دبي (الاتحاد)
عقد مكتب الشؤون التنموية في ديوان الرئاسة، 6 جلسات نقاشية ثرية ضمن أجندة القمة العالمية للحكومات 2025 التي انطلقت أعمالها في دبي أول أمس، تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل» وتختتم أعمالها اليوم الخميس، حيث تناولت الجلسات النقاشية جوانب متعددة من مجالات التعاون الدولي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والعمل مع مختلف الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنظمات الدولية لإحداث التأثيرات العالمية الإيجابية الهادفة، بالتركيز على نماذج مبتكرة تُحقق التطلعات وتُلبي الاحتياجات وتَضع الحلول المناسبة للكثير من التحديات في مختلف قارات العالم.


وضمت الجلسات النقاشية 3 جلسات عامة و3 اجتماعات طاولة مستديرة، شارك فيها نخبة من الوزراء ومدراء العموم والرؤساء التنفيذيون والمختصون، يمثلون مختلف الجهات الحكومية والمنظمات الدولية من جميع أنحاء العالم، حيث سَلَّطوا الضوء على الوسائل العالمية الأكثر تأثيراً والمبادرات التنموية الأعظم أثراً في حياة ملايين الناس، بهدف بناء مستقبل أفضل وإحداث تحولات فارقة في المجالات المجتمعية والتعليمية والصحية والاقتصادية، لاستدامة النماء والازدهار وتحقيق الرخاء والاستقرار.
كما ركزت الجلسات على أهمية بناء نماذج عالمية تنتهج المبادرة الاستباقية لتشكيل مستقبل أفضل يُمَكِّن الإنسان في جميع القطاعات، ويعمل على تنمية المجتمعات في شتى المجالات، ويُرسخ مبادئ العمل الدولي التَّشاركي لتحقيق الغايات السَّامية والأهداف النَّبيلة لإسعاد البشرية جمعاء على حد سواء، من خلال إيجاد حلول استباقية مُبتكرة للتَّحديات الماثلة التي تُعاني منها بعض المجتمعات والشعوب، الأمر الذي يتطلب من الجميع مضاعفة المسؤوليات ومواصلة شحذ الهمم لإحداث إضافات نوعية بالغة الأهمية في حياة مئات الملايين من البشر، عبر مبادرات وبرامج تنموية دولية شاملة تتضافر فيها جهود وأعمال الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة والمنظمات الدولية في كل المجالات الإنسانية والتنموية الحيوية.

أخبار ذات صلة ودَّعه حمدان بن محمد.. رئيس وزراء الكويت يغادر الدولة مكتوم بن محمد: الإمارات توفر منصة مثالية للشركات العالمية القمة العالمية للحكومات 2025 تابع التغطية كاملة

ومن بين تلك الجلسات، الجلسة النقاشية بعنوان «مستقبلٌ أساسه الإنسان: بناء الخبراء لاقتصاد جديد»، والتي أكد فيها معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن دولة الإمارات كانت وما زالت تؤمن بأن الإنسان هو الثروة الحقيقية والعنصر الأساسي في دعم تحقيق مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، لذلك حرصت الدولة على توفير الممكنات والمقومات التي تُسهم في بناء الإنسان وتطوير مهاراته وقدراته ودعم مساهمته الفعَّالة في كافة القطاعات والمجالات، لاسيما قطاعات الاقتصاد الجديد، بما يتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة، وبما يعزز من تحقيق مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031»، بأن تصبح الدولة المجتمع الأكثر ازدهاراً بحلول العقد المقبل.
وقال معاليه: «برنامج خبراء الإمارات كنموذج عالمي رائد يُثري المجالات الحيوية ذات الأولويات الإماراتية الوطنية من جهة، والتوجهات العالمية من جهة أخرى، حيث يسعى البرنامج إلى استدامة الاستثمار الأمثل في الإنسان كثروة جوهرية تُسهم إيجاباً في تنمية البشرية، واتباع منهجية مبتكرة لاكتساب الإنسان المهارات اللازمة والعمل على تطويرها باستمرار، كما أن البرنامج يتسم بالتركيز على المرونة والتكيف مع التغيرات العالمية، وهو ما يعمل على تطوير الحلول المبتكرة لمواجهة أي تحديات مستقبلية مُحتملة».
 بدورها، أوضحت معالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، في الجلسة النقاشية بعنوان «مسارات تعاونية نحو تنمية مستدامة»، أن العالم يركز على الأبعاد الشاملة للتنمية المستدامة من خلال تلبية الاحتياجات المعاصرة وبناء النُظم وصياغة السياسات الدولية لحماية الأجيال القادمة وضمان إيجاد التوازن بين أهمية النمو الاقتصادي والإدماج الاجتماعي، وضرورة صون البيئة وحمايتها من التحديات المستقبلية، خاصةً أن الهدف السابع عشر من أهداف التنمية المستدامة، ركز على حتمية الشراكة العالمية بين الحكومات والقطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني المتنوعة، إذ يستلزم كل ذلك تسريع التعاون الدولي في المجالات التنموية أكثر من أي وقت مضى، نظراً للتحديات المتعددة التي يواجهها العالم، لاسيما في المجالات المجتمعية والصحية والبيئية جراء الأزمات والكوارث.
ومن جانبه، تطرق بدر جعفر، المبعوث الخاص لدولة الإمارات لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، في الجلسة النقاشية بعنوان «إعادة تعريف العمل الخيري: نماذج جديدة للتأثير العالمي»، على أهمية تجاوز العمل الخيري التقليدي إلى مراحل جديدة من الاستثمار المستدام طويل الأجل، وليس حشد رؤوس الأموال فحسب، وإنما تبادل الخبرات والتركيز على الابتكار والشراكات الاستراتيجية، مُشيراً إلى وجود ما يُقدر بنحو 2 تريليون دولار كرأس مال بشري هو الأكبر في التاريخ لخدمة الأجيال القادمة، وهو في الوقت ذاته يُمثل فرصة لإعادة تعريف دور العمل الخيري في تشكيل التنمية العالمية، موضحاً أيضاً أن دولة الإمارات برزت كنموذج مُلهم ومركز عالمي للعمل الخيري والإنساني، استطاع جمع جهود وأعمال الشركاء الدوليين في مختلف المجالات الخيرية والإنسانية على نحو يُعزز سُبل التعاون، ويُوفر نظام خيري مزدهر ومستدام.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مكتب الشؤون التنموية وأسر الشهداء ديوان الرئاسة القمة العالمية للحكومات دبي الإمارات قمة الحكومات أهداف التنمية المستدامة التنمية المستدامة عبدالله بن طوق ريم الهاشمي التعاون الدولی

إقرأ أيضاً:

المفتي يزور جامع الجزائر الكبير..ويؤكد: الدين دعوة لاتباع الحق على بصيرة

زار د. نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، جامع الجزائر الكبير، وذلك في إطار مشاركته في مؤتمر "التعارف الإنساني وأثره في ترسيخ العلاقات وتحقيق التعايش" ، الذي ينظمه المجلس الإسلامي الأعلى بالجمهورية الجزائرية، مشيدًا بما يتميز به هذا الصرح الإسلامي الكبير من عظمة معمارية، ورمزية حضارية، تُجسد رسالة الإسلام في الجمع بين الإيمان والعمران، وتجعل من الجامع منارةً دينية وعلمية تجمع بين بهاء العمارة وجلال المكان وقدسيته.

وأكَّد مفتي الجمهورية، خلال كلمته التي ألقاها في الجامع الكبير بالجزائر ، أن القرآن الكريم لم يقتصر في خطابه على تزكية النفس وتهذيب السلوك فحسب، بل صاغ منظومة متكاملة لبناء الإنسان بناءً متكاملًا في فكره ووعيه ومسؤوليته، على أساس من الاستقلال العقلي والتوازن السلوكي؛ فقد نهى الله تعالى عن التبعية والانقياد الأعمى، وانتقد التقليد الموروث الذي يعطل وظيفة العقل، كما في قوله تعالى: ﴿إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ﴾، ودعا عباده إلى التفكر والتأمل قبل التصديق والاتباع، لا بعده، مبيِّنًا أن اتباع الحق بعد العلم به شرطٌ لفهم الهداية، وأن استعمال العقل واجبٌ في التبصر في الأمر، والنظر في عواقب القول والعمل، بعيدًا عن الانقياد أو الذوبان في الآخرين، وقد رفع الله عز وجل من شأن العقل، وجعل إعماله مناطًا للتكليف، فجاءت آيات كثيرة بصيغ متعددة كقوله ﴿أفلا تعقلون﴾، ﴿أفلا تتفكرون﴾، ﴿أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها﴾ مشيرًا إلى أن هذا الحضور المتكرر للعقل في سياق التنزيل يدل على أن الدين في جوهره وأساسه دعوة إلى الفهم والتمييز، واتباع الحق على هدىً و بصيرة، لا على تبعية وتقليد.

وأوضح  مفتي الجمهورية، أن مبدأ التوازن والاعتدال يُعدّ من الأسس التي أرساها القرآن الكريم في بناء الإنسان، فلقد جاء بمنهج شامل يُرسي دعائم التوسط في الفكر، والاعتدال في السلوك، والتوازن في العلاقة بين مطالب الروح واستحقاقات الجسد، بين الحقوق الفردية والواجبات المجتمعية، على نحو يُنتج إنسانًا سويًّا في نظرته، متزنًا في مواقفه، رشيدًا في قراراته، حيث وضع تصورًا دقيقًا للوسطية، فقال سبحانه ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا﴾.

مفتي الجمهورية يصل الجزائر للمشاركة في مؤتمر المجلس الإسلامي الأعلىمفتي الجمهورية: العنف الأسري ناقوس خطر يهدد سلامة المجتمع.. صورأرقى معاني الفداء.. مفتي الجمهورية ينعى الشهيد خالد محمد شوقيمفتي الجمهورية: بناء الوعي لدى الشباب ليس خيارا بل ضرورة وطنية

وأشار إلى أن هذا المفهوم  يتجاوز المعنى المكاني أو الكمي، ليعبّر عن خصيصة منهجية تقوم على التوازن بين المتطلبات المتعددة للإنسان، دون إلغاء أو طغيان، فالقرآن يهذب الغرائز ولا يعطلها، ويحث على الرحمة دون تفريط في الحق، ويصوغ شخصيةً تميز بين الحزم واللين، وتفهم حدود القوة والرفق، ومن هنا تجلت الوسطية في الخطاب القرآني كأحد أركان البناء الإنساني القويم، إذ تُعدّ ضمانة لسلامة الفكر، واستقامة السلوك، وتحقيق التوازن في المواقف، بعيدًا عن مظاهر الغلو التي تشوه الدين، أو أنماط الانفلات التي تفسد القيم، وهو ما يجعل من المنهج القرآني أساسًا متكاملًا لإعداد الإنسان المعتدل الذي يعقل عن الله، ويفهم عن واقعه، ويسلك سبيل الرشد في القول والعمل.

رافق المفتي أثناء الزيارة سعادة السفير مختار جميل، سفير مصر لدى الجزائر، وفضيلة  الدكتور، مبروك زيد الخير، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بالجزائر، ولفيف من السادة المسؤولين وكبار علماء الجزائر.

طباعة شارك مفتي الجمهورية جامع الجزائر الكبير بناء الإنسان

مقالات مشابهة

  • جامعة جنوب الوادي تحقق إنجازًا دوليًا غير مسبوق في تصنيف «التايمز» للتنمية المستدامة
  • محافظ مسندم يبحث مع أمين "المناقصات" حلحلة تحديات المشاريع التنموية
  • رئيس الوزراء يؤكد أهمية تعزيز الدور الرقابي خاصة ديوان المراجع العام
  • وزير الخارجية يعقد لقاءً ثنائيا مع نظيره الإيراني
  • نائب وفدي: التنمية المستدامة يجب أن تكون شرطًا لتخرج وتعيين خريجي التربية
  • وكيل الشيوخ: كليات التربية ركيزة أساسية في بناء الإنسان
  • «البحوث الزراعية» يوقع مذكرتي تفاهم لدعم التنمية الزراعية المستدامة
  • المفتي يزور جامع الجزائر الكبير..ويؤكد: الدين دعوة لاتباع الحق على بصيرة
  • سلطنة عُمان تشدّد على الشراكة الدولية العادلة لتحقيق التنمية المستدامة
  • تقدم جامعة المنوفية في تصنيف التايمز بتحقيق أهداف التنمية المستدامة