قال الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، إن التوافق الأمريكي الإسرائيلي موجود منذ صباح أو ظهر يوم السابع من أكتوبر 2023، والاختلاف يكمن فقط في الدرجة واللغة، موضحا أن بايدن وإدارته كانوا يقدمون كل أنواع الدعم لإسرائيل، لكنهم كانوا يتحدثون بخطاب عاطفي إلى حد ما، يحاول أن يبدو إنسانيًا.

وأضاف أنه  بينما ترامب قد نزع كل هذه الأقنعة، وأصبح الوجه الأمريكي مكشوفًا في التعامل، ولم يعد هناك فرق كبير بين ترامب ونتنياهو أو بن جفير أو روبيو، فجميعهم يتحدثون بلغة واحدة، بل إن الإدارة الأمريكية وترامب الآن أصبحوا أكثر تشددًا من بعض وزراء الحكومة الإسرائيلية.

 

ضياء رشوان: تبعات إلغاء المساعدات الأمريكية لمصر خطير على إسرائيل إسرائيل تنشئ منطقة أمنية داخل الأراضي السورية وتخطط للبقاء

ونوه خلال حواره لقناة “الغد” إلى أنه عندما يقرأ المرء تصريحات يائير لابيد، زعيم المعارضة الإسرائيلية، أو بيني غانتس، يجد قدرًا من المعقولية مقارنة بما يقوله ترامب أو أركان إدارته، فقبل يومين، قال مايك هاكابي إننا يجب أن نتوقع حلاً يتوافق مع التوراة، وهذا وزير خارجية أمريكا وليس وزير خارجية إسرائيل. 

وأشار إلى أن تصعيد ترامب بالأمس وحديثه عن الإنذار الموجه إلى حماس يمكن قراءته من عدة زوايا، الزاوية الأساسية هي مزيد من الضغوط على حماس حتى تستسلم أو تقدم أكبر قدر من التنازلات، أو يتم شرعنة المماطلة الإسرائيلية كما كان متوقعًا، كاشفا أن إسرائيل اتفقت على نقاط معينة ثم عادت وخالفتها، خصوصًا فيما يتعلق بإدخال البيوت الجاهزة ومواد إزالة الركام وعدد الشاحنات المسموح بها للمساعدات الإنسانية، فهي تريد أن يكون ذلك هو النهج، بينما حماس والمقاومة يريدون تطبيق الاتفاق كما هو، وبالتالي، عندما ترفض حماس، يكون هناك مبرر شكلي لترامب ونتنياهو لاستئناف القتال.

وأكد أن الهدف هو الحصول على أكبر قدر من المكاسب، فالخطة الواضحة حتى الآن هي أن إسرائيل والولايات المتحدة تريدان إلغاء المرحلة الثانية، وتمديد المرحلة الأولى، واستمرار المفاوضات العبثية التي يتم خلالها الإفراج عن الرهائن، وهذا السيناريو يتيح لإسرائيل أن تأخذ كل أو معظم رهائنها دون الالتزام بوقف كامل لإطلاق النار في المرحلة الثانية، وهذا هو الهدف، وبالتالي، تعود مرة أخرى بعد أن تكون قد حصلت على كل الرهائن إلى مزيد من التدمير في غزة، كما قال ترامب بوضوح.

وأردف: “نحن لا نتحدث عن قواعد معقولة وفقًا لاتفاقات دولية أو شرعية، نتذكر ما فعله نتنياهو في نهاية مايو الماضي، حينما كان الاتفاق جاهزًا ووافق عليه مدير المخابرات الأمريكية في القاهرة، ثم وافق عليه نتنياهو ظنًا منه أن حماس سترفضه، وعندما قبلت حماس، هرب نتنياهو بكل بساطة”.

وتابع: "للأسف، نحن نتعامل الآن في المنطقة بمبدأ "غابة"، حيث القوي يأكل الضعيف. هذا هو المنطق الذي يريد نتنياهو وترامب أن يرسخاه في المنطقة. وبالتالي، أحيانًا حتى أدوات التحليل المنطقية تتوقف بالنظر إلى الطريقة التي يتصرف بها الإسرائيليون وإدارة الرئيس ترامب حاليًا".

وأكد أن مصر لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف فكرة التهديد، المساعدات لمصر ليست من طرف واحد، فإذا كانت الولايات المتحدة قد قدمت لمصر الكثير من المساعدات، كان ذلك بسبب اتفاق السلام مع إسرائيل عام 1979، الولايات المتحدة تحصل على مقابل كبير مقابل هذه المساعدات، وبالتالي هي ليست من طرف واحد.

ولفت إلى أن واحدة من أكبر الخسائر هي أن الولايات المتحدة ستصبح محل نظر من قبل العديد من القوى في المنطقة ومن الشعوب العربية نفسها، لأن الطريقة التي يتصرف بها الرئيس الأمريكي منذ اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي تتنافى مع كل المبادئ والقواعد والقوانين الدولية والإنسانية.

وواصل أن الموقف العربي بالفعل واضح فيما يتعلق بالألفاظ والتصريحات والمواقف المبدئية، لكن لابد أن يترجم ذلك إلى آليات على الأرض، فالرئيس الأمريكي ربما لديه ميزة واحدة، وهي أنه شخص براغماتي لا يفهم إلا لغة المصالح، فعندما تصل إلى الرئيس الأمريكي رسالة واضحة من القمة العربية، على سبيل المثال، بأن العرب لن يقبلوا بأي صورة من صور التهجير وطرد الفلسطينيين، وأن العلاقات العربية الأمريكية ستتأثر، سيكون هناك تراجعا كبيرا من الجانب الأمريكي.

وشدد على أنه لا يصح أن يتحدث نتنياهو بكل هذه العجرفة عن إمكانية إقامة دولة فلسطينية في سيناء أو في السعودية أو في الأردن، ثم نقابلهم بالأحضان، فهذه قواعد أساسية يجب أن تصل الرسالة إلى إسرائيل. لدينا كعرب العديد من الأوراق، لكن ينبغي تفعيلها على أرض الواقع.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الأمريكي الإسرائيلي وزراء الحكومة الإسرائيلية ترامب ونتنياهو بن جفير روبيو

إقرأ أيضاً:

تايمز أوف إسرائيل: الرئيس السيسي لا يعتزم عقد لقاء مع نتنياهو

أفادت الصحيفة العبرية "تايمز أوف إسرائيل" بأن  الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، لا يعتزم حاليا عقد لقاء مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الإحتلال الإسرائيلي.

استشهاد وإصابة 30 فلسطينيا في قصف إسرائيلي غرب مدينة غزةسفير مصر ببيروت لـ"عون": القاهرة لا تألو جهداً في العمل مع الشركاء لخفض التصعيد ونزع فتيل الأزمة في لبنان

وصرح مصدر مطلع، أن الرئيس السيسي لم يعتزم في المرحلة الحالية عقد لقاء مع نتنياهو، رغم مساع إسرائيلية مكثفة لتحقيق ذلك، مشيرا إلى أن القاهرة شعرت باستياء متزايد من إسرائيل بسبب ملفات عالقة خلال الأشهر الأخيرة، ما قلل فرص أي اجتماع قريب، على الرغم من اهتمام كل من إسرائيل والولايات المتحدة بعقد هذا اللقاء، بحسب  موقع "زمان إسرائيل".
 

وحذرت القاهرة خلال حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة، التي اندلعت بعد أحداث السابع من أكتوبر 2023، من أي عمليات عسكرية قد تدفع الفلسطينيين جنوبا باتجاه شبه جزيرة سيناء، واعتبرت هذا السيناريو خطا أحمر وتهديدا مباشرا لأمنها القومي.

طباعة شارك تايمز أوف إسرائيل الرئيس عبد الفتاح السيسي نتنياهو الإحتلال الإسرائيلي مساع إسرائيلية الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • تعلن محكمة همدان الابتدائية بأن على/ عماد حسين دحيم الحضور إلى المحكمة
  • تايمز أوف إسرائيل: الرئيس السيسي لا يعتزم عقد لقاء مع نتنياهو
  • خبيرة: نتنياهو يتجاهل خطة السلام .. وجود قوة دولية يردع انتهاكات إسرائيل
  • الخارجية الأمريكية: قرار الأمم المتحدة بشأن غزة “غير جاد ومنحاز ضد إسرائيل”
  • تأهيل إسرائيل لعضوية الشرق الأوسط
  • السفير الأمريكي بالأمم المتحدة: لا يمكننا السماح ببقاء حماس بغزة
  • مصر وعدد من الدول العربية يؤكدون على الدور المحوري لـ"الأونروا"
  • أسرة صدى البلد تنعى والدة الكاتب الصحفي عماد الدين حسين
  • السلطات الأمريكية تطلب من السياح كلمات سر حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة