في يناير/كانون الثاني 2025 التقط تلسكوب جيمس ويب الفضائي صورة غير مسبوقة لـ"إتش إتش 30″، وهو جرم يحتوي على قرص كوكبي أولي دوار يقع على بعد نحو 477 سنة ضوئية من الأرض، وقد نشرت هذه الصورة مؤخرا، ويعتقد العلماء أنها توفر معلومات قيمة عن المراحل المبكرة من تكوين النجوم والكواكب.

نعرف أن النجوم تنشأ في قلب السحب الزاخرة بعنصر الهيدروجين، ويحدث في بعض الأحيان أن تكون السحابة المحيطة بالنجم كبيرة، فتترك حوله قرصا من الغاز والغبار، وإذا كان هذا القرص كثيفا بما فيه الكفاية فقد يبقى جزء منه ليساعد على تكوّن الكواكب، وهنا يسمى "القرص الكوكبي الأولي"، وبوجوده تبدأ مجموعة شمسية حياتها.

ما تره أمامك في الصورة يشبه ماضي الشمس قبل نحو 4.5 مليارات سنة، إذ تشكل حولها قرص كوكبي دوار سيحتاج إلى ملايين السنوات حتى تتمايز مكوناته من الكواكب شيئا فشيئا.

وتكمن أهمية "إتش إتش 30" في أنه يمثل نموذجا أوليا لدراسة تلك الأقراص الكوكبية الأولية، إذ يسمح اتجاهه الذي يبدو لنا من الجانب لعلماء الفلك بمراقبة بنية القرص وسلوك حبيبات الغبار داخله، ويعد فهم هذه الجوانب أمرا بالغ الأهمية لفهم العمليات التي تؤدي إلى تكوين الكواكب.

صورة سابقة من مرصد هابل لـ"إتش إتش 30″ تظهر فيها نفاثات واضحة صادرة من النجم الواقع في قلب القرص (ناسا) حبيبات الغبار الأولى

ولبناء تلك الصورة استخدم فريق دولي من علماء الفلك أدوات جيمس ويب المتقدمة لمراقبة "إتش إتش 30″، ومن خلال الجمع بين هذه الأرصاد والبيانات من تلسكوب هابل الفضائي ومرصد مجموعة أتاكاما الكبيرة للمليمتر/ تحت المليمتر أجرى الفريق دراسة شاملة لهذا النظام الكوكبي.

إعلان

وكشفت الدراسة -التي نشرها الفريق في دورية "أستروفيزيكال جورنال"- أن حبيبات الغبار بحجم أقل من المليمتر تتركز في منطقة ضيقة على طول المستوى المركزي للقرص.

في المقابل، كشفت بيانات الأشعة تحت الحمراء لجيمس ويب عن وجود حبيبات غبار أصغر بحجم مليون جزء من المتر تقريبا موزعة في جميع أنحاء القرص.

هذا التمايز في حجم حبيبات الغبار وتوزيعها يوفر للعلماء رؤى ثاقبة عن عمليات ترسيب الغبار وهجرته داخل الأقراص الكوكبية الأولية، وبالتبعية تعزز فهمنا للمراحل المبكرة من تكوين النجوم والكواكب.

ومن خلال دراسة توزيع وسلوك حبيبات الغبار في مثل هذه الأقراص يمكن لعلماء الفلك استنتاج الظروف والعمليات التي تؤدي إلى تكوين الأنظمة الكوكبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

العُلا في الصيف.. وجهة مفضّلة للمصورين ومحبي الفلك من أنحاء العالم

تواصل محافظة العُلا ترسيخ مكانتها بصفتها إحدى أبرز الوجهات الصيفية لعشاق التصوير ومحبي الفلك، لما تزخر به من طبيعة استثنائية وسماء صافية تخلو من التلوث الضوئي، ما يجعلها ميدانًا مثاليًا للعدسات والتلسكوبات، وبيئة محفزة على الإبداع والتأمل العلمي والفني.

 

وتُعدّ محمية الغراميل وصخرة القوس، إلى جانب عدد من التكوينات الطبيعية في عمق الصحراء، مواقع فريدة تجذب المصورين من داخل المملكة وخارجها، لتوثيق المشاهد الليلية وتصوير النجوم والمجرات، وتضفي التضاريس الصخرية، حين تتداخل مع ألوان الغروب وسكون الليل، مشاهد آسرة تمزج بين جمالية الأرض واتساع السماء.

 

وفي هذا السياق، تبرز “منارة العُلا” التابعة للهيئة الملكية لمحافظة العُلا، بصفتها مركزًا رائدًا لعلوم الفلك، يجمع بين المعرفة السماوية القديمة والاستكشافات العلمية الحديثة، وتقدّم المنارة برامج وورشًا متخصصة في الرصد الفلكي والتصوير الليلي، إلى جانب جلسات تفاعلية وفعاليات مفتوحة تُسهم في تعزيز الثقافة الفلكية ورفع الوعي بجمال الكون.

وتُوّجت هذه الجهود بحصول “منارة العُلا” ومحمية الغراميل على اعتماد رسمي من منظمة DarkSky International، لتكون أول مواقع “السماء المظلمة” المعتمدة في المملكة والخليج، في خطوة تعكس التزام الهيئة الملكية بتطوير السياحة الفلكية والحد من التلوث الضوئي.

اقرأ أيضاًالمنوعاتالصين تطور مسيّرة تجسس بحجم بعوضة

وفي سياق متصل، التقت وكالة الأنباء السعودية عددًا من المصورين القادمين من دول مختلفة، الذين عبّروا عن إعجابهم الشديد ببيئة العُلا الفريدة، مؤكدين أن ما توفره من ظروف طبيعية وإمكانات تنظيمية، يجعلها من أبرز الوجهات العالمية لتصوير السماء واستكشاف النجوم.

وتُسهم المبادرات السياحية والفنية المتنوعة في العُلا في إثراء تجربة الزائر، عبر تجهيز مواقع للتخييم الليلي، وتوفير مرشدين متخصصين، وتنظيم أنشطة تدمج بين الطبيعة والعلوم الفلكية، ما يمنح الزوار تجربة متكاملة تنطلق من الأرض نحو أعماق السماء.

 

بهذا التلاقي الفريد بين الجغرافيا والفضاء، ترسّخ العُلا حضورها بصفتها وجهة صيفية استثنائية، تجمع بين فتنة المشهد ومتعة الاكتشاف، في تجربة تأسر عشاق العدسة والنجوم على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • هشة ولذيذة .. طريقة عمل القرص الطرية الهشة
  • رادار المرور يلتقط 1107 سيارات تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة
  • مليون شاب دون تكوين أو تمدرس أو شغل... السكوري: أعداد "NEET" تشهد تراكما مقلقا
  • تكوين مهني: إدراج 14 تخصصا جديدا يتعلق بالصيانة الصناعية خلال الدخول القادم
  • كتلة هوائية معتدلة تجلب الغبار وتلطف الأجواء شمالي العراق
  • صور| "رياح البوارح" تثير الغبار على 12 محافظة بالشرقية حتى 7 مساءً
  • العُلا في الصيف.. وجهة مفضّلة للمصورين ومحبي الفلك من أنحاء العالم
  • الذهب يلتقط أنفاسه بعد هبوط حاد مدعوماً بتراجع الدولار وتحسّن الآفاق العالمية**
  • هنري جولدين: تجسيد شخصية جيمس بوند كابوس لكل ممثل.. ربما أنا فقط جبان
  • ليبرون جيمس يمدد عقده مع ليكرز