ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استهل عصرًا جديدًا من (الحمائية) الأمريكية وجعل الحرب التجارية على أشدها بعد إطلاقه، لتعريفات جمركية جديدة على الواردات من كندا والمكسيك والصين.

وقالت الصحيفة في تحليل نشرته، اليوم الأحد، إن ترامب لطالما أعلن نفسه رجل التعريفات الجمركية المستعد لفرض رسوم شاملة على الواردات من الدول التي أضرت بأمريكا، غير أن الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 78 عاما اتخذ الليلة الماضية الخطوة المثيرة الأولى نحو وضع هذه الرؤية قيد التنفيذ، ليضع الحروب التجارية والقومية الاقتصادية على رأس أجندة ولايته ثانية.

فمن منتجعه مار إيه لاجو في فلوريدا، أطلق ترامب تعريفات جمركية جديدة «عدوانية» على الواردات من كندا والمكسيك والصين، بعد يوم من تهديد الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم مرتفعة.

ورأت الصحيفة، أن ترامب يراهن على أنه يستطيع الضغط على شركاء الولايات المتحدة التجاريين للامتثال لرغبات واشنطن دون إثارة تسارع ضار آخر للتضخم، في وقت تظل فيه تكلفة المعيشة الشاغل الرئيسي للعديد من الأمريكيين.

وبالنسبة للعالم، فإن الخطوة الافتتاحية لترامب بشأن التجارة تعني أن سلسلة من البدول ستُجبر على الدخول في مفاوضات شاقة حول كل شيء من العجز التجاري وسياسة العملة إلى الهجرة وحتى الرغبة الجديدة لأمريكا في التوسع الإقليمي، وقد تهتز الأسواق المالية ويعاني الاقتصاد العالمي، بحسب الصحيفة.

ونقلت الصحيفة عن إسوار براساد، الأستاذ بجامعة كورنيل، قوله: «تنذر هذه التعريفات بعصر جديد من الحمائية التجارية الأمريكية التي ستؤثر على جميع الشركاء التجاريين الأمريكيين، سواء المنافسين أو الحلفاء، وستعطل التجارة الدولية بشكل كبير».

ويرى خبراء الاقتصاد، أن الاقتصادات الأكثر تضررا ستكون المكسيك وكندا نظرا لاعتمادهما الشديد على الاقتصاد الأمريكي، إذ سيواجه كل منهما ركودا صريحا إذا أبقى ترامب على التعريفات الجمركية بنسبة 25% وسوف يتفاقم الضرر بسبب حقيقة أنه قبل أقل من ست سنوات، وقعت الدولتان على اتفاقية تجارية جديدة مع ترامب على أمل أن تعمل على استقرار العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقال براد سيتسر، المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية والذي يعمل الآن في مجلس العلاقات الخارجية: «لا توجد ملاذات آمنة، إن الدولتين اللتين أبرمتا أكبر صفقة تجارية مع دونالد ترامب في ولايته الأولى هما أول دولتين تتعرضان للرسوم الجمركية».

وأشار الخبراء إلى، أن بعضا من تأثير هذه التعريفات يمكن تخفيفه من خلال ارتفاع قيمة الدولار واستبدال السلع الأمريكية المنتجة محليًا، في حين قد تختار الشركات تحمل بعض الزيادة في التكاليف من خلال هوا مش ربح أقل، لكن حجم الخطوات الأولى لترامب، إذا تم تنفيذها بالكامل، بدأ أكبر بكثير من الحروب التجارية الأكثر محدودية ضد الصين وحلفاء مجموعة السبع خلال آخر فترة له في منصبه.

وذكرت «فاينانشيال تايمز»، أن التعريفات الجمركية الأولى على المكسيك وكندا والصين قد تكون مجرد البداية، وكان مسؤولو ترامب يفكرون في فرض تعريفات جمركية شاملة على جميع الواردات وإضافتها للتعريفات التي فرضها الليلة الماضية.

وبحسب الصحيفة، يريد ترامب استخدام التعريفات الجمركية لجلب إيرادات لدفع تكاليف تمديد تريليونات الدولارات من التخفيضات الضريبية، والتي لا يمكن تحقيقها إلا من خلال رسوم محسوبة بعناية ولكنها ضخمة قد يكون من الصعب تغييرها.

وبينما يضاعف ترامب من فرض التعريفات الجمركية، فإنه يواجه مقاومة قليلة من مجموعات الأعمال والجمهوريين المؤيدين للسوق الحرة الذين اعترضوا تقليديا على سياساته الشعبوية وسعوا إلى كبح جماحه. وقد رحب جيم ريش، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أيداهو الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ بخطوات ترامب الأخيرة.

وقال ريش: «كان الرئيس ترامب واضحًا للغاية دائمًا في أنه إذا رأى أن الأمريكيين يتعرضون للاستغلال فلن يتسامح مع ذلك»، وفي إشارة إلى كندا والمكسيك والصين.

وأضاف: «هذه الحكومات تعلم جيدا أنها بحاجة إلى وقف تدفق المخدرات والمهاجرين غير الشرعيين إلى بلادنا. وكلما أسرعوا في القيام بذلك، كلما كان ذلك أفضل».

وزير الخارجية الأمريكي يصل بنما لمناقشة مطالب ترامب باستعادة القناة

تؤثر على اقتصادات كندا والمكسيك والصين.. «تعريفة ترامب الجمركية» تهدد بإشعال حرب تجارية

البيت الأبيض: ترامب أكد لـ الرئيس السيسي أهمية دور مصر في إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين بغزة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الصين الرئيس الأمريكي كندا جمارك المكسيك تضخم کندا والمکسیک والصین التعریفات الجمرکیة

إقرأ أيضاً:

تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولم

مهّدت محادثات جديدة بين الولايات المتحدة والصين في ستوكهولم الطريق للقاء محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ في وقت لاحق هذا العام. اعلان

استأنف كبار المسؤولين الاقتصاديين من الولايات المتحدة والصين محادثاتهم في العاصمة السويدية ستوكهولم يوم الاثنين 28 تموز/يوليو، في محاولة لحل النزاعات الاقتصادية العالقة التي تقف في صلب الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، مع سعي الطرفين إلى تمديد الهدنة الجمركية القائمة لمدة ثلاثة أشهر إضافية.

وكان وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ضمن وفد التفاوض الأميركي الذي وصل إلى مقر رئاسة الوزراء السويدية "روزنباد" وسط ستوكهولم بعد ظهر الاثنين. وأظهرت لقطات مصورة نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفنغ، وهو يدخل المبنى كذلك.

وتواجه بكين مهلة تنتهي في 12 آب/أغسطس للتوصل إلى اتفاق دائم بشأن الرسوم الجمركية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعد أن توصل الطرفان إلى اتفاقات أولية في أيار/مايو وحزيران/يونيو لوقف التصعيد المتبادل في فرض الرسوم ووقف تصدير المعادن النادرة.

وتحدث ترامب عن المفاوضات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في اسكتلندا، قائلًا: "أود أن أرى الصين تفتح بلادها. نحن نتعامل مع الصين حاليًا ونحن نتحدث".

وحذّر مراقبون من أن عدم التوصل إلى اتفاق قد يعيد سلاسل الإمداد العالمية إلى حالة من الفوضى، مع عودة الرسوم الجمركية الأميركية إلى مستوياتها الثلاثية المرتفعة، ما قد يُشكّل حظرًا تجاريًا فعليًا بين البلدين.

التقدم في ستوكهولم

قال الممثل التجاري الأميركي جيميسون غرير، الذي حضر المحادثات، إنه لا يتوقع "اختراقًا كبيرًا" في هذه الجولة، مضيفًا في تصريح لشبكة CNBC: "ما أتوقعه هو استمرار المتابعة والتأكد من تنفيذ الاتفاق حتى الآن، وضمان تدفق المعادن النادرة بين الطرفين، ووضع الأساس لتعزيز التجارة وتحقيق توازن تجاري في المستقبل".

وجاءت محادثات ستوكهولم بعد يوم واحد فقط من توصل ترامب إلى أكبر صفقة تجارية له حتى الآن مع الاتحاد الأوروبي، تمثلت بفرض تعريفة جمركية بنسبة 15% على معظم صادرات الاتحاد إلى الولايات المتحدة.

وقال محللون تجاريون إن من المرجّح تمديد الهدنة الجمركية وضوابط التصدير التي تم التوصل إليها في منتصف أيار/مايو لمدة 90 يومًا إضافية، ما من شأنه أن يسهل التحضير لاجتماع محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جينبينغ في أواخر تشرين الأول/أكتوبر أو أوائل تشرين الثاني/نوفمبر.

Related انتقادات للاتفاق التجاري بين أوروبا وأمريكا.. بايرو: يوم مظلم في تاريخ الاتحادترامب يعلن عن التوصل إلى اتفاق مع الاتحاد الأوروبي وصفه بالأكبر على الإطلاق وعن فرض رسوم بقيمة 15% وسط تصاعد التوتر التجاري.. فون دير لايين تلتقي ترامب في اسكتلندا الأحد

وذكرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" يوم الاثنين أن الولايات المتحدة جمّدت قيودًا على صادرات التكنولوجيا إلى الصين لتجنب عرقلة المحادثات التجارية الجارية، ولدعم جهود ترامب الرامية لعقد لقاء مع شي هذا العام.

في المقابل، يخطط أعضاء من مجلس الشيوخ الأميركي من كلا الحزبين لطرح مشاريع قوانين هذا الأسبوع تستهدف الصين بسبب انتهاكات مزعومة بحق الأقليات والمعارضين وتجاه تايوان، ما قد يعقّد المحادثات في ستوكهولم.

خلافات أعمق لم تُناقش بعد

وكانت جولات المحادثات السابقة بين البلدين، التي جرت في جنيف ولندن خلال شهري أيار/مايو وحزيران/يونيو، قد ركّزت على خفض الرسوم الجمركية الانتقامية المرتفعة واستعادة تدفق المعادن النادرة التي أوقفت الصين تصديرها، بالإضافة إلى رقائق الذكاء الاصطناعي H20 من شركة Nvidia الأميركية وسلع أخرى منعت الولايات المتحدة تصديرها.

لكن حتى الآن، لم تتناول المحادثات القضايا الاقتصادية الأوسع، مثل شكاوى واشنطن من أن النموذج الاقتصادي الصيني القائم على التصدير المدعوم من الدولة يغرق الأسواق العالمية ببضائع رخيصة، أو شكاوى بكين من أن ضوابط التصدير الأميركية لأسباب أمنية تستهدف عرقلة نموها الاقتصادي.

وقال سكوت كينيدي، الخبير في الاقتصاد الصيني بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "كانت محادثات جنيف ولندن تهدف فقط إلى إعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح، حتى يتمكن الطرفان لاحقًا من التفاوض على المسائل الجوهرية التي تقف خلف هذا النزاع منذ البداية".

وكان بيسنت قد لمح بالفعل إلى احتمال تمديد المهلة، مشيرًا إلى أنه يسعى لدفع الصين نحو إعادة التوازن إلى اقتصادها بعيدًا عن الاعتماد على التصدير، وتحفيز الاستهلاك المحلي، وهو هدف ظل يشكّل أولوية لصناع السياسات الأميركيين منذ عقود.

ويرى المحللون أن المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين أكثر تعقيدًا بكثير من تلك التي تجريها واشنطن مع دول آسيوية أخرى، وستتطلب وقتًا أطول. وتملك الصين نفوذًا كبيرًا في سوق المعادن النادرة والمغانط عالميًا، وهي مواد تدخل في تصنيع كل شيء، من المعدات العسكرية إلى محركات مسّاحات السيارات، ما يمنحها ورقة ضغط فعالة على الصناعات الأميركية.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • أمريكا والصين على استعداد لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
  • لتخفيف التوترات بشأن الرسوم التجارية.. استئناف اليوم الثاني من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين
  • فايننشال تايمز: تعهدات أوروبا باستيراد النفط والغاز الأميركي مستحيلة
  • تمهيدًا للقاء محتمل بين ترامب وشي..أميركا والصين تستأنفان محادثاتهما التجارية في ستوكهولم
  • ترامب يعلن رفع التعريفات الجمركية العالمية إلى 15%-20% كحد أدنى
  • استئناف المحادثات بين أمريكا والصين.. ما هي التوقعات؟
  • فاينانشيال تايمز: ترامب يعلق ضوابط التصدير لتعزيز اتفاق التجارة مع الصين
  • أميركا والصين تطلقان محادثات جديدة لتمديد هدنة الرسوم الجمركية
  • وزير التجارة الأمريكي يعلن دخول التعريفات الجمركية حيز التنفيذ مطلع أغسطس
  • فاينانشال تايمز: أردوغان سيطر على المشهد.. وواشنطن لم تعد قادرة على التحرك بدون تركيا