موقع حيروت الإخباري:
2025-12-12@13:41:29 GMT

عن الاستيطان المزدوج

تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT

عن الاستيطان المزدوج

كتب / أزال عمر الجاوي

 

نظرة الصهيونية المسيحية إلى التطبيع بين إسرائيل والسعودية ليست مجرد إقامة علاقات دبلوماسية وتجارية طبيعية بين البلدين، بل يرونها خطوة أولى لكسر حاجز التضامن والحماية بين العرب والمسلمين وأرض الحرمين. الهدف البعيد هو جعل الاقتطاع من أراضي الحرمين مستقبلاً مجرد حدث عادي لا يستدعي أي رد فعل، خاصة وأنهم يعتقدون أن التوسع شرقًا نحو الأردن وسوريا، وغربًا نحو سيناء، لم يعد يواجه عوائق حقيقية.

 

على مدى ثلاثة عقود تقريبًا، سعت بعض أقطاب المسيحية الإنجيلية إلى دراسة بدائل لرفض معظم اليهود الهجرة إلى “أرض الميعاد”، وهو ما أدى، من وجهة نظرهم، إلى تأخر تحقيق دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، وبالتالي تأخر عودة المسيح بحسب معتقداتهم.

 

توصلوا إلى فكرة جديدة يمكن تسميتها بـ “الاستيطان المزدوج”، تقوم على حث المسيحيين الإنجيليين (الصهاينة) على الهجرة إلى المنطقة والسيطرة على الأراضي بين النهرين واستيطانها جنبًا إلى جنب مع اليهود، بهدف تسهيل عودة بقية اليهود مستقبلاً. وقد تم تجربة هذا المخطط بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، حيث سمح بهجرة بعض المسيحيين من الجمهوريات السوفييتية المنهارة إلى فلسطين المحتلة، ونجحت التجربة من خلال دمجهم في المجتمع الاستيطاني هناك.

 

اليوم تأتي خطة ترامب بفكرة ترحيل الفلسطينيين من غزة وإحلال آخرين من مختلف أنحاء العالم، وهي خطة لم يستوعبها العرب أو العالم في سياقها الحقيقي. في الواقع، هذه الخطة تمثل تنفيذًا عمليًا لما يسمى “صفقة القرن” أو “الاتفاقات الإبراهيمية”، والتي تهدف في محصلتها النهائية إلى خلق “الاستيطان المزدوج” من النيل إلى الفرات، وجنوبًا إلى عمق بلاد الحرمين الشريفين.

 

ما قلناه دائمًا ونكرره هنا ان العرب أمام “ساعة الحقيقة”، وخياراتهم محدودة، إما المقاومة أو الاندثار، تمامًا كما حدث للهنود الحمر وسكان أستراليا وغيرهم من الشعوب التي لم تدرك أو تقاوم الاستعمار الاستيطاني.

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

محللون: نتنياهو سيواصل التهام الضفة وواشنطن ليست جادة بشأن الاستيطان

في الوقت الذي يستعد فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة نهاية الشهر الجاري، تواصل حكومته توسيع عمليات الاستيطان والضم في الضفة الغربية المحتلة لإلغاء الوجود الفلسطيني بها ووأد أي أمل في تنفيذ حل الدولتين الذي يقول محللون إن تطبيقه بات مستحيلا.

ففي آخر تصعيد للعمليات بالضفة، نفذت قوات الاحتلال مداهمات واعتقلت عشرات الفلسطينيين وهدمت منازل في أريحا وطوباس ونابلس الخليل ورام الله.

وتبدو حكومة نتنياهو -المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية– عازمة على فرض سياسة الأمر الواقع في الضفة حيث قررت مؤخرا منح 8 بؤر استيطانية عشوائية رموزا بلدية تمهيدا لتقنينها، في حين أعلن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش اعتمادات ضخمة لتعزيز الاستيطان.

ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قطعت حكومة نتنياهو أشواطا كبيرة لتعزيز السيطرة على الضفة تحت مظلة الاحتياجات الأمنية، وهو ما يجعل حديث واشنطن عن رفض هذا الأمر غير واقعي، كما يقول الباحث السياسي الفلسطيني الدكتور عادل شديد.

فالحكومة المسماة بحكومة المستوطنين -كما قال شديد في برنامج "ما وراء الخبر"- تسعى لاستغلال ما حدث في غزة لتمكين مشروعها القومي بالضفة، وترجمة شعار إلغاء الوجود الفلسطيني مقابل تعزيز الوجود الإسرائيلي.

إنهاء الوجود الفلسطيني

ويجري العمل على هذا الواقع الجديد -حسب الأكاديمي الفلسطيني- عبر تحويل كافة المدن والبلدات والمخيمات إلى جزر معزولة ومحاصَرة في محيط واسع من الوجود الإسرائيلي السكاني والأمني.

وتسيطر إسرائيل حاليا على ثلثي مساحة الضفة، وتعمل على ربط كافة التجمعات الإسرائيلية تزامنا مع تفكيك نظيرتها الفلسطينية، وهو ما يجعل إقامة دولة فلسطينية في هذا المكان أمرا مستحيلا من الناحية العملية، كما يقول شديد.

في المقابل، يقول الخبير في الشؤون الدولية بول ديفيز، إن حل الدولتين لا يزال قائما وإن الولايات المتحدة متمسكة، وإن إسرائيل تحاول فقط الحصول على ضمانات أمنية لأنها "قدمت الأرض مقابل السلام في غزة لكنها لم تحصل على ما تريد".

إعلان

لذلك، تعمل الخارجية الأميركية حاليا على وقف عمليات الاستيطان وضمان احتياجات إسرائيل الأمنية من خلال تعزيز صلاحيات السلطة الفلسطينية لأنها قادرة على القيام بهذه المهمة، برأي ديفيز.

ويمكن تطبيق حل الدولتين من خلال منح الضفة الغربية حكما ذاتيا كما كان الوضع في غزة، بحيث تصبح السلطة الفلسطينية قادرة على ممارسة صلاحياتها فيها، حسب ديفيز، الذي يعتقد أن يرفع الرئيس دونالد ترامب  شعار "كفى، تعالوا نجلس ونبحث عن حل" في وجه نتنياهو خلال زيارته المرتقبة لواشنطن.

لكن ترامب لم يعلن أبدا نيته إقامة دولة فلسطينية، بل ولم يذكر هذا المصطلح في أيّ من خطاباته لا هو ولا أي مسؤول في إدارته، كما يقول الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي.

ولو كانت واشنطن راغبة في وقف ضم الضفة، لما سمحت لإسرائيل ببناء 22 مستوطنة وإقامة 122 بؤرة استطانية جديدة خلال فترة الحرب، وفق البرغوثي، الذي أشار إلى إعلان جيش الاحتلال، الاثنين، عن إنشاء 100 بؤرة زراعية جديدة.

حديث غير جاد

كما صادرت إسرائيل 32% من أرض الضفة المحتلة وهجرت 62 تجمعا سكانيا عبر الإرهاب الذي يمارسه المستوطنون، وألقت اتفاق أوسلو في سلة المهلات، وفرّغت الحكم الذاتي للسلطة من مضمونه دون أي موقف أميركي جاد، وفق البرغوثي، الذي لا يصدق أي حديث عن حل الدولتين ما لم يكن مقرونا بعقوبات رادعة لإجبار إسرائيل عليه.

وحتى القرار الذي أصدرته إدارة باراك أوباما من مجلس الأمن الدولي، والذي يجرّم عمليات الاستيطان في الضفة "لا تقوم إدارة ترامب بتفعيله"، مما يعني -برأي البرغوثي- أنها غير صادقة في حديثها بشأن الضفة.

ومع ذلك، يعتقد الخبير في الشؤون الدولية بول ديفيز أن ترامب سيوقف نتنياهو عند هذه النقطة لأنه يريد القيام بكثير من الأمور في الشرق، وأنه لن يكون قادرا على القيام بها ما لم تتوقف إسرائيل عن ضم غزة والضفة وتتخذ خطوات من أجل السلام.

ورد شديد على هذا الحديث بقوله إن السلام الذي يريده نتنياهو يقوم على محو الوجود الفلسطيني، وهو ما يتجلى عمليا في شوارع الضفة التي اختفت منها الأسماء العربية مقابل انتشار الأسماء والإشارات العبرية.

فقد تم تخصيص 7 مليارات شكل (2.2 مليار دولار) لإقامة شبكة طرق جديدة تخدم 70 ألف مستوطن بالضفة، أي 1% من تعداد الاسرائيليين، وهذا يعني خلق واقع جديد يجعل حياة الفلسطيني مستحيلة، كما يقول.

وحتى لو سمع نتنياهو كلاما مختلفا خلال وجوده في واشنطن، فإنه سيراوغ وسيواصل تعزيز الأمر الواقع، لأنه يريد تحقيق أكبر قدر من المكاسب في كل الجبهات خلال وجود ترامب في البيت الأبيض، كما يقول شديد.

مقالات مشابهة

  • هيئة الكتاب تصدر جزءًا جديدًا من «تاريخ الدول والملوك» لابن الفرات ضمن سلسلة التراث الحضاري
  • "التعاون الإسلامي" تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • “التعاون الإسلامي” تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية
  • منظمة التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة الغربية
  • رئاسة السلطة الفلسطينية تعلق على التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية
  • الرئاسة الفلسطينية: التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية سيشعل المنطقة
  • التعاون الإسلامي تدين خطط الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في الضفة
  • إلا اليهود الإشكناز والصينيين.. تحقيق أمريكي موسع في قتل لقاحات كوفيد لــ10 رضع
  • محللون: نتنياهو سيواصل التهام الضفة وواشنطن ليست جادة بشأن الاستيطان
  • عبر الخريطة التفاعلية.. الاستيطان يتوسّع بوتيرة قياسية بالضفة الغربية