بشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بخطة جديدة لقطاع غزة، إلى جانب العديد من الخطط الطموحة لتحويل غزة إلى "جنة اقتصادية" لكنها ستبقى حبرا على ورق في غالب الأمر، أسوة بخطط سابقة، لم يكن الهدف منها سوى التغطية على المشكلة الأكبر وهي الاحتلال، وتحويل الأنظار إلى الفرص التي يهدرها الفلسطينيون في القطاع بسبب إصرارهم على "المقاومة".



وقال ترامب، إنه ينوي السيطرة على قطاع غزة، وتحويله إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" ‏لكن من دون سكانه، الذين يعتزم توطينهم في دول أخرى، لا سيما مصر والأردن.‏

وتابع ترامب بأن خطته: "ستجعل من القطاع المدمر "ريفييرا الشرق الأوسط. وقد يكون هذا شيئا بالغ الروعة".‏

ما هي الريفييرا؟

ريفييرا ليست منطقة، بل تعبير، ويعني "الساحل" باللغة الإيطالية التي تعود إليها الكلمة من أصول لاتينية، وهي ‏أي منطقة تمتلك خاصة جغرافية مميزة، ومتنوعة، وأجواء مشمسة، ويحبها السياح.‏

أما الوصف المتداول لـ"ريفييرا" فيعود إلى الساحل الجنوبي لفرنسا، والذي يشتهر بالمنتجعات الفاخرة في نيس، ‏وموناكو، وكان، وبعديها أصبح يتداول لأي منطقة مشابهة، مثل الريفييرا الإيطالية، والريفييرا التركية، والريفييرا ‏الأمريكية، للدلالة على مدن ساحلية فخمة.‏

وتعرف الريفييرا الإيطالية بأنها المنطقة الواقعة شمال غرب إيطاليا وتمتد على طول ساحل ليغوريا، وتضم مدنًا ‏مثل بورتوفينو وسانريمو.‏

أما الريفييرا التركية فتقع جنوب غرب تركيا وتعرف بساحل الفيروز، وتضم أنطاليا، وبودروم، ومرماريس.‏

والريفييرا الأمريكية في ولاية كاليفورنيا، فتشمل مناطق مثل سانتا باربرا، حيث المناخ المعتدل والطراز ‏المعماري المميز.‏

والريفييرا المكسيكية على سواحل المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي، وأماكن مثل كانكون، وأكابولكو، وبويرتو ‏فالارتا.‏

"غزة 2035"

فكرة تحويل غزة إلى "منتجع كبير" ليست جديدة على ترامب إذ قال في وقت سابق بأنها تتمتع "بموقع استثنائي ‏على البحر" و"أفضل طقس".‏

وفي عام 2024 قال صهره جاريد كوشنر، إن الواجهة البحرية في غزة "ذات قيمة كبيرة" واقترح على إسرائيل ‏إخراج الفلسطينيين من غزة و "تنظيفها".‏

وليست الخطط لتحويل غزة إلى سنغافورة، أو دبي جديدة، أو ريفييرا جديدة، إذ أن إدارة نتنياهو تعتقد أن الاستعراض يمكنه أن يشتت الانتباه عن التطهير العرقي في غزة، بحسب الكاتبة، والناقدة ‏في الهندسة المعمارية في صحيفة "ذا نيشن" كيت فاغنر.‏

في أيار/ مايو الماضي، راجت أنباء عن أن مكتب نتنياهو يقوم على تجهيز خطة أسماها "غزة 2035" تقضي ‏بتحويل غزة بعد تطهيرها من سكانها إلى منطقة استخراج النفط والغاز، ومدينة كبيرة لتصنيع السيارات الكهربائية ‏‏– دعما للبيئة -  وفقًا لما نشرته مجلة ‏The Architect’s Newspaper‏ المتخصصة.‏

وتم رسم غزة جديدة بواسطة الذكاء الاصطناعي، يظهر فيها ناطحات سحاب حديثة، ومنصات نفط بحرية، ‏وحقول طاقة شمسية، بإشراف من البحرين، والأردن، والسعودية، والمغرب، قبل إعادتها إلى الفلسطينيين لاحقا.‏





وتهدف الخطة إلى نقل المسؤولية الأمنية الإسرائيلية إلى إسرائيل، في حين سيقوم التحالف العربي بإنشاء هيئة متعددة الأطراف تسمى هيئة إعادة تأهيل غزة للإشراف على جهود إعادة الإعمار وإدارة الشؤون المالية للقطاع.

وتحدثت الخطة عن المرحلة الثالثة والأخيرة، والتي تسمى "الحكم الذاتي"، والتي تعطي الحق للاحتلال الإسرائيلي بـ"التصرف ضد التهديدات الأمنية".

وزعمت خطة نتنياهو أن أهالي قطاع غزة سيعيشون برغد ورفاه بعد انتهاء حركة حماس، حيث تشمل الخطة إعادة إعمار القطاع بتصاميم حديثة وجذابة.

"Connected Gaza"

مشروع آخر طموح، عملت عليه مجموعة ‏AECOM‏ ‏الأمريكية لتطوير البنية التحتية، بتمويل من ‏USAID‏ باسم ‏‏"غزة المتصلة" لتطوير غزة بحيث تصبح منطقة رئيسية لتدفق البضائع والخدمات، عبر طرق، وموانئ، ‏ومطارات، وسكة حديد، ستحول غزة إلى مدينة عصرية.‏



وتقول فاغنر حول طرح هذه المشاريع، والرؤى، وتوظيف المصممين والخبراء لوضع خطط لمدن قد لا تبنى أبدا، وإهدار كل هذا الجهد، هو ببساطة لأن هذه الشركات الكبرى تتقاضى أجورها بالساعة، وليس بالتنفيذ على الأرض، لذا فإنها تجني أموالا لا بأس بها من مجرد وضع مراحل التصميم والتخطيط ووضع التصورات الأولية.

وبحسب نائب رئيس ‏AECOM‏، كريستوفر تشوا، فإنه الخطة الطموحة تقضي بتحويل الواجهة البحرية في غزة إلى ‏شوارع، وسكة قطار، ومركز نقل إقليمي مفيد لغزة، وجيرانها.‏

والنتيجة بحسب تشوا هي أن تصبح غزة جزءا من مشروع أكبر يمتد من عمان إلى تل أبيب، مرورا بالقدس وحيفا، ‏وكلها مرتبطة ببنية تحتية تبدأ من بوابة غزة، وقلب غزة، ووادي غزة، إلى شاطئ غزة.‏

وفي غزة، وضعت الشركة تصورا لـ 30 مشروعا مؤسسيا و7 مشاريع متكاملة و40 مشروعا محليا، منخفضة التكلفة، ‏ومبدعة، وتكافلية، ضمن خطة شاملة لتقليل التركيز على الزراعة، والتوجه نحو التصدير ودعم اقتصاد المعرفة.‏

وسينتج عن المشروع الذي لم ير النور منذ 2017، اقتصاد قائم على المعرفة، مفيد لـ3.5 مليون شخص في القطاع، ‏و1.1 مليون وظيفة جديدة.‏

الرقص في "العتمة"

خلال الحرب على غزة، افترض الأكاديمي الإماراتي، عبدالخالق عبدالله، أن بلاده لو استملت إدارة قطاع غزة، لأعادت إعمارها، وحققت لسكانها حياة كريمة.

وأشار عبدالله إلى أن الإمارات بإمكانها تحويل غزة خلال 10 سنوات إلى مركز سياحي ومالي وتجاري عالمي.

لو استلمت #الإمارات ادارة غزة المنكوبة والمحتلة لاعادت اعمارها وحققت ل 2.5 مليون نسمة من سكانها حياة كريمة وحولتها خلال 10 سنوات الى مركز سياحي ومالي وتجاري عالمي تستقطب افضل المواهب الفلسطينية والعربية حالها حال #دبي. مجرد خاطرة لاكاديمي إماراتي لا تغيب #غزة لحظة واحدة عن باله pic.twitter.com/H43KUMKlZ8 — Abdulkhaleq Abdulla (@Abdulkhaleq_UAE) December 12, 2023

وبحسب "رؤية عبدالله" التي لم تلق أذانا مصغية، فإن القطاع الصغير سيصبح نقطة جذب لأفضل المواهب الفلسطينية والعربية، تماما مثل دبي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية ترامب غزة الاحتلال غزة الاحتلال ترامب طوفان الاقصي المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة غزة إلى فی غزة

إقرأ أيضاً:

أول مركز من نوعه للتعليم الإفتائي عن بُعد.. 130 عامًا من الفتوى

في إطار الاحتفال بمسيرة تمتد لأكثر من قرن من العطاء الشرعي، استعرضت دار الإفتاء المصرية إداراتها المختلفة وخدماتها المتميزة التي تواكب العصر، من بينها إدارة التعليم عن بُعد التي تمثل نموذجًا رائدًا في نقل المعرفة الإفتائية إلى كل مكان في العالم.

 

إدارة التعليم عن بُعد:


أسست دار الإفتاء أول مركز من نوعه للتعليم الإفتائي عن بُعد، حيث تم إعداد مناهج متخصصة في العلوم الشرعية والإفتائية، وتقديمها عبر موقع إلكتروني مخصص، ويتيح هذا المركز للطلاب متابعة الدورات دون عناء السفر، والحصول على المعرفة والمهارات اللازمة لممارسة الإفتاء في بلادهم، بما يعكس حرص الدار على دمج التعليم التقليدي بالحلول الرقمية الحديثة.

 

إدارات وخدمات أخرى:


خلال الاحتفال، أبرزت دار الإفتاء خدماتها المتنوعة، مثل:

إدارة الرد على الاستفسارات الفقهية عبر الفضاء الرقمي.

وحدة التوعية المجتمعية التي تنظم الندوات والدورات في مختلف المجالات الشرعية.

إدارة البحوث والدراسات الشرعية التي تعمل على إنتاج محتوى علمي موثوق.

 

الفتوى بين الماضي والحاضر:
تؤكد دار الإفتاء أن مسيرة 130 عامًا من العطاء لم تقتصر على إصدار الفتاوى فحسب، بل شملت تطوير أدوات التعليم الشرعي، وتعزيز التواصل مع المجتمع، وحماية الهوية الدينية والقيمية، بما يواكب تحديات العصر الرقمي والثقافي.


من خلال استعراض إداراتها المختلفة، تؤكد دار الإفتاء المصرية أن الفتوى ليست مجرد حكم شرعي، بل عمل مؤسسي متكامل يواكب التطورات المعاصرة، ويضمن استمرار الرسالة الإفتائية على مدار الأجيال.

مقالات مشابهة

  • أول مركز من نوعه للتعليم الإفتائي عن بُعد.. 130 عامًا من الفتوى
  • إعلام عبري: المجلس الوزاري صدق على تنظيم 19 مستوطنة جديدة بالضفة
  • ترامب مستاء من مواقف كييف وموسكو ويشترط للمشاركة بالاجتماعات
  • شتاء قاس وخيام بالية.. عربي21 ترصد معاناة النازحين في غزة (شاهد)
  • بوتين: إنشاء منطقة أمنية عازلة على الحدود مع أوكرانيا يجري وفق الخطة
  • أمير نجران يُدشّن مشاريع تنموية تتجاوز مليار ريال في نجران
  • أمير نجران يُدشّن مشاريع تنموية بمليار ريال
  • الأول من نوعه من "طلبات".. عُمان تتصدر تقرير "رد الجميل"
  • مناقشة الخطة الإنتاجية لقطاع الدواجن للعام المقبل بصنعاء
  • أمير منطقة الجوف: القطاع الخاص الشريك الاستراتيجي الأول في التنمية وجودة الحياة