مسؤول بنغلاديشي: الاقتصاد التقليدي لم يعد كافياً لمعالجة التحديا
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
دبي: «الخليج»
قال البروفيسور محمد يونس، الحائز جائزة نوبل للسلام وأستاذ الاقتصاد وكبير المستشارين في حكومة جمهورية بنغلاديش الشعبية، إن الاقتصاد التقليدي القائم على تعظيم الأرباح لم يعد كافياً لمعالجة التحديات العالمية، مشيراً إلى ضرورة تبني نموذج اقتصادي يعتمد على الأعمال الاجتماعية، التي تسعى لحل المشكلات الإنسانية من خلال مشاريع مستدامة لا تهدف إلى تحقيق أرباح مالية، بل تكرّس مواردها لخدمة المجتمع.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية، ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2025، حاورته فيها الإعلامية بيكي أندرسون، مذيعة ومديرة التحرير في CNN.
وتناولت التحولات السياسية والاقتصادية في بنغلاديش، ودور البروفيسور محمد يونس في قيادة الإصلاحات، إضافة إلى رؤيته لمستقبل الاقتصاد العالمي القائم على الأعمال الاجتماعية.
مهمة غير سياسية
واستعرض الحوار التحولات الجوهرية التي مرت بها بنغلاديش خلال الفترة الأخيرة، حيث سلط البروفيسور محمد يونس، الضوء على دوره في مواجهة الاضطرابات السياسية وإيجاد حلول للأزمات الاقتصادية التي تعانيها البلاد.وأوضح أنه بعد عودته لبنغلاديش وسط الاحتجاجات الطلابية التي أدت لاستقالة رئيسة الوزراء السابقة، لم تكن المهمة الملقاة على عاتقه سياسية بقدر ما كانت اقتصادية واجتماعية، حيث ركز على دعم الإقراض الصغير وتعزيز المشاريع الاجتماعية كآليات لتحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة.
وفي حديثه عن أبرز التحديات، أوضح أن استعادة النظام العام كانت الأولوية الأولى، حيث تم تشكيل 15 لجنة إصلاح لمعالجة مختلف القضايا، من الإدارة الأمنية إلى إصلاح الشرطة والإجراءات الانتخابية.
وأشار إلى وجود لجنة خاصة تهدف إلى بناء توافق سياسي بين الأحزاب، بما يضمن تحقيق الإصلاحات المطلوبة وإجراء انتخابات ديمقراطية بحلول نهاية العام.
وأكد البروفيسور محمد يونس أنه لا يطمح إلى دور سياسي دائم، بل ينوي العودة إلى عمله الأساسي في دعم المشاريع الاجتماعية والتمويل متناهي الصغر بمجرد انتهاء مهمته في الحكومة المؤقتة.
الأزمة الاقتصادية
وعند الحديث عن التحديات الاقتصادية، سلط البروفيسور محمد يونس الضوء على انهيار النظام المصرفي في بنغلاديش، واعتبر أن إعادة بناء النظام المصرفي تمثل ضرورة ملحة لضمان الاستقرار الاقتصادي وحماية أموال المواطنين.
وأشار إلى أن الإصلاحات الاقتصادية يجب أن تسير بالتوازي مع الإصلاحات السياسية، وذلك لضمان بيئة استثمارية آمنة وقادرة على جذب رؤوس الأموال، بما يسهم في تحقيق نهضة اقتصادية مستدامة.
وفي ختام الجلسة، تطرقــــــت المحــــاورة بيكي أندرسون إلى كتاب البروفيسور محمد يونس، «عالم الأصفار الثلاثة»، الذي يقترح نموذجاً اقتصادياً جديداً يهدف إلى تحقيق عالم خالٍ من الفقر والبطالــــة والانبعاثات الكربونية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات القمة العالمية القمة العالمية للحكومات بنغلاديش
إقرأ أيضاً:
خبير سياسي: مصر الوحيدة التي تواجه المشروع الدولي لتقسيم سوريا وتفكيك الدولة
كشف الدكتور محمد العزبي، خبير العلاقات الدولية، تفاصيل جديدة حول ما وصفه بـ"الصفقة الجارية لإعادة الرئيس السوري السابق بشار الأسد إلى المشهد"، مؤكدًا أن جزءًا من بنودها يتضمن تسليم الأسد لدولة أخرى لإجراء محاكمة شكلية تمهيدًا لتبرئته من تهم جرائم الحرب.
وأشار العزبي خلال مشاركته في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إلى أن هذا الطرح "غير مسبوق وخطير للغاية"، متسائلًا: "وفق أي قانون سيتم محاكمته؟ السوري أم الدولي؟ وكيف يتم إعداد سيناريو يعيد شخصًا متهمًا بقتل شعبه إلى واجهة المشهد؟".
وأوضح أن هذه البنود كانت محل رفض وسخرية في البداية، حيث اتُهم هو وآخرون بـ"الجنون وترويج الأوهام"، قبل أن تظهر تقارير دولية – بينها تقرير لوكالة رويترز وأخرى لهيئة الإذاعة البريطانية BBC – تؤكد صحة ما نشره، وتكشف عن تحركات فعلية تمهّد لهذه الصفقة.
وأكد العزبي أن ما تم نشره في الإعلام الدولي يتوافق مع ما تم كشفه مسبقًا عبر البرنامج، مشيرًا إلى أن هذه التسريبات أحدثت حالة هلع داخل صفوف هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني، ما أدى إلى حملة اعتقالات واسعة في مناطق نفوذ التنظيم.
وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا غير متوقع، يتمثل في فتح عدد من السجون في حمص وحلب وإطلاق سراح مجموعات معينة، ضمن سيناريو يعزّز مخطط تقسيم سوريا إلى مناطق نفوذ متعددة.
وكشف العزبي أن الجولاني وافق ضمن الصفقة على التخلي عن المناطق الغنية بالنفط والغاز لصالح إسرائيل، مستشهدًا بتقرير بثته القناة الإسرائيلية 12، ظهر خلاله مسؤولون إسرائيليون يتحدثون صراحة عن "ضرورة بقاء مناطق معينة تحت السيطرة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن الجولاني لم يصدر أي تصريح يعترض فيه على هذه التصريحات، رغم ظهوره مؤخرًا في مقاطع وصفت بأنها "استعراضية وغير واقعية".
وأكد العزبي أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تقف ضد سيناريو التقسيم، وقد نجحت بالفعل في تمرير قرار أممي يمنع تفكيك الدولة السورية ويطالب بانسحاب الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي التي يسيطر عليها.
وفي ختام حديثه، انتقد العزبي الأبواق الإعلامية التابعة للإخوان وتنظيم داعش، معتبرًا هجومهم الحاد على مصر وعلى كل من يكشف الحقائق "محاولة بائسة للتغطية على حجم الترتيبات التي تجري في الخفاء".