عربي21:
2025-05-31@10:11:37 GMT

لماذا يغضب الإسرائيليون؟

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

بين الغضب والشماتة، استقبل الإسرائيليون مشاهد الإفراج عن الدفعة الخامسة من الأسرى. فبينما احتفل أهالي الأسرى وطالبوا الحكومة في الإسراع بالانخراط في مفاوضات المرحلة الثانية، عاد بعض المسؤولين للتذكير بمسؤولية الحكومة عن مشاهد الهزال التي ظهرت على الأسرى الثلاثة، الذين كان بالإمكان الإفراج عنهم وعن بقية الأسرى في شهر أيار 2024، ومقابل ذلك عبّر آخرون عن الغضب.



رئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوغ، ووزير الخارجية جدعون ساعر، اتهما حركة حماس بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو توعّد بأن يكون لتلك المشاهد ثمن.

أمّا عن بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، كنموذجين للتيار الصهيوني اليميني الديني المتطرّف، فلم يعد ثمّة ما يمكن إضافته إلى ما بات الجميع يُدركه من سياسات ومواقف.

لا يريد الإسرائيلي أن يعترف أن «حماس» صاحبة فضل في الاحتفاظ بالأسرى أحياء وأنهم انطلاقاً من قيم الفلسطيني، وأيضاً انطلاقاً من مصلحته الوطنية سيحافظ على أسراه حتى لو كان ذلك على حساب طعامه وشرابه وحياته.

لا يريد الإسرائيلي أن يعترف أن قصفه العدواني والجنوني للأنفاق، والمنازل والمنشآت والمؤسّسات، قد أدّى إلى قتل العديد من الأسرى، وكان يمكن أن يكون الذين تمّ الإفراج عنهم، من بين الضحايا.

كلّ ما يصدر عن المسؤولين الإسرائيليين لا يمكن أن يخفي حقيقة أن حكومتهم وجيشهم أطالوا أمد حربهم الإجرامية، وأصرُّوا على ممارسة الضغط العسكري للإفراج عن الأسرى وأنهم المسؤولون حصرياً عن كلّ ما أصاب أسراهم.

الأغرب، ويثير السخرية حين يصدر عن مسؤولين في حكومة ودولة الاحتلال اتهام بأن المقاومة الفلسطينية ارتكبت جرائم ضدّ الإنسانية ليس ارتباطاً بما وقع في «طوفان الأقصى»، وإنّما بسبب حالة الهزال التي ظهر عليها الأسرى الثلاثة.

عبثاً تحاول السردية الإسرائيلية الرسمية، حتى إقناع مجتمعها بعد أن كشفت وقائع الحرب كلّ فصولها، ولم يحظ بالحدّ الأدنى من الثقة لا في الدولة العبرية ولا خارجها.

على الأرجح أن مصدر الاستفزاز والغضب الظاهر والمكتوم لم يكن متعلّقاً بحالة الأسرى الثلاثة، وإنّما بالرسائل التي حملتها الاستعراضات المثيرة التي رافقت عملية الإفراج.

يتساءل المُشاهد، عن المقاتلين بزيّهم الرسمي النظيف وأسلحتهم المتنوّعة، عن مدى صحّة الادعاءات الإسرائيلية من أنّ الجيش تمكن من تقويض وتفكيك كتائب المقاومة وقتل عشرات الآلاف منهم.

ويتساءل المشاهد، عمّا بقي من الأنفاق، كما ظهر في شريط الإعداد للإفراج عن الأسرى، ومصير الادعاءات الإسرائيلية من أنها دمّرت معظمها باستخدام وسائل متعدّدة من الغاز إلى غمرها بالمياه إلى إلقاء قنابل يزيد وزنها على 2000 رطل.

من أين خرجت تلك السيّارات ذات الدفع الرباعي النظيفة بعد أن حلّ الدمار الشامل على كلّ ركنٍ من أركان قطاع غزّة.

نبرة الشعور بالانتصار والتحدّي خيّمت على مشاهد تسليم الأسرى، ابتداءً من وضع صورة نتنياهو في المثلّث الأحمر، مروراً بشعار (نحن «الطوفان».. نحن «اليوم التالي») بما ينطوي عليه ذلك من ثقة بقدرات المقاومة حتى لو أرادت دولة الاحتلال العودة إلى العدوان، ويثير غضب وقلق المسؤولين الإسرائيليين من مشاهد علم فلسطين، والقدرة على التنظيم، وحماسة الحاضنة الشعبية التي أصابها ما لم يصب بشراً في هذا الزمان.

الإسرائيلي لا يجد نفسه متكافئاً إن هو قارن بين أحوال أسراه وأحوال الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون كيانه، والمفرج عنهم إن كان العالم لم يشعر بالقلق إزاء السياسة الاحتلالية التي تتعامل مع آلاف الأسرى الفلسطينيين منذ عقود، فإن هذا الملفّ ينطوي على صفحات سوداء تخالف كلّ قوانين وقيم الدنيا.

فقط يُستثار المجتمع الدولي، بقوّة حين تتعرّض دولة الاحتلال لخطر ما، ولكنه لا يُستثار بالقدر الكافي إلّا حين ترتكب الأخيرة جرائم حرب إبادة عنصرية، تفقأ دلالاتها عيون العميان.

لا يتحرّك المجتمع الدولي، والمقصود به الفاعلون الحاضنون والداعمون للمشروع الاستعماري، حين يتعرّض الأسرى الفلسطينيون للتعذيب، والاحتجاز من دون محاكمة «الاعتقال الإداري» مع غياب الرعاية الصحية، ونقص الطعام ومياه الشرب والاستحمام، والحق في الزيارة.

يومياً، تعتقل دولة الاحتلال عشرات الفلسطينيين في الضفة الغربية، واعتقلت الآلاف من القطاع خلال حربها الوحشية، بمن في ذلك الأطباء والطواقم الطبية، وعمّال البلديات، ومنتسبو «الدفاع المدني»، أكثر من 250 شهيداً من الأسرى الفلسطينيين قضوا في السجون تحت التعذيب، ونتيجة الإهمال الطبّي، ويخضعونهم للتجارب.

لا تزال صورة الدكتور حسام أبو صفيّة، مدير مستشفى كمال عدوان، ماثلة في الأذهان، وهو يمضي على قدميه نحو الدبابة الإسرائيلية التي قام طاقمها باعتقاله وتعذيبه، ولم يكن نموذجاً حصرياً.

بالتأكيد لا تثير مشاهد الأسرى الفلسطينيين الذين تمّ الإفراج عنهم أي مشاعر أو مواقف إنسانية لدى المؤسّسة العسكرية والأمنية والسياسة الاحتلالية الإسرائيلية.

في الدفعة الأخيرة من الأسرى، 6 منهم، تمّ تحويلهم مباشرة إلى المستشفيات بسبب حالتهم الصحية المزرية، وقبل أن يتمكنوا من معانقة أهليهم وأحبّائهم.

تسمح آلة القتل، لذوي أسراهم أن يحتفلوا كما يشاؤون وتمنع الفلسطينيين من أبسط مظاهر الاحتفال، تحت تهديد الاعتقال، بل إن جيش الاحتلال يقوم بدهم منازل بعض الأسرى، قبل أن يتمّ الإفراج عنهم، لتحذيرهم حتى من تناول الحلوى.

(الأيام الفلسطينية)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطيني المقاومة فلسطين غزة الاحتلال المقاومة مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة أفكار سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأسرى الفلسطینیین دولة الاحتلال الإفراج عنهم الإفراج عن من الأسرى

إقرأ أيضاً:

المزارع الاستيطانية تغزو الضفة الغربية للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين

تشهد الضفة الغربية، خلال الأعوام القليلة الماضية، طفرة لافتة في بناء "المزارع الاستيطانية"، التي باتت تمثل إحدى أبرز أدوات توسع الاحتلال في المنطقة المصنفة ج وسط دعم من حكومة الاحتلال وتنفيذ بصورة سرية.

ووفق تقرير لمجموعة "تامررور" البحثية، التي يرأسها الضابط السابق في جيش الاحتلال شاؤول أريئيلي، ارتفع عدد هذه المزارع من صفر في عام 2021 إلى 133 مزرعة منتشرة حاليا في أنحاء الضفة، في زيادة وصفت بأنها غير مسبوقة من حيث السرعة والمساحة.

وبحسب التقرير، لم يتوقف التوسع عند إنشاء المزارع، بل شمل أيضا سيطرة متزايدة على الأراضي الرعوية. ففي عام 2020، بلغ حجم الأراضي التي تسيطر عليها المزارع نحو 312 كيلومترا مربعا. أما اليوم، وبحسب التقديرات غير الرسمية، فإن هذه المزارع تسيطر على نحو 786 كيلومترا مربعا من أراضي الضفة الغربية، أي ما يعادل قرابة نصف الأراضي المصنفة ج.



وتعتمد هذه المزارع، إلى جانب النشاط الزراعي، على نشر قطعان الماشية لتوسيع نطاق الاستيلاء على الأرض فعليا.

ويحظى هذا النوع من الاستيطان بدعم واضح من وزارتي الحرب والاستيطان في حكومة الاحتلال الحالية، فقد وصفت وزيرة الاستيطان أوريت ستروك هذه المزارع بأنها "معاقل وطنية تحمي المساحات المفتوحة"، مشيرة إلى أنها تسهم في إحباط ما تسميه "البناء الفلسطيني غير القانوني" في المنطقة ج، وفق وصفها

ومن جهته، يعمل وزير مالية الاحتلال المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، الذي يمتلك صلاحيات واسعة في إدارة شؤون الضفة الغربية، على إعلان المزيد من المناطق كأراضي دولة، ما يفتح الباب أمام توسيع إضافي في المزارع والمستوطنات.

ورغم السرية التي تحيط بالمشروع من قبل جهات الاحتلال، تتفق مصادر من اليسار الإسرائيلي ومنظمات حقوقية فلسطينية على خطورة هذا التحول.وتعتبرها كوسيلة لطرد الفلسطينيين وقطع التواصل الجغرافي بين التجمعات السكانية في الضفة، تمهيدا لإفشال أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا بحسب صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية.

ويؤكد التقرير أن التوسع بلغ مستويات يصعب التراجع عنها، نظرا للسيطرة الفعلية التي باتت تفرضها هذه المزارع على مساحات واسعة من الأرض، لا سيما في مناطق الضفة الغربية وشمال غور الأردن.

مقالات مشابهة

  • القسام تبث مشاهد قنص وكمين بمدينة غزة في ثالث عمليات حجارة داود
  • المزارع الاستيطانية تغزو الضفة الغربية للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين
  • القسام تنشر مشاهد من استهدافمستعربين تابعين لجيش الاحتلال شرق مدينة رفح
  • كمين لـالقسام يقتل ويجرح قوة من المستعربين في رفح (شاهد)
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • روسيا: الهجمات الإسرائيلية على غزة بمثابة "عقاب جماعي للسكان المدنيين"
  • المغرب ومصر ينددان بالاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • بالصور.. الكهوف في حياة الفلسطينيين
  • القسام تطلق حجارة داوود ضد قوات الاحتلال في بيت لاهيا.. دبابة تشتعل (شاهد)