تمر خمس سنوات على إعلان الولايات المتحدة ما سُمي بـ”صفقة القرن”، الخطة التي ادعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنها تهدف لحل النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. لكن تلك الخطة، التي روجت لها واشنطن باعتبارها “الفرصة الأخيرة للسلام”، لم تؤد إلا إلى تفاقم الصراع، وإبراز انحياز الإدارة الأمريكية الكامل لإسرائيل.

كما كشفت الصفقة خذلان بعض الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية، بينما أظهرت قوة وصمود محور المقاومة، الذي بات أكثر حضوراً وتأثيراً. وجاءت معركة “طوفان الأقصى” لتؤكد أن المقاومة لا تزال قادرة على فرض معادلات جديدة في مواجهة الاحتلال.

كانت صفقة القرن محاولة أمريكية لفرض حلول أحادية الجانب لتصفية القضية الفلسطينية، حيث تضمنت الخطة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتكريس شرعية المستوطنات في الضفة الغربية، إضافة إلى إلغاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين. إلا أن الفلسطينيين رفضوا هذه البنود رفضاً قاطعاً، واعتبروا أن الصفقة تهدف إلى تصفية حقوقهم التاريخية، لم تتمكن واشنطن، رغم الدعم الإسرائيلي القوي، من تحقيق أهدافها الأساسية، وذلك بفضل رفض الشعب الفلسطيني ووقوف محور المقاومة في أكتوبر 2023، مثلت معركة “طوفان الأقصى” نقطة تحول كبيرة في الصراع، حيث أطلقت المقاومة الفلسطينية هذه العملية استجابة لتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومحاولات تهويده، وجاءت العملية لتؤكد تطور قدرات المقاومة العسكرية والتنظيمية، حيث شنت هجمات برية وجوية نوعية وصلت إلى العمق الإسرائيلي أي العمق المحتل، مما أربك الاحتلال وأحدث تحولاً نوعياً في ميزان القوة. عززت “طوفان الأقصى” الإيمان الشعبي بقدرة المقاومة على التصدي للمشروع الصهيوني وتحقيق الانتصارات، رغم التحديات الكبرى.

على الجانب الآخر، لعبت بعض الأنظمة العربية دوراً متواطئاً من خلال انخراطها في تطبيع العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي، تحت مظلة اتفاقيات “إبراهيم”. قدمت هذه الدول تنازلات كبيرة، مبررة ذلك بالوعود الاقتصادية والأمنية التي طرحتها واشنطن، في خطوة مثّلت خذلاناً واضحاً للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة. بينما واصلت الشعوب العربية التعبير عن غضبها من تلك السياسات، حيث اعتبرت أن التطبيع يمثل تخلياً عن المواقف التاريخية الداعمة لفلسطين.

اليوم، وبعد مرور خمس سنوات، يمكن القول إن “صفقة القرن” قد فشلت فشلاً ذريعاً، حيث لم تتمكن واشنطن وتل أبيب من تحقيق أهدافهما الكبرى، بل كشفت الصفقة عن واقع مؤلم، شعوب تدعم فلسطين بلا هوادة، مقابل أنظمة عربية تخلت عن القضية، مما أدى إلى خذلان تاريخي، ومع ذلك، أثبت الشعب الفلسطيني، بدعم محور المقاومة والشعوب الحرة، أنه قادر على الصمود والتصدي لمحاولات تصفية قضيته.

ومع استمرار الاحتلال الإسرائيلي في مساعيه لإعادة تشكيل المنطقة لصالحه، يبقى محور المقاومة والشعوب الحرة الحصن المنيع أمام هذه المشاريع.

إن صمود محور المقاومة، ودعم الشعوب، وخاصة الشعب اليمني، يعكس إرادة راسخة لا تقبل التفريط في الحقوق، وسيظل هذا الصمود نموذجاً يُحتذى به في النضال ضد كافة مشاريع التآمر والخيانة،

 

 

 

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: محور المقاومة صفقة القرن

إقرأ أيضاً:

بن غفير يهدد الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي داخل سجن جنوت الإسرائيلي

هدد وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير، الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي خلال زيارته له في سجن جنوت الإسرائيلي.

بن غفير يهدد مروان البرغوثي

وقال بن غفير لمروان البرغوثي: "من يقتل أطفالنا أو نساءنا سنمحوه.. أنتم لن تنتصروا علينا"، بحسب ما أوردته القناة الـ7 الإسرائيلية.

يذكر أن مروان البرغوثي معتقل منذ 23 عاما، وهو قيادي في حركة فتح الفلسطينية، وقام بن غفير بتهديد، البرغوثي داخل زنزانته، حيث ظهر الأخير وهو بظروف قاسية نتيجة ما يتعرض له الأسرى.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقوم بها بن غفير باقتحام السجون الإسرائيلية وتهديد الأسرى الفلسطينيين.

ويتفاخر بن غفير أنه أول وزير إسرائيلي عمل على تغيير وضع الأسرى الفلسطينيين إلى أسوأ ما يمكن وفرض عليهم عقوبات كبيرة جدًا.

طباعة شارك وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي إيتمار بن غفير الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي سجن جنوت الإسرائيلي بن غفير يهدد مروان البرغوثي قيادي في حركة فتح

مقالات مشابهة

  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 16 أغسطس
  • مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق: الشعب يمتلك القدرة على المقاومة
  • 40 ألفا يؤدون الجمعة في المسجد الأقصى رغم عراقيل العدو الإسرائيلي
  • النصر يحسم صفقة كومان في هونج كونج
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 15 أغسطس
  • بن غفير يهدد الأسير الفلسطيني مروان البرغوثي داخل سجن جنوت الإسرائيلي
  • إخلاء وتطويق وإعادة بناء محور نتساريم: خطة الجيش الإسرائيلي لاحتلال غزة
  • لأول مرة منذ سنوات.. قرار هام بشأن الدولار في مصر
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 14 أغسطس
  • الرئيس المشاط: محاولات سحب سلاح حزب الله مؤامرة صهيونية لكسر الحاضنة الشعبية للمقاومة