نور عبد الحليم عمر تكتب: تامر عاشور أيقونة غناء وعلم في تاريخ الموسيقى
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
لم يكن مشواره الفني وطريق نجاحه سهلًا، ولكنه صمم على الوصول إلى قمته، لم يلجأ مرةً منذ بدايته إلى طرح أي عمل غنائي للوصول إلى الشهرة، ولكنه حرص على تقديم عملًا قيّمًا يعيش مع جمهوره لسنوات طويلة ويتحدثوا عنه، بحث عن الجودة لا المال.
تمكن الفنان تامر عاشور من صنع تاريخ غنائي لنفسه قادر على المنافسة بقوة دون الانشغال عن المنافسه، فترك قوة أعماله تتربع على عرش التميز، وهو يمضي أقدامًا لا قدمًا نحو التركيز على التفوق.
بدأ مشواره بالتلحين لا الغناء كما يعتقد الكثيرين، وتعاون مع فنانين كبار، وكانت ألحانه منذ البداية تتحدث عن براعته، حتى قام أحد الأشخاص بتسريب أغاني قام بتلحينها، والمفاجأة أن من هنا كان نجاح تامر عاشور.
ارتبط الجمهور بـ فن تامر عاشور وأغانيه، وتفاعل معها، فهي كانت تلامس جروحهم، فـ عُرف عندهم تامر بـ ملك النكد والدراما والأغاني الرومانسية الحزينة، فـ أحبوها ولا يزالوا يعشقونها ويحفظونها.
سنواتٌ من النجاح في الغناء، والتلحين، بدأت بتسريب أغاني، ثم حب جمهور، ثم استماعًا بالملايين لهذه الأغاني، وانتهت بنجاح كبير للنجم تامر عاشور.
أصبح تامر عاشور من أهم المطربين في الوطن العربي في فترة قصيرة، وأكد أن اسمه سيكون أكبر بكثير بنجاحه، فـ صار علمًا من أعلام الغناء، وعمودًا من عماد الموسيقى في العالم، حاصدًا ملايين المشاهدات.
أراد تامر عاشور أن يقترب من جمهوره في فترة "كورونا"، فكان يغني لهم لايڤ، فـ بات من أكثر الفنانين القريبين من جمهورهم على مدار السنوات الماضية حتى اليوم.
حرص تامر عاشور على أن يقترب أكثر من جمهوره، وكان أول فنان قام بعمل هاشتاج "اسأل تامر عاشور" للتواصل معهم والرد على أسئلتهم مباشرة عبره، والذي أسعدهم أن فنانهم المفضل يحدثهم، وقام بإنشاء غرفة غنائية لهم، غنى خلالها ما طلبه منه متابعيه.
لم يخف تامر عاشور يوما من المجازفة والمغامرة بأي جديد، والدليل على ذلك أن أكثر تعاوناته في أغانيه كانت مع وجوه جديدة، وخاصة مع شعراء وكتاب جدد في كلمات الأغاني.
تواجد تامر عاشور بقوة بحفلاته في مصر، وأيضا في المملكة العربية السعودية وخاصة بـ جدة خلال الأعوام الآخيرة وحتى الآن، ولم تكن مصر والسعودية فقط بل تألق بقوة في أول حفل له وكان آخر ما أحياه في دولة الإمارات منذ يومين، ونال حب الجمهور الإماراتي.
سيطر النجم تامر عاشور السنوات الأخيرة على الساحة الغنائية بأغانيه الفردية وألبوماته، وخاصة السنوات الأخيرة، والتي بدأت بـ "ألف شكرا"، ثم ألبوم "أيام"، مرورًا بـ أغنية سنجل بعنوان "معلش أصلي مدلعها".
وأغنية سنجل أخرى تحمل اسم "بقول عادي"، إضافة إلى "زحمة وشوش" تتر مسلسل "ولاد الناس" والتي كانت من ألحانه أيضا، وأغنية "دوا للروح" تتر برنامج "منازل الروح" للدكتور عمرو خالد، ثم "نعيش مع بعض" إعلان مستشفى أيادي المستقبل، واختتم عام 2021 بأغنية قوية تحمل اسم ألبومه "تيجي نتراهن" والتي كسرت حاجز الـ 48 مليون مشاهدة.
بدأ عام 2022 بباقي أغاني ألبوم "تيجي نتراهن"، وحرص أن يختتم الألبوم بأغنية قوية أيضا بعنوان "خليني في حضنك" والتي كسرت حاجز الـ 58 مليون مشاهدة، وأصبحت الأغنية الأكثر استماعا في الأفراح والخطوبات والمناسبات الخاصة بأي شريكين.
أكمل تامر عاشور مسيرة النجاح الذي داوم عليه، وطرح أغنية سنجل بعنوان "هي الناس"، ثم اختتم العام في نوفمبر بـ أغنية "هتوحشنا" التي تخطت حاجز الـ 12 مليون مشاهدة.
وآخر فترة بدأها بـ "بحبك وخايف" في يناير، التي كسرت حاجز الـ 3 مليون مشاهدة، ثم "اصحى للكلام" في يونيو وتخطت الـ 2 مليون استماعا، ولعل آخرهم أغنية "عديت" التي طرحها يوم 18 من شهر أغسطس الجاري والتي تخطت 200 ألف مشاهدة، وتصدرت ترند موقع الفيديوهات الشهير "يوتيوب".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: تامر عاشور الفجر الفني الفنان تامر عاشور النجم تامر عاشور ملیون مشاهدة تامر عاشور حاجز الـ
إقرأ أيضاً:
نورهان خفاجي تكتب: صنعاء بلا أجنحة
قبل نحو عامين أو أكثر جمعني لقاء مع الدكتور محمد عبدالقادر رئيس هيئة الطيران المدني اليمني، حينها كان في رحلة علاجية بالقاهرة، ولم ينشر للأسف هذا اللقاء؛ اليوم، حيث يتم الإعلان عن تدمير آخر طائرة يمنية مدنية على مهبط مطار صنعاء.. يحضرني تفاصيل هذا اللقاء وما تناوله عن أوضاع اليمن الشقيق بشكل عام وعن أجواء – قطاع الطيران - اليمن بشكل خاص.
قبل نحو عامين، كان بالكاد قد عادت صناعة الطيران المدني العالمية يبزغ نجمها من جديد، محاولةٍ نفض غبار أزمة الجائحة الوبائية التي كبلت العالم كله، حينها كان اليمن في هدنة وجيزة من الحرب، يخطط خلالها بأمل خافت في تأهيل مطار صنعاء بكلفة قدرتها السلطات حينها بنحو أكثر من 15 مليون دولار، كان مازال هناك طائرات، أربعة للخطوط اليمنية وكانت تنتظر انضمام الخامسة وطائرة تابعة لشركة السعيدة، كانا ينفذان إلى خارج صنعاء، ربما ليس لعالمِ بعيد ولكن كانا على الأقل يذهبان في فسحة إلى دول الجوار: ' القاهرة وعمان والأردن والخرطوم وجيبوتي وأحيانا بومبي بالهند'.. اليوم بإعلان تدمير آخر الطائرات، باتت صنعاء بلا طائرات.. بلا أجنحة ترفرف في السماء'.
في أوان الجائحة، كتبت عن اليمن، وقولت: إنه إذا كانت دول العالم تتأفف وتعاني نزيف الخسائر بالمليارات، لإغلاق حدودها الجوية لعدة أشهر بسبب الوباء، فما بالك باليمن الشقيق وهو يصارع وحيدا منذ 7 سنوات - حتى عام 2022 تاريخ اللقاء - ؛ بعدما أغلقت الأجواء على سكانه .. سنوات متواصلة من الغلق لم تأخذ خلالها طائرات صنعاء فسحة للسماء. المشهد يصور الحال، إن مطارات اليمن لم تطأ مدارجها طائرة منذ سنوات؛ أبراج المراقبة الجوية لم تُفتح شاشات راداراتها أيضا منذ سنوات؛ صالات الركاب مسدلة نوافذها.. 7 سنوات من العزلة والحرب ازدادت اليوم إلى عشرة وعادت صنعاء بلا طائرات.
في وجود الطائرات حتى شهور قريبة، قبل أن يلتهم جميعها القصف، كان المواطنون اليمنيون الراغبون في الخروج من البلاد وغالبيتهم طلاب أو مرضى أو بعض رجال الأعمال الراغبين في الاستثمار، يخرجون في طريق يستغرق قرابة الـ 20 ساعة بالتحديد 18 ساعة، يمرون بين عشرات نقاط التفتيش حتى يستطيعون الوصول لأحد المطارات التي مازالت تعمل وكان على الأغلب مطاري عدن وسيئون، بديلا عن مطار العاصمة صنعاء الذي كان أيضًا قد دمرت قدراته بالكامل.
يحكي رئيس هيئة الطيران المدني اليمني، عن الحال، أنه في الطريق بين المطارات كانت تسقط بعض حالات المرضى صريعة، الطلاب يتعرضون للنهب والسرقة والتعدي وأيضًا رجال الأعمال، لا أحد يُستثني من النهب، كان هذا هو الحال في وجود الطائرات!.
يقول إنه في وجود الطائرات المُصرح لها الهبوط على أرض مطار صنعاء، رغم القصف وقلة الإمكانيات، كان المهندسون اليمنيون يبذلون كامل جهدهم في صيانة التجهيزات الفنية والملاحية الموجودة بالمطار حتى لا تنقطع الخدمة، في ظل حرمانهم من تجديدها أو استبدالها بسبب الحصار المفروض على البلاد، ذاك الحصار الذي منع إدخال شحنة مساعدات وتجهيزات ملاحية جديدة للمطار، ولجأت صنعاء حينها إلى جيبوتي قبل ثلاث سنوات لتخزين هذه المساعدات حتى تأذن ساعة فك هذا الحصار.
اليوم تضاف ثلاث سنواتٍ جديدة منذ تاريخ هذا اللقاء، ويزداد معه تضييق الخناق على صنعاء، خاصة بعد الاستهداف الأخير على المطار من قبل الاحتلال لآخر طائرة مدنية كانت تستعد لنقل فوجٍ من الحجاج، أربعة صواريخ إسرائيلية استهدفت طائرة صنعاء وتناثرت أجنحتها في ساحة المطار، وتناثر معه آمال عودة التشغيل القريب لهذا المطار، خاصة بعد أن وصلت كلفة إصلاح التدمير إلى 500 مليون دولار بدلا من 15 مليون دولار قبل ثلاثة أعوام، وتم إعلان وقف العمليات بالمطار لأجل غير مسمى!