تيتيه: سأكرس خبرتي وطاقتي لأداء واجبي في ليبيا
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
كشفت المبعوثة الأممية الجديدة إلى ليبيا هانا تيتيه أنها ملتزمة بأداء واجباتها بأفضل ما في وسعها، والتعاون مع جميع أصحاب المصلحة الرئيسيين والشركاء في ليبيا.
وقالت تيتيه في تصريح صحفي إنها ستقوم بتكريس خبرتها وطاقتها، كممثلة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا.
الوسومتيتيه ليبيا.
المصدر: صحيفة الساعة 24
إقرأ أيضاً:
شاهد.. أول توثيق علمي لعودة أشباح الصحراء إلى ليبيا
في أعماق الصحراء الكبرى، حيث تمتد الكثبان الرملية بلا نهاية وتخفت مظاهر الحياة، تتحرك في الظلال كائنات نادرة تُعرف بين علماء البيئة والمصورين بـ"أشباح الصحراء"، وهي القط الرملي وابن عرس المخطط الصحراوي.
حصلت هذه الكائنات على لقبها الغامض لأنها نادرا ما تشاهد في البرية، وتنشط ليلا فقط بعيدا عن حرارة النهار، كما أن ألوان فرائها تشبه الرمال تماما، فتختفي بين الكثبان في صمت، تاركة وراءها آثارا خفيفة سرعان ما تمحوها الرياح، وهذه القدرة الفائقة على التخفي جعلت رؤيتها في الطبيعة أشبه بمطاردة شبح في قلب الصحراء، لذلك، شكل توثيق وجودها في ليبيا مفاجأة علمية كبيرة.
وظن الباحثون أن هذه الأنواع قد اختفت من البلاد أو لم تعد قادرة على البقاء في بيئاتها القاحلة غير أن دراسة ميدانية حديثة نشرت نتائجها في دورية "جورنال أوف أرد إنفايرونمنتس"، تمثل أول توثيق علمي لعودتها، إذ كشفت أن هذه "الأشباح" ما زالت تجوب رمال الجنوب الغربي الليبي، متحدية قسوة المناخ وعزلة المكان.
قاد هذه الاكتشافات فريق من الباحثين الليبيين والدوليين، من بينهم الدكتور فراس حيدر، باحث ما بعد الدكتوراة بقسم العلوم البيولوجية والزراعية بجامعة سول بلاتجي بجنوب أفريقيا، والذي أوضح في تصريحات خاصة للجزيرة نت، أن هذا المشروع البحثي بدأ من اهتمام مشترك بين علماء الطبيعة الليبيين لتوثيق الحياة البرية المهملة في البلاد.
وقال إن بعض المتعاونين المحليين الذين اعتادوا استكشاف المناطق النائية بغرض التصوير أو التخييم، بدؤوا بملاحظة حيوانات صغيرة نادرة وغير مألوفة، مما حفز الفريق على توثيق هذه المشاهدات بشكل علمي ومنهجي.
وإليك فيديو قصيرا يوثق ظهور القط الرملي في صحراء ليبيا لأول مرة:
التوثيق بمشاهدات مباشرةويشرح فراس أن جميع المشاهدات كانت مباشرة، وتم توثيقها من خلال صور ومقاطع فيديو عالية الدقة التقطها مراقبون مدربون في الحياة البرية، ولم تُستخدم كاميرات الفخاخ في الدراسة، وكانت جميع طرق جمع البيانات غير تدخلية، أي بدون إمساك بالحيوانات أو التأثير على بيئتها الطبيعية.
إعلانورغم الطبيعة الوعرة للمنطقة، فإن النتائج فاقت التوقعات، و يقول د. فراس: "أدهشنا عدد المرات التي شوهد فيها كلا النوعين في الجنوب الغربي، وهي منطقة لم يكن يعتقد سابقا أنها تدخل ضمن نطاق انتشارهما، مما يشير إلى أن هذا الجزء من ليبيا قد يمثل ملاذا قويا للحيوانات المتكيفة مع الصحراء".
وإليك مقطع فيديو لـ ابن عرس المخطط الصحراوي التقطه مراقبون مدربون في الحياة البرية:
قيمة علمية كبيرةوعن قيمة هذه الاكتشافات، يوضح، أنها قدمت أول دليل مادي على وجود قط الرمال في ليبيا، وهو من الأنواع النادرة والمتكيفة بشدة مع البيئات القاحلة، حيث يعيش في مناطق الكثبان الرملية الجافة التي تنمو فيها نباتات مثل الطرفاء والسدر والرتم.
ويقول فراس: "رغم أن بعض المؤلفات القديمة كانت تشير إلى احتمال وجوده في ليبيا منذ خمسينيات القرن الماضي، فإنها لم تتضمن أدلة مادية أو مواقع محددة، وظل وجوده موضع شك حتى اليوم، حتى قدمنا أول أدلة مصورة ومؤكدة على تواجده".
كما يشير وجود ابن عرس المخطط الصحراوي في مناطق أبعد جنوبا مما كان معروفا سابقا، إلى أهمية بيئية وبيولوجية كبيرة، لأنه يدل على أن هذا الحيوان أكثر قدرة على التكيف مع البيئات الجافة القاسية أكثر مما كان يُعتقد، كما يكشف عن وجود اتصال تاريخي بين تجمعات الحيوانات الصحراوية في شمال أفريقيا.
ويضيف أن هذه النتائج تستدعي مراجعة خريطة انتشار النوع في الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وتشجع على إجراء دراسات وراثية مقارنة لفهم البنية السكانية لهذه الأنواع.
ويشير د.فراس إلى أن الوصول إلى هذه النتائج لم يكن سهلا، فقد واجه الفريق تحديات كبيرة، منها الحرارة الشديدة، وبعد المسافات، وعدم الاستقرار الأمني والسياسي الذي يجعل من المسوح الميدانية المنتظمة مهمة معقدة وشاقة.
ورغم سعادته بالتغلب على هذه المعوقات والنجاح في التوثيق النادر لأشباح الصحراء، فإنه لم يخف قلقه من مواجهة هذه الكائنات لتهديدات متزايدة، إذ تم توثيق حالات بيع القطط الرملية كحيوانات أليفة واستخدام ابن عرس المخطط الصحراوي في الطب التقليدي، حيث يعتقد في بعض القرى أو الواحات، أن أجزاء من جسد الحيوان أو إفرازاته تمتلك خصائص علاجية أو سحرية، فعلى سبيل المثال، تُستخدم جلوده أو دهونه أو أعضاؤه الداخلية في وصفات شعبية بزعم أنها تعالج أمراضا مثل الصرع أو لدغات العقارب أو الحمى، كما تُستعمل أحيانا كتمائم أو مواد تبخير في طقوس يربطها السكان المحليون بـ"طرد الأرواح الشريرة" أو "جلب الحظ".
ويصف د.فراس ذلك بأنه "مؤشر مقلق على استغلال غير مستدام قد يهدد بقاء هذه الكائنات التي تعيش أصلا بكثافات منخفضة"، مشددا على أن رفع الوعي العام وتطبيق قوانين حماية الحياة البرية أصبحا أمرين ملحين.
إجراءات عاجلة لمواجهة الأخطارولمواجهة هذه الأخطار، دعا فراس إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات العاجلة، تشمل إجراء مسوح ميدانية موجهة لتحديد التوزيع الحقيقي للأنواع وموائلها، إطلاق حملات توعية للحد من الصيد والاتجار، بناء قدرات المجتمعات المحلية والسلطات على التعرف على هذه الأنواع وحمايتها، وإنشاء قاعدة بيانات وطنية للحيوانات آكلة اللحوم الصغيرة لتوجيه أولويات الحماية.
إعلانويشير إلى أنه نشر بالفعل 3 دراسات علمية حول حماية الحيوانات آكلة اللحوم الصغيرة في ليبيا وتونس، ويعمل على 3 دراسات أخرى تغطي شمال أفريقيا بأكمله، معربا عن رغبته في التعاون مع المنظمات البيئية الدولية لتعزيز جهود الرصد والحماية.
ويختتم فراس حديثه برسالة موجهة للعلماء والجمهور على حد سواء، قائلا إنه "حتى في الأماكن التي نعتقد أنها خالية من الحياة، هناك كائنات تقاوم بصمت، وإن إعادة اكتشاف القط الرملي وتوسيع نطاق ابن عرس المخطط الصحراوي يذكرنا بأهمية التعاون بين العلماء والمواطنين في الحفاظ على تنوع الحياة البرية في صحارينا قبل أن تختفي في صمت".