عندما قدمت قمة بيروت العربية عام 2002 مبادرة السلام التي تقوم على أساس الأرض مقابل السلام كان ذلك أقصى ما يمكن أن يقدمه العرب للوصول إلى تسوية للصراع مع إسرائيل، ووضع حل للقضية الفلسطينية الممتدة منذ عام 1948، على أن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها خلال عدوان الخامس من حزيران (يونيو) 1967.
كان الاعتقاد السائد يومها أن إسرائيل أدركت بعد حرب 1973 أنها لن تحقق الأرض والسلام معاً، وأنها سوف تظل في حالة حرب طالما هي تعتمد على القوة لتحقيق أهدافها، وأن فكرها المتجذر في عقيدتها القائم على التوسع والتهويد لن يقودها إلا إلى مزيد من الحروب، وبالتالي فإن السلام وحده ينقذها من حروب لا نهاية لها، ويجعلها «دولة طبيعية» في محيط يرفضها.لهذا ارتضى العرب حلاً على جزء من أرضهم، تقام عليه دولة فلسطينية مستقلة إلى جوار إسرائيل رغم ما فيه من إجحاف وغبن، لكن إسرائيل اعتبرت يومها أن هذه المبادرة دليل ضعف، وليست جهداً من أجل السلام لها أولاً، ووضع حد لحروب لن تنتهي إذا ما واصلت نهجها التوسعي، الرافض لكل القرارات وللشرعية الدولية، ولكل ما له علاقة بحق تقرير المصير وحقوق الإنسان.
يومها قال رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون ساخراً: «إن هذه المبادرة لا تساوي الحبر الذي كتبت به»، وبعدها نفذت إسرائيل عشرات الاعتداءات على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وارتكبت عشرات المجازر، وصولاً إلى حرب الإبادة الأخيرة في القطاع، والآن في الضفة الغربية، وما تخللها من مفاوضات عبثية استمرت أكثر من عشرين عاماً، استغلتها إسرائيل للتوسع والتهويد وفرض أمر واقع على الأرض لمنع قيام دولة فلسطينية.
ولأن إسرائيل ترفض من حيث المبدأ الانسحاب من الأرض الفلسطينية، وبالتالي ترفض الدولة الفلسطينية وتصر على موقفها الرافض للسلام إلا على أساس القوة والاستسلام الكامل لشروطها، فقد وجدت في إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ملاذها الذي لجأت إليه في محاولة حمل الفلسطينيين والعرب على القبول بمخططاتها الجهنمية من تهجير وإلغاء لحق مصير دولة مستقلة، ومحاولة لنسف وكالة الأونروا، والإفلات من العقاب، وكل ما له علاقة بالقانون الدولي والشرعية الدولية.
لقد تعمد نتانياهو نسف كل جسور السلام من خلال مقترحات وحلول غريبة عجيبة ألغى فيها كل قانون دولي وكل مبادئ العدالة الدولية من خلال الدعوة إلى إخلاء قطاع غزة بالتهجير طوعاً أو قسراً، وبالترحيل إلى مصر والأردن، أو إلى السعودية، وهي خطط تم إدانتها خليجياً وعربياً ودولياً.
هي خطة مجنونة بالتأكيد لا يقبل بها عاقل، لأن العالم ليس مساحات خالية يمكن لأي كان أن يمنحها كما يشاء، أو يعطي صك ملكية لمن يريد على أي أرض عربية. ولم يصل العالم بعد إلى أن يتحمل حماقات، هي جرائم حرب موصوفة يعتبرها نتانياهو مبادرات سلام ومن أجل حماية سكان غزة، وهو الذي ارتكب بحقهم أبشع المجازر.
لم ينتصر نتانياهو في حربه حتى يفرض شروطه أو تحقيق «نصره المطلق»، فالشعب الفلسطيني لا يزال يقاتل، ويؤكد صموده على أرضه، وكل ما فعله أنه دمر وقتل عشرات الآلاف، وهذا جزء من ميراث طويل لهذا الشعب عمره أكثر من ثلاثة أرباع قرن، يتوارثه جيل عن جيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها
2025-07-30Zeinaسابق اتفاقية تعاون بين الفلاحين والبحوث العلمية الزراعية لتطوير وتحسين جودة المنتج الزراعي انظر ايضاًاتفاقية تعاون بين الفلاحين والبحوث العلمية الزراعية لتطوير وتحسين جودة المنتج الزراعي
دمشق-سانا وقع الاتحاد العام للفلاحين اليوم، اتفاقية تعاون مع الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية للنهوض …
آخر الأخبار 2025-07-30رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا ستيفان ساكاليان لـ سانا: التنسيق مستمر مع السلطات السورية في دمشق وجميع الجهات الفاعلة على الأرض في محافظة السويداء لدعم الاستجابة الإنسانية فيها 2025-07-30اتفاقية تعاون بين الفلاحين والبحوث العلمية الزراعية لتطوير وتحسين جودة المنتج الزراعي 2025-07-30نادي المجد الرياضي… من أقدم الأندية الرياضية بدمشق وأبرزها في تخريج المواهب 2025-07-30وزير الطاقة التركي آلب أرسلان بيرقدار: تزويد سوريا بالغاز الطبيعي القادم من أذربيجان إلى محافظة حلب يبدأ في الثاني من آب المقبل عبر ولاية كيليس التركية 2025-07-30خان شيخون يقترب من حسم تأهله للدوري الممتاز 2025-07-30وزارة الداخلية: مزاعم حصار محافظة السويداء دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابر غير نظامية مع محيط المحافظة داخل الجمهورية وخارجها 2025-07-30البدء بأعمال تأهيل قسم الحروق بمشفى حماة الوطني وفق أحدث المعايير 2025-07-30“إعلان نيويورك”: إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين ومنحها عضوية كاملة بالأمم المتحدة 2025-07-30مالطا تعلن عزمها الاعتراف بدولة فلسطين 2025-07-30استمراراً لسلسلة الدورات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي… التنمية الإدارية تواصل تطوير الكوادر الحكومية في تحليل البيانات
صور من سورية منوعات اكتشاف بصمة يد عمرها 4 آلاف عام على أثر طيني مصري 2025-07-28 رجل صيني يثير جدلاً بتحويل سيارته إلى حوض أسماك متنقل 2025-07-28
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |