لبنان ٢٤:
2025-08-02@23:50:57 GMT

غياب التيار الوطني الحر عن الحكومة... تراجع تاريخي

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT


تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة قبل يومين، دون مشاركة التيار الوطني الحر لأول مرة منذ عام 2009، يُعدّ علامة فارقة في المشهد السياسي اللبناني، ليس فقط لأنه يُنهي حضوراً مستمراً لأكثر من عقد، بل لأنه كشف عن هامشية "التيار" وضعفه، حتى أن أحداً لم يُعبّر عن قلقٍ من قدرته على تعطيل التشكيل الحكومي، رغم تاريخه الطويل في استخدام أدوات الضغط السياسي.

هذا الواقع يُلخّص تراجعاً متعدد الأبعاد، بدأ شعبياً وانتهى بفقدان الحليف الاستراتيجي.

يُعتبر تآكل القاعدة الشعبية ل"التيار" العامل الأول في تراجعه. فبعد سنوات من الهيمنة على تمثيل المسيحيين، بدأ "التيار" يفقد بريقه تدريجياً، خاصة بعد تعثُّر وعوده بالإصلاح ومحاربة الفساد، كما كشفت الأزمة الاقتصادية التي ضربت البلاد منذ 2019 عجزه عن تقديم حلول، بل زادت الاتهامات له بالانغماس في المحاصصة.

 الانتخابات النيابية الأخيرة (2022) كانت صفعةً أخرى، حيث خسر عدداً من المقاعد لصالح قوى معارضة، ما عكس تحوُّلاً في رأي الناخب المسيحي، الذي لم يعد يرى في "التيار "الضامن الوحيد" لمصالحه.

 
لم يقتصر الأمر على خسارة الشارع، بل امتد الى النواب. فالكَتَلة النيابية، التي كانت تُشكّل رقماً صعباً في البرلمان، شهدت انهياراً تدريجياً مع استقالة عدد من نوابه، بسبب خلافات داخلية أو احتجاجاً على سياسات القيادة. هذا التقلص حدّ من قدرة"التيار" على فرض أجندته، أو حتى التهديد بـ"عَرقلة" العمل النيابي، مما قلّل من وزنه في المفاوضات الأخيرة حول التشكيلة الحكومية.


أضف الى ذلك تصاعدت الموجة الغاضبة ضد "التيار" مع اندلاع انتفاضة تشرين 2019، والتي اتهمته بأنه جزء من الطبقة السياسية . لكن الذروة جاءت بعد انفجار مرفأ بيروت (2020)، حيث تحوّل "التيار" إلى هدفٍ رئيسي للاحتجاجات. لم يتمكن "التيار" من إدارة الأزمة، بل زادت تصريحات قيادته الاستفزازية من الاحتقان، مما دفعه إلى خسارة حتى المؤيدين التقليديين.


لقذ كان تحالف "التيار" مع حزب الله منذ 2006 بمثابة "ورقة ضغط" أساسية، حيث استخدم الحزب نفوذه لتعطيل الحكومات أو البرلمان كلما تعرّض التيار للإقصاء. لكن التوترات بين الطرفين، خاصة حول الملفات الاقتصادية وقضايا الفساد، وصلت إلى مرحلة القطيعة العلنية. انسحاب الحزب من دعم مطالب "التيار"في المفاوضات الحكومية الأخيرة، بيّن أن التحالف لم يعد مقدساً، مما سلَب التيار آخر أدواته الفاعلة.

غياب التيار الوطني الحر عن الحكومة ليس مجرد تغييرٌ في تحالفات، بل مؤشر على تحوُّلات أعمق في النظام الطائفي اللبناني. تراجعه يفتح الباب أمام قوى مسيحية جديدة، وربما يُعيد رسم التحالفات التقليدية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية

واتفق الجانبان على تشكيل لجان لإعادة تقييم الاتفاقيات السابقة وإطلاق حوار شامل حول التعاون المستقبلي.

وأكدت روسيا دعمها لوحدة الأراضي السورية ورفضها للاعتداءات الإسرائيلية، فيما تبقى ملفات القواعد العسكرية والعدالة الانتقالية محور مناقشات معقدة مستقبلية.

1/8/2025-|آخر تحديث: 01:34 (توقيت مكة)

مقالات مشابهة

  • إطلاق التيار الكهربي لأعمدة الإنارة بطريق جمال عبد الناصر ببور فؤاد.. صور
  • رغم شدة الحر.. لا درجات خمسينية في مدن العراق اليوم (جدول)
  • يوسف الشريف يعود إلى دراما رمضان بعد غياب 5 سنوات
  • داء لايم يُلاحق نجم البوب جاستن تيمبرليك ويبرر تراجع أدائه في جولته الأخيرة
  • غدا.. فصل التيار الكهربائي عن 8 مناطق بنطاق مدينة فرشوط بقنا
  • لقاء تاريخي في موسكو لإعادة تشكيل العلاقات الروسية-السورية
  • الفنان خالد سليم لـ الأسبوع: جمهوري السكندري استثنائي وسعيد بالعودة بعد غياب عامين
  • غياب الاستراتيجية الدفاعية رسالة صامتة في خطاب عون
  • سكان تعز يواجهون العطش بمياه ملوثة وسط غياب الرقابة
  • فصل التيار الكهربائي عن 9 مناطق ببورسعيد غدًا لإجراء أعمال الصيانة