في إطار تنفيذ استراتيجية وزارة السياحة والآثار والتي يرتكز أحد محاورها على بناء قدرات ورفع كفاءة العاملين بقطاع السياحة والآثار، نظمت وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني فعالية بمناسبة الانتهاء من تدريب أكثر من 150 من العاملين بالوزارة والهيئات التابعة لها على اللغة الإنجليزية خلال الفترة من نوفمبر 2023 وحتى ديسمبر 2024 والذي نظمته الوزارة ممثلة في وحدة تنمية الموارد البشرية والتدريب ورفع الكفاءة بمكتب الوزير بالتعاون مع المجلس وبالتنسيق مع جمعية استكشاف مصر.

وتأتي هذه الفعالية بهدف تعزيز الشراكة والتعاون القائم والمستقبلي بين وزارة السياحة والآثار والمجلس الثقافي البريطاني وبالتنسيق مع جمعية استكشاف مصر من خلال تقديم دورات تدريبية للعاملين بالوزارة والهيئات التابعة لها لدراسة اللغة الإنجليزية بصفة عامة لاسيما المتخصصة في مجال العمل الأثري.

وقد قام بتكريم المتدربين وتسليمهم شهادات اجتيازهم البرنامج التدريبي، الأستاذة يمنى البحار نائب وزير السياحة والآثار، والدكتور محمد إسماعيل خالد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، والدكتور هشام الليثي رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، والدكتور أحمد رحيمه معاون الوزير لتنمية الموارد البشرية والمشرف العام على وحدة التدريب المركزي بمكتب الوزير، والدكتور عصام ناجي مدير مكتب القاهرة لجمعية استكشاف مصر، والدكتورة دنيا حسن نائب مدير المجلس الثقافي البريطاني في مصر، والأستاذة إيمان ضياء مديرة إدارة التميز والتدريب بالمجلس الثقافي على المستوى الإقليمي، والسيد kevin Maclaven مدير مراكز التدريب بالمجلس الثقافي البريطاني في أفريقيا والشرق الأوسط.

وخلال الفعالية، ألقت الأستاذة يمنى البحار كلمة استهلتها بنقل تحيات السيد شريف فتحي وزير السياحة والآثار وتهنئته للسادة المشاركين في هذا البرنامج التدريبي، مشيدة بالتعاون القائم بين المجلس الثقافي البريطاني والوزارة.

كما توجهت بالتهنئة للمشاركين في هذا البرنامج التدريبي على اجتيازهم له بتميز، مؤكدة على أهمية قيامهم بالاستمرار في بذل الجهود لضمان استمرارية عملية تطوير مهاراتهم اللغوية، مثمنة على مدى التزامهم في البرنامج ورغبتهم في تحقيق أقصى استفادة منه مما شجع المدربين على أداء مهامهم التعليمية على أكمل وجه، معربة عن التطلع لاستمرار هذا التعاون المثمر.

وأشارت إلى أن ملف التدريب من الملفات ذات الأولوية بالنسبة للوزارة حيث يمثل أحد محاور استراتيجية الوزارة الحالية، مؤكدة على حرص السيد الوزير على تقديم أفضل البرامج التدريبية للعاملين بالوزارة والهيئات التابعة بما يساهم في تنمية مهاراتهم.

وأشار الدكتور محمد إسماعيل خالد، خلال كلمته التي ألقاها بالفعالية، إلى اهتمام الوزارة بتنظيم برامج تدريبية لكافة العاملين بها وبالهيئات التابعة لها، مؤكداً على أن بناء قدرات العاملين في كافة المجالات لاسيما اللغات يعد خطوة هامة لرفع كفاءة وجودة العمل، لافتاً إلى أن تعلم اللغات أصبح من أهم المهارات لتنمية قدرات العنصر البشري.

وأوضح أن الوزارة ممثلة في المجلس الأعلى للآثار، تتعاون مع العديد من مراكز ومعاهد اللغات لتأهيل كافة العاملين على تعلم مختلف اللغات، متوجهاً بالشكر للمجلس الثقافي البريطاني على هذا التعاون المثمر متمنياً للجميع التوفيق، مشيداً بحرص المشاركين بالتدريب على تحقيق أقصى استفاده منه.

ومن جانبه، ألقى الدكتور أحمد رحيمه كلمة أكد خلالها على أهمية البرامج التدريبية التي تنظمها الوزارة، لافتاً إلى أنه تم التعاون مع المجلس الثقافي البريطاني لتنظيم مجموعة من البرامج التدريبية، معرباً عن أمله في استكمال هذه البرامج خلال الفترة القادمة.

كما أوضح أن هناك تعاون قائم بين الوزارة والمجلس منذ عام 2019، تم خلالها تدريب ما يزيد عن 300 من العاملين بالوزارة والهيئات التابعة لها، لافتاً إلى أنه تم اليوم تسليم الشهادات لعدد 115 متدرب.

كما أشار إلى منحة الاقتصاد الابداعي وصياغة السياسات والتي تم تنفيذها بالتنسيق بين المجلس الثقافي البريطاني ووحدة تنمية الموارد البشرية والتدريب ورفع الكفاءة ووحدة التدريب المركزي بمكتب الوزير والتي استهدفت تدريب عدد من السادة شاغلي الوظائف القيادية ووظائف الإدارة الإشرافية بالوزارة والهيئات التابعة.

كما ألقت دنيا حسن كلمة استهلتها بالترحيب بالحضور، مشيرة إلى أن الشراكة بين المجلس الثقافي البريطاني ووزارة السياحة والآثار متميزة معربة عن التطلع لاستمرار هذه الشراكة، وسعادتها بإشادة المدرسين بأداء المشاركين في هذا البرنامج التدريبي والتزامهم في الحضور والتعلم.

وخلال كلمته، أشار الدكتور عصام ناجي إلى حرص جمعية استكشاف مصر، في ضوء تعاونها مع المجلس الأعلى للآثار، على تقديم برامج تدريبية للعاملين في مجال الآثار لتنمية مهاراتهم سواء في اللغة الانجليزية من خلال المجلس الثقافي البريطاني أو برامج تدريبية فنية متخصصة في مجال العمل الأثري والتي تقوم الجمعية بتنظيمها بالتنسيق مع إدارات التدريب بوزارة السياحة والآثار.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: السياحة وزارة السياحة والآثار السياحة والآثار المزيد بالوزارة والهیئات التابعة المجلس الثقافی البریطانی البرنامج التدریبی السیاحة والآثار الأعلى للآثار التابعة لها استکشاف مصر مع المجلس إلى أن

إقرأ أيضاً:

الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية

ترجمة - بدر بن خميس الظفري -

كمراقب لأنظمة الحكم الديمقراطية ومحامٍ دستوري في بريطانيا، أتابع بقلق متزايد ما تشهده كثير من الدول الغربية من بوادر انهيار ديمقراطي. قد لا تكون هذه البلدان قد وصلت إلى مستوى فنزويلا أو بيرو أو المجر أو تركيا أو روسيا، لكن ما يحدث فيها يوضح كيف تموت الديمقراطية بصمت، لا بضجيج. لا دبابات تجتاح الشوارع ولا حشود غاضبة تملأ الساحات، لكن ما يجعل الديمقراطية حية تتلاشى ببطء، وغالبًا بدعم جماهيري كبير. هذه الدول ما زالت تقيم انتخابات، وتملك برلمانات ومحاكم، لكن الإطار المؤسسي القائم يخلو من الروح؛ لأن الثقافة السياسية التي تغذيه قد انهارت.

الولايات المتحدة، اليوم، مهددة بأن تُدرج في هذه القائمة. مؤسساتها ما زالت تعمل، رغم التوترات المتزايدة بينها، غير أن التدهور في ثقافتها السياسية مثير للقلق. ويشترك هذا الوضع مع كثير من الديمقراطيات الغربية الأخرى التي تعاني تحت وطأة توقعات متزايدة وغير واقعية من الدولة، يفرضها الناخبون.

الديمقراطية آلية دستورية للحكم الذاتي الجماعي، يُناط فيها اتخاذ القرار بأشخاص يقبل بهم غالبية الناس، وتُقيد سلطاتهم ويُسحب تفويضهم متى اقتضى الأمر. لكن الديمقراطية لا تقوم على المؤسسات وحدها، بل على ثقافة متجذرة في سلوك السياسيين والمواطنين. إنها تتطلب استعدادًا لاختيار حلول يستطيع معظم الناس التعايش معها، وتفرض أعرافًا تحد من الاستعمال التعسفي أو الانتقامي أو القمعي للسلطة، حتى عندما يكون قانونيًا. والأهم من ذلك، أنها تتطلب أن يُنظر إلى الخصوم السياسيين كمواطنين شركاء في الوطن، لا كأعداء يجب سحقهم.

ومن هنا تبرز خطورة دونالد ترامب، الذي يُجسد ثلاث سمات كلاسيكية للأنظمة الاستبدادية هي الزعامة الكاريزمية المحاطة بعبادة شخصية، والخلط بين الدولة وذاته، والرفض التام لشرعية المعارضة أو الاختلاف. والنتيجة هي استبدال حكم القانون بحكم قائم على الأهواء، وهو ما كان المؤسسون الأوائل للولايات المتحدة يعتبرونه الخطر الأكبر على الديمقراطية.

ترامب استخدم سلطاته العامة لتصفية حسابات شخصية. استهدف مكاتب محاماة مثلت خصومه، وحرم شخصيات عامة من الحماية الأمنية، وهاجم مؤسسات ثقافية مثل جامعة هارفرد ومركز كينيدي لأنها لا تتماشى مع أجندته الشخصية. حتى المادة الثانية من الدستور، التي تلزم الرئيس بتنفيذ القوانين بأمانة، باتت مرهونة بمزاجه. فقد وجّه وزارة العدل بعدم تطبيق قوانين صادق عليها الكونجرس، مثل قانون الممارسات الأجنبية الفاسدة، وقلّص أو أوقف برامج خُصصت لها أموال اتحادية، وهدد حكام الولايات بقطع الدعم عنهم ما لم ينصاعوا له.

قد نمتلك نحن المراقبين من الخارج رفاهية المتابعة من مسافة، لكن علينا أيضًا التأمل في هشاشة ديمقراطياتنا. ما يحدث في الولايات المتحدة هو أزمة توقعات، شبيهة بما تمر به كثير من الدول المتقدمة. ففي استطلاع رأي أُجري في بريطانيا عام 2019، أعرب أكثر من نصف المشاركين عن تأييدهم لفكرة أن بلادهم «بحاجة إلى قائد قوي مستعد لكسر القواعد».

شهدت أوروبا ارتفاعًا في الدعم الانتخابي لشخصيات سلطوية بشكل علني، كمارين لوبان في فرنسا، ويورغ هايدر في النمسا، وفيكتور أوربان في المجر، وقيادات حزب البديل لأجل ألمانيا. الأسباب معقدة، لكن أبرزها أن الناس باتوا يتوقعون من الدولة أشياء تفوق قدرتها، ويزداد نفورهم من المخاطرة. في بعض الأحيان، تتحقق هذه التوقعات على حساب قيم مهمة أخرى. وتحديدًا، يعلّق الناخبون آمالهم الكبرى على أن تحميهم الدولة من التقلبات الاقتصادية القاسية.

نحن نطلب من الدولة الحماية من كل الأخطار التي تحفل بها الحياة مثل فقدان الوظيفة والفقر والكوارث الطبيعية والمرض والفقر والحوادث. وهذا نابع جزئيًا من التقدم الهائل في القدرات التقنية للإنسانية منذ القرن التاسع عشر. وبات الناس يطالبون الدولة بحلول لكل أزمة، وإذا لم يجدوا هذه الحلول، رموا بفشلهم على الحكومة.

وعندما تخيب هذه التوقعات، يلوم الناس النظام بأسره، أو ما يسمى بـ«الدولة العميقة». في غياب الثقافة الديمقراطية، يتجه الناس تلقائيًا نحو «الزعيم القوي»، ويخدعون أنفسهم بأن هذا الزعيم سينجز ما عجز الآخرون عنه.

الولايات المتحدة تقدم مثالًا فريدًا. لقد نعمت بما يقارب 150 عامًا من الحظ السعيد والاستقرار النسبي، لكن هذا الحظ قد ينتهي الآن، مع صعود قوى اقتصادية مثل الهند والصين. المهارات التقليدية باتت عديمة القيمة في الاقتصادات مرتفعة الأجور، مع انتقال الثروة نحو صناعات التكنولوجيا المتقدمة، ما أضر بدخول من اعتمدوا على التصنيع والزراعة والصناعات الاستخراجية. وحتى في المجالات التكنولوجية التي لا تزال أمريكا تتفوق فيها، فإن الفجوة بدأت تضيق.

هذه المشكلات لا تخص أمريكا وحدها. أوروبا تعاني منها أكثر، وتوقعاتها من الدولة أعلى. لكن فقدان الأمل لحظة خطرة في حياة أي ديمقراطية. خيبة الأمل من وعود التقدم كانت أحد أسباب الأزمة الأوروبية الكبرى التي بدأت في 1914 وانتهت في 1945.

والمفارقة أن التاريخ يعلّمنا أن الزعماء الأقوياء لا يحققون شيئًا في نهاية المطاف.

ربما يرضون غرور بعض الناس لفترة، لكن بثمن باهظ. غالبًا ما يلتصق هؤلاء بحلول مبسّطة لمشكلات معقدة، ويركزون السلطة في أيدي قلة، دون تخطيط أو بحث أو مشورة. ويحيطون أنفسهم بالموالين بدل الحكماء، وبالمتملقين بدل المستشارين، ويضعون مصالحهم فوق المصلحة العامة. وهذه وصفة للفوضى والانهيار السياسي والانقسام المجتمعي.

إذا استمر الأمريكيون في انتخاب شخصيات سلطوية ومن يروّجون لها إلى الكونجرس، فلن تصمد الديمقراطية. لكن هذا ليس قدرًا محتومًا بعد.

كان الآباء المؤسسون للولايات المتحدة يدركون تمامًا أن الديمقراطية تعتمد على الثقافة، وأنها هشة. كتب الرئيس الثاني للبلاد، جون آدامز، وهو في شيخوخته، أن الديمقراطية، مثل غيرها من أنظمة الحكم، معرضة لأهواء الغرور والطمع والطموح، بل إنها أكثر تقلبًا منها. وخلص إلى أن «لا ديمقراطية في التاريخ إلا وانتهت بالانتحار».

ولذا، صمّم المؤسسون «حكمًا يقوم على القوانين لا على الأشخاص». حكمًا يقوم على مبادئ عقلانية مطبقة باستمرار، لا على أهواء رجال يتحكمون بمصير الدولة. فالحكم القائم على الأشخاص دعوة لحكم الاستبداد، تغذّيه نزوات الغرور والجشع والطموح.

عرفت أمريكا ديماغوجيين في تاريخها، لكنها كانت حتى الآن قادرة على إقصائهم. فقد كانت الأحزاب السياسية تحترم النظام الديمقراطي بما يكفي لقطع الطريق عليهم.

ولا يزال الأمل قائمًا في أن يقتنع الناخبون، بعد تجربة الحكم الفردي، بضرورة العودة إلى الإرث الديمقراطي الحقيقي للولايات المتحدة، وإلى السعي الجاد لجعلها - عظيمة حقًا - من جديد.

جوناثان سمبشن قاض سابق في المحكمة العليا البريطانية ومؤلف كتاب «تحديات الديمقراطية وسيادة القانون».

خدمة نيويورك تايمز

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية بقطاعي السياحة والآثار
  • رئيس الوزراء يستعرض الفرص الاستثمارية في السياحة والآثار
  • وفاة الروائي البريطاني الشهير فريدريك فورسايث عن عمر يناهز 86 عامًا
  • مخاوف في إسبانيا من فقدان استضافة نهائي مونديال 2030 بعد التحالف المغربي البريطاني لتطوير الملاعب والبنية التحتية
  • السياحة والآثار: تفويج 28 رحلة جوية تحمل على متنها 2200 حاج حتى الآن
  • السياحة والآثار: نتابع عمليات تفويج الحجاج.. وعودة 2200 حاج حتى الآن
  • وزارة السياحة والآثار:استمرار انطلاق رحلات عودة حجاج السياحة المصريين لعام 1446هـ إلى أرض الوطن من مطار جدة
  • «الدفاع الليبية» تؤكد استقرار الوضع الأمني في طرابلس
  • الانحدار الثقافي في الولايات المتحدة يهدد مستقبل الديمقراطية
  • وزير “الشؤون الإسلامية” يستقبل رئيس المجلس الإسلامي في ملاوي