الثورة نت:
2025-07-31@00:58:54 GMT

دونالد ترامب ونظرية الصدمة

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

 

 

تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة تجاه قطاع غزة وتهجير سكانها وتحويلها إلى منطقة سياحية استثمارية (ريفييرا الشرق الأوسط)، ينظر إليها بالتصريحات المجنونة من شخصية معروف عنها أنها شخصية صفقات تطرح دائماً قضايا ذات مثار خلاف وجدل، ومن الواضح أنّ ترامب استقى تصوّر إفراغ قطاع غزة من أهلها وتحويلها إلى منطقة استثمارية من صهره اليهودي جاريد كوشنر الذي قال قبل عام خلال جلسة مع مبادرة الشرق الأوسط التابعة لجامعة هارفارد: إنّ قطاع غزة عقار مطلّ على البحر وينبغي على “إسرائيل” تهجير أهله الفلسطينيين إلى النقب في مصر.


ترامب ما زال يُطلق تصريحات بحثاً عن الأضواء بلغة الاستعراض، لإحداث ضجيج إعلامي كبير، وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً مهماً، هل يمكن أن تتحقّق أوهام ترامب على أرض الواقع؟
الثابت في هذه الحالة أنّ القضية الفلسطينية تواجه مجّدداً إحياء مسار التصفية والتهويد، وينبغي أن تؤخذ هذه التصريحات على محمل الجدّ من كلّ الأطراف السياسية المعنية بعيداً عن أهدافها الحقيقية، بدءاً من الفلسطيني بأطيافه السياسية كافة وصولاً إلى دول المنطقة المجاورة لفلسطين إذا ما نظرنا إلى خطورة هذه الفكرة على الأمن القومي لتلك الدول، حتى لو كان المقصود منها غير ذلك توقيتاً.
من يدقّق في طرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرك أنه استخدم أكثر من مرّة تصريحات وظّف فيها نظرية الصدمة لإرباك جميع الأطراف وتحقيق أهدافه بكلفة قليلة، وهنا يكمن السؤال، ما الذي يريده ترامب من وراء هذه التصريحات؟
ثمّة احتمال يُقرأ بين السطور، أنّ دعوات الرئيس ترامب ما هي إلا لرفع سقف التفاوض، لكنّ الهدف الأساسي من ورائها بخلاف ما يتمّ التصريح به علناً، وهو يدرك أكثر من غيره وفق تصريحات كشف عنها مستشاروه أنّ فكرة تهجير وترحيل الفلسطيني من أرضه لن تحدث إلا بحرب مدمّرة، وهذا ما يجعلنا نتوقّف ونطرح تساؤلا ذات أهمية، هل حديثه عن أهمية وقف إطلاق النار والحرب في غزة يتوافق مع فكرة التهجير والترحيل؟
قبل أسابيع قليلة مضت بعد تولّيه الحكم هدّد ترامب وتوعّد بضمّ كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية وفرض رسوم جمركية عليها، وبعد اتصال برئيس الوزراء الكندي وافق ترامب على نشر قوات كندية على الحدود لمنع ووقف حركة المهاجرين من كندا إلى أمريكا، والقضية نفسها حدثت مع المكسيك خلال حديثه عن السيطرة على قناة بنما، تراجع ترامب بعد تعهّد بنما بالحدّ من الوجود الصيني حول القناة.
هذه أحداث مهمة يجب التوقّف أمامها، ما الذي يريده ترامب حقيقة من قطاع غزة بعد هذه التصريحات؟
الاعتقاد السائد حتى الآن يقول إن ترامب يريد توجيه عدة رسائل قابلة للاحتمالات، على رأسها الآتي:
أولاًـــــ إرباك نتنياهو بحيث يشتّت انتباهه عن قضايا أخرى مثل الدخول في نقاشات تنفيذ صفقة التبادل مع حماس أو توجيه ضربة عسكرية لإيران.
ثانياًـــــ توفير دعم سياسي وغطاء لنتنياهو أمام اليمين الصهيوني المتطرّف لإغرائه بالمضيّ قدماً في تنفيذ صفقة التبادل مقابل تصوّر التهجير.
ثالثاًـــــ توجيه رسالة داخلية خاصة بالإنجيليين في الولايات المتحدة الأمريكية أمام قضايا بدأ الرئيس ترامب طرحها وبدت تشير إلى حال من عدم الرضى والقبول تجاهها في الداخل الأمريكي.
رابعاًـــــ خفض السقف الفلسطيني في المفاوضات لمستوى متدنٍ هدفه العمل على تغييب حماس من المشهد والتركيز على قضية ضرورة نزع سلاحها.
خامساًـــــ ربما يهدف لغرض تخفيف المطالب السعودية مقابل التطبيع، أو ربما يكون الأمر له علاقة بالابتزاز المالي المعروف عن مدرسة ترامب في علاقته الخاصة مع السعودية.
مع هذه الاحتمالات، ثمّة سؤال يفرض نفسه حيال ذلك، سؤال يُطرح عن مدى التحدّي لخطة ترامب بهدف خفض التكلفة في أيّ مسار يريده، إذ إنّ الردّ على طروحات ترامب يجب أن تكون على قاعدة واضحة لا لبس فيها أو تأويل، بضرورة سحب الاعتراف بـ “إسرائيل” فلسطينياً، والتمسّك بحقّ الفلسطينيين في أرضهم ووطنهم ليس في غزة بل في الضفة التي تواجه خطر الضمّ، وفي القدس التي تواجه خطر التهويد، وفي الأراضي المحتلة عام 1948 التي تواجه خطر السرقة والاستيطان، على قاعدة فلسطين التاريخية أرض للفلسطينيين وحدهم من النهر إلى البحر، فما يفعله ترامب هو تلاعب استراتيجي بمصير الشعب الفلسطيني بأكمله، وما يمارسه ترامب مخطّط مدروس مستوحى من نظريات سياسية علمية بالدرجة الأولى.
إفراغ قطاع غزة من سكانه الأصليين هو حلم اليمين الإسرائيلي المتطرّف بعد حرب الإبادة الجماعية التي تعرّضت لها غزة على مدار خمسة عشر شهراً، وهذا يفرض على الفلسطينيين حزمة من الإجراءات السياسية والدبلوماسية والميدانية ، ويوجب مزيداً من الفعل والتحدّي، بدءاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وتشكيل جبهة وطنية جامعة موحّدة تضع استراتيجية شاملة لمواجهة التحدّيات والمخاطر والتهديدات المحدقة بغزة تحديداً وفلسطين عموماً، والعمل على تعزيز المقاومة الشعبية الشاملة والاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية كافة.
مفاجأة ترامب جميع الأطراف بتصريحات مهووسة بشأن قضية تتعلّق بقطاع غزة تحدث ضجيجاً وتمنحه حضوراً وتفاعلاً كبيراً بات يفوق أيّ حديث حول قضايا دولية كبرى، إذ إنّ هذا الزخم الإعلامي وإطلاق التصريحات غير المحسوبة تمنحه مزيداً من المكاسب بكلفة أقلّ، وكأنه ينظر إلى غزة كحلبة للاستعراض، ويبدو أن إعلان ترامب التهجيري مثل بالون اختبار لقياس ردّة فعل كلّ الأطراف العربية والدولية، كما وفيها جزء من دعم نتنياهو لترتيب أوراقه الداخلية في الائتلاف الحكومي تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية من صفقة تبادل وقف إطلاق النار، لكنه عندما شاهد حجم الردود العربية والدولية الرافضة لخطته تراجع وقال إنه ليس في عجلة من أمره لتنفيذ هذه الخطة، وهو ما عبّرت عنه المتحدثة باسم البيت الأبيض التي بدأت خطة التراجعات.
الجديد في حملة التراجع التي بدأها البيت الأبيض عن تصريحات ترامب يكشف عن بشاعة الفكرة، ووقاحة الطرح، أمام شخصية بلطجية تتعامل مع قضايا المنطقة كصفقات تجارية وبمصلحية مطلقة.
*كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي تثير غضب واشنطن.. ماذا قال؟

نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية عن مصادر مطلعة قولها، إن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أعربوا عن غضبهم الشديد من تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، دعا فيها إلى "محو غزة" وجعلها "يهودية".

وذكرت المصادر أن السفير الإسرائيلي في الولايات المتحدة، يحيئيل ليتر، تواصل مع الوزير إلياهو وطلب منه توضيحات.

وقال مصدر سياسي إن تصريحات الوزير إلياهو أدت إلى تصاعد الضغط الأمريكي على إسرائيل للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وأضاف المصدر لـ "إسرائيل هيوم" أت "التصريحات غير المسؤولة للوزير عميحاي إلياهو كانت السبب الرئيسي في خلق الضغط على الحكومة الإسرائيلية لتوسيع المساعدات لغزة. هو من وقّع على إدخال المساعدات".

بدوره، ذكر مكتب الوزير أن "إلياهو طلب من السفير التأكد من أن العالم يفهم أن كل ما يحدث في غزة هو مسؤولية حماس، وألا يتم تحويل المسؤولية إلى إسرائيل من خلال تحمل مسؤولية لا داعي لها".

وأضاف: "في اليوم الذي يلقي فيه الإرهابيون أسلحتهم سيكون جيداً للجميع، بما في ذلك سكان غزة. في اليوم الذي نلقي فيه أسلحتنا سيعودون لقتلنا واختطافنا".

وأكد مكتب إلياهو أن الوزير كرر موقفه بأن "السيطرة الإسرائيلية على القطاع وحدها ستضمن الأمن والسلام، وحتى ذلك الحين، كان ترامب هو الذي طلب فتح أبواب الجحيم على غزة".



وكان الوزير عميحاي إلياهو قد صرح في مقابلة الأسبوع الماضي: أن "الحكومة تتجه نحو محو غزة، الحمد لله أننا نمحو هذا الشر"، مضيفًا أن "كل غزة ستكون يهودية".

وفي وقت سابق قال وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، إن "إسرائيل أقرب من أي وقت مضى" لإعادة احتلال قطاع غزة وإحياء مشروع الاستيطان فيه، في إشارة واضحة إلى تحوّل استراتيجي محتمل في توجهات حكومة الاحتلال بعد نحو 20 عاماً على تنفيذ خطة "فك الارتباط" وانسحابها من القطاع.

وجاءت تصريحات سموتريتش خلال مؤتمر نظم في مستوطنة "ياد بنيامين" وسط فلسطين المحتلة، لإحياء الذكرى العشرين لخطة الانفصال أحادية الجانب، التي نفذتها حكومة أرئيل شارون عام 2005، وشملت تفكيك المستوطنات في قطاع غزة وأربع مستوطنات شمالي الضفة الغربية.

وقال الوزير اليميني في حكومة بنيامين نتنياهو: "نحن أقرب من أي وقت مضى إلى إعادة بناء غوش قطيف"، في إشارة إلى الكتلة الاستيطانية الكبرى التي كانت قائمة جنوبي قطاع غزة قبل الانسحاب.

وأضاف: "حيث لا توجد مستوطنات، لا يوجد جيش.. وحيث لا يوجد جيش، لا يوجد أمن"، في تبرير واضح لدعوات إعادة السيطرة الميدانية على القطاع، زاعماً أن "غزة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل".

وتابع قائلا: "لا أريد العودة إلى غوش قطيف كما كانت، كانت صغيرة ومكتظة. نحتاجها الآن أكبر بكثير، وأوسع بكثير".

مقالات مشابهة

  • الداخلية تضبط 6 قضايا إتجار بالمخدرات فى أسوان ودمياط
  • تصريحات لوزير التراث الإسرائيلي تثير غضب واشنطن.. ماذا قال؟
  • مقتل 17 نزيلا في قصف روسي على سجن بزابوريجيا الأوكرانية
  • ترامب: إطلاق النار في نيويورك عمل عنيف وغير مبرر وأثق في جهات التحقيق
  • مفندا تصريحات نتنياهو.. ترامب يقر بوجود مجاعة في غزة
  • هدنة جديدة تلوح في الأفق.. واشنطن وبكين تقتربان من صفقة تجارية كبرى
  • ترامب يرد على تصريحات نتنياهو بشأن عدم وجود مجاعة في غزة..ماذا قال؟
  • ترامب: إسرائيل تتحمل مسئولية كبيرة عن تدفق المساعدات إلى غزة
  • ترامب: نريد وقف إطلاق النار في غزة ونتطلع إلى إطعام الناس هناك
  • في ملعب جولف.. رئيس الوزراء البريطاني يلتقي ترامب لبحث تطورات غزة