بغداد– تتسارع التطورات في قطاع النفط في العراق الذي أعلن مؤخرا اكتشاف حقل نفطي جديد، إلا أن هذا الاكتشاف، على الرغم من أهميته الإستراتيجية، يواجه تحديات كبيرة نتيجة القيود على إنتاج وتصدير الخام المفروضة من قبل تحالف أوبك بلس.

وحققت شركة نفط الوسط العراقية، بالتعاون مع شركة (إيه بي إس) الصينية في 20 يناير/كانون الثاني الماضي اكتشافا نفطيا في حقل شرق بغداد الجنوبي، مشيرة إلى أنه سيضيف أكثر من ملياري برميل إلى احتياطيات العراق النفطية، مما يجعله أكبر اكتشاف للنفط في وسط العراق.

مليارا برميل

أكّد مدير عام شركة نفط الوسط محمد ياسين أن حجم الرقعة النفطية المكتشفة حديثا يبلغ 114 كيلومترا مربعا، وأنها تحتوي على ملياري برميل من النفط.

وأضاف ياسين في حديث لـ(الجزيرة نت) أن هذا الاكتشاف رفع المخزون الإستراتيجي للعراق من النفط من 148 مليار برميل إلى أكثر من 150 مليار برميل.

وأوضح أن شركة نفط الوسط بالتعاون مع شركة إيه بي إس بتروليوم المقاول المشغل للحقل، هي الجهة المسؤولة عن تطوير واستخراج النفط من هذا الحقل.

وأكد ياسين أن هذا الاكتشاف سيسهم في زيادة إمكانيات العراق، منوها بإمكانية زيادة الإنتاج اليومي من الحقل من مستوى 50-60 ألف برميل إلى أكثر من 200 ألف برميل يوميا، مما سيزيد من عائدات التصدير ويسهم في تشغيل محطات الكهرباء.

إعلان

وتعد احتياطيات النفط في العراق خامس أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم وتبلغ 148 مليار برميل، وتتركز في المناطق الجنوبية وبعضها في المناطق الغربية.

سقوف أوبك

يقلل الخبير بالشأن النفطي حمزة الجواهري، من أهمية الاكتشاف النفطي الجديد قائلا إنه لا يحمل أهمية كبيرة في الوقت الحالي، لأن سقوف التصدير التي حددتها منظمة أوبك تمنع العراق من زيادة كمياته المنتجة والمصدرة.

ومنظمة أوبك منخرطة في تحالف أوبك بلس مع دول من خارج المنظمة على رأسها روسيا، ويحدد هذا التحالف سقوفا للإنتاج لكل دولة فيه لضبط سوق النفط العالمي.

وقال الجواهري في حديث لـ(الجزيرة نت) إن العراق يمتلك بالفعل ما بين 40 إلى 50 مليار برميل نفط مكتشف، ولم يتم الإعلان عنه أو تطويره، مما يجعل الاكتشاف الجديد يبدو ضئيلا بالمقارنة.

وأوضح الجواهري أن التزام العراق بضوابط أوبك يسمح له باكتشاف المزيد من النفط، لكن يمنعه من تطوير وإنتاج كميات تفوق السقوف المحددة.

العراق لديه قدرة إنتاجية فائضة تزيد على مليون برميل يوميا (رويترز)

ولفت إلى أن العراق لديه حاليا قدرة إنتاجية إضافية تبلغ 1.5 مليون برميل يوميا، إلا أنه لا يستطيع استغلالها بسبب هذه السقوف، مما يؤدي إلى إغلاق العديد من الآبار.

وخلص الجواهري إلى أن القضية تتعلق بضوابط عالمية وسياسات الطاقة على مستوى العالم ككل.

والعراق، ثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بمتوسط إنتاج يومي، يبلغ 4.6 ملايين برميل يوميا في الظروف الطبيعية، بعيدا عن اتفاقيات خفض الإنتاج لكن نتيجة لخطة تخفيض الإنتاج التي اتبعتها المنظمة فقد خفض العراق إنتاجيته إلى 4 ملايين برميل يوميا.

على المدى البعيد

يلقي الخبير الاقتصادي، حمد بريهي الضوء على الفوائد التي يمكن أن يحققها اكتشاف هذه الرقع النفطية، ففي حديثه لـ (الجزيرة نت) يشير بريهي إلى أن وجود معلومات مسبقة عن توفر النفط في الموقع المكتشف يدعم هذا الاكتشاف، مؤكدا أن التوقيت الحالي لا يمثل عائقًا رئيسيًا، فالقضية ليست مرتبطة بوجود أو عدم وجود قيود جيولوجية على اكتشاف النفط، بل بزيادة الإنتاج.

إعلان

ويشدد بريهي على أن اكتشاف هذا الحقل يؤكد أن احتياطيات النفط في العراق أكبر مما كان يعتقد سابقا، وأنها ليست مقتصرة على مناطق جغرافية محددة، بل يمكن دائما اكتشاف تراكيب جيولوجية جديدة تحتوي على نفط.

ويرى بريهي أن الفائدة المباشرة من هذا الاكتشاف تكمن في تعزيز الصورة الاقتصادية للعراق، بالإضافة إلى توفير فرصة لاستخراج النفط من مناطق متعددة وبمرونة أكبر في أي وقت وتحت أي ظروف.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذا الاکتشاف ملیار برمیل برمیل یومیا النفط فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

استقرار احتياطي النفط بسلطنة عُمان عند 4.8 مليارات برميل في 2024

عُمان – سجل احتياطي النفط في سلطنة عُمان عند 4.8 مليارات برميل خلال عام 2024، فيما بلغ الإنتاج 363.3 مليون برميل والصادرات 308.4 ملايين برميل.

جاء ذلك وفق معطيات صادرة، امس الاثنين، عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات (رسمي).

وأوضح المركز في تقريره السنوي لقطاعي النفط والطاقة، أن احتياطي الغاز الطبيعي بلغ 658.5 مليار متر مكعب، بينما بلغ الاستهلاك المحلي 56.5 مليار متر مكعب، وبلغت صادرات الغاز الطبيعي المسال 12 مليون طن متري.

وفي قطاع الكهرباء، ارتفع إجمالي الإنتاج إلى 49.1 تيراواط/ساعة عام 2024، مقارنة بـ45 تيراواط/ساعة في 2023، مع استمرار الاعتماد على الغاز الطبيعي الذي ساهم بنحو 44.8 تيراواط/ساعة.

وسجل متوسط سعر النفط العُماني نحو 80.79 دولارا للبرميل خلال عام 2024، منخفضا بنسبة 1.9 بالمئة مقارنة بمتوسط الأسعار المسجل في عام 2023.

وساهمت مصادر الطاقة المتجددة بـ2.4 تيراواط/ساعة، منها 2.3 تيراواط من الطاقة الشمسية و0.1 تيراواط من طاقة الرياح، وشكّلت محطة “عبري 2” الحصة الأكبر من الإنتاج بطاقة بلغت 1.56 تيراواط/ساعة.

أما في قطاع المياه، فسجل إجمالي المياه المنتجة 519.7 مليون متر مكعب عام 2024 مقابل 520.4 مليون متر مكعب في العام السابق، بانخفاض طفيف نسبته 0.1 بالمئة.

وجاءت محافظة مسقط في الصدارة من حيث كمية المياه الموزعة بـ136.9 مليون متر مكعب، تلتها ظفار بـ52.3 مليون متر مكعب، ثم شمال الباطنة بـ34.3 مليون متر مكعب.

وبلغ عدد محطات معالجة المياه العادمة في السلطنة 67 محطة بطاقة استيعابية بلغت 147.2 مليون متر مكعب، فيما شكلت محطات التحلية 89 بالمئة من إجمالي المياه المنتجة، مقابل 11 بالمئة من الآبار، وهي نسب مماثلة تقريبا للعام السابق.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • النفط يواصل الارتفاع بفضل زيادة إنتاج أوبك بلس بأقل من المتوقع
  • ارتفاع النفط بفضل زيادة إنتاج أوبك+ بأقل من المتوقع
  • استقرار احتياطي النفط بسلطنة عُمان عند 4.8 مليارات برميل في 2024
  • النفط يواصل مكاسبه بعد زيادة إنتاج أوبك+ الأقل من المتوقع
  • استقرار سعر النفط مع زيادة إنتاج أوبك ومخاوف من فائض المعروض
  • أوبك+ يعزز الإمدادات برفع إنتاج النفط 137 ألف برميل
  • 8 دول في «أوبك +» تعلن زيادة إنتاج النفط 137 ألف برميل يوميا
  • ارتفاع أسعار النفط 1.5% بعد إعلان أوبك+ زيادة إنتاج محدودة
  • تبدأ الشهر المقبل.. 137 ألف برميل زيادة إنتاج أوبك بلس
  • أوبك تقرر زيادة إنتاج النفط اـ 137 ألف برميل يوميا