أبوظبي/وام
أكد حامد الزعابي، الأمين العام ونائب رئيس اللجنة الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل التنظيمات غير المشروعة، أهمية دور القطاع الخاص في الدولة، في إنجاز التقييم الوطني للمخاطر، والذي تجلى من خلال تقديم أكثر من 8000 استبيان، عكست تفاعل هذا القطاع بصورة فاعلة مع المخاطر المتعلقة بغسل الأموال وتمويل الإرهاب، ما أسهم في زيادة الوعي المجتمعي في هذا المجال، لافتاً إلى أن التقارير المرفوعة من المؤسسات المالية وغير المالية والقطاع الخاص شهدت في عام 2024 الماضي زيادة بنسبة 26%، الأمر الذي عكس تعزيز الفهم الجماعي لهذه المخاطر.


وقال، إن التقييم الوطني للمخاطر أسفر عن تعديلات قانونية مهمة، أبرزها تحديث قانون غسل الأموال في عام 2024 ليواكب التطورات الحاصلة في أنواع الجرائم المالية، مشيراً إلى أن الأصول الافتراضية تعدّ من المخاطر العالية على مستوى العالم، وأن الإمارات تواصل تحسين أداء القطاع المالي بفضل الفهم العميق والشامل لهذه المخاطر، ما يُسهم في تعزيز قدرتها على المواكبة والتفاعل مع التحديات المالية المستقبلية.
وأضاف أن التقييم السابق لعب دوراً كبيراً في دفع عجلة التقدم في عام 2024، وأسفر عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمواجهة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب وتمويل انتشار التسلح للأعوام 2024-2027، التي تتضمن 11 هدفاً رئيسياً و200 هدف فرعي، بالإضافة إلى أكثر من 1000 مبادرة لتحقيق أهدافها بحلول عام 2027، ما يرسخ ريادة دولة الإمارات في هذا المجال على مستوى العالم، مشدداً على حرص الدولة على تحديث التشريعات والسياسات الوطنية بما يوازي أعلى المعايير العالمية، وبما يعكس استعدادها وجاهزيتها للتقييم المتبادل مع مجموعة العمل المالي «فاتف»، الذي يبدأ نهاية العام الجاري.
ونوّه الزعابي بأن هذه الجهود مكّنت من إصدار السياسات والتشريعات بصورة مستمرة، وبما يُسهم في الحفاظ على استقرار النظام المالي الوطني والعالمي، مؤكداً أن دولة الإمارات تواكب أحدث التطورات والتحديات، وتواصل تعزيز مكانتها الرائدة على الساحة العالمية في مجال مكافحة الجرائم المالية والاقتصادية.
وشدد على أن الاستراتيجية لا تقتصر على الجوانب التشريعية فحسب، بل تتعداها لتشمل جميع الأبعاد الاقتصادية والأمنية والإعلامية، إضافة إلى تعزيز بناء القدرات الوطنية بفضل الكوادر الإماراتية التي تمّ تعيينها في اللجنة الوطنية والجهات الرقابية والقانونية والأمنية، ما يفتح آفاقاً واعدة للكوادر الوطنية في القطاع الخاص.
ولفت إلى أن تحديثاً لتقييم الوطني للمخاطر، تمّ بالشراكة مع مجموعة البنك الدولي وبمنهجية معتمدة من مجموعة العمل المالي «فاتف»، وأسفر عن نتائج استثنائية تمثلت في تحديد التحديات والفرص التي تمّ تحويلها إلى خطط عمل مستدامة، تشمل جميع القطاعات الحساسة مثل القطاع المالي، وقطاع الأصول الافتراضية، والمنظمات غير الربحية.
وحول دور الإمارات كنائب لرئيس مجموعة العمل المالي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا «مينافاتف» في 2025، أكد أن الدولة تلعب دوراً محورياً وريادياً في تقديم المبادرات الفنية لدول المنطقة، فضلاً عن الإسهام الفاعل في ورش التدريب وتبادل الخبرات، وهو ما يُسهم في دعم جهود تلك الدول للاستعداد لعمليات التقييم وفق المنهجية المحدثة لـ«فاتف».
وشدد على أن دولة الإمارات تواصل لعب دور محوري في التصدي للجرائم المالية العالمية، بما في ذلك جرائم المخدرات والاحتيال المالي، عبر تدابير احترازية صارمة، لافتاً في هذا الصدد إلى عقد اجتماعات مع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا لمناقشة خطط عالمية لمكافحة هذه الجرائم، وأنه سيتم قريباً عقد اجتماعات مع الاتحاد الأوروبي وعدد من الدول الأخرى لمواصلة تعزيز هذه الجهود.
وأعاد حامد الزعابي، التأكيد على أن الإمارات تواصل البناء على مكانتها كداعم رئيسي للاستقرار المالي والاقتصادي على المستوى الدولي، وتضع بصمتها المميزة في مجال مكافحة الجرائم المالية عبر الابتكار المستمر والتعاون الدولي، وأنها تواصل العمل على تحقيق الأمن الاقتصادي والمالي في المنطقة والعالم، من خلال تدابير وقائية شاملة تضمن بيئة مستقرة وآمنة للجميع.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: تسجيل الدخول تسجيل الدخول فيديوهات الإمارات غسيل الأموال القطاع الخاص غسل الأموال

إقرأ أيضاً:

قيادي بحماس : هدفنا وقف مذبحة غزة .. والوحدة الوطنية ضرورة لمواجهة المؤامرات

وجّه أبو بكر الأسدي، عضو القيادة السياسية بحركة حماس، تحية إجلال إلى "الشعب الفلسطيني الصامد" مشيدًا بمقاومة أهل غزة والضفة التي تحملت "جرائم الاحتلال أمام مرأى العالم"، وقال الأسدي إن شعب غزة لم يرفع الراية البيضاء رغم الضغوط، مؤكداً أن "المطلوب خروج الاحتلال من أرضنا، فبدون الشعب لن نحقق شيئًا".

مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: اتفاق شرم الشيخ بشأن إنهاء الحرب في غزة اتفق عليه الجميعسفير فلسطين السابق : موقف مصر الصخرة التي تحطمت عليها مخططات التهجير

وشرح الأسدي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "يحدث في مصر"، مع الاعلامي شريف عامر، المذاع على قناة إم بي سي مصر، أن الهدف من الاتفاق هو "وقف المذبحة وإيقاف عملية التصفية الفلسطينية"، مشدداً على أن تنفيذ هذا الهدف يمرّ عبر الإجماع الفلسطيني وأنهاء مخاطر ما وصفه بـ"مشروع صفقة القرن".

ترميم البيت الفلسطيني

واختتم أبو بكر الاسدي بالتشديد على "الوحدة الوطنية" كخيار استراتيجي لمواجهة ما أطلق عليه المؤامرات، داعياً إلى ترميم البيت الفلسطيني وتوحيد الصفوف لتعزيز المقومات الداخلية لمواجهة التحديات المقبلة.

طباعة شارك فلسطين الشعب الفلسطيني أبو بكر الأسدي حماس حركة حماس الاحتلال

مقالات مشابهة

  • ندوة بمحافظة مسندم تناقش دور العمل التطوعي في تعزيز الهوية الوطنية
  • مكتوم بن محمد يعتمد استراتيجية القطاع المالي في دبي
  • الإمارات تواصل جهودها الإغاثية في غزة .. “الفارس الشهم 3” تقدّم 21 صهريجا لمواجهة شح المياه
  • الري:مصر عملت دائماً على تعزيز التعاون الدولى لمواجهة التحديات العالمية في المياه
  • المشاط: «السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية» تتجاوز الإصلاح المالي والنقدي
  • المشاط: آلية ضمانات الاستثمار جزء من جهود متكاملة ضمن السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية
  • وزير المالية: الاقتصاد بدأ «يَشم نَفسه ويتحسن».. والقطاع الخاص يتحرك بقوة
  • حماس: هدفنا وقف مذبحة غزة .. والوحدة الوطنية ضرورة لمواجهة المؤامرات
  • قيادي بحماس : هدفنا وقف مذبحة غزة .. والوحدة الوطنية ضرورة لمواجهة المؤامرات
  • المصرف المركزي يبحث مع البنوك آليات تعزيز تنافسية القطاع المالي