تجميد المساعدات الأمريكية يعطل جهود الإغاثة ويهدد الملايين بمجاعة كارثية
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
أدى قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف المساعدات الخارجية إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، مع تعليق شحنات الغذاء الطارئة وتجميد برامج التغذية في مناطق منكوبة مثل السودان وغزة، مما يعطل جهود الإغاثة ويهدد ملايين الأشخاص بالجوع الحاد.
بتعليمات من ترامب عقب توليه الرئاسة في 20 يناير، دخل تجميد المساعدات الخارجية الأمريكية حيز التنفيذ لمدة 90 يومًا، ما أوقف فجأة تدفق المساعدات التي تمثل 38% من إجمالي المنح العالمية وفقًا للأمم المتحدة.
ورغم تأكيد وزير الخارجية، ماركو روبيو، استثناء المساعدات الطارئة، إلاّ أن منظمات الإغاثة لا تزال عاجزة عن توزيع 500 ألف طن من المواد الغذائية بقيمة 340 مليون دولار، مُعلّقة في مستودعات أو عالقة في الشحن، وفقًا لمسؤولة سابقة في الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID).
كشف عمال إغاثة عن تعليق المساعدات النقدية المخصصة لشراء الغذاء في السودان وغزة، وتجميد تمويل المطابخ المجتمعية التي تنقذ آلاف النازحين في مناطق النزاع بالسودان.
كما حذّر مصدر من تلف 30 ألف طن من الأرز والعدس مخزنة في مستودعات بدرجات حرارة مرتفعة، تكفي لإطعام مليوني شخص شهريًا، معرضةً للفساد قبل انتهاء فترة التجميد.
وأوقفت الحكومة الأميركية تمويل الشركات المنتجة للمكملات الغذائية للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، مما أدى إلى انخفاض الإمدادات الحيوية للأطفال الأكثر عرضة للخطر.
من جانبه، وصف مارك مور، المدير التنفيذي لشركة "مانا نيوتريشن"، إحدى الشركات المتضررة، القرار بأنه "كارثي"، محذرًا من أن "مئات الآلاف من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية قد يواجهون الموت بدون المساعدات الأميركية".
ضرب القرار الأمريكي عنصرًا حيويًا في الحرب على الجوع وهي شبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة (FEWS NET)، التي أُغلقت مع تعليق عمل الوكالة الأمريكية للتنمية.
كانت الشبكة، التي أُنشئت عام 1985 بعد مجاعات أفريقيا المدمرة، تُصدر تقارير حاسمة لتنبيه العالم إلى الأزمات الوشيكة، مستندةً إلى بيانات من 34 دولة. ووصف أندرو ناتسيوس، المدير السابق لـ (USAID)، إغلاقها بـ"نزع مقود السيارة أثناء السير".
بدون (FEWS NET)، يفقد العالم آليةً كانت تُجبر الجهات الدولية على تحريك ملفات شائكة، كما حدث في دارفور عندما ضغطت الشبكة للإعلان عن مجاعة "زامزام" رغم اعتراضات الحكومة السودانية.
وحذّر كريس نيوتن، خبير الأمن الغذائي، من أن اختفاء الشبكة سيسرع عودة المجاعة كـ"أداة حرب"، بينما قال أليكس دي وال من مؤسسة السلام العالمي: "دون FEWS NET، النظام الدولي لمكافحة الجوع بلا عينين".
أثار القرار الأمريكي غضبًا دوليًا بعد توجيه "أوامر إيقاف عمل" لشركتي "مانا نوتريشن" و"إيديسيا نوتريشن"، الرائدتين في إنتاج أغذية علاجية لأطفال يعانون سوء التغذية الحاد.
يحذر الخبراء من تداعيات كارثية، مع ارتفاع عدد الأشخاص الذين يواجهون الجوع إلى 282 مليونًا في 59 دولة خلال عام 2023، وفقًا لتقرير الأزمات الغذائية العالمي لعام 2024.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية مراقبون: خطة ترامب بشأن غزة قد تزعزع استقرار الشرق الأوسط وأوروبا أيضا الولايات المتحدة قد تكشف عن خطة ترامب للسلام في أوكرانيا الأسبوع المقبل الغارديان: "مرحبًا بكم في عالم ترامب، حيث يرى رجل العقارات دولاراتٍ بين ركام غزة" قطاع غزةجمهورية السوداندونالد ترامبمجاعةالولايات المتحدة الأمريكيةالمساعدات الإنسانية ـ إغاثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب ضحايا إسرائيل قطاع غزة غزة فرنسا دونالد ترامب ضحايا إسرائيل قطاع غزة غزة فرنسا قطاع غزة جمهورية السودان دونالد ترامب مجاعة الولايات المتحدة الأمريكية المساعدات الإنسانية ـ إغاثة دونالد ترامب ضحايا إسرائيل غزة قطاع غزة فرنسا الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بنيامين نتنياهو حكومة أسلحة أزمة إنسانية رجب طيب إردوغان یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
ترامب يبدي خيبة أمله من تعثر جهود السلام بين روسيا وأوكرانيا
عبّر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استيائه من تعثر المفاوضات الرامية إلى تسوية النزاع القائم بين روسيا وأوكرانيا، معبراً عن خيبة أمله من مواقف كلا الجانبين وعدم توصلهما إلى اتفاق ينهي الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.
وفي تصريحات أدلى بها خلال فعالية في البيت الأبيض، أوضح ترامب أنه يتابع الملف عن كثب قائلاً: "أنا على دراية وثيقة بهذا الملف. أشعر بخيبة أمل من روسيا، ولكنني أيضا أشعر بخيبة أمل من أوكرانيا. يؤسفني أن هذا الأمر لم يحسم بعد"، مشدداً في الوقت ذاته على أن "تحقيق هذا الاتفاق مهم للغاية من أجل وقف إراقة الدماء".
في سياق مواز، أعلنت كل من موسكو وكييف، يوم الخميس، عن تنفيذ دفعة جديدة من عمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، في خطوة تأتي في إطار الجهود المستمرة لخفض التوتر الإنساني رغم استمرار المعارك على الأرض.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن مجموعة من العسكريين الروس الذين كانوا محتجزين لدى أوكرانيا قد عادوا إلى الأراضي الروسية بعد الإفراج عنهم، مشيرة إلى أن الجنود الروس وصلوا إلى بيلاروسيا، حيث يتلقون الرعاية النفسية والطبية اللازمة، تمهيداً لنقلهم لاحقاً إلى روسيا الاتحادية لاستكمال العلاج وإعادة التأهيل.
وفي المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي عبر منصة "تل[رام" أن عددًا من الجنود الأوكرانيين من القوات المسلحة والحرس الوطني وحرس الحدود عادوا إلى ديارهم، معبراً عن سعادته بعودتهم سالمين إلى أوطانهم وأسرهم.
ولم تكشف أي من العاصمتين عن عدد الأسرى المشمولين في هذه الدفعة من التبادل، إلا أن العملية تأتي تنفيذاً للاتفاقيات المبرمة بين الطرفين في مدينة إسطنبول التركية في الثاني من يونيو الجاري، والتي شهدت اتفاقاً جزئياً على استمرار تبادل الأسرى رغم تعثر التفاهمات بشأن وقف إطلاق النار أو التوصل لتسوية سياسية شاملة.
وتأتي هذه التطورات في وقت لا تزال فيه الجبهات الشرقية والجنوبية لأوكرانيا تشهد مواجهات عسكرية عنيفة، وسط تعثر المساعي الدولية الرامية إلى دفع الجانبين نحو مفاوضات جدية لإنهاء الحرب التي خلفت آلاف القتلى وشردت الملايين منذ اندلاعها في فبراير من عام 2022.