ضبط متهم بتفجير قنبلة واحراق سيارة في تعز
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
وذكرت شرطة المديرية أنها تلقت بلاغاً يفيد عن قيام شخصين مجهولين على متن دراجة نارية بالقاء قنبلة يدوية إلى تحت سيارة نوع حبة موديل 2015 تابعة للمواطن أكرم أحمد عبدالعزيز 24 عاماً، ما أدى إلى احتراقها بالكامل.
وأوضحت شرطة المديرية أنها فور تلقي البلاغ تحركت مع مختصي الأدلة الجنائية إلى مكان الحادثة، ومن خلال عمليات البحث والتحري، وجمع محاضر الاستدلالات، تم التعرف على هوية الجناة، وهم المدعو ” رامي محمد سلطان المكردي” (30 عاماً)، وقد تم ضبطه من قبل رجال الأمن بمركز شرطة نقيل الأبل بشرطة مديرية صبر الموادم.
والمدعو “جواد أمين مهيوب المكردي” – ولا زال فار من وجه العدالة.
وأشارت شرطة المديرية إلى أنها أرسلت المتهم إلى إدارة البحث بشرطة المحافظة لاستكمال الإجراءات وإحالته إلى العدالة، بينما لازالت التحريات جارية لضبط المتهم الثاني.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
الهند تحتضن… ومجلاتنا تتعثّر!
#سواليف
الهند تحتضن… ومجلاتنا تتعثّر!
بقلم الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
في الشهر الماضي، عشتُ لحظة انتصار شخصي صغير وسط بحر من #الإحباط_الأكاديمي الكبير. ثلاثة من أبحاثي العلمية قُبلت في مجلات دولية مرموقة، جميعها مصنّفة ضمن قواعد البيانات العالمية Scopus Q1. فرحت؟ نعم. افتخرت؟ بالتأكيد. لكن ما لبثت تلك الفرحة أن انقلبت إلى مرارة، حين قادني اسم “الجامعة المضيفة” إلى مرآةٍ كبيرة اسمها ” #الهند “، فرأيتنا بوضوح… نحن في مؤخرة القافلة!
مقالات ذات صلةالبحث الأول نُشر في مجلة Insight on Africa، الصادرة عن دار النشر العالمية SAGE.
البحث الثاني ظهر في مجلة Contemporary Review of Middle East Studies، وهي أيضًا من منشورات SAGE.
أما البحث الثالث، فقد احتضنته مجلة Review of Economics and Political Science، الصادرة عن دار Emerald، والتابعة لجامعة القاهرة.
لكن ما أثار دهشتي -بل حسرتي- أن المجلتين الأوليين “موطنتان” في جامعة جواهر لال نهرو في الهند… نعم، الهند! الدولة التي كنا قبل عقود نرسل لها “الخبرات”، أصبحت اليوم الدولة التي تسبقنا في كل ميادين الحياة: من الطاقة النووية إلى الذكاء الاصطناعي، ومن الأقمار الصناعية إلى مجلات Q1.
الهند تبني مستقبلها بمطبعة وباحث… ونحن؟
نحن ما زلنا نُسلّم مجلاتنا الأكاديمية -خاصة في مجال الدراسات الإنسانية- لأشخاص يفتقرون، للأسف، لأبسط مقومات #النهوض بها.
بدلًا من أن ترتقي مجلاتنا، تشهد تراجعًا واضحًا في عهد بعض من يتولى إدارتها، حتى بات #الباحث_الأردني يهرب منها، لا إليها، ويبحث عن منابر علمية خارج حدود الوطن. وكأن جامعاتنا تقول له: “اخرج، فالعلم هنا مؤجل حتى إشعار آخر!”
أليس من المؤسف أن تُدار بعض مجلاتنا وكأنها “دوائر رسمية متكلسة”، بدل أن تكون مؤسسات فكرية مستنيرة تُحفّز النشر والتبادل العلمي؟
هل يدرك المسؤولون عن البحث العلمي في بلادنا قيمة المجلة العلمية؟ قيمة أن تحمل جامعتك اسمًا بين الدوريات المصنفة عالميًا؟
لكن، ومضة أمل لمعت حين سمعنا بنقل الإشراف على #المجلات_العلمية من صندوق البحث العلمي إلى المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، بقيادة الأستاذ الدكتور مشهور الرفاعي، الرجل الذي نثق برؤيته وكفاءته.
فلعلّها تكون بداية فجر جديد لمجلاتنا التي آن لها أن تستفيق من غيبوبتها، وأن تتعلّم من دروس الهند، لا أن تكتفي بالبكاء على الأطلال.
…وللحديث بقية،
إذا لم تُطفأ الأضواء قبل أن نُنهي السطر الأخير.
فالمشكلة، يا سادة، ليست في الباحث، بل في البيئة التي تحيط به وتخنقه. نحن نملك الطاقات، والأدلة كثيرة. باحثونا يحصدون الاعتراف في الخارج، ويُنشر لهم في أرقى المجلات، لكن ما إن يعودوا إلى الوطن حتى يُخزَّنوا في الأدراج، وتُعلَّق أبحاثهم على شماعة “اللجان الفنية”، و”التحكيم الداخلي”، و”الملاحظات الشكلية” التي تُخفِي وراءها قلقًا مزمنًا من التغيير، أو حساسية مرضية من النجاح.
في بلادٍ تُكافَأ فيها الرداءة بالتمكين، ويُعاقب فيها التميز بالصمت، لا عجب أن تُدار بعض المجلات العلمية كما تُدار الجمعيات الخيرية المتعثرة، أو كأنها أوقاف مهجورة تنتظر من يُحييها.
في الهند، رئيس تحرير المجلة أستاذ في مجاله، محكَّم عالمي، ومُلِمٌّ بتفاصيل النشر.
في الأردن، رئيس التحرير – في بعض الحالات – لم ينشر في حياته بحثًا واحدًا خارج حدود مجلته!
وإذا نشرتَ بحثًا مرموقًا، يتلقاك بعضهم بوجهٍ عابس، لا يهنّئك بل يسألك بريبة: “معقول سكوبس؟ لحالك؟ من وين؟” وكأن الإنجاز صار تهمة!
أكاد أجزم أن كثيرًا من مجلاتنا قادرة – لو أُديرت بعقلية علمية حقيقية – أن تنافس، بل أن تسبق، مجلات في الهند وتركيا ومصر وماليزيا. لكننا بحاجة إلى ثورة إدارية لا تجامل، بل تُسند الأمر لأهله، وتعيد الثقة للمجتمع الأكاديمي، وتكسر احتكار النشر والتقييم والتحكيم في دوائر مغلقة محكومة بالمحاباة والمعايير المزدوجة.
ولذا، فإن الأمل اليوم مُعلَّق على التحول نحو إدارة علمية رشيدة، بقيادة المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، الذي نرجو أن يبدأ بورشة شاملة لإصلاح منظومة المجلات الأكاديمية في الجامعات الأردنية، وأن يُعيد تقييم واقعها، ويضع خطة وطنية واضحة لإدخالها قواعد البيانات العالمية، لا لتزيين التقارير السنوية، بل لإعادة الكرامة للباحث، والثقة للمؤسسة.
ختامًا،
الذي يزرع مجلة علمية محترمة اليوم، سيحصد جامعة مرموقة غدًا.
والذي يستمر في إطفاء الشموع كلما أضاء باحث…
فليُعِد النظر في موقعه من فكرة العلم نفسها!
بقلم: الأستاذ الدكتور محمد تركي بني سلامة
باحث يؤمن أن المجد لا يُصنَع بالبكاء، بل بالنشر الجاد والاعتراف العادل.