تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صوت انطلق من أعماق الوطن، ليتردد صداه في كل جنبات العالم، حاملًا نبض أمه تتوق إلى آفاق بعيدة من الحرية، إلى التحرر من قيودها والعبور نحو النور، ليعزف على أوتار القلوب، إنه صوت أم كلثوم، التي غنت وغنى الوطن العربي كله معها من المحيط إلى الخليج، في لحظات الانكسار وفي لحظات الانتصار، محفزة الهمم للبناء والعمل، وشاحذة عزم الرجال وقت المحن.

 احتفاءً بالإرث الفني العريق الذي خلّدته كوكب الشرق أم كلثوم في وجدان المصريين والعرب، أعلنت وزارة الثقافة المصرية عن إطلاق "عام أم كلثوم 2025"، تزامنًا مع الذكرى الخمسين لرحيلها، ويتضمن العام سلسلة من الفعاليات والحفلات والمعارض والمسابقات التي تستمر على مدار العام، تكريمًا لمسيرة سيدة الغناء العربي وإحياءً لفنها الخالد.

في اليوم الثالث من هذا الشهر «فبراير» حلت ذكرى رحيل أم كلثوم الخمسين عن عالمنا بجسدها، ولإن باعد ذلك بيننا وبينها لكنها ما زالت تحيا في قلوب الأجيال، لنعيش حالة من الاحتفال بذكراها العطرة من الشمال إلى الجنوب ومن الغرب إلى الشرق من المحيط إلى الخليج، وإلى الآن ما زالت تتردد عبارة «عظمة على عظمة يا ست»، التي لا تصلح إلا أن تقال لها على مر الزمان والعصور، كلما داعبت كلماتها أذاننا وحركت لواعج قلوبنا وحملتنا على أثير كلثومي عذب رقراق، ألحان وصوت عظمة على عظمة يا ست الكل ثومة، فكل أغنية من أغنياتها تعد قصة في حد ذاتها، فهي الموروث المتأصل في إرواء شجرة مشاعرك منذ كانت نبتة صغيرة وأنت تتلمس وتستكشف علاقاتك نحو الآخرين والكون منذ مراحل حياتك الأولى، وكلما كبرت كبر قبولها حتى تشغل مساحة من وجدانك، لتصبح مسيطرة على كيانك الشعوري وهذه ظاهرة شعورية يعيشها العاشقون، وخصوصًا الشرقيين، لأن أم كلثوم تتجاوز القيمة الموسيقية، لتصبح قيمة روحانية لا يمكن الاستغناء عنها.

فلا  تزال أم كلثوم تتربع على عرش الغناء، وما زال صوتها له القدرة على الاستحواذ على عقل المستمعين؛ لأنها هي صاحبة السلطة الأولى الفنية للطرب الأصيل ولتظل رمزًا شامخًا لجمال مصر وسحرها وعظمتها وتاريخها العريق.

لم تكن كوكب الشرق فتاة مرفهة، بل عاشت قصة كفاح منذ مراحل الطفولة، حيث حفظت القرآن الكريم ثم جاءت إلى القاهرة بصحبة أبيها وكانت تعيش ما بين الإنشاد والتواشيح الدينية  في بدايتها حتى سنحت لها الفرصة للتعرف على أمير الشعراء أحمد شوقي في أواخر أيامه، وتتم دعوتها للغناء أمام أمير الشعراء أحمد شوقي في منزله، لتذهب أم كلثوم مع والدها وشقيقها وغنت ليلتها كما لم تغن من قبل  وبعد انتهائها إذ  بأمير الشعراء يقدم لها هدية، تعبر عن إعجابه بصوتها، وهي قصيدة «سلوا كئوس الطلى هل لا مست فاها و استنجدوا الراح هل مست محياها»، وبالفعل غنتها أم كلثوم بعد رحيل أحمد شوقي عام 1932.

بدأت مشوارها الفني والطربي في الثلاثينيات من القرن الماضي، حيث امتلكت الست «ثومة » منذ بدايتها مشروعًا متكاملًا من كل الأركان كانت فروعه الصوت العظيم القوي المليء بالإحساس و الألحان، التي  لا تكتب لغيرها، والقصائد التي لم تترك مفردة في الرومانسية والحب  والعطاء والقوة  الوطن والضعف الإنساني إلا وتغنت بها، حيث شاركت في أوائل الأفلام السينمائية الناطقة، ثم اتجهت للغناء في الحفلات وبمشاركة كبار الشعراء أحمد شوقي وأحمد رامي ومرسي جميل عزيز والحفناوي وغيرهم من شعراء الأغنية الطربية، التي اختفت منذ  رحيل أم كلثوم وعن المدارس الموسيقية تعاملت أم كلثوم مع كل مدارس الموسيقى في مصر «السنباطي والقصبجي وموسيقار الأجيال عبدالوهاب وبليغ حمدي»، إنهم هم المدارس الحقيقية للطرب الموسيقى المصرى، فلا تتعجب أن تظل أم كلثوم مئات السنين متعة شرقية ووثيقة تاريخية.

مواقفها الوطنية 

أم كلثوم تشع ثقافة بفن وطرب أصيل ولم تخلق للهرج  والهذيان، ولها مواقف وطنية خالدة على مر الزمان وقدمت من أجل المجهود الحربي الكثير، ولن ينسى التاريخ موقفها، حيث شدت على أكبر مسارح العالم من أجل مصر و نالت احترام  أمراء و زعماء العالم  في جولتها  التاريخية  التي شملت فرنسا والكويت وليبيا والسودان والمغرب وتونس  ولم تكتف، وعندما عادت من رحلتها الخارجية  أقامت حفلات في محافظات مصر المختلفة، وليشهد كل عربي ومصري  على حب وانتماء وولاء الشخصية الوطنية التي لن تتكرر على مر الزمان.

ورغم مرور خمسين عامًا على رحيل كوكب الشرق، إلا أنها حتى الآن الأعلى مشاهدة على «يوتيوب» لتتربع على عرش الغناء على مدار السنين إنها كوكب الشرق التي عاشت في مكانة أعلى من كل الملوك وعندما رحلت كانت كوكبًا يضيء بشعاع أقوى من كل الشموس، حقًا حين  رحلت ودعها مليون مواطن بكت فيها الشوارع والميادين، حقًا إنها رحلت ولن تموت ومن الصعب  أن يأتي الزمان بمثلها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: كوكب الشرق ام كلثوم عام أم كلثوم 2025 کوکب الشرق أحمد شوقی أم کلثوم کوکب ا

إقرأ أيضاً:

صور صادمة من غابات الأمازون إلى مناجم تشيلي توثق حجم الجمال والمآسي على كوكب الأرض

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- كشفت الصور الفائزة في مسابقة "Earth Photo" لعام 2025 عن مشهد لنهرٍ جليدي ذائب مُغطى ببقايا بطانيات حرارية مُمزقة، وبلدة تعدين مهجورة في تشيلي، وشجرة قديمة تحمل آثار مياه الفيضانات.

تهدف هذه الجائزة، التي أطلقتها جمعية "Forestry England"، والجمعية الجغرافية الملكية البريطانية، وشركة "باركر هاريس" الاستشارية للفنون البصرية عام 2018، إلى تسليط الضوء على القضايا التي تؤثر على المناخ والحياة على كوكبنا.

فاز لورينزو بولي بجائزة Earth Photo 2025 عن سلسلته "الالتهام الذاتي" التي توثق منجم "تشوكويكاماتا" في تشيلي، وهو أحد أكبر وأعمق مناجم النحاس المفتوحة في العالم. Credit: Lorenzo Poli

وقد  قدّمت أكثر من 1،500 صورة وفيديو في مسابقة هذا العام من قبل مصورين وصنّاع أفلام من جميع أنحاء العالم. وقد أُعلن عن الفائزين مساء الاثنين خلال حفل أُقيم في الجمعية الجغرافية الملكية في لندن، قبيل افتتاح معرض للصور الفائزة في الموقع ذاته.

فاز المصور لورينزو بولي بالجائزة الكبرى عن سلسلته الفوتوغرافية التي تحمل اسم "الالتهام الذاتي" (Autophagy)، التي توثّق باللونين الأسود والأبيض منجم تشوكيكاماتا في تشيلي، وهو أحد أكبر وأعمق مناجم النحاس المفتوحة في العالم، حيث يغوص لنحو 1000 متر في عمق الأرض.

استخراج المعادن الخام يزحف نحو بلدة تعدين مهجورة ومقبرة.Credit: Lorenzo Poli

يُبرز بولي في صوره مساحة الموقع الهائلة، بمناظره الشبيهة بسطح القمر والممتدة إلى ما لانهاية بدرجات اللون الرمادي. وتُظهر إحدى الصور بلدة مهجورة لعمال المناجم ومقبرة، يغمرها تدريجيًا التوسع المستمر لعمليات استخراج المعادن. 

في بيان صحفي، أشار بولي إلى أن الصورة تسلّط الضوء على "التمدد المتواصل وغير المتوقف لأنشطة استخراج المعادن"، معربًا عن أمله بأن تساهم أعماله في تسليط الضوء على ممارسات التعدين غير المستدامة.

فازت صورة "خط المياه" التي التقطها ماتيو بوريرو بجائزة النظام البيئي للغابات، لتصويرها مشهد الجفاف في غابات الأمازون المطيرة في بيرو.Credit: Mateo Borrero

من خلال هذه المسابقة، تهدف "Earth Photo" إلى فتح أعين الناس على القصص التي تقف خلف الصور، وتشجيع النقاش، واتخاذ الإجراءات.

قالت هازل ستون، القيّمة الوطنية للفن المعاصر بهيئة الغابات في إنجلترا وعضوة لجنة التحكيم، لـ CNN: "تُقربنا هذه الصور والقصص المؤثرة من المناظر الطبيعية، والحياة البرية، والمجتمعات، وتشركنا جميعًا في أعمال الحفظ الجارية والحلول الإبداعية الجديدة المطلوبة في المستقبل. مثل هذا التصوير الفوتوغرافي والسينمائي العميق يوسّع فهمنا، ويمكن أن يلهمنا جميعًا لاتخاذ خطوات فعلية".

حصل عصام الشريب على جائزة David Wolf Kaye Future Potential Awards عن صورته المركّبة بعنوان "La Hepica"، التي التُقطت في العرائش بالمغرب. تُظهر هذه الصورة بقايا غابة كانت مزدهرة سابقًا وقد احترقت بالكامل بسبب حريق الغاباتCredit: Issam Chorrib

من بين الصور الفائزة أيضًا، صورة بعنوان "خط المياه" التقطها ماتيو بوريرو، إذ تُظهر تراجع منسوب مياه الفيضانات بغابات الأمازون المطيرة في بيرو. 

في إحدى الصور، يقف رجل من شعب تيكونا الأصلي بجوار شجرة "قابوق" عملاقة قديمة، وتظهر علامة منسوب المياه من مواسم الأمطار السابقة أسفل كتفيه مباشرة.

صرح بوريرو في بيان صحفي: "تُظهر هذه الصورة، التي التُقطت في مايو 2024، أن منسوب المياه كان من المفترض أن يكون في أعلى مستوياته. مع ذلك، كان هطول الأمطار نادراً، وبحلول ذروة موسم الأمطار، كان شبه منعدم".

حصلت سلسلة "Beneath/Beofhód" لشين هاينان على جائزة الإقامة الرقمية من Photoworks . وتعرض "Beofhód"، وهي كلمة أيرلندية تعني "الحياة تحت الأرض"، تقليد حصاد الخث القديم.Credit: Shane Hynan

تُعد موجات الجفاف مشكلة متزايدة في المنطقة، حيث أفادت تقارير أن بعض مناطق الأمازون شهدت أدنى مستويات للأنهار منذ 120 عاماً. وقد أدى ذلك إلى اضطراب في النظم البيئية، وأثر على حياة الملايين ممن يعتمدون على الأنهار في التنقل، والطعام، والدخل.

ذهبت جائزة محرري مجلة "New Scientist " ضمن مسابقة "Earth Photo" إلى فيفيان وان عن سلسلتها التي توثق جهود الحفاظ على البيئة على طول نهر ترينيتي، أكبر روافد نهر كلاماث في ولاية كاليفورنيا.Credit: Vivian Wan

من جهتها، أوضحت لويز فيدوتوف-كليمنتس، وهي رئيسة لجنة التحكيم ومديرة مؤسسة Photoworks UK، في بيان صحفي إن الصور تضعنا "وجهاً لوجه" مع واقع أزمة المناخ.

وأضافت: "في كل نسخة من معرض Earth Photo، نشهد تنوعاً رائعاً من المشاريع الدولية التي تستخدم هذه الأدوات البصرية القوية لمشاركة جمال الحياة ومآسيها على كوكبنا"، لافتة إلى أنه "من خلال العدسة، يُحوّل التصوير الفوتوغرافي والسينمائي تغير المناخ من تهديد مجرد إلى واقع ملموس، إذ يلتقط ليس فقط مظاهر الدمار، بل أيضاً صمود المجتمعات والنظم البيئية في مواجهة الأزمة البيئية".

صوركوكب الأرضنشر الثلاثاء، 24 يونيو / حزيران 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • عروض محلية لثنائي الزمالك .. وترشيح ظهير سيراميكا لتعويض الرحيل
  • ونفس الشريف لها غايتان… كيف تناول الشعراء مفهوم التضحية في قصائدهم؟
  • وحدوا الله
  • أرقام أحمد قندوسي بعد الرحيل عن سيراميكا كليوباترا
  • «الفراق يوجع».. أحمد قندوسي يعلن الرحيل عن سيراميكا كليوباترا
  • عقدي تمام ولكن.. وسام أبو علي يفجر مفاجأة بشأن الرحيل من الأهلي
  • الظبي الجفول.. رمز الصحراء وملهم الشعراء
  • اختار الرحيل رغم حاجة ريبييرو لاستمراره.. أحمد حسن يكشف مصير نجم الأهلي
  • حزب الاتحاد: يجب تحصين المنطقة من سيناريوهات الانفجار التي تهدد الشرق الأوسط
  • صور صادمة من غابات الأمازون إلى مناجم تشيلي توثق حجم الجمال والمآسي على كوكب الأرض