موقع 24:
2025-05-13@06:32:06 GMT

"حق الليلة".. الفرحُ إذ يغمرُ القلوب!

تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT

'حق الليلة'.. الفرحُ إذ يغمرُ القلوب!

منذ العام الفائت، وهي تسألني عن ليلة النصف من شعبان، تريدُ أن ترتدي فستانها التراثي، تتزينُ بالنقوش التي ترسم هويتها، وتمسكُ بالحقيبة القماشية الواسعة، كي تطوف من فرحٍ لآخرٍ، لتدخل بابَ سعادةٍ يفتحها على أبوابٍ متعددةٍ، جميعها زُينت بالحب، وطرزت بالكرم، تزدحمُ أمامها الأطفال رفقة الأمهات والآباء أو بمعية الخادمات اللواتي بِتنَ يتسابقن للحصول على الحلوى، وهن يضربن المفازات، فيما تدورُ أقداح القهوة والشاي المزدانة بالهيل والزعفران.


         كُنا في دبي، وكانت منطقة القوز الأولى مقصدنا. ارتدت ابنتي دانة قفطاناً مطرزاً بالورود، جلست في المقعد الأمامي، وكان شارع الشيخ زايد دربنا نحو البهجة.
         ما أن وصلنا القوز الأولى، إلا وبانت علائم السرور، فالأبواب مشرعةٌ والملابس التراثية الإماراتية ترتديها الفتيات والصبية الصغار، وكأنها نجومٌ تمشي على الأرض بأقدامٍ من نور.
         أحسستُ بماءٍ ينسابُ في داخلي، وأن شمساً قد أشرقت وعاد بي شعاعها إلى أكثر من أربعين خلت، حين كنت طفلاً أتقافز فرحاً وأنا أخرج محملاً بأكياس من المكسرات والفول السوداني والحلوى، التي كانت تغرف لنا من السلال في ليلة النصف من شعبان.
         هذه العودة إلى الذاكرة المحببة، الحضن الأول، أشعرتني بالأمان، ومنحتني سكينة أفتقدها منذ سنوات طويلة، وهو وإن كان شعوراً برقياً خاطفاً، إلا أن قوته امتدت معي لساعات، ليغمرني بأنفاسه الحميمة، ويبلسم روحي، ويخيط جراح الزمن ويغلقُ أفواهها.
         كُنا حينها نحمل أكياساً تراها تكاد تنفجرُ من ثُقل الهدايا، فكنا نعقدُ أثوابنا، ونصيرها حقائب، ونربطها حول الخصر، لتكون هي الأخرى كالهوادجِ تهجعُ فيها الأقمار!
         كانت ابنتي دانة تبتسم وهي تدخل من بيت لآخر في منطقة القوز الأولى بدبي، وهي التي لها من المدينة نصيب، فكلاهما دانتانِ، واحدة لأبيها، والثانية للدُنيا.
         الأهالي كانوا ودودين، غاية في اللطف، متوشحين بكرمِ أهل الإمارات وطيبة التقاليد ونقاء التراث، والفخر بالموروث الذي يتناقل جيلاً بعد جيل.
         حول دانة كانت زرافات من الأطفال والعائلات، من جنسيات وأعراق وأديان ومذاهب متنوعة، يجمعهم أمرٌ واحد: الفرح!
         هذه هي قوة التراث عندما يصير هوية جامعة، تنفتح على مختلف الثقافات فتجذبها إليه، وتجعلها مهتمة به، مقدرة له، معلية من شأنه، بل ومنخرطة فيه، وكأنها جزء منه.
         كنتُ أرى سحناتٍ مختلفة، أردية وملابس متنوعة، لغات عدة، وجميعهم وكأنهم موجُ بحر هادرٍ يداعب عتبات المنازل، فلا يسمع منها إلا أصوات الترحاب وترانيم السلام.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ليلة النصف من شعبان حق الليلة

إقرأ أيضاً:

إبراهيم نصر في ذكرى وفاته.. صاحب “زكية زكريا” الذي أسعد القلوب ورحل بهدوء (تقرير)

 

في مثل هذا اليوم، الاثنين 12 مايو، تحل ذكرى وفاة الفنان الكبير إبراهيم نصر، أحد رواد الكوميديا المصرية، والذي غيّبه الموت عام 2020 عن عمر ناهز 73 عامًا، بعد مشوار طويل من العطاء الفني رسم فيه البسمة على وجوه أجيال من المشاهدين.

 

من شبرا إلى القلوب

ولد إبراهيم نصر النخيلي في 18 أغسطس 1946 بحي شبرا العريق، لأسرة تنحدر أصولها من محافظة أسيوط، منذ صغره، لفت الأنظار بموهبته في تقليد الشخصيات، وبدأ خطواته الأولى فوق مسرح المدرسة، قبل أن يدرس الفلسفة بكلية الآداب ويتولى رئاسة فريق التمثيل الجامعي، محققًا جوائز عدة تقديرًا لموهبته الفذة.

الفنان القدير إبراهيم نصرخطوات فنية متعددة

بدأ مشواره كمونولوجيست، وشارك في برامج الأطفال، قبل أن يلفت الأنظار بأدائه المتميز في برنامج “عزيزي المشاهد” مع الإعلامية أماني ناشد، ومن هنا انطلقت رحلته مع التلفزيون والدراما والمسرح، حيث شارك في مسلسلات مثل “الزمن المر” و”حكاية لها العجب”، إلى جانب عدد من المسرحيات المميزة.

 

“الكاميرا الخفية”.. علامة مميزة

لكن الاسم الحقيقي الذي التصق بإبراهيم نصر كان “زكية زكريا”، الشخصية التي قدّمها في برنامج “الكاميرا الخفية” خلال التسعينيات، وحققت جماهيرية جارفة، خاصة مع عرضه في شهر رمضان، لتصبح جزءًا من ذاكرة المصريين الرمضانية.

برنامج الكاميرا الخفية لإبراهيم نصرعلى شاشة السينما

لم تقتصر مسيرة نصر على الكوميديا التلفزيونية، بل امتدت إلى السينما، حيث شارك في أفلام حققت نجاحًا كبيرًا، منها:
• “شمس الزناتي” مع عادل إمام (1991)
• “إكس لارج” مع أحمد حلمي (2011)
• “الكهف” مع ماجد المصري (2018)

كما كانت له بصمات مسرحية من خلال عروض مثل “أهلا يا دكتور” و”زكية زكريا والعصابة المفترية”.

 

وداع صامت.. وذكرى لا تُنسى

رحل إبراهيم نصر في هدوء صباح يوم 12 مايو 2020، وتم تشييع جثمانه من كنيسة المرقسية القديمة، ليدفن في مقابر العائلة بالعباسية. إلا أن إرثه من الضحك والفرح لا يزال حاضرًا في ذاكرة محبيه، وحلقات “زكية زكريا” ما زالت تُشاهد على نطاق واسع عبر الإنترنت.

 

فنان من طراز خاص

كان إبراهيم نصر ممثلًا استثنائيًا جمع بين العفوية والذكاء في الأداء، وتمكن من أن يخلق لنفسه مدرسة خاصة في الكوميديا، جعلته من أبرز نجوم هذا الفن في مصر والعالم العربي. ورغم غيابه، يبقى صوته وضحكته وشخصياته حاضرة في كل بيت.

مقالات مشابهة

  • أميركا في المراتب الأولى بين أكبر الدول التي تستثمر في السعودية
  • عملوا برومو قبل الفرح .. تفاصيل مثيرة في عقد قران عبير الصغير | شاهد
  • إبراهيم نصر في ذكرى وفاته.. صاحب “زكية زكريا” الذي أسعد القلوب ورحل بهدوء (تقرير)
  • عالم أزهري: تعلُّق القلوب بالله هو النجاة في الأزمات
  • الليلة.. ظاهرة قمر الحليب تزين السماء
  • ملكة البساطة.. نانسي عجرم تخطف القلوب بإطلالة ساحرة وسط الطبيعة (صور)
  • فوزاي يسرق القلوب والنقانق.. كلب كورجي بوليسي يشعل مواقع التواصل في الصين
  • معنية برعاية الأيتام.. مساع حكومية للوصول الى 100 مدرسة في الأعوام المقبلة
  • علي جمعة: القلوب القاسية قد تنفجر منها ينابيع الرحمة
  • نشرة منتصف الليل| مشروع اقتصادي للأسر الأولى بالرعاية.. والإحصاء تكشف عدد الأسر التي تعيش في الإيجار القديم