خبراء: دعم قطر لإدارة الشرع يمنحها شرعية ويفتح آفاقا للتعاون
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
أجمع خبراء على أهمية الزيارة التي أجراها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني إلى العاصمة السورية دمشق، واعتبروها تمثل نقطة تحول في مسار سوريا الجديدة وإعادة دورها الإقليمي والدولي.
ورأى الباحث الأول في مركز الجزيرة للدراسات لقاء مكي، أن زيارة أمير قطر تحمل رسالة أساسية تتمثل في إضفاء الشرعية الإقليمية والدولية على الإدارة الجديدة في سوريا.
وأشار مكي في حديثه لبرنامج "مسار الأحداث" إلى أن توقيت الزيارة بعد ساعات من تنصيب أحمد الشرع رئيسا لسوريا يعكس دعما قطريا قويا للقيادة الجديدة.
وفي نفس السياق، قال محمد حسام حافظ الدبلوماسي السوري السابق وأستاذ القانون الدولي، إن "الدعم السياسي من الدول العربية، وخاصة قطر التي اتخذت موقفا أخلاقيا ثابتا، سيساهم في تحسين وضع الإدارة الجديدة على المستويين السياسي والاقتصادي".
وتشهد سوريا مرحلة انتقالية حاسمة بعد الإعلان عن انتصار الثورة السورية في مؤتمر احتضنته دمشق الأربعاء، إذ اتخذت خلاله قرارات مصيرية، أبرزها: تنصيب الشرع رئيسا للبلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتفويضه بتشكيل مجلس تشريعي لإدارة المرحلة الانتقالية.
كذلك، تم إلغاء العمل بدستور 2012 وحل مجلس الشعب (البرلمان)، إضافة إلى حل الأجهزة الأمنية السابقة وتشكيل مؤسسة أمنية جديدة، وحل حزب البعث وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية.
إعلان
تحديات المرحلة
وحول التحديات التي تواجه المرحلة الجديدة، أوضح حافظ أن أبرزها "يتمثل في إدارة شؤون الدولة اليومية في ظل البنية التحتية المدمرة والوضع الاقتصادي المتردي"، مؤكدا ضرورة إصدار إعلان دستوري يوضح الجدول الزمني للمرحلة الانتقالية وينظم عمل المؤسسات.
وأكد مكي أن "الشرعية الثورية وحدها لا تكفي، بل يجب أن تقترن بآلية لبناء الشرعية الدستورية"، مشددا على أهمية بناء المؤسسات وتحقيق مطالب الثورة في الحرية والكرامة.
من جانبه، أشار المحلل السياسي نور الدين البابا إلى أن "هناك أغلبية مرحبة بالقرارات رغم وجود تحفظات من بعض الأطراف"، مؤكدا أن "المطلوب هو مزيد من التوضيح للآليات التنفيذية".
وبشأن الوضع المعيشي، أكد الخبراء أن التحسن الطفيف في سعر الليرة السورية مع زيارة أمير قطر يعطي مؤشرات إيجابية، إذ أكد البابا أن "التحديات الاقتصادية تتطلب تعاونا وتفاهما بين الشعب والحكومة"، مشددا على أهمية التعاون الإقليمي والدولي.
وخلال المحادثات، أكد أمير قطر على دعم بلاده لوحدة سوريا وسيادتها، في حين أشار الرئيس الشرع إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونا إستراتيجيا بين البلدين، وكشف وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني عن مناقشة إطار شامل لإعادة الإعمار.
وأجمع الخبراء على أن عودة سوريا إلى الحضن العربي ستفتح آفاقا جديدة للتعاون الإقليمي والدولي، إذ أعرب حافظ عن قناعته بأن "الانفتاح على المكونات المختلفة والابتعاد عن سياسة المحور الواحد سيعزز القبول الإقليمي والدولي لسوريا الجديدة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإقلیمی والدولی
إقرأ أيضاً:
هل منح ترامب الشرعية إلى الشرع وحكومته بعد لقاء الرياض؟
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع نظيره السوري أحمد الشرع، في العاصمة السعودية الرياض، قد يكون علامة مهمة في القبول العالمي للشرع.
وأشارت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن لقاء الشرع الذي جاء ضمن جولة ترامب إلى المنطقة حدث بعد يوم واحد من قرار الرئيس الأمريكي رفع العقوبات المفروضة على سوريا.
كما أوضحت أن اللقاء هو الأول الذي يعقده رئيس أمريكي مع رئيس سوري منذ 25 عاما، حيث استغرق اللقاء حسب البيت الأبيض 33 دقيقة وحضره ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان وشارك فيه عبر الفيديو، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وقالت الصحيفة إن قرار ترامب بشأن العقوبات يسهم في لعبة "التكالب الجيوسياسي" على الشرق الأوسط، حيث تصاعدت قوة إسرائيل منذ العام الماضي على حساب إيران التي كانت الراعي الرئيس لنظام بشار الأسد الذي انهار في كانون الأول/ديسمبر 2024.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة من التحركات التي فاجأت دولة الاحتلال الإسرائيلي وإيران والحوثيين في اليمن، وفقا للتقرير.
وأضافت الصحيفة أن الشرع يحاول الحصول على الدعم الأمريكي وإعادة بناء البلاد التي حطمتها حرب أهلية امتدت على مدى 14 عاما، وحاول التحاور مع إسرائيل عبر وسطاء وعبر عن استعداد لمشاركة المصادر الطبيعية للبلاد مع الشركات الأمريكية، وبخاصة في مجال الغاز والنفط.
وكان يريد الشرع أن يشرك الرئيس ترامب بخطة مارشال لإعادة إعمار سوريا، والتي ستحصل فيها الشركات الأمريكية والأوروبية عقودا تفضيلية على حساب الصين وقوى أخرى.
وأعلن ترامب الثلاثاء عن قراره لتخفيف العقوبات التي فرضت قبل عقد لإضعاف نظام الأسد، وقال إنه اتخذه بعد تشاور مع محمد بن سلمان والرئيس أردوغان. وبدا خطاب ترامب الذي استغرق 50 دقيقة وكأنه خطاب حملة انتخابية حيث لم تغب عنه أجندة الرئيس المعروفة باسم "أمريكا أولا".
واحتفل السوريون وبقية العالم العربي بقرار ترامب، حيث أثنى الكثيرين منهم على محمد بن سلمان الذي تدخل نيابة عنهم. وأثنى ترامب على مضيفيه السعوديين وما حققوه من تغييرات ووجه في الوقت نفسه تحذيرا لإيران وضرورة التخلي عن برنامجها النووي.
ورأت الصحيفة أن السياسة الجديدة من سوريا ولقاء الشرع لن تلقى قبولا جيدا من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يعتبر الرئيس السوري "إرهابيا". ومنذ سقوط الأسد، سيطرت القوات الإسرائيلية على المنطقة المنزوعة السلاح ومناطق أخرى في جنوب سوريا. وكان بعض المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يأملون بحصول ترامب على تنازلات مهمة من الشرع قبل رفع العقوبات.
وعلقت "وول ستريت جورنال" على تغير الموقف الأمريكي من سوريا بأنه سيعطي الرئيس الشرع وحكومته بداية جديدة. وناقش ترامب أن العقوبات التي استهدفت نظام الأسد لم تعد ضرورية بـ "حكومة نأمل أن تحقق الاستقرار في البلد وتحافظ على السلام فيه"، وقال: "حظا سعيدا سوريا أرينا شيئا نعتبره خاصا".
وتقول الصحيفة "لا توجد سابقة لقائد سابق في تنظيم القاعدة مثل الشرع الذي حشد الجهاديين من سوريا وخارجها، ليقود دولة إلى السلام والاستقرار والوئام مع الغرب" مشيرة إلى أن الرئيس الشرع لا يزال على قائمة "الإرهاب" الأمريكية.
وتعلق أن الشرع قال كل الكلام المناسب عن نيته لتوحيد البلاد وحماية الأقليات وفعل شيئا جيدا للولايات المتحدة من خلال الابتعاد عن إيران وتخفيف تأثيرها على سوريا، مما صعب عليها دعم حليفها اللبناني، حزب الله.
وهناك عدة أسباب جيدة تدعو للعمل مع الشرع. لكن ليس كل شيء "ورديا" على حد تعبير الصحيفة، وقد وضعت أمريكا عددا من الشروط قبل أن يتم رفع العقوبات الكبرى، وأهمها التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية والجهاديين الأجانب، ممن قاتل بعضهم في صفوف قوات الشرع، وأصبحوا جزءا من قيادة الجيش السوري الجديد.
وقالت إن من الحكمة بمكان اتخاذ إدارة ترامب خطوات لمنع التنافس بين إسرائيل وتركيا وتحوله إلى حرب، وكذا تقديم ضمانات للحلفاء الأكراد السوريين قبل سحب القوات الأمريكية.
وسيجد ترامب، وفقا للصحيفة، صعوبة في تطبيق قراره لأن الأمر ينتهي بالكونغرس. وبحسب السناتور الجمهوري ليندزي غراهام فـ "إلغاء عقوبات شرعها الكونغرس عملية معقدة"، فيجب أن يحصل الكونغرس على تقرير يظهر أن سوريا لم تعد "راعية للإرهاب". وسيكون هذا في صالح ترامب حيث سيمنحه نفوذا على الشرع من أجل تنظيف نظامه من الجهاديين، وفقا للتقرير.