تأثير قراءة الأدب الروائى على حياة القراء
تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT
استمتعت بزيارتى إلى معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث تم عرض روايتى تعالى معى من القدس. كنت سعيدًا لرؤية الكثيرين من القراء الشباب واهتمامهم بالكتب، وخاصة الروايات.
والروايات، كما تشير الباحثة الأدبية آنى شولتز (Annie Schultz)، تُعتبر أداة فعالة لتطوير مهارات التفكير النقدى، حيث تحفِّز القارئ على مواجهة القضايا الاجتماعية المعقدة وتشجعه على الانغماس فى التجارب الإنسانية المتنوعة.
والدراسات العلمية التى أجراها الكندى كيث اوتلى (Keith Oatley) تؤكد هذا الدور، حيث أظهرت الأبحاث أن الأدب يعزز قدرة الدماغ على معالجة الحياة الاجتماعية، عبر تنشيط المناطق العصبية التى نستخدمها فى تفاعلنا مع العالم الواقعى. الأدب إذًا هو التمرين العقلى الذى يقوى العضلات الفكرية، فيصبح الفرد أكثر استعدادًا لفهم أفكار الآخرين والتفاعل معها.
وعلى الصعيد العالمى، نجد فى الأدب أعمالًا تزيد الوعى الجماعى للقراء. رواية 1984 لجورج أورويل، على سبيل المثال، تلقى الضوء على الظلام الذى تفرضه الأنظمة الشمولية على حرية الأفراد، بينما الأخوة كارامازوف لدوستويفسكى تعرض صراعات النفس البشرية فى سعيها وراء الحقيقة. وفى كوخ العم توم لهارييت بيشر ستو، نجد إشراقة وعى جديدة فى مواجهة قضايا العرق والظلم الاجتماعى. أما الجريمة والعقاب فتغوص فى أعماق النفس البشرية، حيث تتصارع المشاعر بين الذنب والتوبة، فى عكس دقيق لتعقيدات الروح.
أما فى الأدب العربى، فقد كان للروائيين الكبار مثل نجيب محفوظ، يوسف إدريس، والطيب صالح دورٌ بارز فى فتح أبواب جديدة للوعى الثقافى. قدمت روايات محفوظ مثل الحرافيش وزقاق المدق صورة حية من مجتمع مصر، حيث يكشف فيها عن صراعات الطبقات الفقيرة وهمومهم اليومية.
وفى ذات السياق، أثَّر يوسف إدريس فى المجتمع من خلال رواياته مثل العيب، التى طرحت أسئلة جريئة حول الأخلاقيات الاجتماعية، داعيًا القراء إلى النظر فى تصوراتهم التقليدية عن الشرف والكرامة. كما أن موسم الهجرة إلى الشمال للطيب صالح كانت أشبه بسفينة تبحر بالقارئ بين شواطئ ثقافات الشرق والغرب، مُحفّزة إياه على التفكير فى الهوية الثقافية فى مواجهة الضغوط العالمية.
تتمثل المفارقة التى يقدمها الأدب الخيالى فى قدرته على تقديم «الحرية مع المسئولية»، كما تصفها الكاتبة أرونداتى روى ( (Arundhati Roy فى كتابها Azadi: Freedom. Fascism Fiction, (آزادي: الحرية. الفاشية. الخيال) إذ ترى أن الرواية تمنح القارئ الفرصة لفهم الحاضر والتخيل لمستقبل بعيد عن الصراعات، حيث تكمن الحرية فى المسئولية، وهذه الرؤية لا تقتصر على التفكير فى الحاضر بل تمتد لتشكل المستقبل.
الأدب الروائى، بذلك، ليس مجرد رحلة عاطفية أو هروب إلى عالم خيالى، بل هو مرشد حقيقى يعزز وعينا ويمنحنا الأدوات اللازمة لبناء مجتمع أكثر إنسانية وأغنى وعيًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي القراء الشباب
إقرأ أيضاً:
أذكار ختم الصلاة .. اعرف ماذا يُقال بعدها؟
ختم الصلاة بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل أمرٌ مشروعٌ، وقد ورد الأمر بالذِّكْر عَقِب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا﴾ [النساء 103].
ولم يَرِد في الشرع ما يُخصِّص ختم الصلاة بالإسرار، فمَن شاء أَسَرَّ بالذِّكْر عقب الصلاة، ومَن شاء جَهَر به، فرَفْع الصوت بالذِّكْر عَقِب الصلاة كان معهودًا زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال ابن عباس رضي الله عنهما: "كنتُ أَعْلَم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته"، وفي لفظٍ: "كنتُ أعرِفُ انقضاء صلاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالتكبير".
ومَن جَهَر بالتسبيح والدعاء فقد أصاب السُّنَّة، ومَن أسَرَّ أيضًا فقد أصاب السُّنَّة؛ فالكل فَعَله النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والأمر في ذلك واسع.
أذكار ختم الصلاة1- بعد الانتهاء من التسليم تقول "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب اليه" 3 مرات
2- ثم تقول “اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت ربنا يا ذا الجلال والإكرام ”
3- “اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك”
4- تقرأ آية الكرسي
5- تسبح الله 33 مرة
6- تحمد الله 33 مرة
7- تكبر الله 34 مرة
8- ثم تختم بقول “الله لا إلا إله الا هو الحي القيوم، يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير” مرة واحدة، فبذلك تكون أكملت المائة.
وأجابت دار الإفتاء المصرية، عن سؤال ورد إليها عبر موقعها الرسمي مضمونه:"ما حكم الشرع الشريف في ختم الصلاة بقول: أستغفر الله العظيم (3 مرات). يا أرحم الراحمين ارحمنا (3 مرات).قراءة آية الكرسي. قراءة سورة الإخلاص (3 مرات).قراءة سورة الفلق. قراءة سورة الناس. سبحان الله (33 مرة). الحمد لله (33 مرة). الله أكبر (33 مرة). ثم الصلاة على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ثم الدعاء وقراءة سورة الفاتحة.؟"
لترد دار الإفتاء المصرية، موضحة، انه وَرَدَ الأمرُ الرباني في الذكر عقب الصلاة مطلقًا في قول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103].
وكذلك دلت ظواهر الأحاديث الشريفة على التسبيح والأذكار المطلوبة بعد الصلوات، ومن أصرحها حديث ثَوْبَان رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقَالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ، وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وأما بخصوص قراءة آية الكرسي فإن فَضْلها عظيم، ونَفْعها عميم، وهي لِمَن قرأها حِصنٌ حَصِين، وقراءتها بعد كلِّ صلاة سببٌ مِن أسباب دخول جنات النعيم، كما أخبر بذلك سيد الأوَّلِين والآخِرين، عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.
فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ قَرَأَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ ثَلَاثَ مِرَارٍ لَمْ يَكُنْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ إِلَّا الْمَوْتُ» أخرجه الأئمة: الرُّويَانِي في "المسند"، والنسائي في "السنن الكبرى"، وابن السُّنِّي في "عمل اليوم والليلة"، والطبراني في مُعجَمَيه "الكبير" و"الأوسط".