سواليف:
2025-12-13@11:48:37 GMT

الرد على تهديدات ترامب ووعد بلفور

تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT

د. نبيل الكوفحي


كشف العدوان على غزة للكثيرين ان حياتنا كعرب ليست ذات قيمة عند كيان الاحتلال الصهيوني وعند الادارة الأمريكية تحديدا وعموم الغرب باستثناءات قليلة. تلك الهمجية ليست رد فعل على ٧ اكتوبر، بل هي عقيدة تلمودية ومصالح لا اخلاقية بنيت على جريمة الاحتلال إبتداء. فالاعتداءات في أعوام ١٩٤٨ و ١٩٥٦ و ١٩٦٧ و ١٩٦٨ على فلسطين وما جاورها وغيرها، واعتداءاتهم المتكررة على غزة لم يكن يسبقها ما يشبه ٧ اكتوبر عام ٢٠٢٣ فأساس المشكلة بالاحتلال الصهيوني ودوافعهم التلمودية المحرفة.

الصخب التي أثارتها تهديدات ترامب بتهجير الفلسطينيين وتوسيع ارض كيان الاحتلال ليست جديدة من حيث الفكرة، فخلال رئاسته السابقة طرح صفقة القرن وهدّد وتوعد ونفذ بعضها كنقل سفارته للقدس المحتلة. لذلك لا ينبغي الاستهانة بها؛ حيث انها جعلت النقاش مسموحا ومتاحا للكثير من المحرمات لدينا وغير المقبولة حتى في القانون الدولي الذي وضعوه.
عودة لاساس المشكلة الذي يعود لوعد بلفور عام ١٩١٧، فقد ظنه البعض كلاما في الهواء، ولكن الصهاينة والاحتلال البريطاني والغرب عموما عملوا عليه بخطط واجراءات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية وإعلامية. وامام فقدان اي فعل عربي وإسلامي جاد في حينه وامام ترك الفلسطينيين وحدهم؛ حدثت هزيمة الجيوش العربية عام ١٩٤٨ وقام كيان الاحتلال على الجزء الأكبر من ارض فلسطين، و مرة ثانية ؛ امام عدم التعلم من المصيبة وعدم دعم صمود الشعب الفلسطيني وتسليحه في حينه في الأراضي التي تبقت بعد ١٩٤٨ حدثت هزيمة ١٩٦٧ وتم احتلال كامل فلسطين وأجزاء واسعة من أراضي الدول العربية المحيطة.

الموقف الأردني الرسمي بقيادة جلالة الملك والشعبي المعبر عنه بالمسيرات ووسائل الإعلام المختلفة واضح في رفض تلك التهديدات، كما الموقف العربي في غالبه ايضا، لكن هذا الموقف بحاجة إلى إسناد طويل الأجل على شكل خطط واجراءات تثبت الاخوة الفلسطينيين على ارضهم اولا، فهم الاساس الذي يعوّل عليهم افشال كل هذه التهديدات، وقد قدموا خلال السنتين السابقتين مئات الاف الشهداء والجرحى ولا زالوا يقدمون. وقد برهنوا للعالم اجمع ثباتهم على ارضهم واستعدادهم للتضحية لاجله، وهذا الإسناد ينبغي ان يستمر سياسيا واقتصاديا واغاثيا.

مقالات ذات صلة خذلان العالم مستمر في إغاثة غزّة 2025/02/06

الامر الثاني الذي يوثر بدرجة مهمة جدا في ابطال هذه التهديدات هو الحفاظ على الوحدة الوطنية وإيجاد اعتماد وطني حقيقي على الذات في الحاجات الوطنية الرئيسيةً والاستفادة من الطاقات البشرية الكثيرة لدينا في معظم المجالات وتنويع الخيارات الاستراتيجة بطيف واسع من العلاقات الدولية وتقليل الاعتماد على امريكا وصولا لإنهائه. وهناك اموراً اخرى تتعلق بموقف وخطة عربية وإسلامية.

من المهم جدا هذه الايام تعظيم القواسم المشتركة وطنيا وتثمين كل جهد يصب في تعظيم الموقف الوطني الرافض لهذه التهديدات والتجاوز عن كل الخلافات الجانبية واغلاق ابواب الفتنة التي يمكن ان تخلل النسيج الوطني المتلاحم، وهذه مسوولية تقع على عاتقنا جميعا.

المصدر: سواليف

إقرأ أيضاً:

آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى

أدى عشرات الآلاف صلاة اليوم الجمعة في المسجد الأقصى المبارك، حيث توافدوا إليه منذ ساعات الصباح، رغم البرد، وفي ظل الإجراءات العسكرية المشددة التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الوصول إلى الأقصى.

الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق الشديد إزاء الوضع الإنساني  في غزة الصحة العالمية: 4 آلاف نازح يعيشون بمناطق خطرة على طول ساحل غزة

وأفادت مصادر محلية، بأن قوات الاحتلال انتشرت بين المصلين أثناء خطبة الجمعة، وعند أبواب الحديد، والمجلس، والعامود، وشددت الخناق عند أبواب الأقصى، وأوقفت شبانا وفتشتهم، ودققت في بطاقاتهم الشخصية، ومنعت بعضهم من الوصول للمسجد للصلاة فيه.

واعتقلت قوات الاحتلال حارس المسجد الأقصى وهبي مكية من باب المغاربة، بعد الاعتداء عليه بالضرب.

مقالات مشابهة

  • جماعة كولومبية مسلحة تفرض حظر تجول ردا على تهديدات ترامب
  • آلاف الفلسطينيين يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الأقصى
  • بعد التهديدات الأمريكية .. بوتين يدخل على خط الأزمة بين ترامب وفنزويلا
  • حشود نسائية تحتفي بميلاد الزهراء وتجدد ثبات الموقف تجاه فلسطين والمجاهدين
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • من الذي فتح باب حمام الطائرة الرئاسية رغمًا عن ترامب «فيديو»
  • لا نريد إضاعة الوقت في الملف الأوكراني.. ترامب: اللقاء مع زيلينسكي غير محسوم بعد
  • غزّة.. بين مطر الشتاء ووعد السماء
  • مقررة أممية: الجوع الذي يعانيه الأطفال في فلسطين نتيجة خيارات” تل أبيب” ودعم العواصم الغربية