قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد ركن حاتم كريم الفلاحي إن مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة تؤكد أن المقاومة لا تزال تفرض حضورها بقوة في أغلب مناطق القطاع، خلافًا للرواية الإسرائيلية التي تدّعي تدمير معظم كتائبها.

وفي وقت سابق، سلّمت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) 3 أسرى إسرائيليين في قطاع غزة، للصليب الأحمر الدولي في كل من ميناء مدينة غزة، ومدينة خان يونس، ضمن دفعة التبادل الرابعة في إطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار

وأوضح الفلاحي، في تحليل للمشهد العسكري في قطاع غزة، أن الحروب غالبًا ما تنتهي بعملية مفاوضات وتبادل أسرى، وهو جزء أساسي من وقف القتال والانتقال إلى العمل السياسي.

وأشار إلى أن تعدد المواقع الجغرافية التي تمت فيها عمليات التسليم يكشف عدم دقة التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية التي زعمت تدمير أغلب البنية العسكرية للمقاومة.

وأضاف أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تدمير 18 كتيبة من أصل 26 قبل معركة رفح، ثم الإعلان عن تدمير 4 كتائب أخرى لاحقًا، تتناقض مع المشهد على الأرض، إذ إن المقاومة أظهرت انتشارًا واسعًا في مناطق عدة، من الشمال إلى الوسط وخان يونس، مما يؤكد أن الادعاءات الإسرائيلية لم تستند إلى حقائق ميدانية.

إعلان

وأكد الفلاحي أن ظهور مقاتلي المقاومة بأسلحة متنوعة، بينها أسلحة غنمتها من الجيش الإسرائيلي، يبرز إمكانياتهم القتالية وقدرتهم على الصمود، مشيرا إلى أن العمليات الأخيرة في شمال القطاع كانت نوعية وأسفرت عن خسائر كبيرة للجيش الإسرائيلي.

القدرة الميدانية

كما لفت إلى أن عرض المقاومة للأسلحة الإسرائيلية التي استولت عليها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومن بينها عربات عسكرية مثل "الجمسي" التي دخلت إلى خان يونس، يؤكد نجاحها في الاستيلاء على معدات عسكرية خلال المعارك، وهو ما يعكس قدرة فصائل المقاومة على مواجهة الجيش الإسرائيلي ميدانيا.

وأشار إلى أن انتشار الفصائل في مناطق مختلفة من القطاع يعكس استمرار قوتها العسكرية، موضحا أن المعارك التي جرت في الشمال استهدفت فقط لواء الشمال، بينما لا تزال فصائل المقاومة متماسكة في المناطق الأخرى بقوة عددية كبيرة، فضلا عن قدرتها على إعادة بناء وتجديد الكتائب المقاتلة.

وشدد الفلاحي على أن ظهور قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسام هيثم الحواجري، الذي زعمت إسرائيل أنها اختطفته، يوجه ضربة قوية للروايات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الاحتلال سبق أن أعلن مقتل العديد من قادة المقاومة، لكنهم ما زالوا على قيد الحياة ويواصلون قيادة العمليات العسكرية.

وأوضح أن عرض المقاومة لبندقية "الغول" القناصة وراجمات الـ"آر بي جي" خلال عملية التسليم يعكس تطور تسليحها وقدرتها على تنفيذ العمليات في مختلف مناطق القطاع.

وأشار إلى أن استمرار إطلاق سراح الأسرى من مواقع متفرقة يهدف إلى التشويش على الاستخبارات الإسرائيلية وإعطاء انطباع بعدم وجود موقع محدد لاحتجاز الأسرى، مما يعزز الغموض التكتيكي للمقاومة.

وبانتهاء عملية التبادل الرابعة ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ 19 يناير/كانون الثاني الماضي، تكون المقاومة الفلسطينية قد أطلقت 13 إسرائيليا و5 تايلنديين مقابل 583 أسيرا فلسطينيا أفرج عنهم من سجون الاحتلال.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى أن

إقرأ أيضاً:

مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر

في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 نفذت فصائل المقاومة الفلسطينية بغزة عملية طوفان الأقصى التي أسرت خلالها 251 إسرائيليا، من بينهم عشرات الجنود والضباط، بالإضافة إلى عدد من العمال الأجانب الذين كانوا يعملون في مستوطنات غلاف غزة.

ومنذ ذلك الحين شهد ملف الأسرى تطورات متسارعة شملت صفقات تبادل وعمليات عسكرية ومبادرات إنسانية.

ووفقا للبيانات المتوفرة، فإن إسرائيل تمكنت من استعادة 200 من هؤلاء الأسرى (أحياء أو جثامين)، وذلك على النحو التالي:

صفقات التبادل الصفقة الأولى (2023): تم خلالها الإفراج عن 81 إسرائيليا حيا. الصفقة الثانية (2025): تم بموجبها الإفراج عن 25 إسرائيليا، إلى جانب جثامين 8 إسرائيليين، وهو ما يعني أن المقاومة أفرجت في المجمل عن 106 أسرى إسرائيليين في صفقتي التبادل المذكورتين.

مبادرات إنسانية أفرجت حركة حماس عن الأسير عيدان ألكسندر (يحمل الجنسيتين الإسرائيلية والأميركية) كبادرة حسن نية تجاه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. كما أطلقت سراح 4 إسرائيليات مسنات خلال الأسبوع الثالث من الحرب دون مقابل. العمال الأجانب تم الإفراج عن 10 عمال تايلنديين وفلبيني أحياء خلال صفقة التبادل الأولى باتفاق منفصل وبجهود قطرية. كما أطلقت المقاومة أيضا سراح 5 عمال من تايلند ضمن صفقة التبادل الثانية. إعلان

العمليات العسكرية تمكن الجيش الإسرائيلي من استعادة 8 أسرى أحياء فقط عبر 4 عمليات عسكرية، في حين كان الفشل مصير عدد آخر من العمليات العسكرية المخصصة تحديدا لاستعادة أسرى، وأكدت المقاومة أكثر من مرة أن الضغط العسكري لن يؤدي إلا إلى مقتل الأسرى الإسرائيليين. كما استعاد 42 جثة لأسرى خلال العمليات البرية، بالإضافة إلى جثة سائح مكسيكي وجثة عامل تايلندي. ضحايا العمليات العسكرية

أفادت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين بأن 41 أسيرا لقوا حتفهم بعد أسرهم نتيجة القصف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة.

ماذا بقي؟

حتى اليوم، يقدّر عدد المحتجزين في قطاع غزة بـ55 شخصا، من بينهم 20 ما زالوا على قيد الحياة، في حين يُعتبر 35 آخرون في عداد الموتى وفقا للتأكيدات الرسمية الإسرائيلية.

مقالات مشابهة

  • رسالة من الحوثيين لكتائب القسام تؤكد الالتزام بدعم المقاومة
  • خبير عسكري: مواجهة روسيا وأوكرانيا ضربت معايير الحرب التكتيكية
  • تصعيد عسكري إسرائيلي شمال غزة.. قصف مكثف وأنباء عن توغل بري
  • لإنهاء المقاومة.. الاحتلال ينقل نموذج تدمير رفح لشمال الضفة الغربية
  • تسليم آلاف الجثامين وسط توتر متصاعد.. موسكو وكييف تتفقان على تبادل شامل للأسرى
  • بحرية الصين تؤكد تعلمها من الدروس التي تجرعها الأمريكان على يد اليمن في البحر الأحمر
  • الدويري: المقاومة بغزة تقود حرب استنزاف تختلف عن تلك التي قادتها الجيوش العربية
  • مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
  • خبير عسكري أمريكي: دعم الغرب لأوكرانيا "هذيان مكلف" وزيلينسكي يقود بلاده نحو الهاوية
  • خبير عسكري أمريكي: زيلينسكي فقد الإحساس بالواقع وبات خطرا على الغرب