أفاد تقرير على موقع وكالة "ذا نيو هيومانيتيريان" للأنباء بأن استيلاء حركة 23 مارس (إم 23) المتمردة الشهر الماضي على مدينة غوما عاصمة مقاطعة شمال كيفو الشمالية قد ضاعف من التغطية الإعلامية الدولية للأزمة المنسية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وورد في التقرير أن معظم التقارير التي تتناول الصراع تستخدم صيغا خاطئة تشير إلى أن الدافع الوحيد وراءه هو الرغبة في نهب الموارد المعدنية الغنية في المنطقة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: حماس ترفع لهيب النار ولن ترضخ لتهديد ترامبlist 2 of 2صحف عالمية: تضاؤل فرص ترامب لإتمام صفقة كبرى بالمنطقةend of list

وذكر كاتبا المقال -كريستوف فوغل المؤسس المشارك لمعهد إيبوتلي الكونغولي للأبحاث المتعلقة بالسياسة والإدارة والعنف وجوديث فيرويجين الأستاذة المساعدة في جامعة أوتريخت الهولندية- أن التقارير التي تتحدث عن نهب المعادن تتضمن أوصافا مجازية إذ يزعم مؤيدو هذه الرواية أن حركة إم 23 وحلفاءها الروانديين أشعلوا فتيل التمرد لنهب كميات كبيرة من المعادن من الكونغو الديمقراطية المجاورة.

مصالح

كذلك ادّعوا أن شركات الإلكترونيات أو التكنولوجيا الغربية تشتري المعادن التي يصاحب استغلالها أعمال عنف، ومن ثم تصبح متواطئة في الصراع، وأن الحرب يحرِّكها التنافس على ما يسمى "بالمعادن الحرجة" التي يتطلبها التحول في مجال الطاقة.

إعلان

ووفقا للمقال، ليس هناك شيء جديد أو مفاجئ في ما يتعلق بإلقاء اللوم في تمرد حركة 23 مارس على الجشع على الموارد، فقد كانت تلك المعادن العدسة الرئيسية التي ظلت وسائل الإعلام الدولية تنظر من خلالها إلى النزاعات في شرق الكونغو الديمقراطية طوال ما يقرب من 3 عقود.

وفي حين أن الحروب المستعرة في بيئات أخرى غالبا ما يتم الإقرار بأنها نتاج جغرافيا سياسية وتاريخ وأيديولوجيا أكثر تعقيدا، إلا أن الحروب في أفريقيا تُختزل في الجشع المحض، كما يزعم المقال.

ويحاول الكاتبان في مقالهما تبرئة الشركات الغربية من جريرة ما يحدث في تلك الدولة الواقعة في وسط أفريقيا؛ إذ يريان أن الرواية المتعلقة بالتمرد بقدر ما هي مغرية فهي في نظرهما ناقصة وزائفة، بل يمكن أن تكون خطيرة للغاية لأنها قد تفضي إلى سياسات رديئة وجهود سلام فاشلة تضرّ في نهاية المطاف بالشعوب التي تعاني من ويلات العنف.

الموارد الطبيعية

ويعتقدان أن سردية المعادن هذه ترتكز في نهاية المطاف على رؤية استعمارية للعالم، حيث المنتجون والمستهلكون الغربيون هم الفيصل في المعاناة المستمرة في شرق الكونغو الديمقراطية.

وتلعب الموارد الطبيعية دورا مهما في الاقتصاد السياسي لكل من شرق الكونغو الديمقراطية ورواندا، والصحيح أيضا أن عودة حركة إم 23 في عام 2021 مرتبطة بارتفاع حاد في صادرات المعادن في رواندا، وفقا للإحصاءات الرسمية.

لكن ما الذي يدفع حركة إم 23 إلى التمرد؟ يتساءل الكاتبان قبل أن يجيبا أن الدافع يعود، من ناحية، إلى مصالح قيادة الحركة وطموحاتها، وبعضها مصالح فردية مرتبطة بالعفو عن أعمال العنف السابقة، فضلا عن المطالبات السياسية والعسكرية الأوسع نطاقا.

ومن ناحية أخرى، فإن رواندا -التي دعمت الحركة الكونغولية المتمردة ببضعة آلاف من المقاتلين كما تقول الأمم المتحدة- ظلت تمارس على مدى 3 عقود مضت نفوذا على شرق الكونغو الديمقراطية دفاعا عن مصلحتها الراسخة هناك.

إعلان إغراءات جمركية

وعلى عكس الرواية القائلة إن حركة إم 23 لعبت دورا حاسما في وصول رواندا إلى المعادن الكونغولية، فإن هذه الدولة تملك القدرة على الوصول إليها بغض النظر عن دعمها للتمرد أو التدخل بقواتها الخاصة في الصراع هناك.

ويعزو المقال السبب في ذلك لحد كبير إلى أن رواندا تفرض رسوما جمركية أقل تغري المنتجين الكونغوليين بالتصدير إليها سواء بشكل قانوني أو غير قانوني، وهذا يعني أنهم يفعلون ذلك عن طيب خاطر وليس بالضرورة تحت تهديد السلاح.

ورغم أن صادرات رواندا الرسمية من الذهب تضاعفت في السنوات الأخيرة، حيث يأتي معظمه من الكونغو الديمقراطية، فإن علاقتها بالحركة المتمردة لا تزال غير واضحة، بحسب مقال وكالة "ذا نيو هيومانيتيريان" التي تتخذ من العاصمة الكينية نيروبي مقرا لها.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات شرق الکونغو الدیمقراطیة حرکة إم 23

إقرأ أيضاً:

ترامب يعتبر الرئيس الصيني صعبا في إبرام الصفقات

في تصعيد جديد للتوترات بين الولايات المتحدة والصين، وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الصيني شي جين بينغ بأنه "صعب جدًا، وصعب للغاية في التفاوض معه"، في منشور نشره على منصة "تروث سوشيال".

وكتب ترامب "أنا معجب بالرئيس شي، لطالما كنت كذلك، وسأظل كذلك، لكنه شخص صعب جدًا وصعب للغاية في إبرام صفقة معه!".

هذا التصريح المفاجئ أثار تساؤلات جديدة حول مدى قدرة الهدنة التجارية الهشة بين واشنطن وبكين على الصمود، في وقت يزداد فيه التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم. ولم يصدر تعليق رسمي فوري من البيت الأبيض على منشور ترامب، بحسب وكالة بلومبيرغ.

توتر متزايد بعد هدنة

وتشير بلومبيرغ إلى أن هذا التوتر يأتي بعد أسابيع فقط من الإعلان عن هدنة تجارية في مايو/أيار الماضي، تضمنت تخفيضات جمركية واتفاقات مبدئية بين الجانبين في اجتماع جنيف. إلا أن إدارة ترامب اتخذت منذ ذلك الحين خطوات مثيرة للجدل، أبرزها:

منع تصدير قطع غيار حساسة لمحركات الطائرات إلى الصين. تقييد وصول بكين إلى برامج تصميم الرقائق الإلكترونية. فرض قيود إضافية على شركة هواوي الصينية. الإعلان عن خطة لإلغاء تأشيرات طلاب صينيين الأسبوع الماضي.

وفي المقابل، ردّت بكين بغضب دبلوماسي على تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث في مؤتمر عسكري، وحذّر خلالها من أن الصين "تشكل تهديدا وشيكا لتايوان"، وهي الجزيرة التي تعتبرها الصين جزءًا من أراضيها.

غياب جدول زمني واضح للاتصال المباشر بين الزعيمين يُضعف فرص استقرار الهدنة التجارية (الأناضول) رد الصين.. الموقف ثابت

عند سؤال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان عن منشور ترامب، قال خلال مؤتمر صحفي دوري: "مبدأ الصين وموقفها من تطوير العلاقات الصينية-الأميركية ثابت ومتّسق".

إعلان

لكن بلومبيرغ أشارت إلى أن بكين لم تؤكد بعد أي خطط لإجراء مكالمة مباشرة بين الزعيمين، رغم أن البيت الأبيض أصر أكثر من مرة أن اتصالًا بين ترامب وشي "مرجّح" هذا الأسبوع.

المعادن النادرة تعرقل التفاهم

وبحسب ما نقلته بلومبيرغ عن كوري كومبس، رئيس أبحاث سلاسل الإمداد للمعادن الإستراتيجية في مؤسسة "تريفيم تشاينا"، فإن الخلاف الحالي يتمحور حول المعادن الأرضية النادرة، وهي عناصر أساسية في الصناعات الدفاعية والتقنية.

وقال كومبس "من الواضح أن الجانب الأميركي اعتقد أن بكين ستُزيل بالكامل شرط الحصول على الموافقة لتصدير تلك المعادن. لكن يبدو أن هذا لم يكن ما فهمته بكين من اتفاق جنيف".

وكان خفض الرسوم الأميركية الشهر الماضي مشروطًا بوقف القيود الصينية على تصدير المغناطيسات المصنوعة من هذه المعادن، إلا أن استمرار التحكم الصيني فيها دفع واشنطن إلى اتهام بكين بخرق الاتفاق.

ردود الفعل في الأسواق المالية

ورغم حساسية التصريحات، فقد كانت ردود الأسواق العالمية "فاترة"، وفق وصف بلومبيرغ. فقد قلّص مؤشر الأسهم الصينية المتداولة في بورصة هونغ كونغ مكاسبه إلى 0.5%، بينما انخفض مؤشر بلومبيرغ للدولار بنسبة طفيفة بلغت 0.1%. واستقرت عائدات سندات الخزانة الأميركية لأجَل 10 سنوات عند 4.45%، ما يعكس حالة ترقب أكثر من كونه قلقا حقيقيا في الأسواق.

وتؤكد بلومبيرغ أن الصين أظهرت مقاومة لافتة لأشدّ نظام تعريفي فرضته أميركا خلال قرن، وذلك بفضل برامج التحفيز الحكومية والإنفاق العام الضخم خلال الربع الأول من العام. لكن في المقابل، فإن قطاع التصنيع تراجع مؤخرًا، وأسعار العقارات واصلت الانخفاض، ما أثر على ثقة المستهلكين الذين ترتبط ثرواتهم بسوق العقارات.

ردود الأسواق العالمية على التصعيد الأخير اتسمت بالهدوء والترقب لا بالذعر (الفرنسية) المحادثة المباشرة

وفي تصريحات سابقة أدلى بها الجمعة الماضية من المكتب البيضاوي، عبّر ترامب عن رغبته في إجراء مكالمة هاتفية قريبة مع الرئيس الصيني، رغم اتهامه بكين بخرق جزء من اتفاق جنيف، وقال "أنا متأكد أنني سأتحدث مع الرئيس شي، وآمل أن نحل هذا الأمر".

إعلان

وألمح ترامب أيضًا إلى أنه مستعد لزيارة الصين بنفسه إن تطلب الأمر، رغم عدم وجود أي موعد معلن لمثل هذا اللقاء حتى الآن.

وبحسب بلومبيرغ، فإن تصريحات ترامب الأخيرة تكشف عن عمق الإحباط داخل إدارته من نهج شي جين بينغ، وتضع مستقبل الهدنة التجارية على المحك، خصوصًا في ظل غياب جدول زمني واضح للاتصالات المباشرة بين الزعيمين، وتصاعد المواجهة في ملفات التكنولوجيا، التأشيرات، والمعادن النادرة.

مقالات مشابهة

  • إعلام أمريكي: الصراع مع اليمنيون في البحر الأحمر استنزف الذخائر وأرهق الطواقم
  • الكونغو الديمقراطية: صندوق الأمم المتحدة لبناء السلام يكشف عن خطته للفترة 2025-2029
  • وحدة الطائرات الأردنية تحتفل في الكونغو
  • الجمهور المتغير والثابت.. سر الصراع الانتخابي
  • طلاب الكونغو يجلسون للامتحانات بموافقة الحكومة والمتمردين
  • الكرملين يعلّق على تصريحات ترامب بشأن "معركة الأطفال"
  • المعادن النادرة بين السياسة والصناعة.. كيف هزت الصين الأسواق العالمية؟
  • ترامب: سنتوصل لاتفاق مع الصين بشأن المعادن النادرة
  • ترامب يعتبر الرئيس الصيني صعبا في إبرام الصفقات
  • “الديمقراطية”: اغتيال الصحفيين في مستشفى المعمداني جريمة حرب تستوجب محاسبة دولية عاجلة