خبراء: هكذا سيكون الرد المصري على اتهامات نتنياهو بشأن سكان غزة
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
القاهرةـ أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة غضب واسعة في القاهرة، حيث اتهم السلطات المصرية بتسهيل دخول الأثرياء من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية مقابل مبالغ مالية، بينما تُمنع الفئات الأخرى من العبور.
واستنكرت وزارة الخارجية المصرية -في بيان- تصريحات نتنياهو، ووصفتها بأنها "ادعاءات مضللة ومرفوضة، تتنافى مع الجهود التي تبذلها مصر منذ بدء العدوان على غزة".
وأوضح البيان أن "هذه التصريحات تهدف إلى تشتيت الانتباه عن الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة ضد المدنيين، وتدمير المنشآت الحيوية الفلسطينية، فضلا عن استخدام الحصار والتجويع كأداة حرب ضد المدنيين".
وجددت مصر "رفضها التام لأي تصريحات أو مخططات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني إلى مصر أو الأردن أو السعودية"، مؤكدة تضامنها الكامل مع أبناء غزة.
وكانت تقارير صحفية مصرية وغربية تحدثت عن حصول شركة "هلا"، المملوكة لرجل الأعمال إبراهيم العرجاني المقرب من السلطة، على مقابل يصل لآلاف الدولارات من الفلسطينيين الراغبين بالهروب من جحيم العدوان الإسرائيلي على القطاع.
أهداف نتنياهو وخيارات مصروصف سفير مصر السابق لدى تل أبيب حازم خيرت اتهامات نتنياهو للقاهرة بأنها "سخيفة وخاطئة"، معتبرا أنها تعكس فقدان رئيس الوزراء الإسرائيلي اتزانه السياسي، بسبب الأزمات الداخلية التي يواجهها، فضلا عن إدانته بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في غزة.
إعلانوأضاف خيرت -للجزيرة نت- أن "نتنياهو أصيب بحالة من الهستيريا بسبب الموقف المصري الصارم ضد مخطط تهجير الفلسطينيين، إذ يدرك أن مصر هي حجر الزاوية في إفشال هذا المشروع".
وأشار إلى أن هذه التصريحات تأتي أيضا في محاولة لصرف الأنظار عن جرائم الحرب التي ارتكبها في القطاع، مذكرا بأن نتنياهو "مطلوب للعدالة الدولية بموجب مذكرة توقيف صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية"، مؤكدا أنه "لا يوجد أي احتمال لأن يؤثر ابتزاز نتنياهو على موقف مصر المبدئي الرافض للتهجير وتصفية القضية الفلسطينية".
وبخصوص الرد المصري، قال خيرت إنه لن يقتصر على بيان وزارة الخارجية، بل سيتزامن مع خطوات أكثر قوة، من بينها زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى واشنطن، لحشد دعم دولي وإقليمي ضد مخطط التهجير، إلى جانب أن القاهرة تعمل على تدشين جبهة عربية ودولية تدعم الحقوق الفلسطينية المشروعة.
واختتم السفير المصري السابق بالتأكيد على أن "نتنياهو يدرك جيدا خطورة الموقف المصري على مخططاته، وهو ما دفعه إلى إطلاق هذه التصريحات الواهية التي يجب التعامل معها بحذر، دون إعطائها أهمية تفوق حجمها الحقيقي".
مخطط التهجيرمن جانبه، سخر اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق والخبير الإستراتيجي، من تصريحات نتنياهو "المطلوب للعدالة الدولية"، وقال للجزيرة نت إن الهدف من هذه التصريحات هو التشويش على الموقف مصر الرافض لمخطط التهجير، والتقليل من دورها في دعم صمود الفلسطينيين.
وتساءل سالم مستنكرا: هل في غزة أثرياء حتى تحصل مصر منهم على أموال مقابل مغادرتهم للقطاع؟ وهل بقي فيها سوى الخراب والدمار جراء الإبادة الجماعية التي ارتكبها الاحتلال؟
وأكد أن مصر لن تتوانى عن اتخاذ خطوات جادة لإفشال مخطط التهجير، من خلال الحوار مع واشنطن لتوضيح خطورة هذا المشروع على استقرار المنطقة ومعاهدة السلام، أو إقناع الإدارة الأميركية باستئناف جهود السلام وفق حل الدولتين والقرارات الدولية ذات الصلة.
إعلانأما أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة الإسكندرية أحمد فؤاد أنور، فرأى أن نتنياهو يسعى لتحميل مصر مسؤولية الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، رغم أن الاحتلال هو من يضع العراقيل أمام دخول المساعدات، حسب كلامه.
وقال للجزيرة نت إن مصر ستتخذ إجراءات عملية جادة لمواجهة مخطط التهجير، ومنها المشروع الذي طرحه رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى لإعادة إعمار غزة خلال 3 سنوات. وكذلك تعزيز مصر وجودها العسكري في سيناء حيث شهدت الأيام الماضية تحركات غير مسبوقة منذ اتفاقية فض الاشتباك الثاني.
وأكد أنور أن تعزيز قدرات الجيش المصري والاستعراضات المتتالية لقوته العسكرية هي بمثابة رسائل واضحة لإسرائيل وعامل ضغط على نتنياهو.
وعن التحرك المصري على المستويين الإقليمي والدولي، أوضح الأكاديمي أن القاهرة تسعى لتوحيد الموقف العربي خلال القمة العربية القادمة لمواجهة المخططات الإسرائيلية، وتعمل أيضا على التواصل مع الدول الصديقة في مجلس الأمن، مثل الصين وروسيا، لفضح مخطط إسرائيل وكشف جرائمها.
موقف حاسم
من جهته، قلل السفير معصوم مرزوق، مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، من أهمية تصريحات نتنياهو، وقال إنه كان يفضل أن تتجاهل وزارة الخارجية هذه الادعاءات، خاصة أنها تصدر عن شخص متهم بجرائم حرب ومطلوب للعدالة الدولية، ويعاني من أزمات سياسية داخلية، ومخاوف من فقدان السلطة ومواجهة المحاكمة بتهم الفساد والإبادة الجماعية.
وشدد مرزوق على أن الموقف المصري، وكذلك الموقف العربي، يجب أن يركز على السعي لاستعادة حقوق الشعب الفلسطيني، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، باعتباره السبيل الوحيد لاستقرار المنطقة.
وختم مرزوق حديثه للجزيرة نت بالتأكيد على أن اتهامات نتنياهو لن تؤثر على موقف مصر التاريخي من القضية الفلسطينية، وأن صمود الفلسطينيين، بدعم من مصر والدول العربية، قادر على إفشال مخططات التهجير والتصفية التي يسعى إليها نتنياهو واليمين الإسرائيلي المتطرف.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات هذه التصریحات مخطط التهجیر للجزیرة نت
إقرأ أيضاً:
صيغة اتفاق جديد بين ويتكوف وحماس وغموض بشأن الموقف الإسرائيلي
كشفت مصادر للجزيرة أن حركة المقاومة الإسلامية حماس توصلت مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف في الدوحة إلى صيغة اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وسط غموض بخصوص الموقف الإسرائيلي منه.
وتشمل هذه الصيغة -حسب المصادر- وقفا لإطلاق النار مدته 60 يوما والإفراج عن 10 أسرى على دفعتين وجثث مقابل أسرى فلسطينيين، إذ سيُفرج عن 5 أسرى إسرائيليين في اليوم الأول من الاتفاق وعن 5 آخرين في اليوم الـ60.
وأفادت المصادر للجزيرة، أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يضمن، حسب الاتفاق، وقف إطلاق النار خلال 60 يوما، وانسحاب القوات الإسرائيلية حسب اتفاق يناير/ كانون الثاني الماضي؛ مشيرة إلى أن الاتفاق ينص على رؤية لاستمرار وقف إطلاق النار بعد انتهاء 60 يوما، مع ضمان الوسطاء لتطبيق ذلك.
وقالت مصادر للجزيرة، إن الاتفاق يشمل ضمان إدخال المساعدات الإنسانية بشكل غير مشروط من اليوم الأول، وفق البرتوكول الانساني، بضمان أميركا والوسطاء.
وأضافت أن المبعوث الأميركي نقل الاتفاق إلى الحكومة الاسرائيلية، وينتظر ردها النهائي عليه.
تصريحات وغموضمن جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات من داخل أنفاق سلوان في القدس المحتلة، إن إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة على رأس أولويات حكومته. وأضاف أنه يأمل أن يعلن ما وصفها بالبشرى بهذا الشأن اليوم أو غدا.
إعلانوقد سارع مكتب نتنياهو إلى توضيح هذه التصريحات قائلا إن رئيس الوزراء لم يقصد الإعلان عن شيء اليوم أو غدا، بل أشار فقط إلى جهود التوصل إلى صفقة.
بدورها نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أنها لم تلحظ أي تقدم في المحادثات ولا تعرف ماذا يقصد نتنياهو بكلامه.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر رسمي قوله إن حماس وافقت على صيغة اتفاق تختلف عن تلك التي قبلتها إسرائيل لإنجاز الصفقة.
في الأثناء، قال مسؤول إسرائيلي إنّه لا يمكن لأي حكومة مسؤولة أن تقبل مقترح حماس بشأن وقف إطلاق النار.
وأفادت القناة الـ14 نقلا عن مصدر إسرائيلي أنّ حكومة نتنياهو رفضت عرض حماس الذي يتضمن الإفراج عن 10 محتجزين، مقابل وقف إطلاق النار لمدة سبعين يوما، وضمانات أميركية لإنهاء الحرب.
وفي وقت سابق، كشف مصدر مقرب من حماس- في تصريحات خاصة للجزيرة- عن تفاصيل للاقتراح الذي يشمل إدخال المساعدات الإنسانية بالكامل، بواقع ألف شاحنة يوميا، وانسحاب قوات الاحتلال من المناطق الشرقية والشمالية والجنوبية لقطاع غزة في اليوم الخامس من بدء سريان التهدئة.
وأضاف المصدر من حماس أن هناك تعهدا أميركيا بقيادة مفاوضات جادة تفضي إلى وقف شامل للحرب، وضمان عدم العودة إلى العمليات العسكرية إن تعثرت المفاوضات خلال فترة التهدئة.
وحسب تقديرات إسرائيل، فإنه يوجد 58 أسيرا إسرائيليا محتجزا في غزة منهم 20 أحياء. ويقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، مما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حماس مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، مقابل إنهاء حرب الإبادة وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والإفراج عن أسرى فلسطينيين.
إعلانلكن نتنياهو يتهرب ويصرّ على إعادة احتلال غزة ونزع سلاح الفصائل الفلسطينية التي ترفض ذلك ما دام الاحتلال الإسرائيلي مستمرا.
وقد أطلق الجيش الإسرائيلي في 18 مايو/أيار الجاري عملية عسكرية سماها "عربات جدعون" ضمن حرب الإبادة المستمرة في قطاع غزة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتتضمن الخطط الجديدة احتلال القطاع الفلسطيني بالكامل، وفقا لما صرح به نتنياهو.