خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
9 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تصاعدت التوترات بشأن مصير الفصائل العراقية المسلحة مع التحركات الأخيرة داخل الكونغرس الأمريكي، حيث لم يعد الحديث عن إدراج بعض هذه الفصائل على “لائحة الإرهاب” مجرد تكهنات إعلامية، بل تحول إلى خطوة رسمية من جانب أعضاء في الكونغرس، في خطوة تعكس تحولات أوسع في الموقف الأمريكي من المشهد السياسي والأمني العراقي.
و يبدو أن الإجراءات المرتقبة من قبل إدارة ترامب تجاه العراق تشهد تضخيمًا إعلاميًا متزايدًا، حيث يتم تسليط الضوء على تصنيف الفصائل المسلحة العراقية كـ”منظمات إرهابية”، مما يعزز الشعور بالقلق داخل الأوساط السياسية العراقية.
بعض التحليلات ترى في هذه التصريحات محاولات لنسج قصص تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وزيادة التوترات السياسية في العراق. في حين أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من أجندة أمريكية أكبر تتعلق بالملف الإيراني، فإنها تعكس أيضًا توجيهًا واضحًا لتأجيج المخاوف داخل الحكومة والشعب العراقي. من المتوقع أن تستمر هذه السياسات في خلق جو من عدم اليقين ويزيد من الضغوط على النظام السياسي في بغداد.
و قال خبراء إن هذه المبادرة تعيد إلى الأذهان محاولات سابقة في العام 2022، لكنها هذه المرة تأتي ضمن سياق أكثر تعقيداً، حيث لم تعد العقوبات تقتصر على الأفراد أو الكيانات، بل تستهدف منظومة كاملة تمتد من الزعامات إلى الأصول المالية، مروراً بالشبكات الاقتصادية والإعلامية التابعة لها.
أوضح مراقبون أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تجد نفسها في وضع حساس، حيث تُعد الفصائل المسلحة جزءاً أساسياً من القاعدة التي تدعمها، كما أن الفصائل نفسها سبق أن وصفت حكومة السوداني بأنها “حكومة المقاومة”، مما يعكس الارتباط الوثيق بين الجانبين.
وأكدت الحكومة أنها ترى في هذه القرارات شأناً سيادياً عراقياً، رافضةً أي حديث عن التخلي عن الفصائل المسلحة أو حتى إعادة النظر في وضع الحشد الشعبي.
أشار مختصون إلى أن رئيس الحكومة لا يمتلك النفوذ السياسي الكافي داخل البرلمان لتمرير قرارات كبرى مثل تفكيك الفصائل أو دمجها ضمن المؤسسة الأمنية، إذ أن هذه الخطوة تلقى معارضة واسعة من القوى السياسية المهيمنة على المجلس، وخاصة القوى الشيعية التي ترى في الفصائل جزءاً من المنظومة الأمنية التي لا يمكن المساس بها.
لكن مصادر ترى أن الحكومة العراقية تمتلك الأدوات السياسية التي تتيح لها تقديم حلول مقبولة لدى واشنطن،
واعتبر بعض المختصين أن القائمة الأمريكية التي تتضمن تصنيف الفصائل ليست قانونية، لأنها تخضع لاعتبارات سياسية أكثر من كونها تستند إلى معايير قانونية واضحة. وأكدوا أن هذه القوائم تشهد تغييرات مستمرة وفقاً للظروف والمصالح الأمريكية، حيث يتم حذف وإضافة أسماء بناءً على اعتبارات سياسية بحتة، وليس بناءً على وقائع قانونية ثابتة.
وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية واضحة، حيث يتم تصنيف شخصيات وفصائل عراقية على أنها إرهابية، في حين تُغضّ الطرف عن جهات أخرى تمتلك سجلاً واضحاً في دعم الإرهاب، مما يعكس انتقائية في استخدام هذه التصنيفات لأغراض سياسية.
و نشر النائب الأمريكي جو ويلسون تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس”، أعلن فيها أنه تقدم بطلب إلى وزير الخارجية لتصنيف منظمة بدر ضمن لائحة الإرهاب إلى جانب باقي الفصائل المدعومة من إيران. واختتم تغريدته بالقول إن “ترامب سيصلح الأمر”، في إشارة إلى أن هذه السياسات قد تكون جزءاً من نهج الجمهوريين في حال عودتهم إلى السلطة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: أن هذه
إقرأ أيضاً:
ترامب يُوبّخ مديرة الاستخبارات الوطنية بسبب موقفها من إيران: "تخيف الناس" وتحشد لمسيرتها السياسية
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت، عن توتر متصاعد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، على خلفية موقف الأخيرة الرافض لأي تدخل عسكري أمريكي ضد إيران، وتحذيرها العلني من خطر اندلاع حرب نووية.
فيديو مثير للجدل من هيروشيماجاء الخلاف بعد نشر جابارد، في وقت سابق من يونيو، فيديو مدته ثلاث دقائق ونصف على وسائل التواصل الاجتماعي، وثّقت فيه زيارتها إلى مدينة هيروشيما اليابانية، وتحدثت خلاله عن الأهوال التي خلّفها التفجير النووي الأمريكي هناك منذ 80 عامًا.
عاجل- ترامب: أنا من أوقف الحروب في مناطق العالم.. لماذا لم أحصل على «نوبل للسلام»؟ ترامب: سد النهضة تم بأموال أمريكية واصفًا بناءه بـ "الخطوة الغبية".. ويؤكد: أستحق نوبل للسلاموقالت جابارد في الفيديو: "نحن الآن أقرب إلى حافة الفناء النووي من أي وقت مضى، بينما تواصل النخب السياسية ومحبّو الحرب إثارة الخوف والتوتر بين القوى النووية".
ترامب: "أخافتِ الناس!"وبحسب الصحيفة، عبّر ترامب عن استيائه من الفيديو خلال حديث خاص مع جابارد، مؤكدًا أن حديثها عن "الفناء النووي" قد "يُخيف الأمريكيين"، وأضاف أنها لا يجب أن تستخدم منصبها الرسمي لترويج أجندة سياسية أو تمهيد طريقها نحو الترشح الرئاسي.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأمريكية أن ترامب قال لها صراحة: "إذا كنتِ تنوين الترشح للرئاسة، فلا مكان لك في الإدارة".
خلاف داخلي حول تقييمات "نووي إيران"الخلاف بين ترامب وجابارد لا يقتصر على الفيديو، إذ سبق أن أبدت جابارد موقفًا حذرًا في شهادتها أمام الكونغرس في مارس الماضي، حيث أكدت أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لم تجد دليلًا ملموسًا على سعي إيران لتطوير رأس نووية، وهو ما نفاه ترامب تمامًا في تصريحات صحفية من مطار موريستاون بولاية نيوجيرسي قائلًا: "إنها مخطئة".
لكن في تحول لافت، نشرت جابارد توضيحًا جديدًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، قالت فيه إن: "إيران وصلت إلى مرحلة متقدمة من برنامجها النووي، تمكنها من إنتاج سلاح نووي خلال أسابيع أو شهور إذا قررت استكمال التجميع"، مؤكدة دعمها لموقف ترامب في عدم السماح بذلك.
وأضافت أن وسائل الإعلام "أخرجت شهادتها من سياقها لإثارة الانقسام".
قرار مرتقب بشأن المشاركة الأمريكية في ضرب إيرانتأتي هذه التوترات وسط تصاعد الحرب بين إسرائيل وإيران، حيث أعلن ترامب أنه سيحسم خلال أسبوعين قرار بلاده بشأن الانضمام إلى العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد طهران، مما يُنذر بتحول كبير في الموقف الأمريكي حال تم اتخاذ هذا القرار.
وتشير مصادر في الإدارة إلى أن البيت الأبيض يعكف حاليًا على مراجعة السيناريوهات العسكرية المطروحة، وسط انقسام واضح بين صقور التدخل ومؤيدي ضبط النفس، مثل جابارد، التي تحذر من التورط في صراع إقليمي واسع قد تكون له عواقب كارثية على الأمن العالمي.