سودانايل:
2025-07-07@07:44:54 GMT

سيرة الفلسفة الوضعية (6)

تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT

سيرة الفلسفة الوضعية (6)
د. أبوبكر الصديق على أحمد مهدي

المرحلة الأولي - علم اللاهوت ((Theology
مراحل علم اللاهوت
يتكون علم اللاهوت من ثلاث مراحل، وهي كالتالي:
أ. الوثنية (Fetishism)
ب. الشرك بالله – تعدد الالهة (Polytheism)
ج. التوحيد – الاه واحد (Monotheism)
أ. الوثنية (Fetishism):
كانت وتعتبر الوثنية هي المرحلة الأولي من المراحل اللاهوتية للفكر وللفلسفة.

وكان البشر أو الناس أو الأشخاص البدائيون في هذه المرحلة وفي تلك الفترة، وفي هذه الحقبة من الزمان، يعتقدون أن للجماد روح حية كامنة بداخله وفي داخله، وتُعرف كانت عندهم وعند كثيرين مثلهم بالروحانية وبالروحانيات.
وكان الناس في هذه المرحلة يعبدون أشياء غير حية كالحجارة وكقطعة أو كقطع من الخشب ويعبدون كذلك الانفجارات البركانية، وغيرها من الاصنام، وغيرها وغيرها من الأوثان. ومن خلال هذه الممارسة، كان الناس يعتقدون أن كل الأشياء تنبع من مصدر إلهي.
ب. الشرك بالله – تعدد الالهة (Polytheism):
وفي مرحلة ما من عمر الزمان، بدأت الوثنية وشرعت في جعل المؤمنين فيها والعابدين لها والمتعبدين يشككون في أذهانهم، ويتشككون في تصديق عقولهم وقلوبهم. وهذا شجعهم ودفعهم في اتجاه الشك والشرك وعدم الايمان: والي تفسير الأشياء، وشرح الظواهر، من خلال استخدام آلهة مختلفة، كثيرة متعددة ومتنوعة.
ويعتقد هؤلاء البدائيون ويؤمنون في أن هذه الآلهة المختلفة والمتعددة تتحكم وتسيطر في كل القوى والظواهر الطبيعية؛ وهذه القوى وراء كل حدث، ووراء كل ظاهرة تطفح على صفحة الوجود، ومن أمثلة هذه الآلهة:
• إله الماء،
• إله المطر،
• إله النار،
• إله الهواء،
• إله الأرض، الخ...
ج. التوحيد – الايمان بإلاه واحد (Monotheism):
"التوحيد يعني الإيمان بإله واحد أو عدة آلهة في إله واحد؛ وينسب الكل إلى إله واحد سام عالي رفيع. ويعتقد الناس البدائيون والأفراد أن كياناً إيمانياً منفصلاً هو المسؤول عن وجود الوجود."
وتعتبر المعتقدات الإبراهيمية بمثابة تصنيف راسخ وعميق يستوعب الكثير من جوهر ومن حقيقة وطبيعية اليهودية والمسيحية وكذلك الإسلام (الإيمان -المؤمنون أتباع سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم)، ولا سيما تأكيدهم المشترك وايمانهم المطلق على وجود إله واحد أحد صمد.
وتالياً نتناول هذه المراحل اللاهوتية بالتفصيل، كل واحدة على حدا من أجل التقرب الي كل واحدة منهن، فهماً وافهاماً وزلفى:
أ‌. الوثنية (Fetishism)
يمكن وصف الوثن، بعبارات عامة، على أنه الإعجاب بالأشياء وبالأحداث الطبيعية. وسيكون الصنم أو الوثن هو موضوع الإعجاب بالذات: ليس فقط كتمثيل أو كصورة للإله أو صورة الإله، ولكن أيضاً كموضوع مادي أو كحدث طبيعي يُقدس ويُعبد، باعتباره الإله ذات نفسه بشحمه ودمه.
وتشير هذه المصطلحات أساساً إلى العبادة الدينية اللاهوتية. ومع ذلك، لا يزال هناك وجوداً لتطبيقها على المجالات الأخرى التي تحصل فيها الأشياء على صفات الأشخاص - كما هو الحال في الهوس السلعي الماركسي أو الشهوة الجنسية الفرويدية.
وقد قام البرتغاليون بتوسيع تطبيقاتهم لتشمل أشياء معينة يعبدها سكان ساحل غينيا، ومن خلال هذه الوسيلة ظهرت في التمييز الجنسي الأكاديمي، ربما خلال النصف الثاني من القرن الثامن عشر. وفي هذا الإطار، قام الرئيس الأول لبرلمان ديجون، "تشارلز دي بروس" (Charles De Brosses) (I972) بتعميم استخدامها.
وكان دي بروس يقصد عبادة الأشكال الحجرية، والأشياء المادية الملموسة الأخرى، واعتقد أن العقل النقي يحتاج إلى شيء ملموس للتركيز عليه، وأنه في وقت لاحق فقط، يمكن فهم المجرد، وفهم الكائن الحي، فالتجريد مرحلة متقدمة جداً، لم يحن حينه في هذا الحين بعد.
وفيما يتعلق بالكلمة اللاتينية factitius (= صنع بالفن)، يبدو أن الكلمة الإنجليزية الحديثة "صنم" نشأت من الكلمة البرتغالية feitiço (= فتنة/تعويذة، سحر) كاسم للتعويذات في العصور الوسطى، التي لم تكن قانونية أو كانت هرطقة في كثير من الأحيان ومن الأوقات.
وقد تم استخدام الكلمة البرتغالية للإشارة إلى السحر، وكانت جزءاً من لغة البحارة خلال القرن الخامس عشر، والذين قاموا بجولة من البرتغال إلى ساحل غينيا في غرب إفريقيا.
ومن المتفق عليه عموماً، أن المعنى المعاصر والحديث للوثن وللوثنية، نشأ في عمل نصي لشارل دي بروس في عام 1760م، والذي استخدم الكلمة لتعريف الممارسات الدينية لعبادة الأشياء.
وقد صاغ دي بروس المصطلح لينسب إلى عبادة الأشياء الآزوية أو غير الحية كآلهة، وهي ممارسة لاحظها وسجلها الرحالة الميممين وجهتهم إلى غرب إفريقيا.
ومن الواضح أن ماركس قرأ دي بروس جيداً، ومن تحليله الأنثروبولوجي الأولي، اكتسب ماركس وصفه وتفسيره (عام 1842م) للمصطلح كدين للحواس:
"كان هذا المفهوم عن الوهم الذي تحركه رغبة العاشق فيما يتعلق بالأشياء الطبيعية، واصابته بالعمى أو عماه عن العشوائية غير الإلزامية للأحداث المادية، عنصراً في تنظير دي بروس الأصلي للوثنية، باعتباره الشرط النقي لعدم التنوير." (بيتس 1993: 136)
والروابط أو العلاقة بين مصادر مصطلح "الوثنية" ومعناها "الأنثروبولوجي" واستخدام ماركس لها واضحة وموثقة. أما العلاقة مع استخدامها في التحليل النفسي لنسب أو لعزو التثبيت الجنسي على شيء ما ليست واضحة جداً.
استخدام كونت للوثنية:
اعتبر "دي بروس" أن الدين بدأ في الوثنية وتم قبول آرائه على نطاق واسع حتى منتصف القرن التاسع عشر. واكتسب هذا المفهوم رواجاً أعلى من خلال استخدام "كونت" له للإشارة إلى نظرية معينة للدين، تُنسب فيها الصفات الفكرية البشرية إلى أجسام غير بشرية.
فبالنسبة "لكونت" فالوثنية تشكل المرحلة الأولى من ثلاث مراحل في تطوير الأفكار الدينية:
الوثنية > الشرك > التوحيد
لقد كانت أول حقبة عظيمة في الفهم البشري عندما أدى التوزيع البدائي للعاطفة وللإرادة لأكثر أشكال الطبيعة ثباتاً بشكل شبه تلقائي إلى عبادة الأوثان والأصنام من الجماد والأحياء كالنباتات، وبشكل عام أدي ذلك إلى تطور الشرك والايمان بتعدد الآلهة ومن ثم الانتقال الي الدين المنظم.
في مثل هذا النظام، صورت الوثنية الفردية بدلاً من الدين المنظم، وبدرجة مقدرة انسجمت وتناغمت مع ما يعرفه الكتاب اللاحقون بالسحر.
لقد تم تبني سياق" كونت Comtean" على نطاق واسع، وفي بعض الحالات، تم تنقيحه وتشذيبه. فهذا لوبوك (Lubbock) (1870: I19)، على سبيل المثال، بشغف أحد علماء الأنماط التطوريين، وضعها كمرحلة ثانية من سلسلة لا تقل عن خمس مراحل تم اختراعها، والتي كان لابد من اجتيازها قبل المجيء إلى تعدد الآلهة؛ في مكان ما بين الإلحاد والطوطمية*.
نحن إلى حد ما نهتم بأوصاف أي من هذه العقائد، بخلاف الوثنية، والتي كانت بالنسبة "لوبوك" هي تلك المرحلة "التي يفترض فيها الإنسان أنه يستطيع إجبار الإله على الانصياع لرغباته".
... وللسيرة سلسلة متتابعة من الحلقات...
*(الطوطمية) بالإنجليزية (Totemism)‏ هي ديانة مركبة من الأفكار والرموز والطقوس تعتمد على العلاقة بين جماعة إنسانية وموضوع طبيعي يسمى الطوطم، والطوطم يمكن أن يكون طائراً أو حيواناً أو نباتاً أو ظاهرةً طبيعية أو مظهراً طبيعياً مع اعتقاد الجماعة بالارتباط به روحياً. وكلمة طوطم مشتقة من لغة الأبجوا الأمريكية الأصلية.

bakoor501@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إله واحد من خلال

إقرأ أيضاً:

حوار المفاجآت والأسرار.. جمال عبد الحميد غدا فى برنامج واحد من الناس

في حلقة خاصة من برنامج "واحد من الناس" ، في التاسعة والنصف مساء غدًا الاثنين، على شاشة قناة الحياة، يستضيف الإعلامي د. عمرو الليثي نجم مصر ونادي الزمالك الكابتن جمال عبد الحميد ، والذي يتحدث عن العديد من القضايا والأمور الرياضية ، وأيضًا مسيرته الكروية، ومشاركته في العديد من الأعمال الفنية والسينمائية.

وأيضًا يتحدث عن بدايته بالنادي الأهلي ثم انتقاله الشهير إلى الزمالك وردود الفعل، ومباراة اعتزاله والتي شهدت ولأول مرة لاعب ينزل أرض الملعب بطائرة ، ورأيه في النجم محمد صلاح.

جمال عبدالحميد: ميدو عنده فكر أوروبي وكان لازم يكمل في تخطيط الزمالك

كما يتحدث عن تجربته الفنية وعلاقته مع مدام فيفي عبده ، وهل هو راضٍ عن مسيرته الفنية؟ وكيف كانت بدايته ومن سانده واختار له طريق الفن؟ وهل كانت لديه الرغبة في الاستمرار بالفن والسينما؟ وهل كان سيخوض تجربة الفوازير؟ واسباب اعتزاله وعودته بعد توبةوشارة الكابتن وكيف أصبح كابتن منتخب مصر بكأس العالم 90.وأيضًا الواقعة الشهيرة لإعجاب فتاة به والذهاب إلى جميع المباريات وتحضير طعام له.

كما سيتحدث عن الفرق بين الأهلي والزمالك ، وهل يشعر بمرارة وحزن وغضب من النادي الأهلي بعد ما تركوه بعد الحادثة الشهيرة له؟

يذاع برنامج "واحد من الناس" غدًا الاثنين في التاسعة والنصف مساء على شاشة الحياة.

طباعة شارك عمرو الليثى جمال عبد الحميد واحد من الناس

مقالات مشابهة

  • براك وصل الى لبنان
  • الدفاعات الروسية تسقط 150 مسيرة أوكرانية في يوم واحد
  • حوار المفاجآت والأسرار.. جمال عبد الحميد غدا فى برنامج واحد من الناس
  • ألف اتصال في يوم واحد.. لـ”مركز911”
  • ماسك يعلن تأسيس حزب أميركا
  • الفلسفة الإنسانية
  • أحمد حسن: إدارة الزمالك لن تفسخ عقد أي لاعب راحل من طرف واحد
  • مئات المهاجرين يعبرون القنال الإنجليزي في يوم واحد
  • دعاء واحد يجبر بخاطرك يوم عاشوراء.. ردده بيقين
  • بنكيران: بنتي حَرْكَات للخارج و تّا واحد فالعائلة ماخدّام مع المخزن