مع إيران وسلطنة عمان أفكارا تردم الهوة بين واشنطن وطهران، والرئيس ترامب يحاول تفادي تصعيد مع إيران وهذا إيجابي"