رئيس الحكومة يعطي انطلاقة الدورة السابعة لمعرض أليوتيس بأكادير بمشاركة 54 دولة
تاريخ النشر: 5th, February 2025 GMT
زنقة 20 ا الرباط
أعطى رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025 بأكادير، الانطلاقة الرسمية لفعاليات الدورة السابعة لمعرض “أليوتيس” الدولي، المنظمة تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، وذلك بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، وكاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري، زكية الدريوش، ووالي جهة سوس ماسة عامل عمالة أكادير إداوتنان، سعيد أمزازي.
وحسب بلاغ لرئاسة الحكومة، تؤكد فعاليات هذه الدورة المنظمة من 6 إلى 9 فبراير الجاري بفضاء المعارض في أكادير تحت شعار: “البحث والابتكار من أجل صيد بحري مستدام”، مع حضور فرنسا كضيف شرف، الالتزام الراسخ للمملكة بجعل البحث العلمي رافعة استراتيجية، تضمن استدامة الموارد السمكية وتنافسية المقاولات المغربية.
وبهذه المناسبة، قام السيد رئيس الحكومة بزيارة أقطاب المعرض الخمسة وهي: القطب المؤسساتي، والقطب الدولي، وقطب التحويل والتثمين والعمليات، وقطب الأسطول والمعدات، وقطب تربية الأحياء المائية.
وأبرز رئيس الحكومة أن طموح بلادنا بقيادة جلالة الملك، نصره الله، في الاضطلاع بدور أساسي في منظومة الصيد البحري دوليا، يشكل حافزا كبيرا لتطوير الصناعات المرتبطة بالقطاع، الذي يساهم بشكل كبير في خلق فرص الشغل، وتعزيز جاذبية المملكة وانفتاحها على الاستثمارات الأجنبية، والشراكات المستقبلية الناجحة في هذا المجال.
وأكد رئيس الحكومة، أن البحث العلمي والابتكار يشكلان أرضية صلبة للاستراتيجية الوطنية لتنمية قطاع الصيد البحري، وتعزيز الانتقال نحو “اقتصاد أزرق” يساهم في تحقيق تنمية مستدامة، منوها بالمجهودات الحكومية الرامية لمواكبة التحولات التي يشهدها القطاع، وتطوير القدرات من أجل استباق مختلف التحديات البيئية.
ويترجم تنظيم هذا الحدث البارز، أهمية ومكانة قطاع الصيد البحري ضمن النسيج الاقتصادي الوطني، حيث بلغ الإنتاج الوطني للمنتجات البحرية سنة 2024 حوالي 1.42 مليون طن، وحقق القطاع رقم معاملات للصادرات بلغ حوالي 31 مليار درهم سنة 2023، وهو ما يجعل بلادنا تتصدر الدول الإفريقية المنتجة، وتحتل المرتبة 13 عالميا.
جدير بالذكر أن معرض “أليوتيس”، الذي بات موعدا لا محيد عنه على الصعيد الدولي، للاطلاع على أحدث الابتكارات في مجالات الصيد البحري، وتحويل المنتجات البحرية، وتربية الأحياء المائية، يستضيف في دورته السابعة أكثر من 523 عارضا يمثلون 54 دولة، من بينها 4 دول تشارك لأول مرة وهي كوريا الجنوبية، والمملكة المتحدة، والهند، وسلطنة عُمان.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الصید البحری رئیس الحکومة
إقرأ أيضاً:
المقاومة البحرية.. قصص كسر الحصار البحري عن غزة
قبل سنوات أتيحت لي مهمة صحفية رافقت خلالها سفينة العودة التي انطلقت من النرويج مرورا بالسويد وألمانيا وهولندا في طريقها إلى غزة، في محاولة لكسر الحصار على القطاع. المهمة كانت تقتضي قضاء ليلة واحدة في السفينة وإجراء مقابلات مع من كانوا على متنها. كانت تبدو مهمة سهلة يسيرة خاصة وأن الإبحار كان يتم في تلك الأثناء في المياه الإقليمية الأوروبية، لكن الأمر لم يكن بهذه السهولة مطلقا، وكما يُتوقع أن يكون الأمر مع قارب مادلين لكسر الحصار الذي يبحر نحو غزة حاليا في مياه البحر الأبيض المتوسط.
يظن كثيرون أن السفر البحري عبر قوارب كسر الحصار على غزة لا تكتنفه أخطار سوى المخاطر الأمنية والسياسية، وفي الحقيقة أن الأخطار تحيط بهذه القوارب من كل جانب. فعلى الصعيد الشخصي لم أكن أدري أنني مصاب بدوار البحر، وهي حالة تصيب كثير من الناس خاصة عندما يكونون على متن قارب صغير تهزه الأمواج بشدة. وقد أنقذني المرافقون ببعض الأدوية مع شرب كثير من الماء والاستلقاء. ليس هذا وفقط، بل على كل من يركب هذه القوارب أن يمارس مهامه اليومية وهو يكافح السقوط أو الارتطام بالجدران والحواجز الحديدية داخل السفينة بسبب الاهتزاز المتواصل. وهذا لا يتم على مدار ساعات وإنما لأيام وليال طويلة على راكبي مثل هذه السفن والقوارب أن يتعايشوا مع هذا النمط من الحياة.
كان النشطاء الذين قابلتهم من عدة جنسيات أوروبية يدركون هذه المشاق، ومع ذلك قرروا المضي قدما في هذه الرحلة المتعبة في محاولة لنصرة أهالي غزة المحاصرين. ولم يكن وقتها هذا هو القارب الأول ولم يكن الأخير. والخروج في مثل هذه الرحلات يحتاج إلى إعداد واستعداد مسبق يشتمل أيضا على التدريب القانوني على التعامل مع المحققين الإسرائيليين في حال تعرضوا للاعتقال، وهو الاحتمال الأكبر لمصير هؤلاء الذين قرروا خوض غمار هذه التجربة.
لم يكن من جمهور لأخبار هذا القارب سوى أهالي غزة أنفسهم لكفى، فيكفي أن يعرفوا أن هناك سياسيين وصحفيين ونشطاء من دول مختلفة في العالم قرروا خوض هذه المغامرة الشاقة من أجلهم وأنهم ليسوا وحدهم بالفعل وليس بالقول وحده
قصة هذه القوارب تعود إلى خمسة عشر عاما إلى الوراء، وتحديدا إلى عام 2010 عند تأسيس تحالف أسطول الحرية لتدشين حركة مقاومة بحرية تهدف لمهمة إنسانية وهي كسر الحصار عن قطاع غزة. وقد منعت إسرائيل كثيرا من السفن من الوصول إلى قطاع غزة واعتقلت آخرين على متنها، لكنها لم تستطع منع هذا التدفق البحري المستمر منذ ذلك الحين وحتى الآن. وكان آخرها قارب مادلين الذي يقترب أثناء كتابة هذه المقال من المياه الإقليمية المصرية، ولم يبق سوى القليل ليصل إلى شواطئ غزة. واستطعت عن طريق رابط التتبع الموجود على بعض المواقع الإخبارية أن أحدد موقعه بدقة أمام سواحل مدينتي الإسكندرية ورشيد المصريتين على ساحل البحر المتوسط.
لم يحظ قارب مادلين بنفس الزخم الإعلامي الذي حظيت به قوارب أخرى قبل عملية طوفان الأقصى عام 2023، فحصيلة الشهداء والدمار في غزة تفوق الوصف وتغطي على ما دونها من أخبار، هذا فضلا عن أخبار المفاوضات المتعثرة التي خيّمت على وسائل الإعلام. ومع ذلك، لو لم يكن من جمهور لأخبار هذا القارب سوى أهالي غزة أنفسهم لكفى، فيكفي أن يعرفوا أن هناك سياسيين وصحفيين ونشطاء من دول مختلفة في العالم قرروا خوض هذه المغامرة الشاقة من أجلهم وأنهم ليسوا وحدهم بالفعل وليس بالقول وحده.
لقد أبدع هؤلاء النشطاء على مدار أكثر من عقد ونصف العقد من الزمان؛ في صك تجربة فريدة في المقاومة البحرية لشق ممر إنساني لإيصال المساعدات الإنساني لأناس محاصرين محرومين من مقومات الحياة الأساسية.
x.com/HanyBeshr