انضمام السويد إلى "الناتو".. أردوغان يدلي بشروطه مجددا
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
أعاد الرئيس التركي رجب أدروغان الشكوك حول قدرة السويد على نيل عضوية حلف شمال الأطلسي (ناتو)، بعد حديثه عن إمكانية تغيير أنقرة لموقفها من طلب العضوية.
وفي تصريحات صحفية خلال عودته من زيارته للمجر، الإثنين، ربط أردوغان بين موافقة بلاده على عضوية السويد في "الناتو" وبين استمرار ما وصفها بالاعتداءات على المقدسات الإسلامية في السويد.
وجاء في تصريحاته إن مما يأخذه على السويد "عدم ضبط شوارعها"، وفق ما نقلته قناة "تي آر تي" التركية، في إشارة لحوادث الإساءة للقرآن وحرق المصاحف في ستوكهولم، ومظاهرات أنصار حزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة تنظيما إرهابيا.
وضمن شروط قبول عضوية دولة جديدة في "الناتو"، الموافقة بالإجماع على طلبها، ويتبقى على تحقيق هذا الشرط بالنسبة للسويد موافقة تركيا والمجر.
مواقف أنقرة من عضوية السويد
منذ أشهر ترفض أنقرة انضمام السويد، واضعة شروط، منها حسبما ذكر أردوغان في تصريحات أوائل يوليو الماضي، عدم إيواء المنظمات الانفصالية (مثل أشخاص تابعين لحزب العمال الكردستاني) وأعضاء جماعة فتح الله غولن المعارضة له، الذين يصفهم بالإرهابيين. في وقت لاحق أضاف الرئيس التركي شرطا آخر قبيل افتتاح القمة السنوية للحلف في فيلنيوس، هو أن تقبل أوروبا عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي، وهو ما رد عليه حينها المستشار الألماني أولاف شولتس بالاعتراض، قائلا إن "لا شيء يربط بين انضمام السويد إلى الناتو وعضوية تركيا في الاتحاد". في ذلك التوقيت أيضا، وافق أردوغان على إحالة طلب السويد إلى البرلمان التركي، ومن المتوقع أن يناقشه البرلمان في أكتوبر. بعد حرق متطرف في السويد نسخة من المصحف نهاية يونيو، أضافت أنقرة مطلبا آخر لستوكهولم، وهو منع مثل هذه الأعمال.عصفوران بحجر واحد
المحلل السياسي التركي هشام غوناي تحدث لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن الأسباب التي يراها وراء سياسة أردوغان تجاه عضوية السويد في "الناتو"، موضحا:
"الرئيس التركي دائما ما كان يتحدث عن إيواء السويد للتنظيمات الإرهابية، ويدعوها لقطع علاقاتها مع حزب العمال الكردستاني". "حرق المصحف لا يمكن نسبه للحكومة السويدية لأنها لا تدعم الأشخاص للقيام بمثل هذه الأعمال، لكن بطبيعة الحال أردوغان وحزبه العدالة والتنمية (الحاكم) ينتمون إلى التيار اليمنيي، ولديهم مواقف سابقة ضد انتهاك المقدسات الدينية". "هذا الموقف من جانب الرئيس له بعد آخر يتعلق بالداخل التركي، هو اقتراب موعد الانتخابات البلدية في الربع الأول من العام المقبل، ويحاول أردوغان ضرب عصفورين بحجر واحد، الأول إثبات قوة السياسة التركية الخارجية، والثاني تسجيل موقف لدى ناخبي اليمين الذين يريد أصواتهم في الانتخابات".هل يمكن للسلطات السويدية وقف الانتهاكات؟
لا يوجد قانون في السويد يمنع تحديدا حرق أو تدنيس القرآن أو أي كتاب مقدس. لكن الحال لم يكن كذلك في السابق، فحتى أواخر القرن التاسع عشر، كان التجديف يعتبر جريمة خطيرة في السويد، ويعاقب مرتكبها بالإعدام. بمرور الزمن، جرى تخفيف قوانين التجديف مع تحول البلاد نحو العلمانية، وألغت آخر قانون في هذا السياق عام 1970. طالبت دول إسلامية إستكهولم بوقف حوادث حرق المصحف، لكن في السويد يضطلع جهاز الشرطة لا الحكومة بقرار منع أو السماح بالمظاهرات العامة، وعلى الشرطة تقديم أسباب لا تتنافى مع حرية التعبير لمنعها، مثل أن تشكل خطرا على سلامة الجمهور. بالفعل منعت الشرطة السويدية في فبراير 2022 طلبين لتنظيم تجمعات لحرق نسخ من المصحف، بعد أن توصلت لاحتمال أن تتسبب في وقوع أعمال إرهابية، لكن محكمة نقضت قرار الشرطة بدعوى عدم وجود أدلة ملموسة على التهديدات.المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أردوغان السويد الناتو أخبار تركيا أخبار السويد أردوغان أردوغان السويد الناتو أخبار تركيا فی السوید
إقرأ أيضاً:
4 دول أوروبية تدعو لمنح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة
فلسطين – دعت أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، امس الأربعاء، إلى منح فلسطين عضوية كاملة بالأمم المتحدة والاعتراف بدولتها على أساس حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وجددت التزامها بحل الدولتين.
جاء ذلك في بيان مشترك للدول الأوروبية الأربعة نشرته الخارجية الإسبانية على موقعها الإلكتروني عقب اجتماع مجموعة “مدريد+” بعد عام من اعترافها الرسمي بدولة فلسطين.
وقالت: “اجتمعنا اليوم (في مدريد) لتجديد وتعزيز الالتزام الدولي بتنفيذ حل الدولتين، والتأكيد على أن الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة جغرافياً، ضمن حدود معترف بها دوليًا، والمكوّنة من قطاع غزة والضفة الغربية وعاصمتها القدس الشرقية، هي وحدها القادرة على تلبية التطلعات الوطنية المشروعة، وتحقيق متطلبات السلام والأمن لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي”.
وفي 22 مايو/أيار 2024 أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا، اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 من نفس الشهر.
وقبل هذا التطور، اعترفت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.
وتأسست “مجموعة مدريد+” لدعم فلسطين بوجه الإبادة الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة، وتضم في عضويتها عددًا من الدول الأوروبية والعربية والإسلامية، بينها إسبانيا، تركيا، النرويج، سلوفينيا، إيرلندا، فلسطين، السعودية، الأردن، مصر، قطر، والبحرين.
وأضاف بيان الدول الأربعة: “بعد سنوات طويلة من الجمود، لم يكن تطبيق حل الدولتين والاعتراف بفلسطين أمرًا صحيحًا أخلاقيًا فحسب، بل ولّد أيضًا الزخم اللازم لإحياء روح تطبيق حل الدولتين”.
وذكرت أن “الاعتراف بالدولة الفلسطينية خطوة أخرى نحو تطبيق حل الدولتين”.
ودعت الدول الأربع جميع أعضاء المجتمع الدولي إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لتطبيق حل الدولتين، بما في ذلك: الاعتراف الفردي بالدولتين الفلسطينية والإسرائيلية من قبل الدول التي لم تفعل ذلك بعد، ودعم منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وتعزيز مسار يؤدي في نهاية المطاف إلى اتفاق نهائي يقوم على الاعتراف المتبادل بين الطرفين.
وفلسطين دولة بصفة مراقب بالأمم المتحدة لكن غير عضو، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
وأشارت أيرلندا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا، إلى أن مؤتمر تسوية قضية فلسطين سلميًا وتطبيق حل الدولتين المقرر عقده في 17 يونيو/حزيران المقبل برعاية الأمم المتحدة، وبرئاسة مشتركة من فرنسا والسعودية “لا يمثل فقط مناسبةً تتمتع بأعلى درجات الشرعية الدولية، بل يُمثل أيضًا الإطار المناسب للمضي قدمًا في تنفيذ حل الدولتين”.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حرب إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.
الأناضول