رفع حزب "أومكونتو وي سيزوي" الجنوب أفريقي قضية خيانة ضد منظمة "أفري فوروم" التي يقودها الأفريكانيون الذين يدافعون عن حقوق الأقلية البيضاء.

وتجمع عدد من أنصار الحزب أمام مقر الشرطة المركزي في كيب تاون ورفعوا شعارات مناهضة للفصل العنصري، كما هتفوا بعبارات وأغان تمجد الحرية والمساواة.

وأودع الحزب عريضة لدى الشرطة تطالب بفتح محاضر تحقيق ضد "أفري فورم" التي يتهمها بالخيانة والعمل على تكريس العنصرية.

وجاءت اتهامات الحزب للمنظمة في سياق معارضة قوية يقودها الأفريكانيون ضد قانون استصدار الأرض الذي أقرته الحكومة في جنوب أفريقيا، وكان سببا في عقوبات أميركية ضد حكومة سيريل رامافوزا.

وقال القيادي في الحزب جون هلوف إن جماعة "الأفريكانيين" ارتكبت الخيانة لأنها تآمرت ضد الحكومة.

 وأضاف أن القرار الذي أصدره الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضد جنوب أفريقيا كان بسبب التصريحات والادعاءات الكاذبة التي روجت لها منظمة أفري فورم.

وكانت مجموعة الأفريكانيين قامت بحملة إعلامية ضد قانون مصادرة الأراضي المملوكة للبيض الذي أقرته الحكومة في جنوب أفريقيا.

وسجلت المنظمة حضورا إعلاميا لمناهضة قانون استعادة الأرض في وسائل إعلام أميركية. وقالت إنه يستهدف الأقليات المنحدرة من مجتمعات البيض.

إعلان

ووقع الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم الجمعة الماضي أمرا تنفيذيا يقضي بخفض المساعدات الأميركية لجنوب أفريقيا.

وتضمن القرار قبول الولايات المتحدة توطنين الأفريكانيين "الذين أصبحوا عرضة للتمييز العنصري"، وفق القرار.

وألقى حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم باللوم على منظمة "أفري فوروم" واعتبرها السبب الرئيسي في قرار ترامب.

ادعاءات سخيفة

من جانبها، رفضت منظمة أفري فورم صحة الادعاءات التي تقدم بها حزب أومكونتو. وقالت إن القرار في شأنها يعود إلى القضاء.

وفي بيان موجه للرأي العام، قال كالي كرييل الرئيس التنفيذي للمنظمة إن الادعاءات التي تقدم بها الحزب هي ادعاءات سخيفة ولا تمت للحقيقة بصلة.

وأضاف أنه من واجب المجتمع المدني تسليط الضوء على القوانين والتشريعات التي تتعارض مع رفاهية المواطنين.

وفي وقت سابق أعرب الرئيس التنفيذي للمنظمة عن رفضه لخيار الهجرة وإعادة التوطين الذي طرحه الرئيس الأميركي، معتبرا أنه مهدد للهوية الثقافية للأفريكانيين.

ويشار إلى أن حزب أومكونتو وي سيزوي الذي قام برفع الدعوى ضد منظمة أفري فورم هو حزب حديث النشأة تأسس في ديسمبر/كانون الأول 2023 وأصبح محسوبا على الرئيس السابق جاكوب زوما.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات جنوب أفریقیا

إقرأ أيضاً:

هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟

اتهم ناشطون ومنظمات حقوقية إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنها تتعامل مع دول أفريقية كمواقع للتخلص من المُرحلين، بعد أن تم ترحيل 5 رجال من الولايات المتحدة إلى مملكة إسواتيني الصغيرة.

ففي 16 يوليو/تموز الحالي، وصلت طائرة تقل رجالا من فيتنام وجامايكا ولاوس وكوبا واليمن -جميعهم مُدانون بجرائم خطيرة في الولايات المتحدة- إلى إسواتيني، آخر ملكية مطلقة في أفريقيا. وجاءت هذه الترحيلات ضمن خطة ترامب لنقل المُرحلين إلى "دول ثالثة" بعدما رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.

وتعد إسواتيني ثاني دولة أفريقية تستقبل مدانين مرحلين من الولايات المتحدة، بعد إعلان واشنطن في وقت سابق هذا الشهر عن ترحيل 8 "أشخاص بربريين"، وفق وصف مسؤول أميركي، إلى جنوب السودان الذي يعاني من نزاعات.

وفي الشهر الماضي، سمحت المحكمة العليا الأميركية بترحيل أجانب إلى دول لا تربطهم بها صلة مباشرة. ومنذ ذلك الحين، أعربت منظمات دولية وجماعات مدنية في أفريقيا عن قلقها من انتهاكات محتملة لحقوق الإنسان.

وقال وانديلي دلودلو نائب رئيس "حركة الشعب المتحدة من أجل الديمقراطية" -أكبر حركة معارضة في إسواتيني والممنوعة رسميا- لقناة الجزيرة: "تتعامل الحكومة الأميركية معنا كمكب نفايات للمجرمين، وتُهين كرامة الإيماسواتي".

من هم الرجال الخمسة الذين رحّلهم ترامب إلى إسواتيني؟

قالت تريشا ماكلولين، مساعدة وزير الأمن الداخلي الأميركي، إن الرحلة التي نُفذت إلى إسواتيني حملت "أشخاصا بربريين لدرجة أن بلدانهم الأصلية رفضت استقبالهم".

وأضافت عبر منصة إكس: "لقد كانوا يُرهبون المجتمعات الأميركية. لكن بفضل ترامب، لم يعودوا على الأراضي الأميركية".

وأوضحت ماكلولين أن الرجال يحملون جنسيات فيتنام، وجامايكا، ولاوس، وكوبا، واليمن، وقد أُدينوا بجرائم تشمل اغتصاب أطفال، وقتلا، وسرقة، وانتماء إلى عصابات، وجرائم عنف أخرى، وتلقى بعضهم أحكاما بالسجن تصل إلى 25 عاما.

ما الاتفاق الذي أبرمته إدارة ترامب مع إسواتيني؟

فاز ترامب في انتخابات العام الماضي مستندا إلى حملة انتخابية ركزت على الترحيل الجماعي. ومنذ ذلك الحين، تفاوضت إدارته مع دول عدة -من بينها إسواتيني- بشأن اتفاق يسمح بترحيل مُدانين رفضت دولهم الأصلية استقبالهم.

إعلان

وقالت تابييلي مدلولي، المتحدثة باسم حكومة إسواتيني بالوكالة، إن الاتفاق جاء بعد "أشهر من الاتصالات الرفيعة المستوى"، رغم أن بنوده لا تزال سرية.

وأضافت أن المملكة ستتعاون مع البيت الأبيض والمنظمة الدولية للهجرة "لتسهيل ترحيل هؤلاء النزلاء إلى بلدانهم الأصلية"، لكنها أشارت إلى عدم وجود جدول زمني محدد لذلك.

وقال دانيال أكيش، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية بشأن جنوب السودان، للجزيرة، إن بعض الحكومات الأفريقية توافق على استقبال المُرحلين في "بادرة حسن نية لتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة"، لكنها -وفق رأيه- "تتغاضى ضمنيًا عن المخاوف الحقوقية وعدم الشفافية بشأن حماية سلامة المُرحلين".

واقترح أكيش أن يتعاون الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة مع الدول المستقبِلة لضمان مراقبة عمليات الترحيل واحترام الحقوق الإنسانية.

ملك إسواتيني مسواتي الثالث (الأناضول)ماذا نعرف عن إسواتيني؟

إسواتيني مملكة جبلية صغيرة غير ساحلية في جنوب القارة، تحدها جنوب أفريقيا وموزمبيق، وتُعد من آخر الملكيات المُطلقة في العالم. كانت تُعرف باسم "سوازيلاند" أثناء الاستعمار البريطاني، وتم تغيير اسمها إلى "إسواتيني" عام 2018 بقرار ملكي.

يحكم البلاد الملك مسواتي الثالث منذ عام 1986، ويبلغ من العمر 57 عاما. وقد تعرض لانتقادات بسبب قمع المعارضة السياسية.

ووفقا للبنك الدولي، يعيش أكثر من نصف سكان إسواتيني -البالغ عددهم 1.2 مليون نسمة- على أقل من 4 دولارات يوميا.

وتُقدر ثروة الملك بين 200 و500 مليون دولار، ويُقال إنه متزوج من 11 امرأة.

يرتكز اقتصاد البلاد على الزراعة، والتصنيع الخفيف، وقطاع السكر الذي يُمثل نحو 23% من صادراتها، أي نحو 477 مليون دولار في عام 2023.

خريطة إسواتيني (الجزيرة)ما موقف السكان من خطة ترامب؟

قال ناشطون وزعماء محليون إن الترحيل أثار غضبا واسعا. ووصف دلودلو الخطوة بأنها "تصرف مُخز ومضلل من قبل الملك وحكومته، في ظل أزمة صحية عامة غير مسبوقة".

وأضاف "الشعب يرى في هذا القرار إهانة لسيادته وسلامته الإقليمية. نطالب بإلغائه باعتباره غير قانوني وغير عقلاني".

كما أشار إلى أن السجون في إسواتيني تُعاني أصلا من الاكتظاظ، إذ تعمل بنسبة تفوق 170% من طاقتها.

وهددت بعض منظمات المجتمع المدني باتخاذ إجراءات قانونية ضد الحكومة بسبب قبولها المُرحلين، معتبرة أن هذا يُخالف القوانين المحلية، بما فيها "قانون خدمات الإصلاح".

ما الأسئلة المطروحة حول الاتفاق؟

قال المحلل كريس أوجونموديدي إن الاتفاق يُثير العديد من التساؤلات: ما الأساس القانوني للترحيل؟ وهل تم إبلاغ المُرحلين ومنحهم حق الاتصال القنصلي؟ ما مدة احتجازهم؟ وما شروط الاتفاق؟ وأضاف أن دولا مثل إسواتيني وجنوب السودان "لا تملك وزنا جيوسياسيا، وذلك يجعلها أكثر قابلية للضغوط الأميركية".

ما رد حكومة إسواتيني؟

قالت مدلولي في بيان رسمي إن الحكومة تؤكد لشعب المملكة أن وصول المُرحلين الخمسة "لا يُشكل تهديدا أمنيا".

وأضافت أنهم سيُحتجزون في وحدات معزولة داخل منشآت إصلاحية، مشيرة إلى أن المشاورات الثنائية مع البيت الأبيض شملت "تقييمات صارمة للمخاطر، واعتبارات دقيقة تتعلق بسلامة المواطنين".

ما الدول الأفريقية الأخرى التي يسعى ترامب للتفاوض معها؟

إضافة إلى إسواتيني وجنوب السودان، أجرى ترامب مناقشات مع قادة ليبيريا، والسنغال، وغينيا-بيساو، وموريتانيا، والغابون خلال قمة عقدت هذا الشهر في البيت الأبيض. تناولت المحادثات قضايا الهجرة، بما فيها ترحيل رعايا دول ثالثة.

إعلان

وصرح توم هومان، مستشار الحدود في إدارة ترامب، بأن الإدارة تسعى إلى عقد اتفاقيات مع "دول عدة" لاستقبال المُرحلين، مضيفًا "إذا كان هناك تهديد للأمن القومي، فلن نسمح لهم بالتجول في شوارعنا".

وأكدت رواندا أنها في محادثات مع إدارة ترامب لعقد اتفاق مماثل، في حين رفضت نيجيريا الضغوط الأميركية بهذا الشأن.

ترامب بحث مع عدد من الزعماء الأفارقة مسألة استقبال المرحلين (أسوشيتد برس)ما الدول الأخرى التي نظرت في سياسة الترحيل إلى "دول ثالثة"؟

المملكة المتحدة

درست بريطانيا هذه السياسة ضمن جهودها للحد من الهجرة غير النظامية، وأبرمت اتفاقا مع رواندا عام 2022 لترحيل طالبي اللجوء مقابل 370 مليون جنيه إسترليني. لكن المحكمة العليا البريطانية أبطلت الاتفاق عام 2023 بسبب "انتهاكه لحقوق الإنسان".

وفي محاولة لإعادة إحيائه، أقرت الحكومة "قانون أمان رواندا" عام 2024. وبعد فوز حزب العمال في انتخابات يوليو/تموز 2024، أعلن رئيس الوزراء كير ستارمر إنهاء الخطة، إلا أنه صرح في مايو/أيار الماضي بأنه يُجري محادثات مع دول عديدة بشأن إنشاء مراكز استقبال للمهاجرين غير النظاميين.

إسرائيل

بين 2013 و2018، طبقت إسرائيل سياسة مشابهة لترحيل طالبي لجوء أفارقة إلى دول مثل رواندا وأوغندا، مقابل 3500 دولار لكل من وافق على المغادرة.

لكن المحكمة العليا الإسرائيلية ألغت الخطة عام 2018، معتبرة أن الخطة تنتهك ما سمته التزامات تل أبيب بموجب اتفاقية اللاجئين.

وخلص المحلل أوجونموديدي إلى أن هذه السياسات تُمثل "تفويض مشكلة الهجرة لطرف خارجي"، مضيفا أن الولايات المتحدة اليوم "تستخدم سياسة العصا والجزرة لإجبار الدول على الرضوخ لمطالبها".

مقالات مشابهة

  • فيزا تفتتح أول مركز بيانات في أفريقيا باستثمار 57 مليون دولار
  • ترامب: يتهم حماس بسرقة المساعدات
  • سلاح الحزب على طاولة الحكومة... القرار الصعب يقترب
  • ترامب يتهم حماس بسرقة المساعدات المقدمة للفلسطينيين في غزة
  • أوباما يعيد نشر مقال يتهم إسرائيل بارتكاب جريمة التجويع في غزة
  • جيرمي كوربن يعود من بوابة الشباب.. هل يهدد الحزب الذي أخرجه؟
  • منتخب مصر لكرة السلة على الكراسي المتحركة يغادر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة العالم 3×3
  • الحزب الاشتراكي يبارك إعلان القوات المسلحة المرحلة الرابعة من إسناد غزة
  • مقتل موسيقي بجنوب أفريقيا يكشف تشابك الجريمة والسلطة والثروة
  • هل تتحول أفريقيا إلى مكبّ بشري للمبعدين من أميركا؟