سودانايل:
2025-05-28@13:28:30 GMT

كتيبة البراء = جرادة في سروال

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

الفاضل عباس محمد علي

جاء الضباط الأحرار، محمد نجيب وعبد الناصر وزملاؤهم، إلي السلطة في يونيو 1952 علي جناح الأمريكان والإخوان المسلمين، وكوفئ الإخوان بتعيين ممثلهم احمد حسن الباقوري وزيرا للأوقاف، ولكنهم لم يكتفوا بذلك لما استطعموا الحكم، وحاولوا اغتيال عبد الناصر بعد نيف وعام في منشية البكري، ففتك بهم وأعدم شيخهم عبد القادر عودة، ثم حاولوها مرة أخري عام 1967، فأعدم سيد قطب وظل ينكل بالباقين حتي نهاية عهده.


ونحن في السودان أمام تكرار للتاريخ في شكل (ملهاة)، أو كما قال ماركس: (التاريخ يعيد نفسه: دراما محكمة أول مرة، ثم ملهاة عبثية ثانية.) فلقد بدأ الأخوان يظهرون للسطح كحلفاء للجيش في حرب الكرامة (بمسمي كتائب البراء)، ولكنهم مصحوبون بدوي إعلامي يعطيهم أكبر من حجمهم، فتخوفت باقي الفصائل السياسية من التغول والطمع والاستئثار الذي جبل الإخوان عليه، خاصة وقد تزودوا بخبرة في الحكم والانفراد بالسلطة دامت ثلاثين عاما، ما زالت آثارها مجسدة في وجودهم الكثيف بأجهزة الدولة، ( كجراده في سروال؛ هو ما بعضي، لكن وجوده ما زين).
لقد ظهرت تباشير التغول الكيزاني في بعض المناطق، وأعلنوا عن أنفسهم بطقوس معروفة وقميئة، مثل الباندا الحمراء حول الرأس واللحية الكثة التي يمنعها قانون الجيش، والهتافات الكيزانية المعروفة. ولا اتوقع حربا بينهم وبين الجيش كتلك التي أقدم عليها عبد الناصر مع حاضنتهم الأم الأولي في الكنانة. ولكن لا شك وجودهم خميرة لعكننة وفتنة قد تكون هذه المرة أشد هولا ومضاضة من تلك التي عاشها السودانيون مع الجنجويد. وأري أن الحل يكمن كذالك في دروس التاريخ:
فقد طلب الامبراطور الفرنسي ماكسمليان (نابليون الثالث) من الخديوي العثماني سعيد مده بفرقة سودانية كاملة الدسم لإخماد تمرد في مستعمرته بالمكسيك 1863 /1867 , وتوجهت الفرقة لهناك، مكونة من القبائل الشمالية، الشايقية والجعليين والمحس والجنوبيين والنوبة، وأدوا المهمة برجولة ونجاح تام، ومن استشهد منهم كان بسبب الملاريا وليس الرصاس. وفي طريق العودة مروا بمارسليا، حيث كرمهم الامبراطور بنياشين لكل فرد منهم، وضاعف لهم العطاء. ولكنهم أنزلوا للتقاعد علي الفور، وتم تشتيتهم في أصقاع الأرض السودانية. ولما جاء المؤرخ البريطاني رتشارد هل والقي محاضرة عنهم بقاعة الشارقة بجامعة الخرطوم في الثمانينات قال إنه ما انفك يبحث عن ذريتم وأحفادهم ولم بجد لهم أثرا. وكان الهدف من وراء ذلك التشتيت استراتبجيا، أي عدم السماح لمثل هذا النوع من المنازعة في السلطة، إذ أن النصر العسكري قد يسكرهم ويطمعهم في الحكم الذي كان حكرا للقوي الاستعمارية علي امتداد العالم الثالث.
لذلك، أري أن يتم تكريم كل المدنيين المشاركين في حرب الكرامة، ثم جعلهم يتوارون في تلافيف العمق السوداني. فمن نافلة القول أن شعب السودان لا يريد أن يعيش تجربة كتلك التي عاشها طوال حكم البشير ورهطه الاخوان المسلمين، وثانيا، إن ثورة ديسمبر ما زالت متقدة في وجدان الجماهير، وشعاراتها حية ترز:ق : حرية سلام وعداله، وهذا ما يتنافي مع الحكم الشمولي كيزانيا او بعثيا او شيوعيا. هذا السودان الجديد الذي بشرت به ثورة ديسمبر يعني أن تتمخض عنه ترتيبات انتقاليه من مجلس السيادة وحكومة تكتوغراط مستقلين وطنيين ومجلس حكماء (لويا جيرقا)، يضطلع بمهام التشريع اثناء الفترة الانتقالية وحتي قيام الانتخابات الشرعبه النزيهة خلال ثلاث سنوات.. هذا او الطوفان.
عاش نضال الشعب السوداني.
المجد للقوات المسلحة المنتصرة.
حريه سلا م وعدالة.

fdil.abbas@gmail.com
/////////////////////////  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إصلاح هبوط مفاجئ في مدينة السادات بشارع جمال عبد الناصر خلال 12 ساعة

أعلن المهندس ياسر عبد الحليم حسن، رئيس جهاز تنمية مدينة السادات، عن نجاح الجهاز في التعامل الفوري مع هبوط أرضي مفاجئ حدث بأحد قطاعات شارع جمال عبد الناصر، نتيجة تسريب في أحد خطوط الصرف الصحي، حيث تم الانتهاء من أعمال الإصلاح بالكامل خلال 12 ساعة فقط، وعودة الحركة المرورية لطبيعتها.

وأكد رئيس الجهاز أن فرق الطوارئ من الإدارات المختصة تحركت فور رصد البلاغ، وتم التعامل مع الموقف بكل احترافية، حيث تم تحديد موقع التسريب بدقة، وإجراء الإصلاحات اللازمة، ورد الشيء لأصله في وقت قياسي، ما يعكس كفاءة الجهاز ويقظة العاملين به وحرصهم الدائم على سلامة المواطنين.

من دمنهور للمنوفية.. إنقاذ حياة مريض بمستشفى شبين التعليميالإعدام لـ 3 أشقاء أنهوا حياة ابن عمهم في المنوفيةدون إصابات.. السيطرة على حريق مخزن اسفنج في المنوفيةمياه المنوفية ترفع درجة الاستعداد القصوى استعداداً لاستقبال عيد الأضحى

وأشاد المهندس أسامة محمد سيد علي، نائب رئيس الجهاز، بجهود الفرق الفنية والهندسية التي عملت بلا توقف حتى الساعات الأولى من الصباح، مؤكدًا أن الجهاز يعمل بروح الفريق الواحد لتوفير بيئة آمنة ومستقرة لأهالي المدينة.

من جانبه، أوضح المهندس علاء السيد، مدير التنمية بالجهاز، أن أعمال الإصلاح شملت استبدال الجزء المتضرر من الخط، وإعادة تأهيل الطبقات الأرضية والرصيف، مشيرًا إلى أن الجهاز يمتلك خطة طوارئ فعالة لمواجهة مثل هذه المواقف الطارئة بأقصى سرعة ممكنة.

طباعة شارك محافظة المنوفية المنوفية اخبار محافظة المنوفية السادات هبوط ارضي

مقالات مشابهة

  • جمعية حقوقية تتحرك بعد الحكم المثير للجدل في قضية خديجة التي خاطوا وجهها بـ”88 غرزة”
  • تعرف على السلطان الأحمر الذي أسس الدولة البوليسية في سوريا
  • اليوم.. الحكم على المتهمين بـ «خلية داعش العمرانية الثانية»
  • إصلاح هبوط مفاجئ في مدينة السادات بشارع جمال عبد الناصر خلال 12 ساعة
  • الحكم بإعدام المتهم بإنهاء حياة نجل شقيقه بمساعدة أبنائه بالدقهلية
  • أمريكا وحريق السودان.. كلمات تُقال وحفنة دولارات
  • لواء البراء بن مالك وفداحة التهم
  • الإعيسر: أمريكا سارعت باتهام السودان في الوقت الذي تم فيه ضبط أسلحة أمريكية بيد المليشيا المتمردة
  • بناء على قرار محكمة غرب الامانه الصادر بجلسة 19/11/1446هجريه الموافق 7/5/2025م بأن على المدعي عليه نجيب علي محمد سعد جرادة الحضوى للمحكمة لجلسة 6/1/1447 ه
  • توكل كرمان: ما جرى للصحفي محمد المياحي من اختطاف ومحاكمة هزلية يكشف وجه المليشيا الذي تخاف من الكلمة ومن النقد الذي يعرّي زيفها