جولات مكثفة لقوات أفريكوم في ليبيا.. خطوة لتوحيد الجيش أم لمواجهة الروس؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
طرحت الجولات والزيارات المكثفة لوفد من قوات القيادة الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" في شرق وغرب ووسط ليبيا في هذا التوقيت مزيدا من الأسئلة حول أهداف الخطوة وما إذا كانت تحركات أمريكية عملية ضد التواجد الروسي في ليبيا.
وقام وفد مكون من نائب قيادة "أفريكوم" جون برينان واللواء بالجيش الأمريكي الجنرال روز كرافوري، وهي مديرة الاستخبارات في القيادة، بالإضافة إلى القائم بأعمال السفارة الأمريكية جيرمي برنت، بزيارة إلى شرق وغرب البلاد، وذلك خلال الفترة من 3 إلى 6 شباط/ فبراير الجاري.
"لقاءات عسكرية شرقا وغربا"
وعقد الوفد عدة لقاءات في العاصمة طرابلس غرب ليبيا وكذلك في مدن بنغازي شرقا ومدينة سرت وسط البلاد، والتقوا خلالها في الشرق بقائد قوات القيادة العامة اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس أركان القوات البرية التابع للقيادة العامة صدام حفتر، وفي طرابلس التقى الوفد برئيس حكومة الوحدة عبدالحميد الدبيبة، ووكيل وزارة الدفاع عبدالسلام الزوبي، ومدير الاستخبارات محمود حمزة.
"توحيد الجيش الليبي"
من جهته، قال قائد الوفد الجنرال برينان، إن "هذا الأسبوع مثل خطوة كبيرة في دفع جهودنا العسكرية والأمنية مع القادة العسكريين والمدنيين في ليبيا، بينهم قادة الوحدات التكتيكية، مؤكدا تطلع الولايات المتحدة إلى استغلال الأنشطة الدفاعية والاستثمارات القائمة من أجل دفع الأهداف المشتركة في بناء ليبيا آمنة وموحدة ومزدهرة، وفق قوله.
وأشار إلى أن "مسؤولي حكومة الوحدة في طرابلس وقوات حفتر في بنغازي أكدوا التزام أكبر بتوحيد المؤسسة العسكرية، وبذل جهود التعاون من خلال المشاركات والتدريب العسكري المباشر الذي يعود بالنفع على الجانبين، ويدعم الجهود المبذولة للتغلب على الانقسامات وتعزيز الوحدة".
"روسيا وأطراف خبيثة"
وفي تصريح يشير إلى روسيا ضمنيا، أكد الجنرال الأمريكي أن هدف التحركات بحث الكيفية التي يمكن أن تعمل بها الولايات المتحدة كمحفز لتوحيد ليبيا وجيشها لتكون قادرة على هزيمة "الأطراف الخبيثة" التي تهدد شمال أفريقيا والمصالح الأمنية للولايات المتحدة، في إشارة ربما إلى روسيا.
وذكرت مصادر قريبة من الاجتماعات لـ"عربي21" أن "الوفد الأمريكي العسكري التقى ممثلين عن اللجنة العسكرية الليبية المعروفة بلجنة 5+5 وشدد على الحفاظ على اتفاقية وقف إطلاق النار ووضع رؤية لتوحيد المؤسسة العسكرية في أسرع وقت واختيار مجموعة من قوات الغرب والشرق للتدريب عبر قوات الأفريكوم".
فما وراء التحركات العسكرية المكثفة لقوات "الأفريكوم" في ليبيا شرقا وغربا، وهل تستهدف توحيد الجيش الليبي؟ أم إنها تواجه نفوذ الروس هناك؟
"تمكين حفتر من السلطة"
من جانبه، أكد عضو المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، أحمد همومة، أن "الولايات المتحدة الأمريكية تلعب لعبة غبية ومكشوفة بقولها إن قوات حفتر أصبحت قوات نظامية وأنهم يسعون إلى توحيد القوات شرقا وغربا، وهذا يعني أنهم سوف يعطون قيادة هذه القوات لحفتر".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21" أنه "إذا امتلك حفتر القوة شرقاً وغرباً فسوف يستولي على السلطة بطريقة ناعمة، أما بخصوص مواجهة الوجود الروسي فهذا يعتبر ضحكا على الذقون لأن الروس والأمريكان لديهم معاهدات فيما بينهم لاقتسام النفوذ، وحقيقة لا أعتقد أن وجود القوات الروسية في ليبيا بعيد عن تفاهمات بين القوتين"، وفق تقديره.
"مواجهة التوسع الروسي"
في حين رأى المحلل السياسي الليبي موسى تيهوساي، أن "قوات الأفريكوم تريد بهذه التحركات أن تعرقل التوسع الروسي في ليبيا خصوصا في شرقها وتشكيل قوة مشتركة لتأمين المنطقة الجنوبية والوسطى من البلاد وضمان مراقبة التحركات العسكرية الروسية وإرسال رسالة واضحة بأن هناك قوة موحدة لا تريد أي تواجد عسكري أجنبي في ليبيا".
وأشار خلال تصريح لـ"عربي21" إلى أن "هذا التطور طريق طويل وعمل متأخر حيث أصبح لروسيا قواعد عسكرية متقدمة في وسط وجنوب ليبيا وشرقها، وكذلك في الحدود مع تشاد والسودان، في حين لا يزال الأمريكان يتصرفون بطريقة بطيئة للغاية إزاء التمدد الروسي"، بحسب رأيه.
وأضاف: "أعتقد أنه لن يتغير هذا التعامل مع الوضع في ظل إدارة ترامب، وسيكون الروس سعداء جدا وأمامهم فرص طويلة لتمديد مخالبهم في منطقة الساحل الأفريقي وأفريقيا، مقابل انشغال الإدارة الأمريكية بمعارك اقتصادية مع الصين والكثير من الدول بما فيها الحلفاء"، كما قال.
"قوة ميدانية"
الصحفي الليبي محمد الصريط، قال من جانبه إن "هذه التطورات المهمة هدفها الرئيسي هو مواجهة القوات الأجنبية بالجنوب الليبي والتي تعتبر في هذا التوقيت تهديدا مباشرا لحلفاء استراتجيين للولايات المتحدة الأمريكية والأمن القومي الأمريكي".
وتابع لـ"عربي21": "وهذا لا يتأتى إلا من خلال وجود قوة ميدانية موحدة على الأرض تواجه هذه المجموعات الأجنبية في ليبيا التي وصفها نائب قائد قوات "الأفريكوم" بالخبيثة، وهو يعي ما يقصد"، كما قال.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية أفريكوم ليبيا التواجد الروسي حفتر توحيد الجيش ليبيا حفتر أفريكوم توحيد الجيش التواجد الروسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
استعدادات مكثفة في إيتاي البارود لمواجهة موجة الأمطار ورفع تجمعات المياه
شهد مركز ومدينة إيتاي البارود بمحافظة البحيرة حالة من الاستنفار القصوى نتيجة تعرض المنطقة لموجة من سقوط الأمطار الغزيرة، والتي جاءت وفق توقعات هيئة الأرصاد الجوية، الأمر الذي استدعى تطبيق خطط الطوارئ لمواجهة آثار الطقس السيئ وضمان انتظام الحركة المرورية بالشوارع والميادين.
وجاءت الاستعدادات بناءً على توجيهات الدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، التي أكدت على ضرورة رفع درجة الاستعداد القصوى ومتابعة رفع تجمعات المياه أولاً بأول لضمان سلامة المواطنين والحفاظ على حركة المرور دون معوقات.
من جانبه، أكد علاء سعد رئيس مركز ومدينة إيتاي البارود على الانعقاد الدائم لغرف العمليات الرئيسية بالوحدة المحلية والغرف الفرعية للوحدات القروية على مدار 24 ساعة، وربطها بوحدة التحكم والسيطرة بديوان عام المحافظة لتلقي البلاغات والتعامل معها فورًا، ضمانًا للاستجابة السريعة لأي طارئ.
وشهدت المدينة انتشارا واسعا لكافة المعدات والأطقم الفنية، بما يشمل ماكينات الشفط والمعدات الخاصة بالحماية المدنية، في إطار خطة العمل المسبقة للتدخل الفوري ورفع تراكمات المياه بالشوارع والميادين والقرى التابعة للمركز، بالتنسيق الكامل بين فرق العمل بالوحدات المحلية وشركة المياه والصرف الصحي والكهرباء والحماية المدنية.
وأكد رئيس المدينة أن الاستعدادات لموسم الشتاء والأمطار شملت توفير كافة المعدات والآليات اللازمة، مع استمرار المراقبة الدورية وتطبيق الإجراءات الاستباقية لمواجهة آثار الطقس غير المستقر، بما يضمن سلامة المواطنين ويحافظ على الممتلكات العامة والخاصة.
وشدد رئيس المدينة على توخي الحذر أثناء القيادة، خصوصًا في المناطق التي تشهد تجمعات مائية، والابتعاد عن أعمدة الإنارة والأسلاك الكهربائية المكشوفة، مع ضرورة الإبلاغ الفوري عن أي طارئ لضمان تدخل الفرق المختصة بسرعة وفعالية.
وتعكس هذه الإجراءات التنظيمية والتنسيق الكامل بين الجهات المعنية استعدادات المحافظة الجادة لمواجهة الظروف الجوية الطارئة، وتعكس حرص القيادة المحلية على حماية المواطنين والحد من أي آثار محتملة للأمطار الغزيرة، مع متابعة مستمرة للأحوال الجوية لضمان استقرار حركة المرور وسلامة الأهالي.
وأعلنت الدكتورة جاكلين عازر، محافظ البحيرة، استمرار رفع درجة الاستعداد القصوى والمتابعة الدورية لرفع تجمعات المياه أولًا بأول وضمان انتظام الحركة المرورية بجميع الشوارع والميادين، وذلك فور تعرض بعض مراكز المحافظة لموجة من حالة التقلبات الجوية وسقوط الأمطار، ونتيجة للتوقعات المسبقة من هيئة الأرصاد الجوية.
ووجهت محافظ البحيرة بالانعقاد الدائم لغرف العمليات بالوحدات المحلية على مدار 24 ساعة، وربطها بوحدة التحكم والسيطرة بديوان عام المحافظة لتلقي البلاغات والتعامل معها فورًا.
فيما شهدت المحافظة انتشارًا موسعًا لكافة المعدات والأطقم الفنية والأجهزة، وفقًا لخطة العمل المسبقة للتعامل الفوري والحد من الآثار الناجمة ورفع تراكمات المياه بشوارع وميادين وقرى المحافظة، وذلك بالتنسيق بين فرق العمل بالوحدات المحلية، وشركة المياه والصرف الصحي والكهرباء والحماية المدنية.
وأشارت محافظ البحيرة إلى أن محافظة البحيرة استعدت لموسم الشتاء والأمطار بأكثر من 1500 معدة وطاقم، بالإضافة إلى ماكينات الشفط والمعدات والوحدات الخاصة بالحماية المدنية للتدخل الفوري ورفع تراكمات المياه على الفور.
وأكدت الدكتورة جاكلين عازر أن المحافظة لن تدخر جهدًا في توفير كافة الإمكانيات والدعم اللازم للفرق الميدانية لتذليل أي عقبات وضمان سلامة المواطنين، مع استمرار التواصل مع هيئة الأرصاد الجوية لمتابعة الأحوال الجوية باستمرار وتطبيق جميع الإجراءات الاستباقية والطارئة لمواجهة آثار الطقس غير المستقر.