موقع 24:
2025-08-12@03:17:02 GMT

رقصة حزب الله الأخيرة

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

رقصة حزب الله الأخيرة

يمثل حزب الله على مدار السنوات الأخيرة تهديداً متزايداً لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وذلك من خلال تورطه في أنشطة متعددة تهدد الاستقرار الإقليمي.

فمن جهة، يشارك الحزب في دعم وتوجيه الميليشيات المسلحة التي تقاتل في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا واليمن، مما يساهم في إشعال الفتن وتأجيج الصراعات الطائفية والإقليمية.

ولا يقتصر نشاط الحزب على الدعم العسكري، بل يمتد ليشمل لبنان نفسه، حيث يفرض نفوذه وتأثيره على الساحة السياسية والأمنية. ومن جهة أخرى، يتورط حزب الله بشكل متزايد في أنشطة الجريمة المنظمة، وخاصة في تصنيع وتهريب المخدرات، التي تستهدف بشكل أساسي الدول العربية في منطقة الخليج العربي. وقد أصبحت مادة الكبتاغون المخدرة، التي يتم تصنيعها وتهريبها بكميات كبيرة، مثالاً صارخاً على هذا النشاط الإجرامي الذي يهدد المجتمعات العربية. لقد كان لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا تداعيات كبيرة في المنطقة، وشكّل ضربة قاصمة لحزب الله تحديداً. فسوريا كانت تمثل نقطة الوصل الأساسية في هذا المحور الممتد من طهران عبر سوريا والعراق وصولاً إلى جنوب لبنان، وكانت خسارتها ستعني قطع الإمدادات وتقويض النفوذ.
إلا أن الإدارة السورية الجديدة، بعد استقرار الأوضاع نسبياً، بدأت في اتخاذ خطوات جادة لمواجهة هذه التحديات. فبعد انسحاب حزب الله من مناطق مثل حمص والقصير، بالتزامن مع وقف إطلاق النار مع إسرائيل في لبنان، بدأ الحزب في محاولة إعادة تنظيم صفوفه وتقييم أوراقه. لكن الأخطر من ذلك هو معارضة الحزب لسيطرة الدولة السورية الكاملة على الحدود اللبنانية - السورية، حيث قام بمواجهة القوات الأمنية السورية التي اقتربت من الحدود عبر عناصر متعاونة معه. في المقابل، اتخذت الإدارة السورية الجديدة خطوات حاسمة لتفكيك شبكات تجارة المخدرات ومصادرة مخازن الأسلحة، والأهم من ذلك، العمل على بسط سيطرتها على الحدود من الجانب السوري، وهو ما يتطلب تعاوناً من السلطات اللبنانية. إن ما تقوم به الإدارة السورية من جهود لتأمين الحدود يمثل خطوة حيوية ليس فقط لأمن سوريا، بل لأمن المنطقة بأكملها، حيث أصبحت القوات السورية خط الدفاع الأول الذي يساهم في تسهيل مهمة حرس الحدود الأردني وأجهزة تطبيق القانون في دول الخليج العربي. وفي هذا السياق، تبدو محاولات حزب الله لاستدعاء «الحس العشائري» محاولات يائسة لن تجدي نفعاً، وهي تبدو كرقصة الديك المذبوح، وبالتأكيد لن تؤدي إلا إلى تعزيز تصميم الإدارة السورية على الحفاظ على أمن وسلامة الأراضي السورية. لقد استنزف حزب الله مقدرات الشعوب، وباع الوهم لأتباعه تحت شعارات كاذبة تخفي خلفها أطماعاً ظلامية. هذا الحزب، الذي اتخذ من المقاومة غطاءً، لم يكن يوماً إلا خنجراً في خاصرة الأمة، يزرع الخراب ويقتات على معاناة الأبرياء. تاريخه ملطخ بالدم، ومستقبله محكوم بعزلة قاتلة، لأن لا مكان في هذا العالم لعصابات تتستر بالدين لتبرير جرائمها. لقد آن أوان سقوط القناع، وآن للأوطان أن تتحرر من قيوده، فالتاريخ لا يرحم، وساعة الحساب قد دقت.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله حزب الله الإدارة السوریة حزب الله

إقرأ أيضاً:

حزب الله والسلاح.. هل ينجو من ضغوط الخارج والداخل؟

لا صوت يعلو حاليا في لبنان فوق صوت "نزع سلاح حزب الله"، وهي مسألة -وإن جاءت بضغوط أميركية إسرائيلية إقليمية- فإنها تلقى قبولا لدى أطراف داخلية، بينما يرفض الحزب التسليم بها.

في الخامس من أغسطس/آب 2025، عقد مجلس الوزراء اللبناني جلسة برئاسة الرئيس جوزيف عون، كان أبرز بنود جدول أعمالها ملف "حصر السلاح"، في إشارة مباشرة إلى سلاح حزب الله. وقد امتدت الجلسة على مدى 5 ساعات، انسحب خلالها وزيرا "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل)، إلا أن ذلك لم يحل دون صدور قرار رسمي يقضي بـ"حصر السلاح" بيد الدولة اللبنانية وأجهزتها الأمنية، مع تحديد جدول زمني واضح لتنفيذه.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نظام دولي يتداعى وآخر يتشكل.. هل نعيش “ظهور وحوش” ما بين النظامين؟list 2 of 2نفق يمتد لقرن ونصف من الطموح.. هل آن أوان الربط القاري بين المغرب وإسبانيا؟end of list

بعد يومين، في السابع من أغسطس/آب، عقدت الحكومة جلسة ثانية أقرّت فيها أهداف "الورقة الأميركية" لضمان ديمومة وقف الأعمال العدائية مع إسرائيل، دون الخوض في تفاصيل وآليات التنفيذ، بانتظار تقرير الجيش حول الخطة التنفيذية. مرة أخرى انسحب الوزراء الشيعة، واعتبر الثنائي الشيعي القرار "غير ميثاقي".

ونشر مركز الجزيرة للدراسات تحليلا بعنوان "حزب الله والسلاح: انحناء للعاصفة وترميم لمعادلات القوة" للباحث شفيق شقير، تناولت توصيف وظيفة سلاح حزب الله ومآله بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان، وذلك من خلال الإجابة عن 4 أسئلة أساسية:

ماذا يعني القرار الحكومي اللبناني الأخير بخصوصه؟ ما هو سياقه؟ وماذا يريد حزب الله من معادلة السلاح؟ وكيف يسعى للحفاظ عليها؟ إضافة إلى تداعيات هذه المسألة على المستقبل اللبناني.

الورقة الأميركية وسياق القرار

الورقة التي قدمها المبعوث الأميركي توم براك تهدف إلى ترسيخ اتفاق وقف الأعمال العدائية المبرم في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مستندة إلى اتفاق الطائف وقرار مجلس الأمن 1701 لعام 2006. وتتضمن التزامات لبنانية بنزع سلاح حزب الله، مقابل خطوات إسرائيلية تشمل الانسحاب من 5 نقاط حدودية، ووقف الانتهاكات البرية والجوية، وترسيم الحدود، ودعم قدرات الجيش اللبناني.

إعلان

ومع الضغط الأميركي، واشتراط واشنطن صدور قرار رسمي لبناني يتعهد بنزع سلاح حزب الله لاستئناف وساطتها بين بيروت وتل أبيب، أسرعت الحكومة اللبنانية في اتخاذ القرار لتفادي عزلة سياسية ودبلوماسية، مع محاولة الإبقاء على مسار المطالبة بالالتزامات الإسرائيلية عبر القنوات الدبلوماسية.

ويعكس القرار اختيار الدولة اللبنانية التوجه نحو "حصر السلاح" لديها، لكن مع إدراك أن التنفيذ يتطلب الحد الأدنى من التنسيق مع حزب الله، الذي لا يزال الفاعل العسكري الأقوى في البلاد. وقد يفتح فرض القرار بالقوة الباب أمام فوضى أمنية، لذلك جاء الجدول الزمني الممتد حتى نهاية 2025 ليمنح وقتا للتفاهم أو لتأثر المسار بالتطورات الإقليمية.

البعد الإقليمي

إيران، الداعم الرئيسي لحزب الله، ما زالت تحتفظ بقدرة على التأثير رغم الخسائر التي لحقت بها في حرب 12 يوما الأخيرة. وتسعى طهران إلى ترميم نفوذها الإقليمي بالتوازي مع التفاوض مع واشنطن حول ملفها النووي، وإذا ما أفضت تلك المفاوضات إلى نتائج إيجابية، فقد ينعكس ذلك على موقع حزب الله ودوره في لبنان.

كما تتيح هذه المهلة فرصة إضافية للقوى الإقليمية للتأثير في المشهد السياسي اللبناني، ولا سيما أن بعض الأطراف تتوقع أن تشكل الانتخابات النيابية المقبلة، المقررة في مايو/أيار 2026، محطة مفصلية لإحداث تغيير في توازنات القوى السياسية اللبنانية، وإضعاف نفوذ حزب الله داخل مؤسسات الدولة.

وإذا ما تعزز هذا الاحتمال، فإنه من المرجح أن يتزايد التدخل الخارجي عقب هذا القرار الحكومي، سعيا للتأثير في مسار الانتخابات وفي موقع القوى السياسية ضمن النظام اللبناني. ولا يُستبعد في هذا السياق أن تقدم إسرائيل على استهداف "بيئة" حزب الله في الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع.

ماذا يريد حزب الله؟

من جهته، رفض حزب الله القرار الحكومي بشكل قاطع، وعبّر عن ذلك بتصعيد سياسي وشعبي محسوب. وأكد الأمين العام للحزب نعيم قاسم أن "المقاومة جزء من دستور الطائف"، وأن السلاح لا يناقش بالتصويت. كما أصدر الحزب بيانا وصف فيه القرار وكأنه "غير موجود"، لكنه في الوقت نفسه أبدى انفتاحا على الحوار، في إشارة لرغبته بتجنب مواجهة مباشرة مع الدولة.

كما يرفض الحزب مناقشة الورقة الأميركية، ويرى أنها تتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، الذي -وفق تفسيره- يطال فقط سلاحه جنوب الليطاني، بينما الشمال شأن داخلي. ويؤكد أنه التزم بما طُلب منه في الاتفاق، بينما إسرائيل لم تنسحب من النقاط الخمس، وتواصل الانتهاكات والاغتيالات بالطائرات المسيّرة.

وتقوم إستراتيجية الحزب على كسب الوقت وتأجيل أي استحقاق حاسم، مستفيدا من الهشاشة الإقليمية. فالحرب على غزة مستمرة، والوضع في سوريا غير مستقر، وإيران تعمل على إعادة تموضعها. ويرى الحزب أن تسليم السلاح في الظروف الحالية قد يكون مدخلا لإعادة رسم موازين القوى في المنطقة ضده.

على المدى البعيد، إذا اضطر الحزب لتسليم سلاحه، فإنه يفضل حصر الأمر في السلاح الثقيل والهجومي (الصواريخ الدقيقة، الطائرات المسيّرة النوعية)، مع الاحتفاظ بقدرة ردع محدودة تكفل بقاءه قوة عسكرية كامنة يمكن استدعاؤها إذا تغيرت الظروف.

إعلان

خطاب الحزب في هذا الإطار مزدوج:

بعد وطني: يربط السلاح بالدفاع عن لبنان. بعد هوياتي: يراه ضمانة وجودية للطائفة الشيعية. الموقف الإسرائيلي والأميركي

إسرائيل ترى اللحظة فرصة إستراتيجية لـ"اقتناص هزيمة" الحزب، معتبرة أن قدراته استنزفت وأن تفوقها التكنولوجي حاسم. هي ترفض أي ضمانات للبنان وتصر على نزع السلاح دون مبدأ "الخطوة مقابل خطوة".

الولايات المتحدة تشارك إسرائيل الهدف البعيد، لكنها أكثر مرونة في الوسائل، وقد تكتفي إذا تعذّر نزع السلاح كليا بحرمان الحزب من القدرة على تهديد إسرائيل، وتقليص نفوذه السياسي والأمني، وحصر دوره في نطاق طائفي.

المأزق اللبناني

لبنان يواجه تحديا ثلاثي الأبعاد:

تحقيق الأمن والسيادة في الجنوب مع نزع سلاح الحزب. ضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب. إيجاد صيغة لاستيعاب الحزب داخليا دون صدام أو خسارة الدعم العربي. السيناريوهات المحتملة

1- استمرار الوضع الراهن:

بقاء سلاح الحزب، واستمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، والانتهاكات، خاصة إذا تعثر الحوار الأميركي الإيراني. ويبدو ذلك مرجحا على المدى القريب.

2- تصعيد إسرائيلي:

فرض الشروط الكاملة على لبنان، خصوصا نزع السلاح، في حال ضعف إيران أو تعرضها لانتكاسة.

3- تسوية وسطية:

تقليص قدرات الحزب (المسيّرات والصواريخ) مقابل ترتيبات أمنية، مع بقاء بعض السلاح داخليا إلى حين تسوية لبنانية شاملة.

وهذا الاحتمال يشبه أزمات لبنان التقليدية، وهو مرجح إذا تعافى حزب الله، واستطاع الصمود في مواجهة الضغوط الخارجية، خاصة إذا دخلت الولايات المتحدة أجواء انتخابات الكونغرس النصفية.

خلاصة

حزب الله لا يعترف بالهزيمة رغم تعرضه لانتكاسة، ويؤكد احتفاظه بقدرة ردع تمنع إسرائيل من شن حرب شاملة. ويراهن على صمود حاضنته الشعبية ودعم إيران، ويعمل على ترميم قوته تدريجيا. لكنه لا يستطيع التمسك المطلق بسلاحه في وجه الضغوط دون تعريض البلاد لاضطرابات داخلية.

إسرائيل تسعى لاستغلال اللحظة لتجريده من سلاحه، والولايات المتحدة تعمل على تحجيمه سياسيا وعسكريا.

في حين يحاول لبنان الموازنة بين الضغوط الخارجية والحفاظ على تماسكه الداخلي.

في النهاية، سيبقى ميزان القوة بين الحزب وإسرائيل، وكذلك التفاهمات الإقليمية، العامل الحاسم في رسم مآل سلاح حزب الله، ما بين تنازلات تدريجية، أو تسويات مرحلية، أو استمرار الوضع الراهن تحت ضغط الزمن.

مقالات مشابهة

  • وزير لبناني حليف لحزب الله: أولويتنا حصر السلاح بيد الدولة
  • حزب الله يواجه ثلاثة خيارات صعبة
  • أنس الشريف يهز القلوب للمرة الأخيرة بوصية مؤثرة
  • القبض على مخالف لنظام أمن الحدود لترويجه مادتي الحشيش والإمفيتامين المخدرتين بجدة
  • انفجار صور.. الشرارة التي قد تشعل بركان لبنان.. .!!
  • حزب الله والانقلاب الإستراتيجي الهادئ
  • حزب الله والسلاح.. هل ينجو من ضغوط الخارج والداخل؟
  • سانا: الحكومة السورية لن تشارك في اجتماعات مع قوات سوريا الديمقراطية بباريس
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إذ تستعيد هذه الخطوة نهج المؤتمرات التي سعت لتقسيم سوريا قبل الاستقلال فإن الحكومة السورية تؤكد أن الشعب السوري الذي أفشل تلك المخططات وأقام دولة الاستقلال سيُفشل اليوم هذه المشاريع مجدداً ماضياً بثقة نحو بناء ا
  • مصدر مسؤول في الحكومة السورية عن مؤتمر قسد: إن ما جرى في شمال شرق البلاد لا يمثل إطاراً وطنياً جامعاً بل تحالف هشّ يضم أطرافاً متضررة من انتصار الشعب السوري وسقوط عهد النظام البائد وبعض الجهات التي احتكرت أو تحاول احتكار تمثيل مكونات سوريا بقوة الأمر الوا